بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
خرجت قريش بحدّها وجدّها، وحديدهاوأحابيشها(1) و من تابعها من بني كنانة، وأهل تهامة، وخرجت معهم النساء في الهوادجالتماس الحفيظة وألاّ يفرّوا. فخرجأبوسفيان بهند بنت عتبة، وخرج عكرمة بأمّحكيم، وهكذا.فخرجوا حتّى نزلوا على شفير الوادي مقابلالمدينة، وهم ثلاثة آلاف بمن أنضم إليهم،وكان فيهم من ثقيف مائة رجل، وخرجوابعدّْة وسلاح كثير، وقادوا مائتي فرس،وكان فيهم سبعمائة دارع، وثلاثة ألافبعير.ثم إنّ العباس بن عبدالمطلب أخبر النبي(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بنيّة القوم،ومسير هم نحو المدينة وعددهم وعُدتهم،فكتب كتاباً وختمه، واستأجر رجلاً من بنيغفار، وأشترط عليه أن يسير ثلاثاً، فوجدرسول اللّه بقباء، فدفع إليه الكتاب،فقرأه عليهم أبيّ بن كعب، واستكتم أبيّاًما فيه. فدخل منزل سعد بن الربيع، فأخبرهبكتاب العباس، وجعل سعد يقول: يا رسولاللّه إنّي لأرجو أن يكون في ذلك خير.فلمّا سمع رسول اللّه نزولهم على شفيرالوادي، شاور قومه في الخروج عن المدينة،أو البقاء فيها، فاختلفت آراء أصحابه،فكان عبدالله بن أبيّ وأصحابه يكرهونالخروج، فقالوا: يا رسول اللّه أقمبالمدينة لاتخرج إليهم، فو اللّه ما خرجنامنها إلى عدوّ لنا قطّ إلاّ أصاب منا، ولادخلها علينا إلاّ أصبنا منه.وكان الشّباب من أصحاب الرّسول يصرّونعلى الخروج، ويقولون: «أخرج بنا إلىأعدائنا لا يرون إنّا جبنا عنهم وضعفنا».فلمّا رآى رسول اللّه (صلّى الله عليهوآله وسلّم) اصرار هم على الخروج. وهميقولون: (هي إحدى الحسنيين أمّا الشهادةوأمّا الغنيمة)، صلّى رسول اللّه (صلّىالله عليه وآله وسلّم) الجمعة بالنّاس، ثموعظهم، وأمرهم بالجد والجهاد، ثم صلّىالعصر، وصفّْ النّاس له ما بين منبرهوحجرته، فجاء هم سعد بن معاذ، وأسيد بن1. الأحابيش من إجتمع إلى العرب و إنضمّإليهم من غيرهم.