بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
ثم إنّه سبحانه أعاد حديث الاُسوةلأهمّيته، وانّه إنّما ينتفع بهاالمؤمنون أي الذين يرجون ثواب الإيمانبالله سبحانه، وما وعد الله به المؤمنينفي الآخرة، غير أنّ من رفض حديث الاُسوة،وتولّى أعداء الله، فإنّما يضر نفسه واللهسبحانه هو الغني، وقال: (لَقَدْ كانَ لكُمْفِيهِمْ اُسوةٌ حَسنةٌ لِمَن كانَيَرجُوا اللّه واليومَ الآخِرَ ومَنْيتولّ فانَّ اللَّهَ هو الغنيُّ الحِميد).ولمّا نهاهم عن موالاة الكفّار وإلقاءالمودّة، وكان ذلك عزيزاً على نفوسهملوجود الوشائج القومية بينهم، وكانوايتمنّون أن يجدوا المخلص منه، أردف ذلكسبحانه انّه عسى أن يجعل بينهم، وبينالذين عادوهم مودّة، وقد أنجز سبحانه ذلكبفتح مكّة، فأسلم كثير منهم، وتم لهم ماكانوا يريدون من التحابّ والتواد.وإليه يشير قوله سبحانه: (عسى اللّهُ اَنيَجعَلَ بينكُمْ وبينَ الذينَ عادَيْتُممِنهُمْ مودَّةً واللّهُ قديرٌ واللّهغفورٌ رحيم).
المعيار في إبرام المعاهدات مع الكفّار:
لما كان المستفاد من قوله سبحانه في صدرالسورة: (يَا اَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوالاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّى وَعَدُوَّكُماَوْلِيَاءَ) هو قطع جميع العلائقوالأواصر بالكفار، أعقبها بما يخصص مضمونالآية بالقسم المحارب دون مطلق الكافربقوله عزّ من قائل:(لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْيُخْرِجُوكُم مِنْ دِيَارِكُمْ اَنْتَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا اِلَيْهِمْاِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ)(الممتحنة / 8).(اِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِالَّذِينَ قَاتَلُوكُم فِى الدِّينِوَاَخْرَجُوكُم مِنْ دِيَارِكُموَظَاهَرُوا عَلَى اِخْرَاجِكُمْ اَنْتَوَلَّوْهُم وَمَنْ يَتَوَلَّهُمفَاُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)(الممتحنة ـ 9).وهاتان الآيتان تتضمّنان الإلفات إلى ماهو الأصل الرصين، والمحور الرئيسي