شعراء الغدير فى القرن 04
ابوالفتح كشاجم
غديرية أبى الفتح كشاجم
المتوفى 360
له شغل عن سؤال الطلل++
أقام الخليط به؟ أم رحل؟
فما ضمنته لحاظ الظبا++
تطالعه من سجوف الكلل
ولا تستفز حجاه الخدود++
بمصفرة واحمرار الخجل
كفاه كفاه فلا تعذلاه++
كر الجديدين كر العذل
طوى الغي مشتعلا في ذراه++
فتطفى الصبابة لما اشتغل
له في البكاء على الطاهرين++
مندوحة عن بكاء الغزل
فكم فيهم من هلال هوى++
قبيل التمام وبدر أفل
هم حجج الله في خلقه++
ويوم المعاد على من خذل
ومن أنزل الله تفضيلهم++
فرد على الله ما قد نزل
فجدهم خاتم الانبياء++
ويعرف ذاك جميع الملل
ووالدهم سيد الاوصياء++
ومعطي الفقير ومردي البطل
ومن علم السمر طعن الحلي++
لدى الروع والبيض ضرب القلل
ولو زالت الارض يوم الهياج++
من تحت أخمصه ___________________________________أخمص القدم ما لا يصيب الارض من باطنها، ويراد به القدم كلها. لم يزل
ومن صد عن وجه دنياهم++
وقد لبست حليها والحلل
وكان إذا ما اضيفوا إليه++
فأرفعهم رتبة في المثل
سماء اضيف إليها ألحضيض++
وبحر قرنت إليه الوشل ___________________________________الوشل كما مر الماء القليل يتحلب من صخر أو جبل.
بجود تعلم منه السحاب++
وحلم تولد منه الجبل
وكم شبهة بهداه جلا++
وكم خطة بحجاه فصل
وكم أطفأ الله نار الضلال++
به وهي ترمي الهدى بالشعل
ومن رد خالقنا شمسه++
عليه وقد جنحت للطفل ___________________________________طفلت الشمس دنت للغروب مر حديث رد الشمس في الجزء الثالث 126 تا 141.
ولو لم تعد كان في رأيه++
وفي وجهه من سناها بدل
ومن ضرب الناس بالمرهفات++
على الدين ضرب عراب الابل
وقد علموا أن يوم الغدير++
بغدرهم جر يوم الجمل
فيا معشر الظالمين الذين++
أذاقوا النبي مضيض الثكل
إلى أن قال
يخالفكم فيه نص الكتاب++
وما نص في ذاك خير الرسل
نبذتم وصيته بالعراء++
وقلتم عليه الذي لم يقل
إلى آخر قصيدته الموجودة في نسخ ديوانه المخطوط 47 بيتا وقد أسقط ناشر ديوانه من القصيدة ما يخالف مذهبه وليست هذه بأول يد حرفت الكلم عن مواضعها
ترجمة أبى الفتح كشاجم
أبوالفتح محمود بن محمد بن الحسين بن سندي بن شاهك الرملي ___________________________________نسبة إلى الرملة من أرباض فلسطين. المعروف بكشاجم هو نابغة من رجالات الامة، وفذ من أفذاذها، وأوحدي من نياقدها، كان لا يجارى ولا يبارى، ولا يساجل ولا يناضل، فكان شاعرا كاتبا متكلما منجما منطقيا محدثا، ومن نطس الاواسي محققا مدققا مجادلا جوادا.
