بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
أنّه ممكن ضالّ فاقد للهداية، وإنّمايعرف طرق السعادة بهداية منه سبحانه، وعلىذلك فالآية تشير إلى الضلالة الذاتية التيهي من لوزام وجود الإنسان الممكن ولايمكنتحديد ذلك بوقت دون وقت، بل الإنسان منذ أنخرج من بطن أُمّه يُولَد ضالاًّ، واللّهسبحانه في الآية المتقدّمة يشير إلى ذاكالنوع من الضلالة.ويؤيّده أنّ مدار البحث في الآيات ما يرجعإلى أيّام طفوليته وصباه فتفسيرهابالضلالة بمعنى الحيرة في العقيدة، وضلالالشعاب التي تتبلور في أيام الشباب ومابعده بعيد عن سياق الآيات ويخالف ما هوالمعلوم من حال النبي انّه كان موحّداًمؤمناً منذ طفولته إلى شبابه إلى أن أوحىاللّه إليه سبحانه.إنّ الضلالة تطلق على معنيين يجمعهما فقدالهداية:الأول: هيئة نفسانيّة تحيط بالقلب فيكفرباللّه سبحانه، و آياته، وبيّناته،وأنبيائه، ورسله، أو ببعض منها، فالضلالةفي الكفّار والمنافقين من هذا القسم، فهممنحرفون في التصوّرات والعقائد، منحرفونفي السلوك والأوضاع.الثاني: فقد الهداية مع كونه لائقاً بهاغير أنّه يكون باب الهداية مسدوداً فيوجهه كما هو الحال في الأطفال والأحداثفهؤلاء في أوان حياتهم يفقدون الهدايةلولا أنّ اللّه سبحانه يريهم الطريق منطرق الفطرة وهداية العقل ثمّ الشرع.فالنبي كان ضالاًّ بهذا المعنى أي كانيفقد الهداية الذاتية وإنّما هداه اللّهسبحانه منذ أن تعلّقت مشيئته بهدايته،وربّما يذكر مبدأها الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) في بعض كلماته وقال: «ولقدقرن اللّه من لدن إن كان فطيماً أعظم ملكمن ملائكته، يسلك به طريق المكارم، ومحاسنأخلاق العالم ليلاً ونهارا»ً(1).فوزان قوله تعالى: (فَوَجَدَكَ ضَالاًّفَهَدَى) وزان قوله سبحانه: (الَّذياَعْطَى كُلّ شَيىء خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى)وقوله: (إنّ الإنْسانَ لَفِي خُسْر إلاّالّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا1. نهج البلاغة الخطبة 117 (طبع عبده).