بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
ألف : إن اصابة المطر لشيء قذر يطهره، لا فرق بين ارض وماء وجسد وثوب وغيرها. باء : ان الماء وسيلة تطهير . جيم : ان المراد من الأمر الإلهي في آية أخرى « فَاطَّهَّرُوا » استعمال الماء بهدف الطهـارة . 2/ (البقرة / 222) ، (آل عمران / 55) ، (المدثر / 1- 5) ؛ ان مجرد انفصال النجس عن الشيء ، او انفصاله عن النجس كفيل بطهارته . فاذا انقطع الدم طهرت المرأة الحائض. وقد طهر الله نبيه عيسى بن مريم سلام الله عليه بتوفيه (ورفعه اليه)، حيث انفصل عن محيطه القذر . ونستفيد من ذلك ؛ ان القذارات الأخرى اذا ازيلت عن الشيء ، كان سبباً لطهارته . وقد أمر الله سبحانه بأن يهجر الرجز ، فاذا هُجر وانفصل فقد تحقق العمل بهذا الأمر .. بلى ؛ قد لا نتأكد من انفصال القذر من دون تطهيره بالماء او الشمس او التراب او ما أشبه. 3/ (البقرة / 125) ، (الحج / 26) ؛ ان الطهارة مقدمة للعبادات ، وقد أمر الله سبحانه تطهير بيوت الله للعابدين . ونستفيد من ذلك أمرين : ألف : وجوب تطهير بيوت الرحمن (من كل نجس ظاهري كالقذر او غيره كالشرك والمشركين) . باء : اشتراط الطهارة للطواف والصلاة . 4/ (البقرة / 222) : ألف : نستفيد من هذه الآية ؛ محبوبية التطهر بأقسامه (الوضوء والغسل والتيمم) . وان التطهر من الغايات الشرعية بذاته ، كما انه من المقدمات التي يشترط وجودها للعبادة . ومن هنا فالغسل مستحب ، ولو لم يكن لغاية معينة ، ولم يرد فيه نص خاص . باء : ونستفيد من الآية ؛ ان التطهر مستحب للمعاشرة الجنسية . فاذا طهرت المرأة من عادتها ، فالافضل ان تتطهر بالغسل قبل ان يباشرها زوجها . 5/ (الاعراف / 82) ، (آل عمران / 55) ، (التوبة / 28) ؛ نستوحي من آيات الذكر الحكيم؛ ان اجتناب الكفار تطهر ، والمشرك نجس ، والله قد طهر النبي عيسى عليه السلام من الذين كفروا ، والمؤمنون كانوا يتطهرون مما اثار الكفار وامروا باخراجهم من القـرية . 6/ (النساء / 43) ، (المائدة / 6) ؛ استفاد الفقه الاسلامي طائفة من الاحكام الفقهية من هذه الآيات ، نذكر منها ما يلي : ألف : ان الطهارة شرط من شروط الصلاة ، وانه لا صلاة إلاّ بطهور . باء : ان الطهارة من الصلاة ، وكما ان الصلاة عبادة فالطهارة عبادة ، ولا يجوز ان يشرك الانسان في عبادة ربه أحداً . وقد وردت نصوص مأثورة بأن الوضوء من الصلاة . جيم : ان ما ينقض الطهارة ؛ النوم والسكر ، (وربما غياب العقل عموماً) ، وكذلك الخبائث (البول والغائط والريح) ، وهكذا ملامسة النساء . دال : ان الوضوء غسلتان ومسحتان . فانك تغسل عند الوضوء وجهك (وهو ما تواجه به الناس من منابت شعر الرأس حتى الذقن طولاً ، وما تدور عليه اصابعك عرضاً) ، وتغسل يديك ابتداءً من المرافق وانتهاءً باصابعك ، ثم تمسح بعض رأسك وظهر رجلك حتى الكعبين (وهما قبتا الرجل) . هاء : الجنب يطهّر فيغسل كل بدنه ، والحائض اذا طهرت تطهرت بالاغتسال . وقد استفاد بعض الفقهاء عن الأمر بالغسل في اطار الصلاة ، انه عبادة ، وانه مشروط بالاخلاص . واو : المريض والمسافر ( الذي لا يجد الماء ) اذا احتاج الى التطهر او الى التوضئ ، كما لو لامس النساء او جاء من الغائط ، فعليه ان يتطهر بالتراب . ومعيار المرض الذي يسوِّغ التراب ، الحرج . فمن كان بحيث إذا استخدم الماء أصابه ضرر يحرجه . وكذلك معيار وجدان الماء ألاّ يكون سبباً للحرج ، والحرج هو الضيق الذي يصعب على البشر احتماله ، ويختلف حسب الظروف والاشخاص . زاء : وعلى الانسان عند التطهر بالتراب ان يبحث عن صعيد من الأرض ( مرتفع ) ، طيب (لايكون نجساً) . ولا بأس بمطلق الأرض ، تراباً كان او حجراً او ما أشبه ، شريطة ان يسمى أرضاً . فاذا وجدها وضع عليها يديه ، ثم مسح بهما وجهه (الجبهة والجبين) ، ثم مسح ظاهر كفيه اليمين باليسار ، واليسار