فهو جماع الفضايل وإنما لقب نفسه بكشاجم إشارة بكل حرف منها إلى علم فبالكاف إلى أنه كاتب، وبالشين إلى أنه شاعر، وبالالف إلى أدبه أو إنشاده،و بالجيم إلى نبوغه في الجدل أو جوده، وبالميم إلى أنه متكلم أو منطقي أو منجم، و لما ولع في الطلب وبرع فيه زاد على ذلك حرف الطاء فقيل طكشاجم إلا أنه
لم يشتهر به، هذا ما طفحت به المعاجم ___________________________________راجع شذرات الذهب ج 3 ص 37، والشيعة وفنون الاسلام ص 108. في تحليل هذا اللقب على الخلاف الذي أوعزنا إليه في الاشارة، لكن الرجل بارع في جميع ما ذكر من العلوم ولعله هو المنشأ للاختلاف في التحليل
ادبه وشعره
إن المترجم قدوة في الادب وأسوة في الشعر، حتى ان الرفاء السري الشاعر المفلق على تقدمه في فنون الشعر والادب كان مغرى بنسخ ديوانه، وكان في طريقه يذهب، وعلى قالبه يضرب ___________________________________تاريخ ابن خلكان ج 1 ص 218. ولشهرته بهذا الجانب قال بعضهم:
يا بؤس من يمنى بدمع ساجم++
يهمى على حجب الفؤاد الواجم ___________________________________يمنى يبتلى ويصاب يهمى يسيل الواجم العبوس من شدة الحزن.
لولا تعلله ___________________________________عطل فلانا بكذا شغله أو لهاه به. بكأس مدامة++
ورسائل الصابي وشعر كشاجم ___________________________________معجم الادباء ج 1 ص 326.
دون شعره أبوبكر محمد بن عبدالله الحمدوني، ثم ألحق به زيادات أخذها من أبي الفرج إبن كشاجم.
وشعره كما تطفح عنه شواهد تضلعه في اللغة والحديث، وبراعته في فنون الادب والكتاب والقريض، كذلك يقيم له وزنا في الغرائز الكريمة النفسية، ويمثله بملكاته الفاضلة كقوله
شهرت نداي مناصب لي++
في ذرى كسرى صريحه
وسجية لي في المكا++
رم إنني فيها شحيحه
متحيزا فيها معلى المج++
مجتنبا منيحه
ولقد سننت من الكتا++
بة للورى طرقا فسيحه
وفضضت من عذر المعا++
ني الغر في اللغة الفصيحه
وشفعت مأثور الروا++
ية بالبديع من القريحه
ووصلت ذاك بهمة++
في المجد سائبة طموحه
عزيمة لا بالكليل++
ة في الخطوب ولاالطليحه
كلتاهما لي صاحب++
في كل دامية جموحه
ويحكي القارئ عن نبوغه وسرده المعاني الفخمة في أسلاك نظمه، ورقة لطائفه، وقوة أنظاره، ودقة فكرته، ومتانة رويته قوله:
لو بحق تناول النجم خلق++
نلت أعلى النجوم باستحقاق
أو ليس اللسان مني أمضى++
من ظبات المهندات الرقاق ؟
ويدي تحمل الانامل منها++
قلما ليس دمعه بالراقي
أفعوانا تهاب منه الاعادي++
حية يستعيذ منها الراقي
وتراه يجود من حيث تجري++
منه تلك السموم بالدرياق
مطرقا يهلك العدو عقابا++
ويريش الولي ذا الاخفاق
وسطور خططتها في كتاب++
مثل غيم السحابة الرقراق
صغت فيه من البيان حليا++
باختراع البعيد لا الاشفاق
وقواف كأنهن عقود الد++
