مناسک الحج نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مناسک الحج - نسخه متنی

سید محمد تقی مدرسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



1- لا يعتبر في وجوب الحجّ على المرأة المستطيعة إذن الزوج،فيجب عليها الحجّ حتى في صورة منعه إيّاها عن الحجّ، وكذاالحكم بالنسبة إلى المرأة التي نذرت الحجّ بإذن زوجها، فلا عبرةلمنعه إيّاها بعد النذر.

2- لا يشترط في استطاعة المرأة صحبة من يرافقها من المحارم،إذا كانت قادرة على حفظ نفسها من المخاطر، وإن لم تكن متزوّجة.

3- المرأة التي لا تستطيع الحجّ إلّا بمرافق من محارمها، يتوقّف تحقّق الاستطاعة على توفّره، فلو توقّف على تحمّل تكاليفه ودفع الاُجرة له، وجب ذلك عليها، وتحسب من نفقة الحجّ، فلو كانت قادرة على ذلك كلّه كانت مستطيعة وإلّا فلا.

4- المرأة التي يكون مهرها وافياً بتكاليف الحجّ، وكان الزوج متمكّناً من بذل ذلك لها، يجب عليها مطالبة زوجها بدفع المهر،فتصبح مستطيعة لو سلّمهاالمهر.

5- إذا أرادت الحائض أن تحرم داخل مسجد الشجرة أو سائرالمساجد في المواقيت، فعليها أن تعقد نيّة الإحرام وهي تجتازتلك المساجد إن كانت أبوابها مختلفة أو عند أخذها لمتاع كان قدوضع فيها. كما يجوز لها أن تحرم عند تلك المساجد من دون دخولها، أو تحرم قبل الميقات بالنذر، كأن تنذر الإحرام في المدينةالمنوّرة.

6- المرأة التي تصل إلى الميقات وهي حائض ولا تدري أتطهرقبل انقضاء زمان عمرة التمتّع أم لا، تنوي الإحرام عمّا في ذمّتها،فإن طَهُرت أتت بعمرة التمتّع وحجّه، وإلّا فتأتي بحجّ الإفرادبإحرامها الذي هي فيه.

7- يستحب غسل الإحرام على الحائض والنفساء، كمايستحبّ ذلك على غيرها.

8- على المرأة التي يدركها الحيض حال الطواف، قطع الطواف والخروج من المسجد الحرام حالاً، ثمّ إتمام الطواف بعد الطهر إذاكانت قد أكملت الشوط الرابع، أمّا إذا لم تبلغ الشوط الرابع فعليهاإعادة الطواف من أوّله.

9- لأنّ السعي بين الصفا والمروة لا يشترط فيه الطهارة؛ ولأنّ المسعى ليس من المسجد الحرام، فإنّ الحائض تستطيع أن تسعى بين الصفا والمروة.

10- الحائض التي تخشى أن لا تدرك الوقوف بعرفات إذاانتظرت الطُهر وأداء طواف عمرة التمتّع، يجب عليها أن تعدل إلى حجّ الإفراد إذا كانت قد نوت عمرة التمتّع، ثمّ بعد أدائها مناسك حجّ الإفراد تأتي بعمرة مفردة ويصحّ حجّها كما وأنّه يجزيها عن حجّة الإسلام.

11- يجوز للنساء اللواتي يخشين عدم التمكّن من القيام بطواف حجّ التمتّع وصلاته والسعي وطواف النساء وصلاته بعد الرجوع من منى بسبب الحيض، يجوز لهنّ تقديم هذه الأعمال والإتيان بها قبل التوجّه إلى عرفات وبعد التلبّس بإحرام الحجّ.

12- يجوز للمرأة لبس ما بدى لها من أنواع المخيط، لكن لا يجوزلها لبس الكفوف، ولا تستر الوجه عند الإحرام.

13- المستحاضة الكثيرة تغتسل للطواف مرّة ولصلاة الطواف مرّةً اُخرى احتياطاً، إلّا أن ينقطع الدم عنها حتى إتمام الصلاة،فيكفي حينئذٍ غسل واحد قبل الطواف.

14- يجوز للمرأة تناول الأقراص الطبية بهدف تأخير الحيض للقيام بأعمال الحجّ كالطواف في أوقاتها.

حجّ الصبي والصبيّة

السنّة الشريفة:

1- روى عبداللَّه بن سنان، أنّه سمع أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: «مرّرسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم برويثة وهو حاجّ، فقامت إليه امرأة ومعهاصبي لها، فقالت: يا رسول اللَّه؛ أيحجّ عن مثل هذا؟ قال: نعم، ولكِ أجره»(168).

2- وسئل أبو عبداللَّه عليه السلام: من أين يجرّد الصبيان؟ قال: «كان أبي يجرّدهم من فخّ»(169).

3- روى زرارة، عن أحدهماعليهما السلام أنّه قال: «إذاحجّ الرجل بابنه وهو صغير فإنّه يأمره أن يلبّي ويفرض الحجّ، فإن لم يحسن أن يلبّي لبّوا عنه ويطاف به ويصلّى عنه»، قلت: ليس لهم مايذبحون. قال: «يذبح عن الصغار، ويصوم الكبار، ويتّقى عليهم ما يتّقى على المحرم من الثياب والطيب، وإن قتل صيداً فعلى أبيه»(170).

4- روى شهاب، عن أبي عبداللَّه عليه السلام في حديث قال: سألته عن ابن عشر سنين، يحجّ؟ قال: «عليه حجّة الإسلام إذا احتلم،وكذلك الجارية عليها الحجّ إذا طمثت»(171).

5- وجاء عن أبي عبداللَّه عليه السلام في حديث أنّه قال: «لو أنّ غلاماًحَجّ عشر حجج ثمّ احتلم كانت عليه فريضة الإسلام»(172).

6- عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: «ليس على المملوك حجّ ولا عمرة حتى يعتق»(173).

7- وروي عن أبي عبداللَّه عليه السلام في قوله: (وَللَّهِ ِ عَلَى النَّاسِ حِجُ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً(174))، قال: «من كان صحيحاً في بدنه، مخلّى سربه، له زاد وراحلة فهو مستطيع للحجّ»(175).

الأحكام:

1- يستحبّ الحجّ لغير البالغ المميّز، ويصحّ منه، لكن لا يحسب حجّة الإسلام.

2- الصبي المميّز لو أدرك الوقوف بالمشعر الحرام بعد بلوغه،أجزأه عن حجّة الإسلام وإن كان إحرامه قبل البلوغ.

3- الصبي الذي نوى الحجّ الاستحبابي لظنّه أنّه غير بالغ، ثمّ ظهرله بعد ذلك بلوغه حال الحجّ، أجزأه ذلك عن حجّة الإسلام.

4- يستحبّ لولي الطفل غير المميّز إحرام الطفل، بأن يلبسه ثوبي الإحرام وينوي الوليّ ذلك، ويلقّنه التلبية لو تمكّن الطفل من تكرارها، وإلّا فيلبي هو بدلاً عنه.

