بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
ذلك قلنا إنّ الطائفتين تهدف كل منهما إلىقصّة خاصة، و ضمير الفاعل يرجع إلى النبي،و ضمير المفعول لجبرئيل و النزلة نزولجبرئيل إليه ليعرج به إلى السموات.14 ـ (عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهَى) و هوظرف للرؤية، لا للنزلة و المراد برؤيتهرؤيته و هو في صورته الأصليّة، و المعنىأنّه نزل عليه نزلة اُخرى، و عرج به إلىالسماوات، و رآه النبي عند سدرة المنتهى وهو في صورته الأصليّة، و السدر شجر معروف والتاء للوحدة، و المتنهى كأنّه إسم مكان،و لعلّ المراد به منتهى السماوات بدليلأنّ جنّة المأوى عنده و الجنّة في السماء،فينتج إنّ سدرة المنتهى في السماء، و أمّاكون الجنّة في السماء فبدليل قوله: (وَ فِىالسَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَ مَاتُوعَدُونَ) (الذاريات/22) و أمّا ما هوالمراد من تلك الشجرة فليس في كلامهسبحانه ما يفسّره، و يؤيّده قوله: (إِذْيَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى) وسيوافيك تفسيره.15 ـ (عِنْدَهَا جَنَّةُ المَأْوَى) والمراد هي جنّة الآخرة التي يأوى إليهاالمؤمنون. قال تعالى: (فَلَهُمْ جَنَّاتُالمَأْوَى نُزُولاً بِمَا كَانُوايَعْمَلُونَ) (السجدة/19). و هي أيضاً فيالسماء على ما دلّ عليه قوله: (و في السماءرزقكم و ما توعدون).16 ـ (إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَايَغْشَى) غشيان الشيء الإحاطة به، و ماموصولة والمعنى إذ يحيط بالسدرة ما يحيطبها، و قدأبهم اللّه تعالى حقيقة تلكالشجرة كما أبهم ما يغشاها.17 ـ (مَا زَاغَ البَصَرُ وَ مَا طَغَى) زيغالبصر إدراكه المبصر على غير ما هو عليه، وطغيانه إدراكه مالاحقيقة له، و المرادبالبصر بصر النبي، والمعنى أنّه لم يبصرما أبصره على غير صفته الحقيقة، و لاأبصرما لاحقيقة له بل أبصر إبصاراً لايشوبهالخطأ.و قال العلاّمة الطباطبائي: إنّ المرادبالإبصار رؤيته بقلبه لابجارحة العين،فإنّ المراد بهذا الإبصار ما يعنيه بقوله:(وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً اُخْرَى)المشير إلى مماثلة هذه