ر منظومة على الاعناق
غرر تظهر المسامع تيها++
حين يسمعنها على الاحداق
ويحار الفهم الرقيق إذا ما++
جال منهن في المعاني الرقاق
ثاويات معي وفكري قد س++
يرها في نوازح الآفاق
وإذا ما ألم خطب فرأسي++
فيه مثل الشهاب في الاعناق
وإذا شئت كان شعري أحلى++
من حديث الفتيان والعشاق
حلف مشمولة وزير عوان++
أسد في الحروب غير مطاق
إصطباحي تنفيذ امر ونهي++
ومن الراح بالعشي اغتباقي
ووقور الندى ولا اخجل الشا++
رب منه ولا أذم الساقي
أنزع الكأس إن شربت وأ++
سقيه دهاقا صحبي وغير دهاق
ومعد للصيد منتخبات++
من اصول كريمة الاعراق
مضمرات كأنها الخيل تطوى++
كل يوم بطونها للسباق
رايقات الشباب مكتسبات++
حللا من صنيعة الخلاق
تصف البيض والجفون إذا ما++
أخرجت ألسنا من الاشداق
وكأن المها إذا ما رأتها++
حذرت واستطامنت في وثاق
مع ندامى كأنهم والتصافي++
خلقوا من تألف واتفاق
والباحث يجد شاعرنا عند شعره معلما أخلاقيا فذا بعد ما يرى أمثلة خلايقه الكريمة، ونفايس سجاياه، وصدقه في ولاءه، وقيامه بشؤون الانسانية نصب عينيه مهما وقف على مثل قوله:
ولدينا لذي المودة حفظ++
ووفاء بالعهد والميثاق
أتواخى رضاه جهدي فلما++
مسه الضر مسه إرفاقي
تلك أخلاقنا ونحن أناس++
همنا في مكارم الاخلاق
وقوله اناس أعرضوا عنا++
بلا جرم ولا معنى
أساؤا ظنهم فينا++
فهلا أحسنوا الظنا
وخدونا ولو شاؤا++
لعادوا كالذي كنا
فإن عادوا لنا عدنا++
وإن خانوا لما خنا
وإن كانوا قد اشتغلوا++
فإنا عنهم أغنى
وقوله من قصيدة يمدح بها إبن مقلة:
كم في من خلة لو انها امتحنت++
أدت إلى غبطة أو سدت الخله
وهمة في محل النجم موقعها++
وعزمة لم تكن في الخطب منجله
وذلة أكسبتني عز مكرمة++
وربما يستفاد العز بالذله
صاحبت سادات أقوام فما عثروا++
يوما على هفوة مني ولا زله
واستمتعوا بكفاياتي وكنت لهم++
أوفى من الدرع أو أمضى من الاله
خط يروق وألفاظ مهذبة++
لا وعرة النظم بل مختاره سهله
لو أنني منهل منها أخا ظمأ++
روت صداه فلم يحتج إلى غله
وكم سننت رسوما غير مشكلة++
كانت لمن أمها مسترشدا قبله
عمت فلا منشئ الديوان مكتفيا++
منها ولم يغن عنها كاتب السله
وصاحبتني رجالات بذلت لها++
مالي فكان سماحي يقتضي بذله
فأعمل الدهر في ختلي مكائده++
والدهر يعمل في أهل الهوى ختله
لكن قنعت فلم أرغب إلى أحد++
والحر يحمل عن أخوانه كله
وتراه متى ما أبعده الزمان عن أخلائه وحجبهم عنه، عز عليه البين، وعظمت عليه شقته، وثقل عليه عب ءه، فجاء في شكواه يفزع ويجزع،ويأن ويحن، فيصور علي قارئ شعره حنانه وحنينه، ويمثل سجاح عينه لوعة وجده، ولهب هواه بمثل قوله:
يا من لعين ذرفت++
ومن لروح تلفت
منهلة عبرتها++
كأنها قد طرفت ___________________________________طرفت عينه أصابها شيئ فدمعت.
