الاخـلاص
الاخلاص ؛ تطهير الدين من شوائب الشرك ، وهو جوهر الدين . وتتجلى حقيقته عند الانسان في الشدائد، حيث تتساقط الاصنام ، ويتجه قلبه لله وحده . ولان الله هو الحق، فعلينا الاخلاص له . وقـدوات الاخلاص انبياء الله ، وهم الذين لا سلطان للشيطان عليهـم .. وفيما يلي نتدبر في آيات الذكر، لنستبين بعض أبعاد الاخلاص .ماهو الاخلاص :
1/ الحنفية هي الاخلاص، والحنفية هي الطهر . ومعنى الاخلاص - اذاً - تطهير العبادة من أية شائبة للشرك . قال الله سبحانه : « وَمَآ اُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ » (البينة / 5) . فالكفار اشركوا بالله، وما أمروا إلاّ ليعبدوا الله وحده، طاهرين من شوائب الشرك والكفر، مثل التسليم للطاغوت او الرياء.. وقد روى عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله ( الامام الصادق عليه السلام ) فـي قـول الله عز وجل « حنيفاً مسلماً » قال : " خالصاً مخلصاً ليس فيه شيء من عبادة الأوثـان . ([43]) وروي عنه عليه السلام في قوله عز وجل: « إلاّ من أتى الله بقلب سليم » قال: "السليم الذي يلقى ربه وليس فيه احد سواه. وكل قلب فيه شك او شرك فهو ساقط ، وانما ارادوا بالزهد في الدنيا لتفرغ قلوبهم للآخرة". ([44]) 2/ وتتجلى حقيقته عند ركوب البحر ، فهم (كلما احدق بهم الخطر) دعوا الله مخلصين له الدين ، وتركوا دعاء الشركاء من دون الله سبحانه. الى هذا أشار ربنا جل جلاله في قولـه : « فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ » (العنكبوت / 65) .الاخلاص جوهر الدين :
1/ وانما الدين الخالص لله . (اما الدين المشوب بالشرك ، فانه ليس من الله في شيء). ولذلك ترى حتى المشركين يبررون عبادتهم للأصنام، بانها تقربهم الى الله زلفى . ( وهكذا ترفض فطرتهم تلك العبادة ، إلاّ بمثل هذا التبرير الزائف ) . قال الله سبحانـه : « أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِيـنَ اتَّخَـذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ » (الزمر / 3) . 2/ والله الذي انزل الكتاب بالحق، أمر ان نعبده وحده . فالدين الخالص وحده له سبحانه (لانه دين الحق ، بينما الشرك باطل). قال الله سبحانه : « إِنَّا أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ » (الزمر / 2) . 3/ وهكذا أمر الله نبيـه ( وبصداقة بالغة ) ان يعبد الله ، وان يخلص الدين له (واخلاص الدين هو العبودية له). قـال الله سبحانه : « قُلْ إِنِّي اُمِرْتُ أَن أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ * وَاُمِرْتُ لاَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ » (الزمر / 11-12) . ولا تضر المخلص دينه لله عبادة غيره للشركاء من دون الله ، ولا هو يدهن في دينه ، بل هذا هو بالذات معنى الخلوص. فمن خاف طاغية، أو رغب في ثروة غني، او تنازل عن دينه الخالص اتباعاً لهوى الناس، فانه ليس بمخلص، لانه خضع لغير الله . والدين هو الخضوع لله وحده . ومعنى الدين هو الحاكمية والهيمنة . وهذا ما نستفيده من قوله سبحانه : « قُلْ » حيث أمر ربنا تعالى بأن نقول كلمة التوحيد ، وان نشهد له سبحانه بالوحدانية، وان نرفض الشركاء بكل صراحة لان ذلك بالذات جزء من توحيد الله، لأنه يعكس رفض الشركاء ، ورفض حاكميتهم او شركهم في حاكمية الله، او بتعبير آخر في دين الله . وهكذا قوله سبحانه في سورة الأخلاص « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » . وهكذا قوله سبحانه : « قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ » (الزمر/15) فالشهادة ببطلان منهج الشرك ، وانه يؤدي الى الخسارة في الدنيا والآخرة ، هي بالذات تعبير عن الاخلاص . فالخائف من المشركين لا يتحداهم ، وهو يقبل سلطتهم ولا يخلص دينه لله سبحانه . 