نحر الرسول وحلقه:
فلمّا فرغ رسول الله (صلّى الله عليه وآلهوسلّم) من الصلح قدم إلى هَدْيِه فنحره،ثمّ جلس فحلق رأسه، فلمّا رأى الناس أنّرسول الله قد نحر وحلق، تواثبوا ينحرونويحلقون، غير أنّ بعض الصحابة، تخلّف عنالحلق والتقصير، ولأجل الإيعاز إلى أنّعملهم إنّما هو بمثابة تجاسر على مقامالنبوّة، قال رسول الله: رحم اللهالمحلقين، مومياً بذلك على نحو الازدراءبالمتخلفين.ثم إنّ رسول الله رجع إلى المدينة فقالالناس: ألم تقل أنّك تدخل مكّة آمناً؟ قال:بلى أفقلت من عامي هذا؟ قالوا: لا. قال: فهوكما قال لي جبرئيل (عليه السلام) (2).دروس وعبر:
1ـ كانت سفرة النبي سفرة سياسيّة هادفةتطمح بالدرجة الاُولى إلى قلب الرأي العامالمتأجج ناراً ضد النبي (صلّى الله عليهوآله وسلّم) واتباعه، ودعوته في نفوسمشركي قريش، ومن ناحية اُخرى كانت تهدف لإزاحة الستار الذي وضعه رؤوس1. و سنوافيك الخاتمة التي آل إليها أمرأبي جندل في آخر الفصل فترقب.2. السيرة النبويّة ج2 ص318ـ319.