بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
ولم تكن تلك الكلمة يوم ذلك مفيدة غير هذاالمعنى، إلاّ أنّها عبر القرون والعصورأخذت لنفسها معنى خاصاً، وتضمّنت تضميرالحقدو التحقير لسائر الاقوام.نعم هذه جذور القومية النامية في القرونالاخيرة، ولكن للشعوبية بمعنى القوميةجذوراً تاريخية اُخرى، وهي انّ التعصبللعربية، من جانب الخلفاء الامويينوالعباسيين، كوّن تلك الفكرة في الشعوبالاسلامية غير العربية، ولهذا اجتمعتالاُمم على التعلّق بالقومية في مقابلالتعصبات العربية التي كانت تثيرهاالخلافة الاموية والعباسية، والبحث عنذلك يحتاج إلى افراد رسالة مستقلة.
3ـ هزيمة تلك الفكرة في مولدها:
بينما يسعى بعض المفكرين السياسيين فيترويج تلك الفكرة في الشرق الاسلامي نرىتقهقر تلك الفكرة في الغرب وانهزامها أمامالمشاكل العظيمة، وهذا لأنّ الغرب جرّببعد الحربين العالميتين أنّه لا يقدر علىالعيش والحياة إلاّ بتوحيد الشعوبوالاقوام، بل الدخول في أحد المعسكرينالشرقي والغربي، فرفض القومية وطفق يستظلبظل الاتحاديات الاقتصادية والسياسيةوالثقافية وأحس انّه لا ينجح في معتركالحياة إلاّ برفض القومية ونسيانها.ويدلّ على تقهقر هذه الفكرة في القرنالعشرين ظهور جامعة الدول قبل الحربالعالمية الاُولى، وتكوّن الاُمم المتحدةبعد الحرب العالمية الثانية فيها،والتجاء الدول النامية والمستضعفة إلىعقد مواثيق وتحالفات مع القوى الكبرى.كل ذلك يسفر عن حقيقة واضحة، وهي انّه قدمضى زمن تلك الفكرة وانّ بناء الدولةوالمملكة على ذاك الأساس بناء على شفا جرفهار.إنّ إنجراف بعض الدول الشرقية في تيارالإشتراكية والتحالف مع الماركسية، كتعلقالدول الغربية بمعسكر الرأسمالية، يكشفعن عدم كفاءة هذه الظاهرة المادّية في حلمشاكل الأقوام، ورفع العراقيل النامية فيحياتهم.