4/ وهكذا كان من حقائق الاخلاص تحدي المشركين ، ودعاء الله وحده برغم انف المشركين . قال الله سبحانه : « فَادْعُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ » (غافر / 14) . ونستوحي من الآية؛ ان تحدي الكفار باخلاص العبودية لله، وعدم التسليم لارهابهم او ترغيبهم هو بذاته ذلك الاخلاص المطلوب . والله العالم . 5/ ولأن الله هو الحي ، وانه لا إله إلا هو، فعلينا ان ندعوه وحده . ( والله يستجيب لمن يدعوه وحده، ولا يدعو الشركاء من دونه ، ولا يخضع في حياته لغير اللـه ) . قال الله سبحانه : « هُوَ الْحَيُّ لآ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ » (غافر / 65) . 6/ وأمرنا الله بان نقيم الوجه لله وحده عند كل مسجد ( فلا نأبه بصبغة المسجد الخاصة ، وانما نعبد الله وحده عنده ) وندعو الله باخلاص الدين له ، وعدم التسليم لسلطة ند او صنم او طاغية او أي شيء آخر. قال الله سبحانه : « قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ » (الاعراف / 29) . وكيف نخضع لغير الله ونقبل بحاكمية ما سواه ، وهو دون غيره الذي يعيدنا كما بدأنا ، فإليه المصير .حقائق الاخلاص :
1/ وللاخلاص حقائقه التي تتجلى في حياة البشر ، ويحتج بها الرب على عباده؛ منها : ان البشر يعرف - بفطرته - انه لا إله إلا الله. فهو الذي يسيّرنا في البر والبحر، وهو الذي تحيط بنا قدرته البالغة عندما نكون في اعالي البحار، والامواج الطاغية تهدد حياتنا ، فندعوه مخلصين له الدين، ونترك الشركاء من دونه ، ونتعهد بأن نكون من الشاكرين (الذين يعملون بما أمرهم الله سبحانه) . قال الله تعالى : « هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَآءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَآءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ اُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنّ َمِنَ الشَّاكِرِينَ » (يونس / 22) . 2/ وقال سبحانه : « وَإِذَا غَشِيَهُم مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُاْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِاَيَاتِنَآ إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ » (لقمان / 32) . ونستفيد من الآية؛ ان بعض الذين تدور بهم دوائر البلاء ، يدعون ربهم لينجيهم. فينقذهم الله مما ألم بهم. وبذلك تجدهم ينتفعون من تجربتهم، ويتوبون الى الله مما اقترفوا من آثام ومعاصي.. ولكن بعضهم يجحد بآيات الله، وهو الختار الكفور . 3/ وتتجلى حقيقـة الاخلاص في حياة انبياء الله الذين أخلصهم الله ، فقال سبحانه : « إِنَّآ أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ» (ص / 46) . 4/ وقد أمر الله رسوله بان يذكر موسى بن عمران في الكتاب لما يتمتع به من صفة مثلى، ألا وهي صفة الخلوص. فإن الله سبحانه قد أخلصه (فلم يكن للشيطان فيه شرك). قال الله سبحانه : « وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً » (مريم / 51) . 5/ ويوسف الصديـق كان قدوة في الخلوص ( والنقـاء التوحيـدي ، فلا شائبـة فيه من شرك او ذنب ) . قال الله سبحانه : « وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلآ أَن رَءَا بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَآءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُـخْلَصِينَ » (يوسف / 24) . فلقد صرف عنه ربه السوء والفحشاء، فكان مخلصاً. ونستفيد من الآية؛ ان المخلص هو الذي صرف الله عنه السوء والفحشاء .عقبى الخلوص والاخلاص :