5- تكاليف الحجّ الزائدة على نفقة الصبي العادية كالهدي والكفّارات وما إليه تخرج من مال الصبي إذا كانت مصلحته في الحجّ، إلّا في كفّارة الصيد إذا كان الولي هو الأب فتجب عليه،والأحوط ذلك في غير الأب أيضاً لأنّه مكلّف بحفظه.

6- يجب على الولي أمر الصبي بالقيام بِما يُطيق من أعمال الحجّ والعمرة، والنيابة عنه فيما لا يطيق، كما يجب عليه منع الصبي من ارتكاب محرمات الإحرام.

أحكام النيابة

السنّة الشريفة:

1- سئل الصادق عليه السلام عن الرجل يحجّ عن آخر، له من الأجروالثواب شي ء؟ قال: «للذي يحجّ عن الرجل أجر وثواب عشرحجج، ويغفر له ولأبيه ولاُمّه ولابنه ولابنته ولأخيه ولاُخته ولعمّه ولعمّته ولخاله ولخالته، إنّ اللَّه واسع كريم»(176).

2- وروي عن أبي عبداللَّه عليه السلام أنّه قال: «يحجّ الرجل عن المرأة،والمرأة عن الرجل، والمرأة عن المرأة»(177).

3- وقال زيد الشحام: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: «يحجّ الرجل الصرورة عن الرجل الصرورة، ولا تحجّ المرأة الصرورةعن الرجل الصرورة»(178).

4- وقال محمّد بن عبداللَّه القمّي: سألت أبا الحسن الرضاعليه السلام عن الرجل يعطى الحجّة يحجّ بها ويوسِّع على نفسه فيفضل منها،أيردّها عليه؟ قال: «لا، هي له»(179).

الأحكام:

1- تجوز النيابة في الحجّ الواجب والمندوب عن الميّت، وعن الحيّ في الحجّ المندوب مطلقاً (أي سواء كان قادراً أم عاجزاً)،وفي الواجب حالة عجز المنوب عنه عن القيام بأعمال الحجّ لعذرٍكالشيخوخة أو المرض الذي لا يرجى زواله.

2- يشترط في النائب اُمور:

الأوّل: البلوغ على الأحوط.

الثاني: العقل.

الثالث: الإيمان (صحّة المذهب).

الرابع: الاطمئنان بأنّه يؤدّي مناسك الحجّ بصورة صحيحة، فلواطمأنّ المستنيب قبل الإنابة أو بعد أداء المناسك كفى.

الخامس: معرفته بمناسك الحجّ وأحكامه ولو بإرشاد من غيره.

3- تجب الاستنابة على العاجز والمريض والمعذور الذين استقرّعليهم الحجّ إذا كانوا لا يرجون زوال عذرهم.

4- لا تشترط المماثلة بين النائب وبين المنوب عنه، فتجوز نيابةالرجل عن المرأة، كما تجوز نيابة المرأة عن الرجل.

5- تجوز نيابة الرجل الصرورة عن الرجل والمرأة الصرورةوغير الصرورة، ولا تجوز نيابة المرأة الصرورة عن الرجل الصرورة احتياطاً، وتكره نيابة المرأة الصرورة عن الرجل غيرالصرورة، كما تكره نيابة المرأة غير الصرورة عن الرجل الصرورة.

6- إذا مات النائب بعد الإحرام وبعد الدخول في الحرم أجزأذلك عن المنوب وسقط عنه الحجّ، أمّا لو مات قبل الدخول في الحرم فإنّ ذمّة المنوب عنه تبقى مشغولة بالحجّ احتياطاً، ولا فرق في ذلك بين أقسام الحجّ.

7- في حال موت النائب بعد الإحرام وبعد الدخول في الحرم يستحقّ تمام الاُجرة.

8- لا يحقّ للنائب التخلّف عن ما اشترط عليه من قبل المنوب عنه، إلّا بإذنه.

9- إذا ارتكب النائب ما يوجب الكفّارة، وجبت الكفّارة عليه لا على المنوب عنه.

10- لا يجب على النائب تسديد ما زاد على الاُجرة من تكاليف الحجّ من جانبه، كما لا يجب عليه ارجاع الفائض إلى المنوب عنه، وإن استحبّ له ذلك.

11- إذا أفسد النائب حجّه بالجماع قبل الوقوف بالمشعر الحرام،وجب عليه إتمام الحجّ واستئناف العمل في العام القادم، وليس على المنوب عنه شي ء.

12- لا تجوز النيابة في الحجّ الواجب عن أكثر من واحد، وتجوزفي الحجّ المندوب.

13- تجوز نيابة عدّة أفراد عن شخص واحد في سنة واحدةتبرّعاً، أو في الحجّ المندوب، كما تجوز في الحجّ الواجب المتعدّد،كأن ينوب أحدهم عنه في حجّة الإسلام، وآخر عنه في الحجّ النذري.

14- يجوز للنائب بعد الفراغ من مناسك الحجّ أن يأتي بالعمرةالمفردة أو الطواف لنفسه ولغيره.

15- على النائب تعيين المنوب عنه وقصد النيابة، ويستحبّ له ذكر اسم المنوب عنه في جميع المواقف.

16- تستحبّ النيابة عن الأئمّة الأطهارعليهم السلام، وكذلك عن الوالدين، والأقرباء والمؤمنين في الحجّ والطواف إذا كانوامعذورين أو غائبين.

استفتاءات

1/ الوضوء لطواف الحج وصلاته بالنسبة إلى النائب، هل يقصدالوضوء عن نفسه أو عن المنوب عنه؟

الجواب: يتطهر النائب عن نفسه.

2/ النائب في الحج إذا تعذر عليه القيا م ببعض الأعمال،كالطواف والرمي، وأناب غيره، أو وكّلَ غيره في الذبح فكيف تكون نية هذا الغير؟

الجواب: يستطيع أن ينوي عن أيهما شاء.

3/ لو وكّلَ الحاج في هدي التمتع شخصاً عنه، هل يجوز له أن ينام بعد أن يوكِّل بحيث يقع الذبح عنه وهو نائم؟

الجواب: لا بأس.

4/ النائب في الحج عند وصوله إلى الميقات نسيَّ النيابة، وأحرم عن نفسه، فهل ينعقد الإحرام عن نفسه أم لا؟ وهل يجزيه العدول إلى عمرة مفردة أو إلى المستأجر عنه؟

الجواب: إذا كان من باب الاشتباه في المصداق، فلا بأس ويقع الحج عن المنوب عنه.

5/ هل تجوز النيابة عن الحي في العمرة المفردة المستحبة، وماهي الموارد التي لا يجوز فيها النيابة عن الحي غير الصلاةوالصوم؟

الجواب: يجوز النيابة عن الحي في الاعمال المستحبة ولا يجوز في الحج الواجب إلاّ عمّن له عذر شرعي.