باليمين . (ولو ضرب يديه على الأرض مرتين ، ثم مسح بهما وجهه ويديه ، ثم ضرب مرة أخرى ليديه كان أفضل ) . حاء : وكما الماء يورث طهارة للانسان ، كذلك الصعيد ؛ سواءً كان بدلاً عن الوضوء او الغسل ، حيث يقول ربنا سبحانه : « وَلكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ » (المائدة / 6) . طاء : كلما كان حرجاً استعمال الماء او الحصول عليه ، سقط وتحول الى التيمم . واذا كان الصعيد حرجاً ايضاً اكتفى بالمسح على الطين أو الثلج ، وإن لم يمكنه صلى بغير طهور ، فانه يجزيه انشاء الله . 7/ (المدثر / 1-5) ؛ نستفيد من الآية ؛ ضرورة تطهير الثياب عن القذر ، (مقدمة للصلاة وتكبير الله سبحانه) . وقد جاء في الأحاديث المأثورة حول هذه الآية انها تأمر بتقصير الثياب . 8/ (الاحزاب / 53) ، (هود / 78) ، (البقرة / 232) ؛ المجتمع المسلم يطهر أجواءه من الفاحشة ، وما قد يؤدي اليها . ونستفيد من ذلك البصائر التالية : ألف : الحجاب طهارة للقلب من الوساوس. أليس النظر سهم من سهام ابليس ، وقد أمر الله الرجال والنساء بغض البصـر وبيّن انه ازكى؟ وقد نستفيد من ذلك، الحاق ما يثيـر الشهوات المحرمة بالنظر ؛ مثل الافلام الخليعة، والقصص المثيرة، والصور الجنسية. والله العالم . باء : وللشهوات الجنسية سبيلها الفطري ، الذي لو سلكه البشر لم يصبه قذر ولا أذى . بينما الشذوذ الجنسي يورث القذر وساء سبيلاً . ومن ذلك نستفيد ؛ ان على المجتمع تخفيف قيود الزواج ، وتسهيل العلاقة الشرعية بين الذكر والأنثى حتى لايقع المجتمع فريسة الشذوذ ، سواءً باللواط او اتيان البهائم او التوجه الى العادة السرية ( الاستمناء ) او الى اثارة الشهوات بأية وسيلة غير شرعية . جيم : واذا طلق الرجل زوجته واكملت العدة، فهي حرة؛ حيث لايستطيع زوجها السابق ان يسترجعها إلاّ برضاها . امّا اذا رضيت فليس لأهلها منعها ، لان ذلك قد يسبب مفسدة. دال : وهكذا كانت الطهارة الجنسية قيمة ايمانية ، لابد ان نسعى لتحقيقها من ثلاثة طرق : أولاً : تنقية الاجواء مما يثير الشهوات المحرمة . ثانياً : تسهيل الزواج . ثالثاً : عدم ايجاد العقبات في طريق النساء من الزواج بمن يرضين بهم اذا ادى ذلك الى الفساد . 9/ (التوبة / 103) ، (المجادلة / 12) ؛ الصدقة وقاية من شح النفس ، وطهارة لها من حب الدنيا . وهكذا ينبغي تطهير نفوس المسلمين بأخذ الصدقات منهم . ونستفيد من هذه البصيرة ما يلي : ألف : ان المجتمع الأناني المستأثر ليس بمجتمع نظيف ، وعلى القيادة الرسالية تزكيته بأخذ الصدقات . وكلما توغل المجتمع في الشهوات ، واتباع ما أترف فيه ، كان اولى بالتزكية والتطهير عبر أخذ الصدقات منه . باء : ينبغي للانسان ان يتجنب الأنانية، والارتباط بالرسول ومن استخلفه ارتباطاً دنيويّاً، هدفه الاستعلاء على الآخرين . ولذلك فاذا كانت في نفسه حاجة لمناجاة الرسول ، فالأفضل ان يقدم بين يدي نجواه صدقة ، حتى يطهر سلفاً قلبه من الكبر وحب العلو في الأرض . وتكون صدقته بمثابة التطهر الذي يسبغه المؤمن قبل صلاته . وقد انبأنا الله سبحانه إنه ؛ لا خير في كثير من نجوى الناس مع الرسول ، إلاّ من أمر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس . 10/ (الواقعة / 78 - 79) ، (عبس / 11- 14) ؛ القرآن كتاب طاهر ، لا يمسه إلاّ المطهرون ؛ ولذلك كان على المؤمن ان يتطهر قبل قراءته له ، وذلك بما يلي : ألف : ان يتوضأ او يغتسل او يتيمم قبل قراءة الكتاب الطاهر. فالوضوء نور، والقرآن نور. باء : ان يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، حتى لا يوسوس في صدره ، ولا يزيغ قلبه عن حقائق الوحي ، ولا يسوقه الى التأويل الباطل . جيم : ان يطهر قلبه من الأمراض التي تمنعه من الانتفاع بالوحي ؛ كالغفلة والحمية والكبر والمعاجزة والكفر بآيات الله .
في رحاب الأحاديث