1/ وعقبى الخلوص عصمة الله، حيث لا ولاية للشيطان عليهم. فان اللعين استثنى من غوايته التي يسعى اليها المخلصين من عباد الله. قال ربنا سبحانه : « قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لاَُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الاَرْضِ وَلاُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْـمُخْلَصِينَ » (الحجر / 39-40) . 2/ وقـال سبحانـه : « إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِيـنَ » (الحجر/ 42) . 3/ وقال سبحانه، وهو يحكي غواية ابليس : « قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُـخْلَصِينَ » (ص / 82-83) . 4/ والأجر العظيم في الآخرة، هو جزاء الاخلاص. قال الله سبحانه : « إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَاُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً » (النساء / 146) . 5/ والخلوص في الدنيا ، خلاص في الآخرة من العذاب الأليم ، وفوز بالرزق المعلوم ونعيم مقيم. قال ربنا سبحانه : « إِنَّكُمْ لَذَآئِقُواْ الْعَذَابِ الأَلِيمِ * ومَا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُـخْلَصِينَ * اُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ * فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ * يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ * بَيْضَآءَ لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ * لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ * وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ * كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ » (الصافات / 38-49) . تلك هي جنات المخلصين عند ربهم ، فطوبى لهم . وقـد قال الامام أمير المؤمنين عليه السلام في حديث: "وبالاخلاص يكون الخلاص". ([45]) 6/ وقد استثنى ربنا سبحانه عباده المخلصين من المحضرين، فقال تعالى : « فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُـحْضَرُونَ * إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُـخْلَصِينَ » (الصافات / 127-128) . 7/ وقال تعالى : « فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُـحْضَرُونَ * سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ * إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُـخْلَصِينَ » (الصافات / 157-160) . والمراد من المحضرين في التفاسير ؛ انهم الذين يحضرون نار جهنم . والله العالم . 8/ ولأن مقام المخلصين عند الله عظيم ، فان الكفار تمنوا ان يكونوا منهم. قال الله سبحانه : « وَإِن كَانُوا لَيَقُولُونَ * لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مِنَ الأَوَّلِينَ * لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُـخْلَصِينَ » (الصافات / 167-169) . 