بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
الأقوام و أمثلها، و لأجل ذلك نرى أنّرئيس ألمانيا (هتلر) في وقته دعى إلىالقومية و انّ شعبه من أفضل الشعوب عقلاً وأطهرها دماً، فأوجد في قومه نخوة كبيرة وحقداً و بغضاً لسائر الشعوب، فنمت فيهمروح الطغيان و التوسّعية فأشعل فتيلةالحرب العالمية الثانية، و دامت الحربحوالي خمس سنين و تكبّد العالم البشريخسائر فادحة، و أعطت لاطفاء نيرانها النفسو النفيس قرابة مائة مليون بين قتيل وجريحومفقود.و أمّا الخسائر التي تفرضها القومية علىالإسلام فهي تحطّم الوحدة الإسلاميةوتبدّد المجتمع الواحد إلى مجتمعات، وتبدّل الاُخوّة إلى البغضاء فيصيرالمجتمع الإسلامي اُمماً متفرّقة و أشلاءمبعثرة تقع فريسة للقوى الكبرى.ولو كان شعار القومية: نحن العرب، نحنالفرس، نحن الترك، فشعار المسلم نحن حزباللّه و دعاته تجمعنا عقيدة واحدة، و هيالإعتقاد بربّ واحد ورسول خاتم و كتابنازل و أحكام و اُصول و فروع خالدة.نحن كما يقول شاعر الاهرام حسن عبد الغنيحسن:
إنّا لتجمعنا العقيدة اُمّة ويُؤلِّف الإسلام بين قلوبنا مهماذهبنا بالهوى أشياعاً
و في الختام نلفت نظر القارئ الكريم إلىأنّ الدعوة إلى القومية تختلف عن العلاقةبالأوطان التي نشأ الإنسان فيها كما تختلفعن العلاقة بالثقافات القومية والآداب والرسوم المورثة إذا لم تتعارض مع اُصولالإسلام و تعاليمه، و هذا هو رمز تقدّمالإسلام بين الشعوب و الأقوام المختلفة،فالإسلام في مفهومه يتحمّل جميع القومياتو الثقافات المحلّية و لاينفنّدها بليعترف بالجميع شريطة أن لاتخالف المبادئالإسلامية، و لو كان نبيّ الإسلام (صلّىالله عليه وآله وسلّم) معارضاً لهذهالثقافات و الرسوم و الآداب لما نجح في نشرالإسلام و تربية الناس، نعم الإعتراف بهذهالآداب و الرسوم يختلف من جعلها محوراًللتفوّق و ملاكاً للتصاغر.