6/ إذا أراد المكلف أن يحج عن ميت تبرعاً مثلاً، ولكنه لا يعلم هل هذا الميت حج في حياته أم لا؟ فهل ينويها حج الإسلام أم ماذا؟

الجواب: يمكنه أن ينوي ما في ذمة الميت.

7/ إذا كان المكلف لم يذهب للحج سابقاً، فهل يجوز له أن يحج نيابة عن غيره؟

الجواب: يجوز.

8/ (أعزكم اللَّه) إذا كان الشخص دائم الحدث، فهل يجوز أن يؤجر نفسه للحج؟

الجواب: إذا كان يضر بأعماله، فالأولى عدم الاستنابة، والأقوى جوازه.

9/ إذا كان الشخص تهاجمه الغازات والريح الباطني بحيث لايمتلك نفسه، وهذا دائماً يحدث في السفر، ولكنه لم يتعين له إحدى حالات دائم الحدث، فهل يصح له أن يأخذ نيابة للحج مع العلم أنه قد يضايقه الريح وهو في حالة الطواف ولا يستطيع الانتظارأو الإعادة؟

الجواب: الحكم حكم المسألة السابقة.

10/ هل يصح استئجار المعذور في ترك بعض الأعمال أو في عدم الإتيان بالعمل كاملاً؟ ولو تبرع المعذور وناب عن غيره،فهل يشكل الاكتفاء بعمله؟

ولو حدث ذلك فهل تبرأ ذمتهما مع جهلهما بالحكم؟ وإذا كان النائب عالماً بالحكم والمنوب عنه جاهلاً، فهل تبرأ ذمة المنوب عنه ويحق له المطالبة بالأجرة المدفوعة؟ ولو كانا عالمين بالحكم،فهل يحق له المطالبة؟ ولو كان النائب جاهلاً، فهل يجوز مطالبته؟

الجواب: يجوز ولكن الأولوية لغير المعذور، على الأحوط . وإن استأجر شخصاً ثم عرض له العذر كما إذا ضاق وقته حتى بدّل حج التمتع الى الإفراد يجزي عن المنوب عنه، وبقية الفروع لا محل له مع أصل الجواز.

11/ لو انكشف بعد مدة طويلة بطلان وضوء النائب عن غيره في الحج أو العمرة، فماذا يجب عليه؟ ولو كان عاجزاً عن الذهاب الآن لشيخوخة أو غيرها، هل يجب عليه إرجاع الأجرة، ولوكان أربابها غير معروفين لديه أو غير موجودين؟

الجواب: إذا لم يعلم ببطلان وضوئه أو احتمل أنه كان قد اغتسل قبل الطواف صحّ حجّه ان شاء اللَّه. وإلاّ فعليه إتمام عمرته وحجّه، فإن لم يقدر استناب، واللَّه العالم.

أحكام المصدود

السنّة الشريفة:

عن أبي جعفرعليه السلام قال: «المصدود يَذبح حيث صدّ، ويرجع صاحبه فيأتي النساء، والمحصور يبعث بهديه فيعدهم يوماً، فإذابلغ الهدي أحلّ هذا في مكانه»(180).

الأحكام:

المصدود هو الحاجّ الذي منعه العدو عن إتمام مناسك الحجّ بعدالإحرام، وإليك أهمّ أحكامه.

1- يجوز لمن صدّه العدو عن إتمام مناسك العمرة أو الحجّ التحلّل من الإحرام، ويحصل ذلك بذبح الهدي في موضعه الذي هو فيه،والأحوط استحباباً أن يكون بنيّة التحلّل، وبه تحلّ له جميع محرمات الإحرام حتى النساء، والأحوط وجوباً الحلق أوالتقصير ليتمّ بهما التحلّل. ولو ساق الهدي ذبحه أو نحره وكفاه عن هدي آخر.

2- يسقط الحجّ عن المصدود الذي تختصّ استطاعته للحجّ بسنة الصدّ، أمّا الذي استقر عليه الحجّ قبل ذلك، أو الذي يبقى مستطيعاً حتى السنة القادمة، فلا يسقط عنهما الحجّ، بل يجب عليهما الحجّ في السنة القادمة.

3- لا يجوز للمصدود عن طريق خاص التحلّل من الإحرام إذاكان قادراً على متابعة السير عن طريق آخر، بل يجب عليه إتمام مناسكه، إلّا إذا كان عليه في ذلك الحرج.

4- لو مُنع الحاج عن الوقوف بعرفات والمشعرالحرام، يتحلّل في موضع المنع بذبح الهدي، أمّا لو منع عن الوقوف بأحد الموقفين ترك ما مُنع وأتى بما بقي من المناسك وصحّ حجّه.

ولو مُنع عن أعمال منى كلّها أو بعضها، فلو تمكّن من الاستنابةوجب ذلك عليه، وإن لم يتمكّن عمل بوظيفة المصدود.

أمّا لو مُنع عن إتيان أعمال مكّة المكرّمة بعد العود من منى، فإن كان المنع مستمراً حتى نهاية ذي الحجّة جرى حكم المصدودعليه وإلّا فعليه القيام بمناسك الحجّ بنفسه حتى آخر ذي الحجّة،ولكن لو استطاع أن ينيب أحداً بأداء مناسك مكّة عنه فالأقوى صحّة حجّه.

5- لو مُنع الحاج عن الرجوع إلى منى، وكان قد أنهى أعماله بمكّةوجبت عليه الاستنابة لأعمال منى في نفس السنة إن أمكنه ذلك،وإلّا فعليه الاستنابة للسنة القادمة، وبه يصحّ حجّه.

أحكام المحصور

المحصور، هو الحاجّ الذي منعه المرض عن إتمام مناسك الحجّ،وإليك أهمّ أحكامه:

1- إذا اُحصِرَ الحاج بعد الإحرام، وأراد التحلّل فعليه بعث الهدي إلى مكّة ليذبح هناك إن كان محرماً بإحرام عمرة التمتّع، أويذبح في منى يوم النحر إن كان محرماً بإحرام الحجّ.

2- المحرم بإحرام العمرة المفردة يبعث هديه مع رفاقه إلى مكّةليذبح في وقت يُتّفق عليه ليتحلّل بعد ذلك الوقت.

3- يتحلّل المحرم بإحرام عمرة التمتّع والعمرة المفردة بعد ذبح الهدي من الإحرام وتحلّ له جميع محرمات الإحرام سوى النساء،وتبقى محرّمة عليه في العمرة الواجبة حتى يأتي بعمرة التمتّع والحجّ بعد ذلك أو يأمر من يطوف عنه طواف النساء، أمّا في العمرةالمستحبّة فتحلّ له النساء أيضاً بعد الذبح.