9/ والمؤمن الصادق ، هو المخلص دينه لله . اما المشرك في دينه غير الله تعالى ، فإنه ليس صادقاً في ايمانه بربه . وهكذا كان من حسن عاقبة الذين اخلصوا دينهم لربهم ، انهم المنصورون في الاحتجاج على اعدائهم . هذا ما نستوحيه من خاتمة قول الله سبحانـه : « قُلْ أَتُحَآجُّونَنَا فِي اللّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ » (البقرة / 139) . فلأن المؤمن قد اخلص دينه لله، فهو الأقرب الى الله ديناً. وهذا معيار صحيح عند الاحتجاج . 10/ ولعلّ هذا المعيار هو الذي دعا اليه القرآن الحكيم، حينما أمر اليهود بتمني الموت ان كان دينهم خالصاً لله . وبالتالي كانت الدار الآخرة خالصة لهم عنده ، فقال سبحانه : « قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الاَخِرَةُ عَنْدَ اللّهِ خَالِصَةً مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ » (البقرة / 94) . 11/ ولعل ذلك هو المراد من ذكرى الدار التي اخلص الله لها عباده الصالحين ؛ إبراهيم واسحاق ويعقوب عليهم السلام، اولي الايدي والأبصار ( اصحاب القوة والعلم ) ، حيث ان ربنا تعالى جعل الدار الآخرة خالصة لهم ، فقال تعالى : « وَاذْكُرْ عِبَادَنَآ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الأَيْدِي وَالأَبصَارِ * إِنَّآ أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ * وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ » (ص / 45-47) . ويمكن ان يكون المراد من «ذِكْرَى الدَّارِ»، الذكر الحسن الجميل في الدنيا ، حيث ان قوله سبحانه بعدئذ «وَإِنَّهُمْ عِندَنَا» هو المعادل له. فان الله قد جمع لهم الدنيا والآخرة؛ ففي الدنيا وفر الذكر الحسن لهم وحدهم ، وفي الآخرة الاصطفاء . والمخلص يأتيه فضل الله اسرع مما يأتي المرائي، هكذا انبأنا الامام الباقر عليه السلام في حديث، قال : " ما بين الحق والباطل إلاّ قلة العقل". قيل: وكيف ذلك يابن رسول الله ؟ قال: " ان العبد يعمل العمل الذي هو لله رضا، فيريد به غير الله. فلو انه اخلص لله، لجاءه الذي يريد في اسرع من ذلك". ([46])بصائر الآيـات
1/ الحنفية هي الاخلاص، وهي العبادة الطاهرة من الشرك . 2/ وتتجلى حقيقة الاخلاص للبشر عند ركوب البحر، حين يحيط بهم الخطر فيخلصون دعاءهم لربهم . 3/ وانما الدين الخالص لله ، ويعتذر الكفار بأنهم انما يعبدون الشركاء ليقربوهم الى ربهم. ولقد أمر الله ان نعبده وحده، كما أمر رسوله بذلك ( بلا لبس ) . 4/ ومن حقائق الاخلاص تحدي الكفار ، ورفض ما يشركون بالله صراحة وبلا مداهنـة . 5/ وعلينا ان ندعو الله وحده (ونخلص له في الدعاء) . وتتجلى حقائق الاخلاص في انبياء الله الكرام عليهم السلام؛ فموسى كان مخلصاً ، وكذلك يوسف الصديق ، وقد صرف الله عنه السوء والفحشاء . 6/ وعقبـى الخلـوص؛ ان الله يعصم عباده المخلصين . فلا سلطان للشيطان عليه، والأجـر العظيم في الآخـرة ، كما النجاة من العذاب الأليـم ، ولهم جنات الخلد ونعيم مقيـم ، والله ينصر عباده المخلصين ( فتفلج حجتهم ) ولهم حسن الذكر في الدنيـا والاصطفاء في الآخــرة .فقه الآيـات