إن أمنت فاضت وإن++
خافت رقيبا وقفت
وإنما بكاؤها++
على ليال سلفت
وقوله:
يامعرضا لا يلتفت++
بمثل ليلي لا تبت
برح هجرانك بي++
حتى رثى لي من شمت
علقت قلبي بالمنى++
فأحيه أو فأمت
وبما كان "كشاجم" مجلوبا بالحنان ولين الجانب، وسجاحة الخلايق، و حسن الادب،مطبوعا بالعطف والرأفة، مفطورا على عوامل الانسانية، والغرائز الكريمة، ولم يكن شريرا، ولا ردئ النفس، ولا بذي اللسان، ولا مسارعا في الوقيعة في أحد، كان يرى الشعر إحدى مآثره الجمة، ويعده من فضايله، وما كان يتخذه عدة للمدح،ولا جنة في الهجاء، وما يهمه التوجه إلى الجانبين، لم ير لاي منهما وزنا، لعدم تحريه التحامل على أحد، وعدم اتخاذه مكسبا ليدر له أخلاف الرزق، ولا آلة لدنياه وجمع حطامها، وكان يقول:
ولئن شعرت لما قصد++
ت هجاء شخص أو مديحه
لكن وجدت الشعر لل++
آداب ترجمة فصيحه
هجاؤه
إخرج القرن الرابع شعراء هجائين قد اتخذ كل واحد منهم طريقة خاصة من فنون الهجاء، وكل فن مع هذه نوع فذ في الهجاء، يظهر ميزه متى قرن بالآخر ومنهم مكثر ومنهم من استقل، وشاعرنا من الفرقة الثانية، وله فن خاص من الهجاء كان يختاره ويلتزم به في شعره.
ولعلك تجده في فنه المختار مجلوب خلايقه الحسنة، ونفسياته الكريمة، وملكاته الفاضلة، فكأنه قد خمرت بها فطرته، ومزجت بها طينته، أو جرت منه الدم، واستولت على روحه، وحكمت في كل جارحة منه، حتى ظهرت آياتها في هجاؤه النادر الشاذ، فيخيل إليك مهما يهجو أنه واعظ بار يخطب، أو نصوح يودد و يعاتب، أو مجادل دون حقه يجامل، لا أنه يغمز ويعيب، ويغيظ في الوقيعة ويناضل، ويثور ويثأر لنفسه، وتجده قد اتخذ الهجاء شكة دفاع له لا شكة هجوم، وترى كل هجاؤه خليا عن لهجة حادة، وسباب مقذع، عاريا عن قبيح المقال وخبث الكلام، بعيدا عن هتك مهجوه، ونسبته إلى كل فاحشة، وقذفه بكل سيئة، غير مستبيح ايذاء مهجوه، ولا مستحل حرمته، ولا مجوز عليه الكذب والتهمة، خلاف ما جرت العادة بين كثير من أدباء العصور المتقادمة، فعليك النظر إلى قوله في بعض أبناء رؤساء عصره وقد أنفذ إليه كتابا فلم يجبه عنه
هاقد كتبت فما رددت جوابي++
ورجعت مختوما علي كتابي
وأتى رسولا مستكينا يشتكي++
ذل الحجاب ونخوة البواب
وكأنني بك قد كتبت معذرا++
وظلمتني بملامة وعتاب
فارجع إلى الانصاف وأعلم أنه++
أولى بذي الآداب والاحساب
يا رحمة الله التي قد أصبحت++
دون الانام علي سوط عذاب
بأبى وأمي أنت من مستجمع++
تيه القيان ورقة الكتاب
وقوله الآخر في هجاء جماعة من الرؤساء:
عدمت رئاسة قوم شقوا++
شبابا ونالوا الغنى حين شابوا
حديث بنعمتهم عهدهم++
فليس لهم في المعالي نصاب
يرون التكبر مستصوبا++
من الرأي والكبر لا يستصاب
وإن كاتبوا صارفوا في الدعاء++
كأن دعاؤهم مستجاب
ومن لطيف شعره في الهجاء قوله:
إن مظلومة التي++
زوجت من أبي عمر
ولدت ليلة الزفا++
ف إلى بعلها ذكر
قلت من أين ذا الغلا++
م وما مسها بشر ؟
قال لي بعلها ألم++
يأت في مسند الخبر ؟
ولد المرأ للفرا++
ش وللعاهر الحجر
قلت هنيته على++
رغم من أنكر الخبر
كشاجم والرياسة