4- لو اُحصر الحاج عن إدراك الوقوف بعرفات والمشعر الحرام،تحلّل بالذبح وحلّت له محرمات الإحرام إلّا النساء حتى يأتي بأعمال الحجّ أو يستنيب، أمّا لو اُحصر عن إدراك أحد الموقفين فقط فليس عليه شي ء وصحّ حجّه.

5- لو استمرّ به المرض حتى بعد أعمال منى، فإن تمكّن من الرجوع إلى منى وقضاء أعماله بنفسه وجب عليه ذلك وإلّا فعليه الاستنابة للذبح والرمي، ويتحلّل بالحلق أو التقصير.

6- لو اُحصر الحاج بعد مناسك منى عن مناسك مكّة، فإن استطاع من إتيان الأعمال بنفسه حتى نهاية ذي الحجّة وجب عليه ذلك، وإلّا وجبت عليه الاستنابة.

7- لو اُحصر الحاجّ عن جميع مناسك منى ومكّة وجب عليه بعث الهدي إلى منى للذبح، ويتحلّل بعد الذبح، لكن عليه إعادةالحجّ بعد ذلك، إن لم يُمكنه الاستنابة في سائر مناسك منى ومكّة،وإن أمكنه فالأقوى كفايته عن الحجّ، وإن كان الأحوط الحجّ من قابل.

العمرة المفردة

القرآن الكريم:

(وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فإِنْ اُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَتَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْبِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَآ أَمِنْتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذلِكَ لِمَن لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) البقرة: 196

السنّة الشريفة:

1 - روي عن الإمام الصادق عليه السلام قوله: «العمرة واجبة على الخلق بمنزلة الحجّ على من استطاع إليه سبيلاً، لأن اللَّه عز وجلّ يقول: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ(181)).

2 - وقال الإمام الصادق عليه السلام أيضاً: «إذا استمتع الرجل بالعمرفقد قضى ما عليه من فريضة العمرة»(182).

3 - وروى زرارة بن أعين أنه سأل الإمام محمد الباقرعليه السلام عن الذي يلي الحجّ في الفضل؟. قال الإمام: «العمرة المفردة، ثم تذهب حيث تشاء»(183).

4 - وروي أن الإمام الصادق عليه السلام سُئل: أيّ العمرة أفضل،عمرة في رجب أو عمرة في شهر رمضان؟ فقال: «لا، بل عمرة في رجب أفضل»(184).

5 - قال الإمام أبو الحسن موسى عليه السلام:«لكل شهر عمرة» قيل له: يكون أقل من ذلك؟ قال: «لكل عشرة أيّام عمرة»(185).

6 - وقال الإمام الصادق عليه السلام: «لا بأس بالعمرة المفردة في أشهرالحجّ ثم يرجع إلى أهله»(186).

العمرة المفردة

1 - العمرة شعيرة الهية قد تكون واجبة وقد تكون مندوبة.

2 - تجب العمرة مع الحجّ في وقت واحد -بشرط الإستطاعة-على من لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام؛ أي غير أهل مكةومن جاورها(187) وتُسمى بعمرة التمتع في تفصيل قد مرّ في محلّه.

3 - وتجب أيضاً في العمر مرة واحدة -بشرط الإستطاعة- على أهل مكة ومن جاورها، ولكن بشكل مستقل ودون إرتباطبالحج. فقد يستطيع المكي والمجاور للعمرة وحدها، أو للحج وحده، أولهما معاً، فهي عمرة مفردة ومستقلة عن الحج، وقدمرت الإشارة إليها بإيجاز في فصلي حج الإفراد والقِران.والأحوط على من استطاع إلى بيت اللَّه الحرام سبيلاً ولم يحج لعدم الاستطاعة، أن يعتمر عمرة مفردة، ولا يسقط عنه حج التمتع إذا تجددت له الاستطاعة إليها.

4 - وقد تجب العمرة المفردة بالنذر أو العهد أو اليمين أو ما شاكل ذلك.

5 - وقد تجب العمرة لدخول الحرم، إذ لا يجوز للمرء دخول الحرم بغير إحرام، فإن كان قاصداً أداء حج أو عمرة كان تحلله بذلك. أما إذا كان دخوله لغير أداء النسك وجب عليه الإحرام ثم التحلل من إحرامه بعمرة مفردة.

العمرة المستحبة

6 - وتستحب العمرة المفردة طوال أيام السنة، وأفضلها أيام شهر رجب.

7 - ولا تتقيد الفاصلة الزمنية بين العمرتين بزمن معين، فيجوزتكرارها خلال الشهر الواحد، بل والاسبوع الواحد.

8 - أعمال العمرة المفردة هي كالتالي:

أولاً: النية، وهي أن يقصد المعتمر بقلبه أنه يؤدي العمرة المفردةقربة إلى اللَّه تعالى، ويستحب التلفظ بالنية كما في سائر أفعال الحج والعمرة، ولفظها أن يقول -قبل الإتيان بأي عمل من أعمال العمرة-: «أُؤدي العمرة المفردة استحباباً قربة إلى اللَّه تعالى».وفي حال كون العمرة واجبة يقول «وجوباً» بدل كلمة«إستحباباً». وهكذا في سائر النيات القادمة.

ثانياً: الإحرام، وينبغي أن يكون من أحد المواقيت إذا كان المعتمر يمر عليها، أما من لا يمر على الميقات فيحرم من بلده إذاكان يقع بين الميقات وبين حدود الحرم. ومن كان في الحرم وأرادالعمرة أحرم من أدنى الحل، وهو الثامن من المواقيت في الترتيب المذكور في باب المواقيت.

ونية الإحرام هكذا: «أحرم للعمرة المفردة إستحباباً قربة إلى اللَّه تعالى».

ثالثاً: الطواف حول البيت الحرام سبعة أشواط، وينوي قائلاً:«أطوف حول البيت سبعة أشواط للعمرة المفردة إستحباباً قربةإلى اللَّه تعالى».

رابعاً: صلاة ركعتي الطواف، وينوي: «أُصلي ركعتي الطواف للعمرة المفردة إستحباباً قربة إلى اللَّه تعالى».

خامساً: السعي بين الصفا والمروة ناوياً: «أسعى بين الصفاوالمروة للعمرة المفردة إستحباباً قربة إلى اللَّه تعالى».

سادساً: الحلق أو التقصير، وينوي إذا أراد الحلق: «أحلق للإحلال من إحرام العمرة المفردة المستحبة قربة إلى اللَّه تعالى».وإذا أراد التقصير قال: «أُقصِّر» بدل كلمة «أحلق».

ولا يجب أن يكون الحلق أو التقصير في مكان معين، بل يمكن الإتيان به في أي مكان.

سابعاً: طواف النساء، وينوي: «أطوف حول البيت سبعة أشواططواف النساء للعمرة المفردة المستحبة قربة إلى اللَّه تعالى».

ثامناً: صلاة ركعتي طواف النساء، ونيتها أن يقول: «أُصلي ركعتي طواف النساء للعمرة المفردة المستحبة قربة إلى اللَّه تعالى».

