إنّ انتشار أي دين أو أيديولوجية ورسوخهافي العقول والنفوس يتوقّف مضافاً إلىاتقان ذلك الدين في محتواه ومضامينه علىالدعوة الصحيحة إليه، وعرضه عرضاً واسعاًوشاملاً.وقد توفر في الإسلام هذان الجانبان:أمّا الأوّل: فإنّ الإسلام ذو اُصول،ومفاهيم تنطبق على الفطرة الإنسانية، فهويدعو إلى العدل والإحسان، واجتناب البغيوالعدوان، وإلى النظر في ملكوت السماواتوالأرض، وإلى العلم والقراءة والكتابة،وإلى التعاون والتعاضد، وغير ذلك منالاُصول الاجتماعية والأخلاقية التيتوافق فطرة البشر وتعضدها العقولبلااستثناء.كما أنّ الإسلام لا يشتمل على أيّة عقيدةرمزية أو اُصول معقدة لا تقدر على حلّهاالأفكار، ولا تستطيع على دركها العقول،كما هو الحال في «تثليث» البراهمةوالمسيحيين.وأمّا الثاني: فإنّ القرآن الكريم يسعىبكل قوّة ووسيلة ممكنة إلى نشر الاسلام،فيخاطب النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)ويأمره بالإنذار و التبشير، والدعوةوالتبليغ، والصدع والموعظة، والتذكير،والبيان، والتعليم، والانباء، إلى غيرذلك من الأساليب التي تعرب عن لزوم قيامالنبي بتبليغ الرسالة الاسلامية إلىالناس، بكل صورة ممكنة، وإليك نماذج منتلك الخطابات.