إنّ التوحيد في العبادة هو الأصل المشتركالذي قام عليه صرح الشرائع السماوية، و منالعجب إنّ أهل الكتاب الذي يضفون علىأنفسهم أنّهم من أنصار لواء التوحيد،قدإنحرفوا عن هذا الأصل الأصيل، فعاديتّخذ بعضهم بعضاً أرباباً من دون اللّه،فجاء الوحي يدعوهم إلى العودة إلى هذاالأصل، و الإنضواء تحت رايته الخفّاقة،قال سبحانه:(قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَواإِلَى كَلِمَة سَواء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّاللّهَ وَلاَنُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَيَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاًأَرْباباً مِنْ دُونِ اللّهِ فإنْتَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوابِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (آل عمران/64).و لأجل إيقاف القارئ على نماذج من إنحرافاليهودو النصارى عن هذا الأصل المشترك علىأبعاده المختلفة(التوحيد في العبادة ـالتوحيد في الربوبية...) نذكر بعض عقائدهمالخرافية حسبما ورد في القرآن الكريم.
الإعتقاد بمبدأ البنوّة للباري جلّ و علا:
و قد تمخّض الانحراف عن أصل التوحيد، وبلغ الذروة حيث إتّخذوا للّه ابناً باسمعزير و المسيح و هم يضاهئون بذلك قولالكافرين، و إليه الإشارة في قوله عزّ وجلّ: (وَ قَالَتْ اليَهُودُ عُزَيْزٌابْنُ اللّهِ وَ قَالَتِ النَّصَارَىالمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذِلِكَقَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْيُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوامِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّىيُؤْفَكُونَ) (التوية/30).