4ـ أمان الكفّار:
إنّ الإسلام ـ بحكم كونه رسالة إلهيةودعوة سماويّة لهداية الإنسان ـ يحرص علىدخول الأفراد في صفوف أتباعه، والإنضواءتحت لوائه عن رغبة وإرادة.ولتحقيق هذا الهدف الأسمى نجد الإسلاميسمح بإعطاء الأمان لكلّ من يطلب ذلك منالكفّار لكي يسمع منطق الإسلام، ويتعرّفعلى تعاليمه، سواء كان ذلك عند نشوبالحرب، أو في غير الحرب.بل إنّ الإسلام يعطي الحق لكلّ مسلم أنيمنح الأمان لمن شاء، ولو كان لغير الهدفالمذكور.قال المحقّق الحلّي في الشرائع:«و يجوز أن يذم الواحد من المسلمين لآحادمن أهل الحرب»(1).و قال في المختصر النافع:«و يذم الواحد من المسلمين للواحد، و يمضيذمامه على الجماعة و لو كان أدونهم»(2).ثمّ إنّ ما يدلّ على مدى عناية الإسلام وحرصه على الدماء أنّه يجير حتّى من دخل فيحوزة المسلمين بشبهة الأمان و ظنّه فهومأمون حتّى يرد إلى مأمنه دون أن يصيبهأذى.قال المحقّق في الشرائع:«و كذا كلّ حربي دخل في دار الإسلام بشبهةالأمان كان يسمع لفظاً فيعتقده أماناً، أويصحب رفقة فيتوهّمها أماناً»(3).1. شرائع الإسلام، كتاب الجهاد في الذمام،و راجع الجواهر ج21 ص96.2. المختصر النافع، كتاب الجهاد: ص112.3. الشرائع، كتاب الجهاد ج1 ص313ـ314.