بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
يوماً يتضرّعون إلى اللّه تعالى، فقبلاللّه توبتهم وأنزل فيهم هذه الآية(1):(وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَخُلِّفُوا حَتَّى اِذَا ضَاقَتْعَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْوَضَاقَتْ عَلَيْهِم اَنْفُسُهُمْوَظَنُّوا أَنْ لاَ مَلْجَاَ مِنَاللَّهِ اِلاَّ اِلَيْهِ ثُمَّ تَابَعَلَيْهِم لِيَتُوبُوا اِنَّ اللَّهَهُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (التوبه/118).والذي يستفاد من هذا القرار الحاسم الذيأصدره النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)في شأن اُولئك، إنّ الدواء الناجع لعلاجكل تصدّع يطرأ على الجبهة الإسلاميةيتمثّل في فرض الحصار وتضييق الخناق علىالعدوّ ليستأصل كلّياً قبل استفحالأواره،، واشتداد شوكته.وبعبارة اُخرى: نستخلص درساً هامّاًلحياتنا في مستقبلها المصيري من موقفالنبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم)هذا وهو أنّه كلّما شعرت القيادةالإسلامية بخطر يترقّب من أقلّية تسكنداخل البلاد الإسلامية، فإنّه يجب عليهاأن تفرض عليها الحصار الإقتصادي وتستنهضعزائم المسلمين للمجابهة الصارمة معاُولئك ليرتدعوا عن بكرة أبيهم عمّا كانواعليه من شطط وإيذاء للمسلمين.نرى في البلاد الإسلامية أقلّيات مذهبيةمن غير المسلمين وقد بلغوا الذروة فيالثروة وجمع المال وامتصّوا دماءالمسلمين في عقردارهم، واستنفدوا قواهموسخّروهم لصالح منافعهم الخاصّة على غفلةمن أمرهم، وما هذه الظاهرة إلاّ لأنّالأكثرية صارت دمية بيد اُولئك لتشتّتالمسلمين وإنقسامهم على أمرهم، فلو قامالمسلمون بأعمال السياسة التي قام بهاالنبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم)في العام التاسع من الهجرة وضربوا الحصارعلى تلك الأقلّية بأن يقطعوا الأواصرالإقتصادية مع هؤلاء، لدحضت مخطّطاتهمولردّ كيدهم إلى نحورهم.1. و نقله القمّي في تفسيره بصورة مفصلّة،ومن أراد فليرجع إلى ج2 ص278ـ280، لاحظ مجمعالبيان ج3 ص79.