5ـ مقابلة الإساءة بالإحسان:
لمّا أخبر زيد بن أرقم النبي (صلّى اللهعليه وآله وسلّم) بما تقوَّل به عبد اللّهابن اُبيّ، اقترح عمر بن الخطاب على النبي(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن يقتلهولكنّ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)أجابه بقوله: «فكيف يا عمر، إذا تحدّثالناس إنّ محمداً يقتل أصحابه»، فقد أبدىالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فيجوابه هذا حنكة وسياسة رصينة أدحض بذلكالمقولة التي تنص على «إنّ كل ثورة ستجتثجذور أبطالها». وعدوّ الله عبد الله بناُبيّ وإن لم يكن في واقع أمره مسلماًواقعيّاً، ولكنّه كان معدوداً منهم، ومنأشرافهم، فلو قتله النبي لتسرّب الريب إلىسائر نفوس المسلمين.وقد جازى النبي (صلّى الله عليه وآلهوسلّم) الإساءة بالإحسان، عند ما جاء ابنهإلى النبي، وقال: «إنّه بلغني انّك تريدقتل عبد الله بن اُبيّ، فإن كنت لا بدّفاعلاً فامرني به...».ولكنّ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)أجابه بقوله: بل نترفّق به، ونحسن صحبته مابقي معنا.اُنظر إلى هذه السماحة النبويّة، وروعةعفوها وجلالها، فهو يترفّق بمن ناصبهالعداء، واَلّب قلوب أهل المدينة عليه،فيكون رفقه وعفوه أبعد أثراً عن عقوبته،لو أنه1. نهج البلاغة قسم الحكم برقم176.