بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
النّعاس ما يسبق النوم من فتور واسترخاء،وربّما يسمّى بالنّوم الخفيف، وقدنزلالنّعاس، وغشى طائفة من القوم ولم يعمّالجميع بقرينة قوله: (يَغْشَى طَائِفَةًمِنْكُم)، وكان هذا النّعاس بمثابة الرحمةبعد الغمّ الذي اعتراهم، فأزال عنهم الخوفبغلبة النوم ليستردّوا ما فقدوا منالقوّة، وما عرض لهم من إلا رهاق والتّعبوالضعف.وكلمة(نُعَاساً) يدلّ من قوله(اَمَنَةً)للملازمة بين الأمنة والنوم، وقد قيل:الأمن منوّم والخوف مسهّر، وأمّا من هؤلاءالّذين غشيهم النّعاس دون غيرهم؟ فيحتملأن يكونوا هم الّذين رجعوا إلى رسول اللّهبعد الإنهزام والإ نكسار لمّا ندمواوتحسّروا، فهؤلاء بعض القوم، وهمالنادمون على ما فعلوا، الراجعون إلىالنبيّ، المحتفّون به، وكان ذلك حينما وصلالنبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى فمالشعب، ووقفت تلك الطائفة على أنّ النبيّلازال على قيد الحياة لم يقتل، فرجعواإليه يتقاطرون تترى.2ـ (وَطَائِفَةٌ قَدْ اَهَمَّتْهُماَنْفُسُهُم) وهذه طائفة اُخرى منالمؤمنين لا من المنافقين، فإنّهم فارقواالنبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومنمعه في أثناء الطريق وانخذلوا، ولهم شأنآخر سينبّئ اللّه سبحانه بهم بعد ذلك،وهذه الطائفة الثانية الموصوفةبـ(اَهَمَّتْهُم اَنْفُسُهُم) لم يكرمهماللّه بما أكرم به الطائفة الاُولى منالعفو، وإثابة الغمّ ثمّ الأمنهوالنّعاس، بل وكّلهم إلى أنفسهم، ونسواكلّ شيء، ولم يهتمّوا إلاّ بأنفسهم.وهذه الطائفة قد استولى عليهم الخوف،وذهلوا عن كلّ شيء سواهم، ولمّا لم يكنالوثوق باللّه ووعده رسوله وصل إلى قرارةأنفسهم، لأنّهم كانوا مكذّبين للرّسول فيقلوبهم لا جرم عظّم الخوف لديهم، وحقّعليهم ما وصفهم اللّه به:أ ـ (يَظُنُّونَ باِللَّهِ غَيْرَالحَقِّ ظَنَّ الجَاهِلِيَّةِ) فكانوايبطنون في قرارة أنفسهم: «لوكان محمدنبيّاً حقّاً ما سلّط اللّه عليه الكفّار»وهذه مقالة لا يتفوّه بها إلاّ من دانبالكفر.