بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
الظَّالِمِينَ * لاَ يَزَالُبُنْيَانُهُمُ الَّذِى بَنَوْا رِيْبَةًفِى قُلُوبِهِمْ اِلاَّ اَنْ تَقَطَّعَقُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)(التوبة/107ـ109).وفي حقيقة الأمر كان إنشاء هذا البناءلأجل غاية خبيثة وأهداف مستبطنة منها بثّالفرقة والشقاق بين صفوف المسلمين، ومنهاجعل هذا المكان ملجأً لأبي عامر الراهبوهو من أشد محاربي اللّه ورسوله وكان منقصّته أنّه قد ترهّب في الجاهلية ولبسالمسوح، فلمّا قدم النبي (صلّى الله عليهوآله وسلّم) المدينة حسده وحزّب عليهالأحزاب ثم هرب بعد فتح مكّة إلى الطائففلمّا أسلم أهل الطائف لحق بالشام وخرجإلى الروم وتنصّر وهو أبوحنظلة غسيلالملائكة الذي قتل مع النبي (صلّى اللهعليه وآله وسلّم) في واقعة اُحد وكان جنباًفغسّلته الملائكة.وسمّى رسول الله (صلّى الله عليه وآلهوسلّم) أبا عامر: «الفاسق»، وقد كان أرسلإلى المنافقين أن استعدّوا و ابنوا مسجداًفإنّي أذهب إلى قيصر وآتي من عنده بجنودواخرج محمداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم)من المدينة، فكان المنافقون يتوقّعون أنيجيئهم أبو عامر، فبنوا هذا المسجد لتلكالغاية.فلمّا نزلت الآية أمر رسول الله (صلّىالله عليه وآله وسلّم) عاصم بن عوفالعجلاني ومالك بن الأخشم بهدم المسجدوتحريقه، وروي أنّه بعث عمّار بن ياسرووحشي أن يحرقاه وأمر بأن يتّخذ كناسةيلقى فيها الجيف.وهذه المؤامرة لم تكن الاُولى في تاريخالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فإنّالقوى الكافرة ما برحت تبذل جهودها فيالبلاد الإسلامية من خلال إنشاء المشاريعالخيرية كالكنائس والمستشفيات وملاجىءالأيتام ومعاهد التربية والتعليم لتأصيلبذور عوامل الإختلاف بين المسلمين،وتضعيف عقائدهم وافسادهم إلى حد تبلغ بهمفيه إلى مسخ شخصيتهم الإسلامية.وهذا إن دلّ على شيء فإنّه يدل على أنّالمشاريع الخيرية أفضل وسيلة للنفوذ إلىأوساط المسلمين وتنفيذ مآربهم العدائيةالمحاكة ضدّهم.