9: الأعمال التي ذُكرت للعمرة المفردة (من الإحرام والطواف وركعتي الطواف والسعي والحلق أو التقصير وطواف النساءوركعتية) لا تختلف في صورها وأحكامها عما ذُكر في فصول عمرة وحج التمتع إلاّ في النيّات وقد ذكرناها.

استفتاءات

1/ إذا دخل مكة بدون إحرام جهلاً أو عمداً وأراد أن يُحرم للعمرة المفردة، فهل يُحرم من التنعيم مثلاً؟

الجواب: يجوز الإحرام للعمرة من أدنى الحل (التنعيم مثلاً) وإن أتم بمروره الى الميقات وعدم إحرامه منه تعمداً. أما الجاهل والناسي فلا شي ء عليهما.

2/ إذا ترك المعتمر بعمرة مفردة طوافه جهلاً، أو أخلَّ ببعض واجباته ثم رجع إلى بلده، فما الحكم في ذلك؟

الجواب: عليه أن يعود ويطوف، فان لم يقدر استناب(188)، وإذاأراد دخول الحرم، فالأحوط أن يحرم رجاءً ج إذا كان بينه وبين إحرامه السابق أكثر من شهر، ويطوف أولاً طواف العمرة، ثم يطوف طواف العمرة الجديدة ويصلي صلاتها ثم يسعى ويقصرثم يطوف طواف النساء.

3/ لو أحرم للعمرة المفردة، فهل يجوز له الخروج من مكةلضرورة أو غيرها، أثناء الأعمال وقبل التحلل، بنية العودة لمكةأو بدونها؟

الجواب: يجب عليه إتمام عمرته، لأن اللَّه سبحانه يقول: (واتمواالحج والعمرة للَّه). فلا يجوز الخروج لا بنية العودة. أما بنية العودةفلا بأس خصوصاً إذا كان لسبب ضروري.

4/ هل يمكن لمن أخذ أجرة لنيابة لعمرة مفردة أن يُحرم من مكةالمكرمة وهو موجود فيها الآن، أم يجب أن يُحرم من الميقات؟

الجواب: يجوز له أن يُحرم من أدنى الحل، إلاّ إن يشترط عليه المنوب عنه الإحرام من الميقات.

5/ إن مسجد التنعيم أصبح داخل بيوت مكة حالياً، وقدتجاوزته بيوت مكة، فإذا كان المكلف في مكة وأراد أن يأتي بالعمرة المفردة، وأحرم من هذا المسجد، فهل يجوز له أن يركب السيارة المسقوفة؟

الجواب: مشكل والأحوط عدم التظليل.

6/ متى يجب على المحرم للعمرة المفردة قطع التلبية إذا كان قادماًمن الميقات؟ وكذا إذا كان من أدنى الحل مثل التنعيم؟

الجواب: إذا كان من الميقات متمتعاً أو حاجاً فعند دخول مكةالقديمة، وإذا أحرم للعمرة من أدنى الحلّ فعند رؤية المسجدالحرام أو مشاهدة الكعبة المشرفة .

7/ لو دخل مكلف بعمرة مفردة في شهر ذي القعدة، وهلَّ عليه هلال ذي الحجة وهو في منى، هل يجوز له الرجوع إلى مكة بدون إحرام؟

الجواب: يجوز له ذلك، لأنه لم يخرج من الحرم.

8/ الشهر الذي ذكرتموه في (المناسك) في جواز الرجوع إلى مكةخلاله، هل هو العددي والهلالي؟

الجواب: الاحتياط هو اعتبار الشهر الهلالي، فمن اعتمر في آخرشوال ثم خرج من مكة ثم هلَّ عليه ذوالقعدة، فالأحوط أن لايدخل مكة إلاّ مُحرماً.

9/ إذا كان (مشرفو الحملات) يحتاجون للذهاب إلى مكة في آخر ذي القعدة، ثم يرجعون في أول ذي الحجة، هل هناك وسيلةيتخلصون بها من إعادة الإحرام مرة ثانية، إذا كانت المدة أقل من عشرة أيام بين العمرة الأولى ودخولهم مرة ثانية؟

الجواب: الأحوط إعادة العمرة، إلاّ إذا خرجوا من مكة بعدهلال ذي الحجة.

10/ هل يجوز لمن لم يحج أن يأتي بالعمرة المفردة في أشهر الحج،مع العلم أنه مستطيع للحج؟ وفي فرض عدم الجواز، هل يجوز له الخروج من مكة بنية عدم العودة إليها للحج أم لا؟

الجواب: الخروج مشكل جداً.

11/ إذا أحرمت المرأة للعمرة المفردة ثم رأت الدم، ولم تقدر على إتيان الأعمال بنفسها -لعود الوفد قبل انقطاعه- ولم تتمكن الاستنابة للطواف وصلاته، فما هي وظيفتها بعد الرجوع إلى وطنها؟

الجواب: الطواف ركن من اركان الحج والعمرة، ولابد من الاتيان به بنفسها او بالاستنابة، إن لم تقدر على العودة الى مكة.

12/ ما حكم من اعتمر عمرة مفردة ثم تبين له أن وضوءه كان باطلاً بعد مدة من رجوعه إلى بلده؟

الجواب: إذا كان شاكاً في صحة وضوءه أو بطلانه فالأصل صحته، وإن كان قد اغتسل قبل الطواف بأي نوع من الأغسال الواجبة أو المستحبة كفاه، وإلاّ كان كمن لم يطف بالبيت وعليه أن يعود بنفسه لقضاء الطواف على الأحوط، فإن لم يستطع فعليه أن يوكل أحداً ليطوف عنه.

13/ ما حكم من ذهب إلى مكة المكرمة للعمرة المفردة وبعدعودته لبلده علم أن وضوءه الذي طاف به كان باطلاً، فهل يلزمه الآن أن يعود مرة ثانية إلى مكة، أم أن عمرته باطلة ولايلزمه الآن شي ء؟

الجواب: عليه أن يعود، لأن الإحرام لا يشترط فيه الطهارة،وعليه أن يقضي الطواف بنفسه عند الإمكان بلا عسر وحرج أوبنائبه، والأحوط إذا كان قد واقع النساء أن يفتدي بهدي يذبحه في مكة.

14/ إذا كان طواف العمرة باطلاً، ولم يعرف صاحبه ببطلانه إلابعد عدة سنوات، فما الحكم؟

الجواب: عليه أن يعود الى مكة بإحرام، ثم يعمل بما سبق إذا كان بطلان طوافه للجهل فحكمه حكم تارك الطواف جهلاً، وإن كان نسياناً فحكمه حكم تارك الطواف نسياناً. وهما يقضيان الطواف، أو ينييان من يطوف عنهما في حالة العسر والحرج، وإذاأرادا العودة أحرما لعمرة مفردة، ودخلا الحرم بها ثم طافا طواف القضاء ثم عملا بأعمال العمرة المفردة الجديدة، واللَّه العالم.

