خاتمة المطاف:
ثمّ إنّ بني المصطلق أسلموا، فبعث إليهمرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بعدإسلامهم الوليد بن عقبة بن أبي معيط، حتّىيأخذ الصدقات منهم، فلمّاسمعوا به ركبواإليه، فلمّا سمع بهم هابهم، فرجع إلى رسولالله، فأخبره: إنّ القوم قد هموا بقتله،ومنعوه ما قبلهم من صدقتهم. فأكثرالمسلمون في ذكر غزوهم حتّى همَّ رسولالله بأن يغزوهم، فبينماهم على ذلك قدموفدهم على رسول الله، فقالوا: يا رسول اللهسمعنا برسولك حين بعثته إلينا، فخرجناإليه لنكرمه، ونؤدّي إليه ما قبلنا منالصدقة، فانشمر راجعاً، فبلغنا انّه زعملرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)إنّا خرجنا إليه لنقتله، ووالله ما جئنالذلك، فأنزل الله تعالى فيه وفيهم:(يَاَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِنْجَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَاءفَتَبَيَّنُوا اَنْ تُصِيبُوا قَوْماًبِجَهَالَة فَتُصْبِحُوا عَلَى مَافَعَلْتُمْ نَادِمِينَ * وَاعْلَمُوااَنَّ فِيكُم رَسُولَ اللَّهِ لَوْيُطِيعُكُم فِى كَثِير مِنَ الاَمْرِلَعَنِتُّمْ...) (الحجرات/6و 7) (1).1. السيرة النبويّة لابن هشام ج2 ص296، وتفسير الطبري: ج26 ص79، و الدر المنثور: ج7 ص556ـ 558..