1/ قال أمير المؤمنين عليه السلام : " فرض الله الايمان تطهيراً من الشرك .. " . ([96]) 2/ قال الامام علي عليه السلام : " ان كنتم لا محالة متطهرين ، فتطهروا من دنس العيوب ". ([97]) 3/ قال الامام علي عليه السلام : " طهروا قلوبكم من الحسد فانه مكمن مضمن ". ([98]) 4/ قال الامام الصادق عليه السـلام : " ان الله جعل التراب طهوراً كما جعل الماء طهـوراً ". ([99]) 5/ قال الامام الباقر عليه السلام : " ما اشرقت عليه الشمس فقد طهر " . ([100]) 6/ قال الامام الصادق عليه السلام : " كل ماء طاهر إلاّ ما علمت أنه قذر " . ([101]) 7/ قال الامام الصادق عليه السلام : " الماء يطهر ولا يطهر " . ([102]) 8/ قال الامام علي علي عليه السلام : " خلق الله الماء طهوراً لا ينجسه شيء إلاّ ما غير لونه او طعمه او ريحه ". ([103]) 9/ قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " الطهور شطر الايمان ". ([104]) 10/ قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " اول ما يحاسب به العبد طهوره ". ([105]) 11/ قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " لا تقبل صلاة بغير طهور ". ([106]) 12/ قال الامام علي عليه السلام : " الطهر نصف الايمان ". ([107]) 13/ قال الامام علي عليه السلام : " من أحسن الطهور ثم مشى الى المسجد فهو في صلاة مالم يحدث ". ([108]) 14/ قال الامام علي عليه السلام : " من لم يطهره البحر فلا طهر له ". ([109]) 15/ قال امير المؤمنين عليـه السـلام : " الوضـوء بعد الطهـور عشـر حسنـات فتطهـروا " . ([110]) 16/ قال الامام الصادق عليه السلام : " من تطهر ثم أوى الى فراشه بات وفراشه كمسجده ، فان ذكر انه ليس على وضوء فتيمم من دثاره كائناً ما كان ، لم يزل في صلاة ما ذكر الله عز وجل ". ([111]) 17/ قال الامام الصادق عليه السلام : " مكتوب في التوراة ان بيوتي في الارض المساجد ، فطوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارني في بيتي " . ([112])
الزينــة
المعنى :
ما يضفي على الشيء الجمال - ليستهوى قلب البشر - يعتبر زينة . 1/ ولقد جعل الله ما على الأرض ( من اعشاب واشجار وجبال و .. و .. ) زينة لها. فقال سبحانه : « إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الاَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً » (الكهف / 7) ولان هذه الزينة تجتذب الانسان، فقد ابتلى الله سبحانه بها البشر ، ليعلم اينا أحسن عملاً. (وهناك تناسب بين الحسن والزينة) . 2/ وقوم موسى عليه السلام حملوا زينة آل فرعون، فصاغوا من تلك الزينة (الذهب والفضة و.. ) العجل الذي اغراهم السامري بعبادته. قال ربنا سبحانه : « قَالُوا مَآ أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَآ أَوْزَاراً مِن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ الْقَى السَّامِرِيُّ * فَاَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ » (طه/87-88)
حقائق الزينة :
1/ ومن مصاديق الزينة الظاهرة، الشهوات التي زينت للانسان، (بحيث تجتذب اليها نفس البشر). قال الله سبحانـه : « زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَآءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَـةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَـاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَاَبِ » (آل عمران / 14) 2/ والمال والبنون، زينة الحياة الدنيا. قال الله تعالى : « الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلاً » (الكهف / 46) 3/ كما ان في الخيل والبغال والحمير زينة، بالاضافة الى فائدتها كوسيلة نقل. قال ربنا سبحانه : « وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ » (النحل/8) 4/ وقال تعالى : « وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ » (النحل / 6)
