مفاهیم القرآن جلد 7
لطفا منتظر باشید ...
ثم إنّه سبحانه صرّح بالسبب الواقعيلتخلّفهم فقال: (بَلْ ظَنَنْتُمْ اَنْلَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُوَالمُؤْمِنُونَ اِلَى اَهْلِيهِمأَبَدَاً وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِىقُلُوبِكُم وَظَنَنْتُم ظَنَّ السَّوْءِفَكُنْتُمْ قَوْماً بُوْراً) ولأجل أنّهمقوم غير مؤمنين، فسوف يعذّبون في السعيرلقاء ما يرتكبونه في دنياهم، فقال سبحانه(وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِوَرَسُولِهِ فَاِنَّا اَعْتَدْنَالِلْكَافِرِينَ سَعِيراً * وَلِلَّهِمُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالاَرْضِيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُمَنْ يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراًرَحِيماً).إنّ النبي لمّا عقد الصلح مع قريش، وعدالمؤمنين بالغنائم الكثيرة فيالمستقبل(غنائم خيبر) ولمّا وصل خبر ذلكإلى المنافقين، طلبوا من المؤمنينالمشاركة لهم في هذه السفرة كما ينص عليهقوله سبحانه: (سَيَقُولُ المُخَلَّفُونَاِذَانْطَلَقْتُمْ اِلَى مَغَانِمَلِتَاْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ).والباعث لهم إلى الإصرار من المشاركة، هوأنّ النبي الأكرم عندما وعد المؤمنينبالغنائم الكثيرة أخبر بعدم مشاركة غيرهمفيها، فهؤلاء حاولوا بإصرارهم إبطال كلامالله ونبيّه كما يقول سبحانه: (يُرِيدُونَأَنْ يُبَدِّلُوا كَلاَمَ اللّهِ قُلْلَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَالِكُمْ قَالَاللَّهُ مِنْ قَبْلُ).ثم إنّهم لمّا سمعوا ذلك الجواب اتّهمواالمؤمنين بأنهم يحسدونهم كما يحكي ذلكقوله سبحانه: (فسيقولون بل تحسدوننا) ولكنّالحق أنّ اتّهام المؤمنين والنبي بهذهالتهمة كلام من لا يعي ما يقول، والرسولأجلّ من أن يستشعر حسداً تجاه أحد، كمايقول سبحانه: (بَلْ كَانُوا لاَيَفْقَهُونَ اِلاَّ قَلِيلاً).إنّه سبحانه و إن حرمهم من غنائم خيبرولكنّه لسعة رحمته، وعَدَهُم بأنّالمسلمين سيواجهون قوماً اُولي بأس شديد،فإن شارك القاعدون منهم، فإنّه سيكون لهمما للمسلمين كما يقول:(قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَالاَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ اِلَى قَوْماُوْلِى بَاْس شَدِيد تُقَاتِلُونَهُماَوْ يُسْلِمُونَ(أى يقرّون بالإسلام)فَاِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُاَجْراً حَسَناً وَاِنْ تَتَوَلَّوْاكَمَا تَوَلَّيْتُم مِنْ قَبْْلُيَعَذِّبْكُمْ عَذَاباً اَلِيماً).