بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
العصيبة، سعى المنافقون لإخماد هممالمسلمين، و كسر شوكتهم، فكشف اللّه عنهملقاء تآمرهم على الإسلام، ما كانوايبطنونه و يخفونه من ضغائن و أحقاد، و قدكرّست سورة التوبة ثقلها الأكبر على بيانتآمر اُولئك، وقد كانوا يتذرّعون بأعذاروترّهات خاوية، ويستأذنون من النبيللبقاء في المدينة وعدم المساهمة فيالجهاد. نعم ماكانوا يعتذرون به لم يكنسبباً حقيقيّاً لتثاقلهم، و إنّما السببفيه هو:1 ـ علمهم بأنّ النبي لايصيب غنيمة.2 ـ بعد الطريق.3 ـ شدّة الحر و حمّارة القيظ.و قد كشف الوحي عن سرّ تثبّطهم و تثاقلهم وألمع إلى الوجهين الأوّلين بقوله:(لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَرَاً قَاصِداً لاَتَّبَعُوكَ وَلَكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُوَسَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَوِاسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْيِهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَ اللّهُيَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)(التوبة/42).و في هذه الآية إلماع إلى السببينالأوّلين اللّذين عاقاهم عن المساهمة:1 ـ يريد أنّه لو كان في ما دعوتهم إليهمنفعة قريبة المنال لم يكن في الوصولإليها عناء كبير لاتّبعوك كما يقول: (لَوْكَانَ عَرَضَاً قَرِيباً).2 ـ لو كان السفر سفراً هيّناً لاتعب فيهلأسرعوا بالنفر إليه إذ حبّ المال أمرطبيعي خصوصاً إذا كانت سهلة المأخذ قريبةالمنال كما يقول: (سَفَراً قَاصِداً).و لمّا بعدت عليهم الشقّة أوّلاً و لميكونوا مطمئنّين بالوصول إلى المالثانياً انصرفوا عن المساهمة، و لكنّهملحفظ مكانتهم بين المسلمين كانوا يحلفونللرسول بعدم استطاعتهم للخروج، و همكاذبون في حلفهم كما يقول سبحانه: (وَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَوِاسْتَطَعْنَالَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَأَنْفُسَهُمْ وَ اللّهُ يَعْلَمُإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ).