3ـ على أعتاب الردّة - مفاهیم القرآن جلد 7
لطفا منتظر باشید ...
بِغَمّ لِكَيْلاَ تَحْزَنُوا عَلَىمَافَاتَكُم وَلاَ مَا اَصَابَكُموَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)(آلعمران/153) وإليك تحليل ما تضمّنته الآية:في قوله سبحانه: (اِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَتَلْوُونَ عَلَى اَحَد) تلويح بفرارهم عنساحة الحرب كما أنّ قوله: (والرَّسُولُيَذْعُوكُم فِى اُخْرَاكُم) إشارَة إلىالنداءات الّتي تعالت من فم النبيّ في تلكالأثناء، تدعوهم للصمود والثّبات فيالمعركة:وقوله: (فَاَثَابَكُم غَمّاً بِغَمّ)إشارة إلى تراكم الغموم والهموم والآلامعلى قلوب المسلمين، وقوله: (لِكَيْلاَتَحْزَنُوا عَلَى مَافَاتَكُم وَلاَ مَااَصَابَكُم) إشعار بأنّ الغموم بلغت حدّاًنسوا معه مافاتهم من الغنائم.3ـ على أعتاب الردّة
لم تكن زلّة القوم منحصرة بالفرار وإخلاءساحة المعركة، وترك النبيّ (صلّى اللهعليه وآله وسلّم) بين يدي المشركين،ومخالفة الرماة أوامره، بل بلغ أمرهم إلىأبعد من ذلك غوراً، حيث طرأ على قلوبهمظنون أهل الجاهليّة، فظنّوا من الظنونالّتي لا يليق بتصوّرها إلاّ أهلالجاهلية، حيث إنتابتهم حالة من الشكّ،وإلى ذلك ونحوه يشير قوله سبحانه: (ثُمَّاَنْزَلَ عَلَيْكُم مِنْ بَعْدِ الغَمِّأَمَنَةً نُعَاساً يَغْشَى طَائِفَةًمِنْكُم وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُماَنْفُسُهُم يَظُنُّونَ بِاللَّهِغَيْرَالحَقِّ ظَنَّ الجَاهِلِيَّةِيَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الاَمْرِمِنْ شَىْء قُلْ إِنَّ الاَمْرَ كُلَّهُلِلَّهِ يُخْفُونَ فِى اَنْفُسِهِم مَالاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْكَانَ لَنَا مِنَ الاَمْرِ شَىْءٌ مَاقُتِلْنَا هَهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْفِى بُيُوتِكُم لَبَرَزَ الَّذِينَكُتِبَ عَلَيْهِمُ اَلقَتْلُ اِلَىمَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِىَ اللَّهُمَا فِى صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَافِى قُلُوبِكُم وَاللَّهُ عَلِيمٌبِذَاتِ الصُّدُورِ) (آل عمران/154).ولأجل الوقّوف على المزيد ممّا تضمنّتهالآية الشريفة السابقة نتناول التعرّضلها جملة بعد جملة.1ـ (ثُمَّ اَنْزَلَ عَلَيْكُم مِنْ بَعْدِالغَمِّ أَمَنَةً نُعَاساً يَغْشَىطَائِفَةً مِنْكُم).