عن الزيارة والدعاء

زيارة النبيّ وأهل بيته عليهم السلام

أيّها الحاجّ الكريم: إنّك اليوم في رحاب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وعلى أعتاب مسجده الشريف في المدينة المنوّرة، حيث لا يزال شذى الوحي وعطر النبوة يفوح في أرجائها، وحيث يقول النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: «من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر إليَّ في حياتي»(189).

وحيث يقول الإمام الباقرعليه السلام وقد سأله بعض أصحابه: ما لمن زار رسول اللَّه متعمّداً؟ قال: «الجنّة»(190).

وحيث يقول الإمام الصادق عليه السلام: «صلّوا إلى جنب قبر النبيّ(191)وإن كانت صلاة المؤمنين تبلغه أينما كانوا»(192).

فاغتنم فرصة تواجدك في المدينة وأكثر الصلاة في مسجد النبي،(والتوسعة الجديدة منه) وأكثر من السلام على النبيّ فإنّه يسمعك، حيث إنّك لا تقدر على ذلك كلّما شئت(193)، وكلّمادخلت المسجد فسلّم على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من قريب قبره الشريف واعلم بأنّ بين قبره ومنبره روضة من رياض الجنّة حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنّة،ومنبري على ترعة من ترع الجنة، وقوائم منبري رتب في الجنّة»(194).

فإذا نويت زيارته فاستعدّ لها بالغسل والدعاء وتوجّه بكلّ مشاعرك إلى حيث مشهد الرسول ومهبط الملائكة... وفيما يلي تفصيل القول في كيفيّة زيارته:

قبل الدخول:

يستحبّ الدخول من باب جبرئيل، وتكبّر اللَّه مأة مرّة وتقرأإذن الدخول كما يلي:

«اَللَّهُمَّ إِنِّي وَقَفْتُ عَلى بَابِ بَيْتٍ مِنْ أَبْوابِ بُيُوتِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَقَدْ مَنَعْتَ النَّاسَ اَنْ يَدْخُلُوا إِلَّا بِإِذْنِهِ فَقُلْتَ: (يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِىِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ). اللَّهُمَّ إِنِّي اَعْتَقِدُ حُرْمَةَ صَاحِبِ هذَا الْمَشْهَدِ الشَّرِيفِ في غَيْبَتِهِ كَمَاأَعْتَقِدُهَا فِي حَضْرَتِهِ، وَأَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَكَ وَخُلَفَآءَكَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ أَحْيَآءٌ عِنْدَكَ يُرْزَقُونَ، يَرَوْنَ مَقَامِي وَيَسْمَعُونَ كَلَامي وَيَرُدُّونَ سَلَامِي وَأَنَّكَ حَجَبْتَ عَنْ سَمْعِي كَلَامَهُمْ وَفَتَحْتَ بَابَ فَهْمِي بِلَذيذِ مُنَاجَاتِهِمْ، وَإِنِّي أَسْتَأْذِنُكَ يَا رَبِّ أَوَّلاً، وَأَسْتَأْذِنُ رَسُولَكَ صلى الله عليه وآله وسلم ثَانِياً، وَأَسْتَأْذِنُ الْمَلائِكَةَ الْمُوَكَّلِينَ بِهذِهِ الْبُقْعَةِالْمُبَارَكَةِ ثَالِثاً.

ءَاَدْخُلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ءَاَدْخُلُ يَا حُجَّةَ اللَّهِ، ءَاَدْخُلُ يَا مَلآئِكَةَ اللَّهِ الْمُقَرَّبِينَ الْمُقِيمِينَ فِى هذا الْمَشْهَدِ، فَأْذَنْ لي يَا مَوْلَايَ فِي الدُّخُولِ أَفْضَلَ مَا أَذِنْتَ لِأَحَدٍ مِنْ أَوْلِيَآئِكَ، فَإِنْ لَمْ أَكُن أَهْلاً لِذلِكَ فَأَنْتَ أَهْلٌ لِذلِكَ».

ثمّ تقول عند الاسطوانة المقدّمة من جانب القبر الأيمن عند رأس القبر عند زاوية القبر وأنت مستقبل القبلة ومنكبك الأيسر إلى جانب القبر، ومنكبك الأيمن ممّا يلي المنبر، فإنّه موضع رأس رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، وتقول:

«أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسَالَاتِ رَبِّكَ، وَنَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ،وَجَاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَعَبَدْتَ اللَّهَ حَتّى أَتَاكَ الْيَقِينُ بِالْحِكْمَةِوَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَأَدَّيْتَ الَّذِي عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ، وَأَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنِينَ وَغَلُظْتَ عَلَى الْكَافِرِينَ فَبَلَّغَ اللَّهُ بِكَ أَفْضَلَ شَرَفِ مَحَلِ الْمُكَرَّمِينَ. الْحَمْدُ للَّهِ ِ الَّذِى اسْتَنْقَذَنَا بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَالضَّلَالَةِ.

اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَصَلوَاتِ مَلآئِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيَآئِكَ الْمُرْسَلِينَ، وَعِبَادِكَ الصَّالِحِينَ، وَأَهْلِ السَّمواتِ وَالْأَرَضِينَ، وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنِبِيِّكَ وَأَمِينِكَ وَنَجِيِّكَ وَحَبِيبِكَ وَصَفِيِّكَ وَخَاصَّتِكَ وَصَفْوَتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ.

اللَّهُمَّ أَعْطِهِ الدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ وَآتِهِ الْوَسِيلَةَ مِنَ الْجَنَّةِ وَابْعَثْهُ مَقَاماًمَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ. اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَآؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوّاباً رَحِيماً) وَإِنِّي أَتَيْتُ مُسْتَغْفِراً تَآئِباً مِنْ ذُنُوبِي، إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكَ لِيَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي».

وإن كانت لك حاجة فاجعل قبر النبيّ خلف كتفيك واستقبل القبلة، وارفع يديك، وسل حاجتك، فإنّها أحرى أن تقضى إن شاء اللَّه(195).

ثمّ تستقبل القبلة وتقول:

«اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَلْجَأْتُ ظَهْرِي، وَإِلى قَبْرِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدصلى الله عليه وآله وسلم عَبْدك ورسولك أَسْنَدْتُ ظَهْرِي، والْقِبْلَةِ الَّتِي رَضيت لُِمحَمَّدٍعليه السلام اسْتَقْبَلْتُ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي خَيْرَ مَا أَرْجُو، وَلَاأَدْفَعُ عَنْها شَرَّ مَا أَحْذَرُ عَلَيْهَا، وَأَصْبَحَتِ الْاُمُورُ بِيَدِكَ فَلَا فَقِيرَأَفْقَرُ مِنِّي، رَبِّ لِما أنزلتَ مِنْ خيرٍ فَقِيرٍ. اللّهمّ أرْدُدني مِنكَ بخيرٍفإنّهُ لا رادَّ لِفضلِكَ. اللّهمّ إنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ تُبدِّلَ إسمي، أو تُغيرَجِسْمي، أو تُزِيلَ نعمتك عندي.اللّهمّ كرِّمني بالتقوى، وجمِّلني بالنعم، واعمرني بالعافية، وارزقني شُكراً لعافيتك(196)«.