1/ استفاد الفقه الاسلامي من جملة نصوص الاخلاص، اشتراط القربة في العبادات ، والتي تتنافى مع قصد الرياء . وهكذا قالوا بأن الرياء مبطل للعبادة . فقال المحقـق الحلـي ( ره ) في الشرائع : " وكذا ( تبطل الصلاة ) لو نوى بشيء من افعال الصلاة الرياء او غير الصلاة " . فعلق العلامة النجفي على كلامه " بلا خلاف أجده، بل قيل انه قطع به المتأخرون في موضوع الأول (وهو افساد الرياء) ([47]) . ثم قـال بعد ان استعرض النصوص : ومن تأمل النصوص الواردة في الرياء والتجنب عنه ، يمكن ان يقطع بعدم قبول العبادة التي دخل فيها ولو بأوصافها كما (في صفة) الجماعية او المسجدية ([48]) ونحوهما فضلاً عن أجزائها. ولو كان الدخول على وجه التبعية دون الاستقلال ، فالمتجه - حينئذ - البطلان مطلقاً كما اطلقه المصنف ( المحقق الحلي ) وغيره . ([49]) ولكنه اضاف : وعلى كل حال فما يظهر من المرتضى رحمه الله في انتصاره أي (كتابه الانتصار) من عدم بطلان العبادة بالرياء، بل هي مجزية مسقطة للقضاء، لكن لا ثواب عليها (ان اطلاق السيد) في غاية الضعف . ([50]) ثم قال : وما أبعد ما بينه وبين القول ببطلان العبادة بالرياء المتأخر عن العمل كالعجب بالعمل ، ولعله لظهور بعض النصوص في ذلك . ([51]) وبعد ان ذكر بعض النصوص، قال : لكن الاعتماد على ذلك وامثاله في اثبات هذا الحكم المخالف لمقتضى الأدلة والاعتبار، كما ترى . ([52]) هكذا استدل الفقهاء على افساد الرياء للعبادة بنصوص الاخلاص ، ولكن بعضهم كالسيد المرتضى رأى ان تلك النصوص انما تنفي الثواب عليها وليس أصل صحتها . ويؤيد كلام السيد المرتضى بأن هناك نصوصاً تدل على عدم الثواب على العمل الذي يتحدث عنه الشخص. فاذا كان عدم الثواب دليل البطلان ، ووجوب الاعادة ، فلنقل بضرورة اعادة الصلاة التي اخلص فيها المكلف وحين أدائها ، ولكنه تحدث عنها معجباً بها، مما ضيّع على نفسه ثوابها . علماً بأن صاحب الجواهر لايقول بذلك ، ويعتبر ذلك مخالفاً لمقتضى الأدلة، ولم يقل أية أدلة . فاذا كان قصده منها أدلة البراءة ، وان الأمر باعادة الصلاة بحاجة الى دليل واضح ، فان فقدان الدليل على الاعادة للرياء ايضاً ، اذ لم نقرء في اية آية او رواية ضرورة اعادة الصلاة او أية عبادة أخرى بسبب الرياء فيها . على أن صاحب الجواهر تحدث عن الاخلاص في العبادة واعتبره امراً صعبـاً جداً . فكيف يصبح شرطاً للصحة في الشريعة الغـراء . اقرء ما قاله في موضع آخر من كتابه، حيث يقول: نعم يعتبر الاخلاص في العبادة ، الذي هو عبارة عن وقوع الفعل بقصد الامتثال للسيد المنعم باعتبار ما قام في النفس ودعاها الى الفعل من الالطاف ورجاء الثواب ودفع العقاب ، وهو أمر آخر خارج عن النية ، بمعنى القصد للفعل الذي لو كلف الله بالفعل بدونه لكان كالتكليف بما لا يطاق ضرورة خروج الفعل مع الغفلة عن القدرة. ولذا قبح تكليف القائل ونحوه ، اما هو ففي غاية الصعوبة في بعض العبادات لاحتياجه الى الرياضة التامة القالعـة للقوى النفسانية وآثارها من حيث الشهرة والرئاسة وغيرها من الآفات المهلكة والامراض القاتلة . نسأل الله العافية منها . ([53]) ومثل هذا الكلام اتذكره في كتاب مستمسك العروة للسيد الحكيم ( قدس سره ) في باب اخلاص العبـادة ، ولا أعلم كيف ابطلـوا العبادات بما يصعب التجنب منه . والله العالـم . 2/ ولأن اخلاص الدين قيمة الهية تتجلى في كل أبعاد الدين ، ولا تتم إلاّ بعد اقتلاع جذور الشرك ، وتطهير القلب من دنس كل الأوثان، لتتم السيادة المطلقة والحاكمية الشاملة على حركة البشر للدين وحده. لذلك فان على الانسان ان يصبغ حياته كلها بصبغة الجهاد من أجل ذلك، مستعداً لكل ما يتطلبه منه من العطاء والتضحيات. وفيما يلي بعض التفصيل: ألف : اخلاص الدين يتطلب منّا تحدي الطغاة الذين يريدون منا الاستسلام لهم ، والخنوع لحكمهم الظالم. اما خدم السلطات الجائرة ، وانصار الظلمة ، والبطانة الفاسدة التي تحيط بهم، فانهم لم يخلصوا دينهم لله. حقاً؛ ان التخلص من سلطة الظلمة ليس بالأمر الهيّن ، ولكنه ليس مستحيلاً لمن آمن بالله ودخل في ولاية التوحيد ، وتوكل عليه سبحانه. ومن يتوكل على الله فهو حسبه، والله نعم المولى ونعم النصير . باء : ويتطلب اخلاص الدين لله مقاومة سلطة المجتمع الجاهلي ، وتقاليد الغابرين ممن اشرك بالله ، وعبد الأوثان أو اتبع الأهواء ، أو ما أشبه .. جيم : ثم يتطلب اخلاص الدين التحرر من أسر الشهوات ، والركض وراء سراب الدنيا، وحب الرئاسة ، والعلو في الأرض .. وبالتالي : التحرر من الخضوع للهوى بكل أبعاده . أما من اتخذ الهه هواه، فلن يكون مخلصاً دينه لله . دال : واخلاص الدين لله، يعني حذف الزيادات التي اضافتها اليه العصبيات، حيث تفرقوا شيعاً وفرح كل حزب بما لديهم . فان القرآن الحكيم سمّى ذلك شركاً ، لأنهم اتبعوا الحمية في الدين . ونستوحي من قوله سبحانه : « قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ » (الاعراف / 29) . نستوحي من هذه الآية؛ ان كل الوان التمايز الذي ابتدعه البشر ثم نسبوه الى الدين ، يتلاشى عندما نعود الى الله سبحانه ، كما انها لم تكن عند بدء خلقتنا من طين. فلا يجوز تقسيم الدين على اساس هذه الألوان ( القومية - العشائرية -الحزبية ) ، بل علينا ان نقيم وجوهنا ( لله سبحانه ) عند كل مسجد ، ونعبد الله وحده ، ولا نحارب المساجد لأنها لهذه الفرقة او تلك ، بل نعبد الله وحده دون تمييز بين مسجد ومسجد ، ومنهج ومنهج . والله المستعان .في رحاب الأحاديث
1/ روى الامام موسى بن جعفر عليه السلام عن ابائه عليهم السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث قال: "انما الاعمال بالنيات ، ولكل امرء ما نوى ، فمن غزى ابتغاء ما عند الله، فقد وقع أجره على الله عز وجل. ومن غزى يريد عرض الدنيا ، او نوى عقالاً، لم يكن له إلاّ ما نوى" . ([54]) 2/ وروي عنه صلى الله عليه وآله في وصيته لأبي ذر عليه السلام أنه قال: "يا أباذر؛ ليكن لك في كل شيء نية، حتى في النوم والأكل". ([55]) 3/ وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "لا قول إلا بعمل ، ولا قول ولا عمل إلاّ بنية، ولا قول وعمل ونية إلاّ باصابة السنة". ([56]) 4/ وروي عن الامام الصادق عليه السلام انه قال: "ان الله يحشر الناس على نياتهم يوم القيامة". ([57]) 5/ وروى ابو بصير قال : سألت أبا عبد الله (الامام الصادق عليه السلام) عن حد العبادة التي اذا فعلها فاعلها كان مؤدياً. فقال: "حسن النية بالطاعة" . ([58]) 6/ وروي عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "نية المؤمن خير من عمله ، ونية الكافر شر من عمله ، وكل عامل يعمل على نيته". ([59]) 7/ وروي عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال: "والنية افضل من العمل ، ألا وان النية هي العمل، ثم تلا قوله تعالى : « قل كل يعمل على شاكلته » يعني على نيته". ([60]) 8/ وقال زيد الشحام، قلت لأبي عبد الله (الامام الصادق عليه السلام) اني سمعتك تقول : نية المؤمن خير من عمله. فكيف تكون النية خير من العمل ؟ قال: "لأن العمل ربما يكون رياءً للمخلوقين ، والنية خالصة لرب العالمين ، فيعطي عز وجل على النية مالا يعطي على العمل". ([61]) 9/ وقال الامام الصادق عليه السلام: "ان العبد لينوي من نهاره ان يصلي بالليل فتغلبه عينه فينام، فيثبت الله له صلاته، ويكتب نفسه تسبيحاً، ويجعل نومه عليه (له) صدقة". ([62]) 10/ وقال عليه السلام: "ما ضعف بدن عما قويت عليه النية". ([63]) 11/ وقال عليه السلام: "من صدق لسانه زكى عمله ، ومن حسنت نيته زاد الله في رزقه ، ومن حسن بره بأهله زاد الله في عمره". ([64]) 12/ وقال عليه السلام: "ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقول: "من أسرّ سريرة رداه الله رداها ، ان خيراً فخيراً وان شراً فشراً " . ([65]) 13/ وعنه عليه السلام انه قال: "ان المؤمن لينوي الذنب، فيحرم رزقه". ([66]) 14/ وروى علي بن سالم قال : سمعت ابا عبد الله (الامام الصادق عليه السلام) يقول: "قال الله عز وجل : انا خير شريك ، ومن اشرك معي غيري في عمل لم اقبله، إلاّ ما كان لي خالصاً". ([67]) 15/ وروي عن عبد الله بن سنان أنه قال: "كنا جلوساً عند ابي عبد الله (الامام الصادق عليه السلام) اذ قال له رجل: اتخوف ان اكون منافقاً. فقال له: اذا خلوت في بيتك نهاراً او ليلاً أليس تصلي ؟ فقال: بلى . فقال: " فلمن تصلي؟ قال: لله عز وجل . قال: فكيف تكون منافقاً وأنت تصلي لله عز وجل، لا لغيره؟. ([68]) 16/ وقال ابو عبد الله (الامام الصادق عليه السلام): "لو ان عبداً عمل عملاً يطلب به وجه الله والدار الآخرة، وادخل فيه رضا أحد من الناس، كان مشركاً". ([69]) 17/ وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: "مازاد خشوع الجسد على ما في القلب، فهو عندنا نفاق". ([70]) 18/ وقال الامام الباقر عليه السلام : سئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن تفسير قول الله عز وجل « فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً » فقال: "من صلى مراءات الناس فهو شرك. ( الى ان قال ) ومن عمل عملاً مما أمر الله به مراءات الناس فهو شرك، ولا يقبل الله عمل مراء". ([71]) 19/ وعن الامام الصادق عليه السلام في حديث : "ما من عبد اسرّ خيراً فذهبت الايـام أبداً حتى يظهر الله له خيراً ، وما من عبد يسُرّ شراً فذهبت الايام حتى يظهر الله له شـراً". ([72]) 20/ وقال الامام أمير المؤمنين عليه السلام: "كم من صائم ليس له من صيامه إلاّ الظمأ والجـوع ، وكم من قائم ليس له من قيامه إلاّ العناء . حبذا صوم ونوم الأكياس وافطارهـم". ([73]) 21/ وقال عليه السلام : "ثلاث علامات للمرائي : ينشط اذا رأى الناس ، ويكسل اذا كان وحده ، ويحب ان يحمد في جميع أموره". ([74]) 22/ وجاء عن الامام الصادق عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "اعظم العبادة اجراً أخفاها". ([75]) 23/ وروي عن الامام الباقر عليه السلام، أنه قال: "الابقاء على العمل أشد من العمل". فسئل : وما الابقاء على العمل ؟ قال : "يصل الرجل بصلة ، وينفق نفقةً لله وحده لاشريك له فكتبت له سراً ، ثم يذكرها فتمحى فتكتب له علانية ، ثم يذكرها فتمحى وتكتب له ريـاء". ([76])([1]) هناك جملة بنود في الميثاق الالهي على البشر، نتحدث عنها في حقل الميثاق انشاء الله. ([2]) موسوعة الفقه للشيرازي / ج 75 / ص 186 - عن كتاب الدروس . ([3]) المصدر / ص 189 / نقلاً عن الوسائل / ج 16 / ص 206 . ([4]) المصدر / 194 . ([5]) راجع الوسيط للسهنوري / ج 1 / ص 1282-1294 . ([6]) بعض فقهاء القانون اشترط في تنفيذ الارادة شدتها مثلاً "ويند شايد" راجع حقوق تعهدات ( د . عبد المجيد أميرى قائم مقامى ) باللغة الفارسية / ج 2 / ص 7 . ([7]) موسوعة الفقه للشيرازي / ج 75 / الباب 25 من ابواب النذر والعهد / ح 3 . ([8]) حقوق تعهدات / ج 2 / ص 10 . ([9]) موسوعة