كتاب صحابي الى قريش:
لمّا أجمع رسول الله (صلّى الله عليه وآلهوسلّم) على المسير إلى مكة، كتب حاطب بنأبي بلتعة كتاباً إلى قريش، يخبرهم بالذيأجمع عليه أمر رسول الله، من السير إليهم،ثم أعطاه امرأة تدعى سارة(1) وجعل لها أجراًعلى أن تبلّغه قريشاً، فجعلته في رأسها،ثم فتلت عليها قرونها، ثم خرجت به، وأتىرسول الله الخبر من السماء بما صنع حاطب،فبعث علي بن أبي طالب، والزبيربن العوّامـ رضي الله عنهما ـ فقال: ادركا امرأة، قدحملت رسالة حاطب إلى قريش يبلغهم ماأجمعنا عليه، فخرجا حتى ادركاها بذيالحليفة، فاستنزلاها، ففتّشا رحلها، فلميجدا شيئاً، فقال لها علي بن أبي طالب:إنّي أحلف بالله، ما كذب رسول الله، وماكذبنا ولتخرجن هذا الكتاب أو لنكشفنّك(2).1. و سارة مولاة لأبي عمرو بن صيفي بن هشامأتت رسول اللّه (صلّى الله عليه وآلهوسلّم) من مكة إلى المدينة بعد بدر بسنتينفقال لها رسول اللّه (صلّى الله عليه وآلهوسلّم): أمسلمة جئت؟ قالت: لا. قال: أمهاجرةجئت؟ قالت: لا. قال: فما جاء بك؟ قالت: كنتمالأصل و العشيرة و الموالي و قد ذهب مواليو احتجت حاجة شديدة، فقدمت عليكم لتعطونيو تكسوني و تحملوني. قال: فأين أنت من شبانمكّة، و كانت مغنيّة نائحة قالت: ما طلبمني بعد وقعة بدر، فحث رسول اللّه (صلّىالله عليه وآله وسلّم) عليها بني عبدالمطلب، فكسوها و حملوها و اعطوها نفقة.لاحظ مجمع البيان: ج5 ص269.2. و في مجمع البيان: قال لها: اخرجي الكتابو إلاّ و اللّه لاضربنّ عنقك. (مجمع البيان:ج5 ص269) و هذا هو الأوفق بمقام العصمة.