بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
و العرب في اُمّ القرى و ما حولها كانتاُمّيّة لاتقرأ و لاتكتب، و قدنشأ النبيّبينهم، و يؤيّد ذلكَ ما ذكره الإمامالبلاذري في «فتوح البلدان» حيث أتىبأسماء الذين كانوا عارفين بالقراءة والكتابة فما تجاوز عن سبعة عشر رجلاً فيمكّة، و عن أحد عشر نفراً في يثرب(1).وعلى ضوء ذلك فالسائد على تلك المنطقةكانت هي الاُمّيّة المطلقة إلاّ من شذّ.نعم، ما ذكرنا من سيادة الاُمّيّة علىالعرب لاينافي وجود الحضارة في عرب اليمنحيث كانوا على أحسن ما يكون من المدنيّة،فقدبنوا القصور المشهورة، وشيّدواالحصون، و كانت لهم مدن عظيمة، قال فيكتابه الكريم:(لَقَدْ كَانَ لِسَبَأ فِى مَسْكَنِهِمْآيَةٌ جنَّتَانِ عَنْ يَمِين وَ شِمَالكُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْوَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) (سبأ/15).و كان لهم ملوك و اقيال دوّخوا البلاد، واستولوا على كثير من أقطار الأرض، و لكنتلك الحضارة زالت و بادت بسيل العرم، قالسبحانه:(فَاَعْرَضُوا فَاَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْسَيْلَ العَرِمِ وَ بَدَّلْنَاهُمْبِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَىْاُكُل خَمْط وَ اَثْل وَ شَىْء مِنْ سِدْرقَلِيل * ذلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَاكَفَرُوا وَ هَلْ نُجَازِى اِلاَّالكَفُورَ) (سبأ/16و17).و أمّا بنو عدنان و من جاورهم من عرب اليمنفقد اختلّ أمرهم و تغيّر حالهم بعد أنفرّقهم حادث سيل العرم، فمن ذلك اليوم فشىالجهل بينهم، و قلّ العلم فيهم، و أضاعواصنائعهم و تشتّتوا في الأطراف و الأكناف،و وقع التنازع و التشاجر بين القبائل، وتكاثرت البغضاء بينهم، فلم يبق عندهم علممنزل، و لاشريعة موروثة من نبي، و لاالعلوم كالحساب و الطب، و انحصر عملهم بماسمحت قرائحهم من الشعر و الخطب، أو ماحفظوه من أنسابهم و أيامهم، أو ما احتاجوا1. فتوح البلدان ص457.