الزينة نعمة الهية :
1/ وكما جعل الله ما على الأرض زينة لها ، وكما زين الشهوات للانسان ، كذلك زين السماء الدنيا بمصابيح . (فكانت الزينة نعمة اسبغها الله على البشر، سواءً في الأرض او في السماء). قال الله تعالى : « فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِى يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَآءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُالْعَزِيزِ الْعَلِيمِ » (فصلت/12) 2/ وقال تعالى : « وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَآءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ » (الملك / 5) ترى ان هذه المصابيح ليست مجرد زينة ، بل هي ايضاً حفظ، حيث انها رجوم للشياطين . 3/ وقال عز وجل : « وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَآءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ » (الحجر/16) 4/ وقال سبحانه : « أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ » (ق / 6) إن تذكرة القرآن للبشر بكون النجوم مصابيح وزينة ، تفتح قلب الانسان على مناحي الجمال فيها .
كيف نتعامل مع الزينة ؟
1/ والمؤمن يشكـر الله على نعمة الزينة ، ويرتوي منها بعقله وقلبــه . أوليس الرب قد اخرج هذه الزينة لعباده ، كما اسبغ عليهم نعمة الرزق الطيب، فلماذا يحرمها الناس ( افتراء على الله ) ؟ بلى؛ الزينة كما الطيبات من الرزق، هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا. (إلاّ ان الدنيا ليست دار الخلود، وزينتها ليست خالصة)، والدار الآخرة هي الحيَوان ، ولذلك فان زينتها خالصة للذين آمنوا. قال الله سبحانه : « قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الاَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ » (الاعراف / 32) 2/ ولكن الزينة - كما سائر نعم الله - قد يفتن البشر بها ، فيتبعها بلا حكمة حتى يسقط في الهاوية . ولذلك قرأنا في آية سبقت؛ ان الباقيات الصالحات خير من المال والبنون ثواباً عند الله وخير أملاً. وقرأنا في آية أخرى؛ ان الحكمة من زينة ما على الأرض ، ابتلاء البشر ليعلم ايهم احسن عملاً . وفي الآية التالية؛ نقرء أمر ربنا سبحانه للرسول ان يصبر مع الذين يدعون ربهم ، ولا يصرف عينه عنهم طلباً لزينة الحياة الدنيا. (ذلك ان الاهتمام بالمؤمنين ينبغي ان يكون اكثر من الاهتمام بالدنيا). قال الله تعالى : « وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً » (الكهف / 28) 3/ ولكي يتوازن الانسان ولا يتوغل في طلب الدنيا وزينتها وينسى اخرته ، يذكره القرآن بأن ما عند الله خير وأبقى ، ويثير عقله لمعرفة اهمية الآخرة على الدنيا. قال الله سبحانه : « وَمَآ أُوتِيتُم مِن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلاَ تَعْقِلُونَ » (القصص / 60) 4/ ويذكره ايضاً بأن من أراد الدنيا فقط، فلا نصيب له في الآخرة إلاّ النار ، قال عز وجل : « مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * اُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الأَخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ » (هود / 15- 16) 5/ ويضرب مثلاً من قارون الذي آتاه الله من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة اولي قوة، ولكنه لم يستجب لنصيحة من أمره بأن يبتغي بما أتاه الله الدار الآخرة ، فخرج في زينته فخسف الله به وبداره الأرض. قال الله تعالى : « فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ اُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ اُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلا يُلَقَّاهَآ إِلاَّ الصَّابِرُونَ * فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الاَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ » (القصص / 79 - 81) 6/ وقد يخير الانسان بين زينة الحياة الدنيا والآخـرة ، فعليه ألاّ يختار على الله ورسوله والدار الآخرة شيئاً ، وإلاّ كان من الخاسرين . وهكذا اصبحت زوجات الرسول في وقت معين مخيرات بين الأمرين ، حيث قال سبحانه : « يَآ أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لاَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ اُمَتِّعْكُنَّ وَاُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً * وَاِن كُنتُنَ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الأَخِرَةَ فَاِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً » (الاحزاب/28 - 29) 7/ وقد بيّن ربنا ببلاغة نافذة؛ من ان في الحياة الدنيا الزينة، ولكنه حذر من انها لا تدوم، وان المعيار الآخرة. فقال سبحانه : « اعْلَمُوا أنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الاَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَراً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الأَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَآ إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ » (الحديد / 20)
الزينة متى ولمن ؟
1/ والزينة النافعة، هي التي تكون في خط الحكمة . فاذا انتفع البشر بالزينة لبلوغ حكمة الحياة فاز، وإلاّ كان خاسراً . مثلاً المرأة تتزين لزوجها فيكون سبباً لمزيد من الألفة والسكينة ، اما إذا تزينت للاجنبي كانت سبباً للفتنة والفساد. من أجل ذلك بيّن الوحي حدود زينة المرأة، فقال سبحانه : « وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْإِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ اُوْلِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِاَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُـونَ » (النور / 31) 2/ والقواعد من النساء يجوز لهن وضع الثياب، لانهن لايرجى نكاحهن. ولكن لايجوز لهن التبرج بزينة، (لانه قد يسبب الفتنة). قال سبحانه : « وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَآءِ اللاَّتِي لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ » (النور / 60) 3/ وإذا تزين الرجل عند كل مسجد (فدخله بعد ان يلبس ثياباً نظيفة ، وببدن طاهر عليه طيب ومعه رياحين)، فان ذلك يدعو الى جاذبية المساجد، ويزيد التآلف بين المؤمنين، ويحبب العبادة الى القلوب. قال الله سبحانه : « يَا بَنِي ءَادَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لايُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ » (الاعراف / 31)
بصائر من الآيات
1/ الزينة؛ جمال الشيء الذي يستهوي البشر، وما على الارض زينة لها ، وكان العجل من زينة آل فرعون ( الذهب والفضة وما اشبه ) . 2/ ومن حقائق الزينة؛ الشهوات من النساء والبنين والذهب والفضة والخيل والبغال والحمير ، كما ان للناس فيها جمال حين يريحون وحين يسرحون . 3/ والزينة نعمة، حيث زين الله السماء الدنيا بمصابيح ، وقد اخرج الله الزينة لعباده المؤمنين والطيبات من الرزق ولم يحرمها . 4/ والزينة (كسائر النعم) فتنة ، ولا يجوز ان يقدمها الانسان على المؤمنين، لان ما عند الله خير وأبقى . ومن اراد الدنيا وزينتها دون الآخرة، كان نصيبه فيها النار. ( بل حتى في الدنيا لا يتمتع بها )؛ مثل قارون الذي خرج على قومه في زينته، ولم يبتغ بها الدار الآخرة، فخسف به وبداره الارض . 5/ واذا خير البشر بين الآخرة وزينة الدينا، كما خيرت زوجات الرسول ، فعليه ان يختار الدار الآخرة . 6/ والزينة تنفع إذا كانت في السبيل القويم ، كما المرأة تتزين لزوجها وليس للاجنبي ، وكما الانسان لدخول المسجد .