ثمّ تتوجّه إلى سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراءوتزورها خاشع القلب وتقول:

«يَا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَكِ فَوَجَدَكِ لَمِإ؛هه.2امْتَحَنَكِ صَابِرَةً، وَزَعَمْنا أَنّا لَكِ أَوْلِيآءٌ مُصَدِّقُونَ وَصَابِرُونَ لِكُلِ مَا أَتَانَا بِهِ أَبُوكِ صلى الله عليه وآله وسلم، وَأَتَانَا بِهِ وَصِيُّهُ فَإِنّا نَسْأَلُكِ إِنْ كُنَّاصَدَّقْنَاكِ إِلَّا أَلْحَقْتِنَا بِتَصْدِيقِنَا لَهُمَا لِنُبَشِّرَ أَنْفُسَنَا بِأَنَّا قَدْ طَهُرْنَابِوِلَايَتِكَ».

ثمّ تقول: «السَّلَامُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ نَبِيِّ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ حَبِيبِ اللَّهِ، اَلسَّلَامُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ خَلِيلِ اللَّهِ، اَلسَّلَامُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ صَفِيِّ اللَّهِ، اَلسَّلَامُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ أَمِينِ اللَّهِ، اَلسَّلَامُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ خَيْرِ خَلْقِ اللَّهِ، اَلسَّلَامُ عَلَيْكِ يَابِنْتَ اَفْضَلِ اَنْبِيآءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَمَلائِكَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يَا سَيِّدَةَ نِسآءِ الْعَالَمِينَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، اَلسَّلَامُ عَلَيْكِ يَا زَوْجَةَ وَلِىِّ اللَّهِ وَخَيْرِ الْخَلْقِ بَعْدَرَسُولِ اللَّهِ، اَلسَّلَامُ عَلَيْكِ يَا اُمَّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبَابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ، اَلسَّلَامُ عَلَيْكِ اَيَّتُهَا الصِّدِّيقَةُالشَّهِيدَةُ، اَلسَّلَامُ عَلَيْكِ اَيَّتُهَا الرَّضِيَّةُ الْمَرْضِيَّةُ، اَلسَّلَامُ عَلَيْكِ اَيَّتُهَا الْفَاضِلَةُ الزَّكِيَّةُ، اَلسَّلَامُ عَلَيْكِ اَيَّتُهَا الْحَوْرآءُ الْإِنْسِيَّةُ، اَلسَّلَامُ عَلَيْكِ اَيَّتُهَا التَّقِيَّةُ النَّقِيَّةُ،اَلسَّلَامُ عَلَيْكِ اَيَّتُهَا الُمحَدِّثَةُ الْعَلِيمَةُ، اَلسَّلَامُ عَلَيْكِ اَيَّتُهَا الْمَظْلُومَةُالْمَغْصُوبَةُ، اَلسَّلَامُ عَلَيْكِ اَيَّتُهَا الْمُضْطَهَدَةُ الْمَقْهُورَةُ، اَلسَّلَامُ عَلَيْكِ يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبِرَكَاتُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكِ وَعَلى رُوحِكِ وَبَدَنِكِ. اَشْهَدُ اَنَّكِ مَضيْتِ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكِ، وَاَنَ مَنْ سَرَّكِ فَقَدْ سَرَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم، وَمَنْ جَفَاكِ فَقَدْ جَفَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم، وَمَنْ آذاكِ فَقَدْ آذى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم، وَمَنْ وَصَلَكِ فَقَدْ وَصَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم، وَمَنْ قَطَعَكِ فَقَدْ قَطَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، لِأَنَّكِ بِضْعَةٌ مِنْهُ وَرُوحُهُ الَّذِى بَيْنَ جَنْبَيْهِ،اُشْهِدُ اللَّهَ وَرُسُلَهُ وَمَلائِكَتَهُ اَنِّي راضٍ عَمَّنْ رَضِيتِ عَنْهُ، سَاخِطٌعَلى مَنْ سَخِطْتِ عَلَيْهِ، مُتَبَرِّءٌ مِمَّنْ تَبَرَّأْتِ مِنْهُ، مُوالٍ لِمَنْ والَيْتِ،مُعَادٍ لِمَنْ عَادَيْتِ، مُبْغِضٌ لِمَنْ اَبْغَضْتِ، مُحِبٌّ لِمَنْ اَحْبَبْتِ، وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً وَحَسِيباً وَجَازِيَا وَمُثِيباً وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ».

ثمّ تدعو بين القبر والمنبر بالدعاء المأثور، وإن منعك الزحام فادعو في أي بقعة من بقاع المسجدالأقرب فالأقرب وتقول:

