إنتقال الرّسول إلى مكان قريب من بدر
و لمّا وقف الرّسول على أنّ الأنصارمستعدّون للحرب و القتال، و أنّ حربهم وقتالهم عن رغبة و رضى، ارتحل الرّسول من«ذفران» و قطع منازل حتّى نزل قريباً من«وادي بدر»، فركب هو (صلّى الله عليه وآلهوسلّم) و رجل من أصحابه يتعرّفان أخبارقريش، فوقف (صلّى الله عليه وآله وسلّم)على شيخ في المنطقة، فسأله عن قريش و عنمحمّد و أصحابه.قال الشيخ: إنّه بلغني أنّ محمّداً وأصحابه خرجوا يوم كذا و كذا، فإن كان الذّيأخبرني صدق، فهم اليوم بمكان كذا وكذا(فسمّى المكان الّذي به رسول اللّه)، وبلغني أنّ قريشاً خرجوا يوم كذا و كذا، فإنكان الّذي أخبرني صدق، فهم اليوم في مكانكذا و كذا (فسمّى المكان الّذي فيه قريش);ثم انصرف. فلمّا أمسى بعث علي بن أبي طالبمع غيره يلتمسون الخبر له، فأصابواراوية(1) لقريش، و عليها غلامان لهم، فأتوابهما فسألوهما، فقالا: نحن سقاة قريشبعثونا نسقيهم من الماء و هؤلاء وراء هذاالكثيب; فقال لهما رسول اللّه: كم القوم؟قالا: كثير، قال: ما1. الإبل التي يستقي عليها الماء.