بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
عاقبها به، وعند ذلك توجّه النبي إلى عمربن الخطاب: كيف ترى يا عمر، أما واللّه لوقتلته يوم قلت لي: اقتله لارعدت له آنف، لوأمرتها اليوم بقتله لقتلته.قال عمر: والله علمت لأمر رسول الله (صلّىالله عليه وآله وسلّم) أعظم بركة من أمري.وفي الختام انظر إلى كلام ابن عبدالله،فهو على إيجازه يعبّر عن حالة نفسيةاصطدمت فيها روح الإنشداد إلى الدين،والذوبان في كيانه العظيم، مع وشائجالارتباط العاطفي بوالده، فلا يمكن لهالجمع بينهما، ولكنّه يعلم أنّ النبي(صلّى الله عليه وآله وسلّم) لا يصدر إلاّعن الوحي، ولا يأمر إلاّ بالحق، وعند ذلكطلب من النبي أن يقوم بنفسه بقتله لواستحقّ القتل، ولا يفوّض القيام به إلىالغير، خوفاً من أن تحمله العواطف،والوشائج إلى قتل قاتل أبيه، وفي قتلالمسلم دخول النار والعذاب المقيم.
6ـ العزّة لله ولرسوله:
إنّ عبد الله بن اُبيّ أوهم الناس بأنّالعزّة للمشركين والمنافقين، والذلوالهوان للمسلمين والمؤمنين، ولكنّ الوحيأبطل أوهامه تلك، بقوله:(وَلِلَّهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهوَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنّالمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُون).فصدق الخبر المخبر، حتّى وقف ابن عبد اللهبن اُبيّ على باب المدينة، فقال لأبيه:والله لا تدخلها إلاّ بإذن رسول اللهولتعلمنّ اليوم من الأعزّ، ومن الأذلّ،فشكى عبد الله ابنه إلى رسول الله، فأرسلإليه رسول الله: أن خلّي عنه يدخل فقال:أمّا إذا جاء أمر رسول الله فنعم.هذه هي الدروس التي نتلقّاها من وحي سيرةالرسول على ضوء ما ورد في القرآن الكريم.