9 ـ كتمان الحقائق:
سأل معاذبن جبل، و سعد بن معاذ، و خارجة بنزيد، نفراً من أحبار اليهود عن بعض ما فيالتوراة، فكتموهم و أبوا أن يخبروهم عنه،فأنزل اللّه تعالى فيهم: (إِنَّالَّذِينَيَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَالبَيِّنَاتِ وَ الهُدَى مِنْ بَعْدِ مَابَيَّنَاهُ لِلنَّاسِ فِى الكِتَابِاُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ) (البقرة/159)(1).و لو أنّ أحبار اليهود مثل كعب بن الأشرف وكعب بن أسد و ابن صوريا وغيرهم من علماءالنصارى بيّنوا للناس ما ورد في التوراة والإنجيل من أوصافه (صلّى الله عليه وآلهوسلّم) لعمّ الإسلام شرق العالم و غربه ويا للأسف رجّحوا الإحتفاظ بمناصبهم علىثواب الآخرة.10 ـ النبيّ الأكرم و بيت المدارس:
دخل رسول اللّه (صلّى الله عليه وآلهوسلّم) بيت المدارس(2) على جماعة من اليهودفدعاهم إلى اللّه، فقال لهم النعمان بنعمرو و الحارث بن زيد على أي دين أنت يامحمد؟ قال على ملّة إبراهيم و دينه، قال:فإنّ إبراهيم كان يهوديّاً. فقال لهمارسول اللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم)فهلمّا إلى التوراة فهي بيننا و بينكم.فأبيا عليه، فأنزل اللّه تعالى فيهما:(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ اُوتُوانَصِيباً مِنَ الكِتَابِ يُدْعَونَ إِلَىكِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مَعْرِضُونَ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّأَيَّاماً مَعْدُودات وَ غَرَّهُمْ فِىدِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ)(آلعمران/23و24).و قد رووا أنّ أحبار اليهود و نصارى نجرانإجتمعوا عند رسول اللّه، فقالت الأحبار:ما كان إبراهيم إلاّ يهوديّاً، و قالتالنصارى من أهل نجران: ما كان إبراهيم1. السيرة النبوية: ج1 ص551.2. بيت المدارس: هو بيت اليهود يتدارسونفيه كتابهم.