بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
مَنْ الأعزّ ومن الأذلّ، فشكا عبد اللهابنه إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآلهوسلّم) فأرسل إليه رسول الله (صلّى اللهعليه وآله وسلّم) أن خلّ عنه يدخل، فقال:أمّا إذا جاء أمرَ رسول الله فنعم(1).ولمّا نزلت الآيات المتقدّمة وبان كذبعبد الله قيل له: إنّه نزل فيك آي شداد،فاذهب إلى رسول الله يستغفر لك، فلوى رأسهثمّ قال: آمرتموني أن اُؤمن فقد آمنت،وآمرتموني أن اُعطي زكاة مالي فقد أعطيت،فما بقي إلاّ أن أسجد لمحمد، فعند ذلك نزلتالآيتان التالية:(وَاِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوايَسْتَغْفِر لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِلَوَّوْا رَؤُوسَهُمْ وَ رَأَيْتَهُمْيَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ *سَوَاءٌ عَلَيْهِم اَسْتَغْفَرْتَ لَهُماَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُم لَنْيَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ اِنَّ اللَّهَلاَ يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ)(المنافقون/5و6).هذه قصة غزوة بني المصطلق، وقد رواها أهلالسير والمغازي والمفسّرون(2).والذي يهمّنا من إستعراض تلك الغزوة هوالدروس والعظات التي يمكننا أن نستخلصها،ونستفيدها منها من خلال سيرة النبي الأكرم(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وإليك عرضتلك النتائج:
1ـ التخطيط للإجلاء والمقاطعةالاقتصادية:
لم يكن التخطيط لإجلاء المسلمين عنأوطانهم و أماكنهم والمقاطعة الاقتصاديةشيئاً حديث النشأة في القرن العشرين،وإنّما له جذور تمتد على مر التاريخ، فهذاعبد الله بن أبيّ رئيس المنافقين يعدالعدّة للتآمر على المسلمين، ويسعىجاهداً لإجلائهم، وفرض مقاطعة إقتصاديةعليهم، فلو شاهدنا ما يفعل بنا1. مجمع البيان ج10 ص444 (طبع بيروت).2. لاحظ تفسير الطبري ج28 ص70ـ75، و الدرالمنثور ج5 ص222ـ226، إلى غير ذلك من المصادر.