بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
ثالثاً: لو كان المراد من الأُمّي هوالمنسوب إلى أُمّ القرى لكان الإتيان بهفي ثنايا الخصال العشر إقحاماً بلا وجهواقتضاباً بلا جهة، بخلاف ما إذا قلنابأنّه إيعاز إلى أُمّيّته وعدم قراءتهوكتابته ولكن في الوقت نفسه جاء بكتاب عجزكلُّ البلغاء عن معارضته، واخرسّ الفصحاءعن مباراته.وعلى الجملة انّ توصيف النبي بالأُمّيوقومه بالأُمّيين، إيعاز إلى هذه النكتة،وإنّ هذا النبي خرج من قوم غير قارئين ولاكاتبين ولا متحضّرين كما هو أيضاً غيرقارئ ولا كاتب، ومع ذلك أتى بشريعة متقنةوسنن محكمة وكتاب بديع بلا بديل.
ب ـ الأُمّي غير المنتحل لملّة أو كتابسماوي
وربّما يقال: إنّ الأُمّي هو غير المنتحللملّة أو كتاب من الكتب السماوية ولو أطلقعلى العرب أنّهم ا ُمّيون فالمراد أنّهمغير منتحلين لكتاب من الكتب السماوية ويدلعلى ذلك أنّه سبحانه يجعل أهل الكتاب فيمقابل الأُمّيين ويقول:(وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَوالأُمِّيِّينَ ءأسْلَمْتُمْ فَإنْاَسْلَمُوا فَقَد اهْتَدَوْا وَاِنْتَوَلَّوْا فإنّمَا عَلَيْكَ البَلاَغُوَاللّهُ بَصيرٌ بِالِعبادِ) (آل عمران/20).يلاحظ عليه: إنّ توصيف العرب بالاُميّيينلا لأجل عدم إنتحالهم لملّة أو كتاب سماويبل لأجل عدم إقتدارهم على القراءةوالكتابة، فقد كانت الاُمّية بهذا المعنىسائدة عليهم كما كان التعرّف عليهما هوالغالب على أهل الكتاب، فصحّ لأجل ذلكالتقابل بين أهل الكتاب والأُمّيين ويعودمعنى الآية: «قل» للطائفتين الأُمّيين غيرالقارئين والكاتبين وأهل الكتاب الذينلهم اقتدار بهما.والذي يدل على أنّ هذا هو ملاك التقابل هوأنّه سبحانه يصف بعض أهل الكتاب بالاُميّةويقول: (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَيَعْلَمُونَ الكِتَابَ إلاّ اَمَانِىَّواِنْ هُمْ إلاّ يَظُنُّونَ) (البقرة/78).