مجادلة أهل الكتاب
كانت بيئة مكّة قاعدة للشرك و المشركين ولم يكن هناك حبر و لاراهب، بل و لايهودي ولانصراني إلاّ شرذمة قليلة لاتتجاوز عددالأصابع من أمثال ورقة بن نوفل، و عثمان بنحويرث اللّذين تنصّرا قبل الإسلام، و كانتقريش تغط في الكفر و الشرك إلاّ اُناس قليلالمقتفين أثر الخليل المسمّين بالأحناف(1).إنّ ما ورد من الآيات حول جدال أهل الكتابمع النبي، آيات مدنية تناثر ذكرها فيالسور الطوال كالبقرة و آل عمران و غيرهما.كان الجدال محتدماً على قدم و ساق فيالفترة التي كانت القبائل الثلاث مقيمة فيالمدينة، و بعد ما اُزيلوا عنها اُخمدتنار فتنتهم، و كان أكثر ما جادلوا فيه مايرجع إلى النبي و علائمه في العهدين، ولسنا في هذا المقام بصدد نقل كل حوار1. السيرة النبويّة: ج1 ص222ـ224.