بحار الأنوار / ج 24 / ص 87 . ([10]) المصدر / ج 6 / ص 107 / ح 1 . ([11]) موسوعة الفقه للشيرازي / ج 101 / ص 28 / عن كتاب سليم بن قيس . ([12]) في المصدر اعتدمت واظنها خطأ . ([13]) المصدر / ص 31-32 . ([14]) المصدر / ص 22 . ([15]) موسوعة الفقه للشيرازي / ج 101 / ص 23. ([16]) موسوعة بحار الأنوار / ج 28 / ص 239 / ح 27 . ([17]) جواهر الكلام / ج 21 / ص 96 / طبعـة النجـف الأشرف - عن شرائع الاسلام للمحقق الحلي . ([18]) المصدر / ص 97 . ([19]) جـواهـر الكلام / ج 21 / ص 93 / طبـعـة النجـف الأشـرف - عـن شرائـع الاسـلام للمحقـق الحـلـي . ([20]) المصدر / ص 93 / نقلاً عن وسائل الشيعة / الباب 15 من ابواب جهاد العدو / ح 1 . ([21]) المصدر / ص 92 / نقلاً عن وسائل الشيعة / الباب 20 / ح 1 . ([22]) موسوعة بحار الأنوار / ج 44 / ص 155 / ح 25 . ([23]) المصدر / ج 72 / ص 96 / ح 21 . ([24]) موسوعة بحار الأنوار / ج 75 / ص 49 / ح 72 . ([25]) المصدر / ج 69 / ص 193 / ح 13 . ([26]) المصدر / ج 71 / ص 70 / ح 47 . ([27]) المصدر / ج 2 / ص 67 / ح 10 . ([28]) موسوعة بحار الأنوار / ج 100 / ص 108 . ([29]) المصدر / ص 107 . ([30]) المصدر / ص 94 . ([31]) المصدر / ص 107 . ([32]) موسوعة بحار الأنوار / ج 72 / ص 117 . ([33]) القانون التجاري / ص 7 . ([34]) المصدر / ص 9 . ([35]) المصدر / ص 18 . ([36]) موسوعة بحار الأنوار / ج 72 / ص 113 . ([37]) المصدر / ص 114 . ([38]) المصدر / ص 116 . ([39]) المصدر . ([40]) موسوعة بحار الأنوار / ج 72 / ص 116 . ([41]) المصدر / ص 115 . ([42]) المصدر . ([43]) وسائل الشيعة / ج 1 / ص 43 / ابواب مقدمة العبادات / الباب 8 / ح 1 . ([44]) وسائل الشيعة / ج 1 / ص 44 / ابواب مقدمة العبادات / الباب 8 / ح 5 . ([45]) وسائل الشيعة / ج 1 / ص 43 / الباب 8 / ح 2 . ([46]) وسائل الشيعة / ج 1 / ص 45 / الباب 8 / ح 11 . ([47]) جواهر الكلام / طبعة بيروت / ج 3 / ص 602 . ([48]) أي كما إذا صلّى قرية الى الله ولكنه جعل صلاته مع الجماعة رياء او جعل صلاته في المسجد رياء . ([49]) جواهر الكلام / طبعة بيروت / ج 3 / ص 603 . ([50]) المصدر / ص 603 . ([51]) جواهر الكلام / طبعة بيروت / ج 3 / ص 603 / راجع النصوص في الوسائل / الباب 23 من أبواب مقدمة العبادات . ([52]) المصدر . ([53]) جواهر الكلام / طبعة بيروت / ج 3 / ص 584 - 585 . ([54]) وسائل الشيعة / ج 1 / ص 35 / ابواب مقدمة العبادات / الباب 5 / ح 10 . ([55]) المصدر / ص 34 / ح 8 . ([56]) المصدر / ص 33 / ح 2 . ([57]) المصدر / ص 34 / ح 5 . ([58]) وسائل الشيعة / ج 1 / ص 35 / الباب 6 / ح 2 . ([59]) المصدر / ح 3 . ([60]) المصدر / ص 36 / ح 5 . ([61]) المصدر / ص 38 / ح 15 . ([62]) المصدر / ح 16 . ([63]) المصدر / ح 14 . ([64]) المصدر / ص 39 / ح 19 . ([65]) المصدر / ص 41 / الباب 7 / ح 1 . ([66]) وسائل الشيعة / ج 1 / ص 42 / الباب 7 / ح 4 . ([67]) المصدر / ص 44 / الباب 8 / ح 9 . ([68]) المصدر / ص 44 / ح 6 . ([69]) المصدر / ص 49 / الباب 9 / ح 11 . ([70]) المصدر / ص 48 / الباب 11 / ح 7 . ([71]) المصدر / ص 50 / ح 13 . ([72]) وسائل الشيعة / ج 1 / ص 52 / الباب 12 / ح 6 . ([73]) المصدر / ص 53 / ح 8 . ([74]) المصدر / ص 54 / الباب 13 / ح 1 . ([75]) المصدر / ص 58 / الباب 17 / ح 8 . ([76]) المصدر / ص 55 / الباب 14 / ح 2 .