فقه الآيـات
1/ الكهف / 7) ؛ اذا كانت زينة الخليقة ما على الأرض ، فان صلاحها في المحافظة على هذه الزينة، وافسادها في تخريبها . وهكذا نستطيع ان نستوحي من هذه الآية، وآية اخرى في سورة الاعـراف؛ انه لا ينبغي تغيير معالم الطبيعة الجميلة لغير هدف، حيث يقـول ربنا سبحانه : « وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الاَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ » (الاعراف/85) 2/ (آل عمران / 14) ؛ نستفيد من هذه الآية الكريمة ؛ مشروعية حب الشهوات من النساء والبنين وغيرها، شريطة ان تكون في اطار الحدود التي ترسمها الشريعة الغراء .. 3/ (النحل / 6) ، (النحل / 8) ، (فصلت / 12) ؛ نستلهم من هذه الآيات؛ انه ينبغي ان نتوجه الى جمال خلق الله، وان نثير مشاعرنا بتلك الزينة التي اخفاها الرب على خلقه ، والتي هي آية من آيات جماله وبهاءه سبحانه . 4/ (الاعراف/ 31 - 32) ، (القصص/60) ؛ ينبغي ان يتحلى المؤمن بزينته عند كل مسجد، ولا يجوز تحريم الزينة التي اخرج لعباده. ونستفيد من هذه البصيرة الاحكام التالية: الف : لان الجمال ذوق وشعور، فان لكل قوم زينة ، ويستحب ان يتحلوا بها عند كل مسجد. فالطيب والثياب النظيفة والجميلة والورد والتدهين وما أشبه، مستحبة للداخل فـي المسجد . باء : كل زينة لم يرد نص بحرمتها حلال . فلا يجوز تحريم أية زينة لمجرد أنها لم يرد فيها نص خاص؛ فمثلاً : تسريح الشعر بأية طريقة بديعة جائزة ، وكذلك طريقة تحسين اللحية والشارب بما يراه العرف زينة .. والثياب المختلفة التي يتزين بها الناس في كل عصر ، لا تصبح محرمة لمجرد انها حديثة ولم تكن مألوفة سابقاً . وهكذا لا حرمة في الموضات المختلفة التي تتجدد للنساء، كما ان تزين النساء بمختلف الاصباغ ( والمكياج ) ليست محرمة بذاتها . وهندسة البيوت بما يراه العرف زينة، حتى ولو لم تكن معروفة في السابق . وهندسة الحدائق والشوارع والمساجد وسائر المرافق العامة.. انها أمور غير محرمة، لأنها زينة ، والله لم يحرم الزينة بذاتها . والصوت الحسن ، والزخرفة الجميلة ، والديكورات الرائعة ، والخط الجميل ، والسيارات الجذابة ، وسائر الأدوات والأمتعة ذات الروعة الجمالية ليست محرمة ، بل قد تكون مستحبة إذا لم تتجاوز حداً من حدود الشريعة . 5/ (الكهف/ 28) ، (الكهف/ 46) ، (يونس/ 88) ، (القصص/ 79) ، (الاحزاب/28) ؛ للزينة بعد سلبي يجب التنبه له ، وإلاّ يقع الانسان في الاسراف فيها ، واختلال التوازن بين الدنيا والآخرة ، بل بين ابعاد الحياة الدنيا المختلفة . وقد ذكرنا ربنا سبحانه بحقائق في هذا الحقل، نستعرض منها ما يلي : الف : معيار الالفة والصلة والصداقة والولاية؛ إن هذا المعيار يختلف من شخص لآخر، حسب قيمه المثلى . والمؤمن يتمسك بقيمة التوحيد، فلذلك تراه يجعل هذه القيمة معياراً . ولكن زينة الحياة قد تجتذبه ليجعل المال والثروة والجاه وما اشبه من الماديات، معياراً لعلاقاته الاجتماعية . ومن هنا على المؤمن ان يجعل أبداً اولوية الايمان في علاقاته، ولا يصرف عينه عن المؤمنين الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ليتبع أهل الدنيا. ذلك لان الله