4ـ اشتعال هذه الفكرة ونموها في البلادالإسلامية مؤخّراً:
إنّ هذه الفكرة أخذت تنهزم في الغربوتنسحب عن تلك الجوامع، ولكنّنا نرى فيالشرق دعاة إليها، بجدّ وحماس فنرى هناكدعوة إلى القومية بأشكالها وألوانهاالمختلفة، المتناسبة للظروف والملابساتالمحيطة بالمناطق، فالقومية في مصر عبارةعن الدعوة إلى الفرعونية، وفي العراق إلىالبابلية، وفي سوريا إلى الآشورية، وفيالاُردن إلى الرومانية، وفي إيران إلىالجمشيدية وفي ماوراء النهر إلى جنكيزخانوزملائه العصاة الطغاة.ما هذه الدمدمة والهمهمة في الأوساطالإسلامية، وما هو الحافز والمحركوالدافع إلى إحياء تلك الفكرة فيها، بعدما تقهقرت في موطنها وقُبرت في مولدها؟فياليتهم يدعون إلى القومية البسيطة التيدعا إليها الساسة الفرنسيون في القرنالسادس عشر، ولكنّهم أخذوا يدعون إلىالقومية البغيضة الإلحادية حتى تصبح هذهالفكرة ذات مكانة خاصّة، تغني حاملها عنالإيمان بالله، والاعتناق بالإسلام، وهانحن ننقل إليكم ـ يا أصحاب الفضيلة ـ كلماتمن دعاة القومية في خصوص البلاد العربية،فها هو ناصرالدين علي يقول في كتابه«قضيةالعرب» ص 28: إنّ العربية هو الدين الواقعيلكل عربي سليم مسلماً كان أو مسيحيّاً،لأنّ القومية العربية كانت سائدة على تلكالاُمّة قبل أن تولد المسيحية والإسلام،وقد أتت بأمثل الخلق وأعلاها في مجالالحياة.نرى أنّ وسائل الاعلام العامّة تروّج هذهالفكرة، فها هي مجلّة العالم العربي تكتبفي عدد 1959: ـ يجب أن تحل الوحدة العربيةالمكان الذي حلّ فية الإيمان باللهالواحد.ونقل أبوالحسن الندوي عن الكاتب القوميعمرو فاخو ري: إنّ العرب لايكونون قادرينعلى الثورة والتقدّم، إلاّ إذا عدّواالعربية ديناً، ويتمسّكوا بها كتمسّكالمسلم بالقرآن، والمسيحي بالإنجيل إلىغير ذلك.