«اللَّهُمَّ صَلِّ على محمّد وآل محمد اللَّهُمَّ إِنَّ هذه رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ جَنَّتِكَ، وَشُعْبَةٌ مِنْ شُعَبِ رَحْمَتِكَ الَّتي ذَكَرَها رَسُولُكَ، وَأَبَانَ عَنْ فَضْلِهَا وَشَرفِ التَّعَبُّدِ لَكَ فِيها، فَقَدْ بَلَّغْتَنِيْهَا فِي سَلامَةِ نَفْسِي فَلَكَ الْحَمْدُ يَا سَيِّديْ عَلى عَظِيمِ نِعْمَتِكَ عَلَيَّ فِي ذلِكَ، وَعَلى مَا رَزَقْتَنِيهِ مِنْ طَاعَتِكَ وَطَلَبِ مَرْضَاتِكَ، وَتَعْظِيمِ حُرمَةِ نَبِيِّكَ بِزِيَارَةِقَبْرِهِ، وَالتَّسْلِيمِ عَلَيْهِ وَالتَّرَدُّدِ في مَشاهِدِهِ وَمَواقِفِهِ، فَلَكَ الْحَمْدُ يَامَوْلايَ حَمْداً يَنْتَظِمُ بِهِ مَحَامِدُ حَمَلَةِ عَرْشِكَ وَسُكَّانِ سمواتك لَكَ،وَيَقْصُرُ عَنْهُ حَمْدُ مَنْ مَضى، وَيَفْضُلُ حَمْدَ مَنْ بَقِيَ مِنْ خَلْقِكَ لَكَ،وَلَكَ الْحَمْدُ يَا مَوْلايَ حَمْدَ مَنْ عَرَفَ الْحَمْدَ لَكَ، وَالتَّوْفِيقَ لِلْحَمْدِمِنْكَ حَمْداً يَمْلأُ ما خَلَقْتَ، وَيَبْلُغُ حَيْثُ ما أَرَدْتَ، وَلا يَحْجُبُ عَنْكَ، وَلَا يَنْقَضي دُونَكَ، وَيَبْلُغُ أَقْصى رِضَاكَ، وَلَا يَبْلُغُ آخِرَهُ أَوائِلُ مَحَامِدِ خَلْقِكَ لَكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ مَا عَرَفْتُ الْحَمْدَ، يَا بَاقي العِزِّوَالْعَظَمَةِ، وَدَائِمَ السّلْطَانِ وَالْقُدْرَةِ، وَشَدِيدَ الْبَطْشِ وَالْقُوَّةِ، وَنَافِذَالْأَمْرِ وَالإرادَةِ، وَوَاسِعَ الرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ، وَرَبِّ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ،كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ لَكَ عَلَيَّ يَقْصُرُ عَنْ أَيْسَرِها حَمْدي، وَلَا يَبْلُغُ أَدْنَاهَاشُكْرِي، وَكَمْ مِنْ صَنَائِعَ مِنْكَ إِلَيَّ لا يُحِيطُ بِكثِيرِها وَهْمي، وَلَايُقَيِّدُهَا فِكْرِي. اللَّهُمَّ صَلِّ على نَبِيِّكَ الْمُصْطَفى بَيْنَ البَريَّةِ طِفْلاً،وَخَيْرِها شَابّاً وَكَهْلاً، أَطْهَرِ الْمُطَهَّرِينَ شِيمَةً، وَأَجْوَدِ الْمُسْتَمطِرينَ دِيمَةً، وَأَعْظَمِ الْخَلْقِ جُرْثُومَةً، الَّذِي أَوْضَحْتَ بِهِ الدَّلَالَاتً ِ،وَأَتمَمْتَ بِهِ الرِّسَلاتِ، وَخَتَمْتَ بِهِ النُّبُوَّاتِ، وَفَتَحْتَ بِهِ الْخَيْرَاتِ،وَأَظْهَرْتَهُ مَظْهَراً، وَابْتَعَثْتَهُ نَبِيّاً وَهَادِياً أَمِيناً مَهْدِيّاً وَدَاعِياً إِلَيْكَ وَدَالاً عَلَيْكَ، وَحُجَّةً بَيْنَ يَدَيْكَ. اللَّهُمَّ صَلِّ على الْمَعْصُومِينَ مِنْ عِتْرَتِهِ، وَالطَّيِّبِينَ مِنْ اُسْرَتِهِ، وَشَرِّفْ لَدَيْكَ بِهِ مَنَازِلَهُمْ، وَعَظِّمْ عِنْدَكَ مَرَاتِبَهُمُ، وَاجْعَلْ فِي الرَّفِيقِ الأعْلى مَجَالِسَهُمْ، وَارْفَعْ إِلى قُرْبِ رَسُولِكَ دَرَجَاتِهِمْ، وَتَمِّمْ بِلِقَائِهِ سُرُورَهُمْ، وَوَفِّرْ بِمَكانِهِ اُنْسَهُمْ».

ثمّ تصلّي ركعتين عند اسطوانة التوبة وتقول:

«اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، اللَّهُمَّ لَا تُهِنِّي بِالْفَقْرِ، وَلَا تُذلَنِي بِالدَّيْنِ، وَلَا تردّني إلى الهَلَكَةِ، وَاعْصِمْنِي كَي أَعْتَصِمَ، وَأَصْلِحني كي أنصلح، واهدِني كَي أهتَدي. اللَّهُمَّ أَعَنِّي عَلَى اجتهادِ نَفسِي،وَلَا تُعذّبني بِسُوءِ ظَنِّي، وَلَا تُهلِكْنِي وَأَنْتَ رَجَائِي، وَأَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تَغْفِرَ لِي وَقَدْ أَخْطَأْتُ، وَأَنْتَ أَهلٌ أَنْ تَعْفُو عَنِّي وَقَدْ أَقْرَرتُ، وَأَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تُقِيلَ وَقَدْ عَثَرتُ، وَأَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تُحْسِنَ وَقَدْ أَسَأْتُ، وَأَنْتَ أَهْلُ التَّقوى وَالمغفِرَةِ، فَوَفّقني لِما تُحِبُّ وَتَرضى ، وَيَسِّر لِي اليسيرَ،وَجنِّبني كُلَّ عَسِير. اللَّهُمَّ أغنِني بِالحَلَالِ عَنِ الْحَرامِ، وَبِالطَّاعاتِ عَنِ الْمَعاصِي، وبالغنى عَنِ الْفقرِ، وبِالجنَّةِ عَنِ النَّارِ، وَبالأبرار عَنِ الفُجَّارِ، يَا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَي ءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ».

ثمّ تتوجّه إلى مراقد الأئمّة: في البقيع وتستأذن عند الدخول بالزيارة المأثورة:

يا مَوالِيَّ يا أَبْناءَ رَسُولِ اللَّهِ، عَبْدُكُمْ وَابْنُ أَمَتِكُمْ، الذَّلِيلُ بَيْنَ أَيْدِيَكُمْ، وَالمُضْعِفُ فِي عُلُوِّ قَدْرِكُمْ، وَالمُعْتَرِفُ بِحَقِّكُمْ، جَاءَكُمْ مُسْتَجِيراً بِكُمْ قاصداً إِلَى حَرَمِكُمْ، مُتَقَرِّباً إِلَى مَقامِكُمْ، مُتَوَسِّلاًإِلَى اللَّهِ تَعالَى بِكُمْ، ءَأَدْخُلُ يا مَوالِيَّ؟ ءَأَدْخُلْ يا أَوْلِياءَ اللَّهِ؟ءَأَدْخُلْ يا مَلائِكَةَ اللَّهِ الُمحْدِقِينَ بِهذا الحَرَمِ المُقِيمِينَ بِهذا المَشْهَدِ؟».

ثمّ تدخل بخشوع، ثمّ تزور الإمام الحسن المجتبى سلام اللَّه عليه بالزيارة المأثورة:

«السَّلامُ عَلَيكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يابْنَ نَبِي اللَّهِ،السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ فاطِمَةَالزَّهْراءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابن خَدِيجَةَ الْكُبْرى ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياحَبِيَبَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِيْنَ اللَّهِ،السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَحَجَّةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صِراطَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا لِسَانَ حِكْمَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْك يا ناصِرَ دِينِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهاالسَّيِّدُ الزَّكِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها البَرُّ التَّقِي، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَاالْقَائِمُ الْأَمِينُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُها العالِمُ بِالتَّنزِيلِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَالِمُ بالتَّأْوِيلِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيّها الْبَاهِرُ الْخَفِي، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الطاهِرُالزَّكِي، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الشَّهِيدُ الصِّدِّيقُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الحَقُّ الحَقِيقُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلاي يَا أَبا مُحَمَّدٍالحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ».


/ 13