قد اغفل قلب اهل الدنيا فاتبعوا اهواءهم ، ومن يتبع هـواه تراه يتحرك كل يــوم في اتجاه ، ولذلك فهم لايتحلون بصفة الوفاء ، بعكس المؤمنين . باء : وتجتذب الزينة الانسان، حتى تنسيه الآخرة . وقد ذكر الرب سبحانه عباده بأن الباقيات الصالحات خير عنده ثواباً وخير أملاً . فعلى الانسان ان يجعل جزءً من أمواله وقوته للعمل الصالح الذي يبقى ذخراً له عند الله . فقد تكون فقيراً او غنياً ، لا فرق؛ من مصلحتك ان تبعث ببعض ما تملك الى الآخرة ، لان الدنيا تفنى ولا يبقى لك منها إلاّ ما بعثته منها لاخرتك . جيم : وقد تدعو الزينة البشر الى الضلال، كما حدث لفرعون وملاءه . وهكذا على البشر ان يراقب نفسه دائماً ، لكي لايدعو حبه للدنيا وزينتها الى تغيير معاييره وقيمه ، حتى لا يرى المعروف منكراً والمنكر معروفاً فيضل عن سبيل الله سبحانه . دال : وإنك ترى بعض المترفين، يتخذون من زينة الدنيا التي يملكونها وسيلة للاستعلاء واضلال البشر . وعلى المؤمن ان يتذكر دائماً ؛ ان تظاهره بالزينة قد يستهوي المحرومين، فيضلهم عن الحق . ولذلك يجب عليه ان يستفيد من متاع الدنيا بالحكمة، حتى لا يؤثر على غيره سلبياً . هاء : وقد يخير البشر بين زينة الحياة الدنيا ، وبين السمو المعنوي في الدنيا وفوز الحياة الآخرة. وهنا ينبغي ان يستعد البشر للتضحية بالزينة العاجلة من أجل الفلاح ، والسعادة الأبدية . وهذا الاستعداد قد لايحصل عليه في لحظة الاختيار الحرجة. فعليه ان ينمّي في نفسه الاستعداد يوماً بيوم، ولحظة بلحظة . وللانسان ان يقرء التاريخ بدقة، ويعتبر بما فيه . وبكلمة واحدة ؛ الزينة نعمة الهية ، ولكنها قد تصبح نقمة إذا لم يعرف الانسان كيف يتصرف معها . تصبح نقمة إذا انفصل الانسان بسببها عن ولاية المؤمنين واتبع المترفين، وإذا لم يتزود من الزينة في الدنيا للباقيات الصالحات ، وإذا جعلها معياراً لمعرفة الحقائق فأضلته عن السبيل ، وإذا استعلى بها على الناس وأراد اضلالهم عن السبيل ، وإذا اختـارها على الله ورسوله والدار الآخرة . نسأل الله ان يعيذنا من الزينة التي تضـل . 6/ (النور / 31) ، (النور / 60) ؛ للزينة محلها، فإذا تجاوزته كانت مضرة. ومن ذلك نعرف الاحكام التالية : الف : النظر الى حديقة غناء ، او مروج خضراء ، او الى الشمس عند شروقها وعند الغروب ، او الى البحر هادئاً او عاصفاً ، او النجوم وهي تتلالأ في ليلة ساحرة.. كل ذلك حلال وممتع، وقد يكون مستحباً . ولكن النظر الى امرأة جميلة لا تحل لك ، إنه سهم مسموم من سهام ابليس . وكذلك نظر المرأة الى فتى وسيم، لا يحل لها . باء : ولا يحل للمرأة ان تبدي زينتها للرجل الأجنبي، إلاّ تلك الزينة الظاهرة؛ مثل الكحل . اما ان تبدي مفاتن صدرها او رجلها ، فانه قد يثير الفتنة . جيم : وقد استثنى الشرع من ذلك الزوج، والآباء وآباء الأزواج، والأبناء وأبناء الأزواج، والإخوان وأبناءهم وأبناء الأخوات، او النساء . وكذلك استثنى التابعين غير أولي الإربة (ممن لا شهوة له ؛ كالابله والشيخ الهرم والخصي والمجبوب)، وكذلك الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ، وهم غير المراهقين الذين قد يستمتعون بالنظر . دال : وهكذا يكون حكمة ستر الزينة، منع اثارة الشهوات. وقد أمر الشرع بألاّ تضرب المرأة برجلها الأرض، بحيث يعلم الرجال ما تخفي من الزينة (كالحجل) فتثير بذلك شهوته .. هاء : واستثنى الشرع القواعد من النساء من حكم الحجاب، لانهن لايرجون نكاحاً . مما يدلنـا على ان حكمة الحجاب المحافظة على الجو العام ، وعدم اثارة شهوات الرجـال .. فاذا تبرجت القاعدة من النساء بزينة، فانها تصبح مظنة اثارة الشهوات ايضاً ، ولذلك فقد نهيت عن ذلك ايضاً . زاء : وهكذا يستوحى حكم كل مثير للشهوة؛ مثل النظر الى صورة المرأة لمن يعرفها ، او تطيب المرأة بعطر فواح يجتذب اهتمام الرجل ، او الخضوع بالقول مما يثير الشهوة ، او كتابة رسائل غرامية ، او انشاء قصائد حب ، او استخدام أية وسيلة مثيرة . حاء : كما حرّم الفقهاء كل ما يريب الرجل؛ فالنظر بريبة لايجوز عندهم حتى الى الوجه والكفين ، والاستماع الى كلام المرأة جائز إلاّ إذا كان بريبة، وهكذا ..
في رحاب الأحاديث
1/ قال رسول الله صلى الله عليه وآله : "ان الله يحب إذا خرج عبده المؤمن الى أخيه أن يتهيأ له وأن يتجمل". ([113]) 2/ قال الامام علي عليه السلام : "ليتزين أحدكم لأخيه المسلم إذا أتاه كما يتزين للغريب الذي يحب أن يراه في أحسن الهيئة". ([114]) 3/ كان جلوس الرضا عليه السلام في الصيف على حصير وفي الشتاء على مسح ، ولبسه الغليظ من الثياب حتى إذا برز للناس تزين لهم. ([115]) 4/ قال الامام الصادق (عليه السلام) : "لاينبغي للمرأة أن تعطّل نفسها ولو أن تعلق في عنقها قلادة". ([116]) 5/ عن خالد الكناني قال : استقبلني أبو الحسن موسى عليه السلام وقد علّقت سمكة بيدي : اقذفها إنى لأكره للرجل السريّ ان يحمل الشيء الدني بنفسه ثم قال : إنكم قوم اعداؤكم كثير، عاداكم الخلق يا معشر الشيعة، فتزينوا لهم ما قدرتم عليه. ([117]) 6/ قال رسول الله صلى الله عليه وآله : "الذهب والحرير حل لاناث امتي وحرام على ذكورها". ([118]) 7/ قال رسول الله صلى الله عليه وآله : "الذهب حلية المشركين ، والفضة حلية المسلمين". ([119]) المصـادر 1- القرآن الكريم 2- نهج البلاغة 3- موسوعة بحار الأنوار 4- وسائل الشيعة 5- مستدرك الوسائل 6- الاصول من الكافي 7- الفروع من الكافي 8- تحف العقول 9- ميزان الحكمة 10- الحياة 11- تفسير مجمع البيان 12- تفسير نور الثقلين 13- تفسير القمي 14- البصائر 15- الميزان في تفسير القرآن 16- شرائع الاسلام 17- جواهر الكلام 18- موسوعة الفقه 19- الينابيع الفقهية 20- الفقه الاسلامي - قسم المعاملات : الاصول العامة - 21- مهذب الاحكام 22- اللمعة الدمشقية 23- منهاج الصالحين 24- مفاتيح الجنان 25- الوسيط في شرح القانون المدني 26- القانون التجاري 27- الموسوعة الجنائية 28- المدخل الى فلسفة القانون 29- الادارة العسكرية في حروب الرسول محمد (ص) 30- التشريع الاسلامي - مناهجه ومقاصده مصادر باللغة الفارسية 1- حقوق تعهدات - دكتور عبد المجيد اميري قائم مقامي 2- حقوق مدني - حسن امامي 3- توسل به زور در روابط بين الملل - حميد حيدري 4- حقوق مخاصمات مسلحانه - بروفسور شارل رسو 5- حقوق جنك - محمد رضا ضيائي بيكدلي