وبما كان المترجم كما سمعت مطبوعا بسلامة النفس، وقداسة النفس، و طيب السريرة، متحليا بمكارم الاخلاق، خاليا من المكيدة والمراوغة والدسيسة، مزاولا عن البذاء والايذاء والاعتساف، كان مترفعا نفسه عن الرتبة وإشغال المنصة في أبواب الملوك والولاة، وما كان له مطمع في شأن من الوزراء والولاية والكتابة و العمالة عند الامراء والخلفاء، وما أتخذ فضايله الجمة لها شركا، ولنيل الآمال وسيلة، وكان يرى التقمص بالرياسة من مرديات النفس ويقول:
رأيت الرياسة مقرونة++
بلبس التكبر والنخوه
إذا ما تقمصها لابس++
ترفع في الجهر والخلوه
ويقعد عن حق إخوانه++
ويطمع أن يهرعوا نحوه
وينقصهم من جميل الدعاء++
ويأمل عندهم الحظوه
فذلك إن أنا كاتبته++
فلا يسمع الله لي دعوه
ولست بآت له منزلا++
ولو انه يسكن المروه
وكان بالطبع والحال هذه ينهي أوليائه عن قبول الوظايف السلطانية، والتولي بشئ من المناصب عند الحكام، ويحذرهم عن التصدي بوظيفة من شؤون الملك والمملكة، ويمثل بين يديهم شنعة الايتمار، وينبههم بما يقتضيه الترأس من الظلم
والوقيعة في النفوس، ونصب العداء لمخالفيه، وما يوجب من دحض الحق، وإضاعة الحقوق، ورفض مكارم الاخلاق وحسبك ما كتبه إلى صديق له وكان قد تقلد البريد من قوله:
صرت لي عامل البريد مقينا ___________________________________مذكر المقينة الماشطة.++
وقديما إلي كنت حبيبا
كنت تستثقل الرقيب فقد صر++
ت علينا بما وليت رقيبا
كرهتك النفوس وانحرفت عن++
ك قلوب وكنت تسبي القلوبا
أفلا يعجب الانام بشخص++
صار ذئبا وكان ظبيا ربيبا؟!
حكمه ودرر كلمه
فياله في شعره من شواهد صادقة تمثله بهذا الجانب العظيم، وتعرب عن قدم صدقه في حث أمته إلى المولى سبحانه بالحكمة والموعظة الحسنة، وبت الدعوة إليه بدرر الكلم وغرر الحكم، وإصلاح أمته ببيان بحقيقة، وتشريح دعوة النفس الامارة بالسوء، وهن حكمياته قوله:
ليس خلق إلا وفيه إذا ما++
وقع الفحص عنه خير وشر
لازم ذاك في الجبلة لا يد++
فعه له بذلك خبر
حكمة الصانع المدبر أن لا++
شيئ إلا وفيه نفع وضر
فاجتهد أن يكون أكبر قسم++
يك من النفع والاقل الاضر
وتحمل مرارة الرأي واعلم++
أن عقبى هواك منه أمر
رض بفعل التدبير نفسك واقصر++
ها عليه ففيه فضل وفخر
لا تطعها على الذي تبتغيه++
وليرعها منك اعتساف وقهر
إن من شأنها مجانبة الخ++
ير وإتيان كل ماقد يغر
وقوله:
عجبي ممن تعالت حاله++
وكفاه الله زلات الطلب
كيف لا يقسم شطري عمره++
بين حالين نعيم وأدب
فإذا ما نال دهرا حظه++
فحديث ونشيد وكتب
مرة جدا وأخرى راحة++
فإذا ما غسق الليل انتصب
يقتضي الدنيا نهارا حقها++
وقضى لله ليلا ما يجب
تلك أقسام متى يعمل بها++
عامل يسعد ويرشد ويصب
ومن كلمه الذهبية في تحليل معنى الرضا عن النفس وما يوجب ذلك من سخطها وجموحها ورفض الاداب قوله:
لم أرض عن نفسي مخافة سخطها++
ورضى الفتى عن نفسه اغضابها
لو أنني عنها رضيت لقصرت++
عما تريد بمثلها آدابها
وببيننا آثار ذاك وأكثرت++
عذلي عليه وطال فيه عتابها
ومن حكمه قوله:
بالحرص في الرزق يذل الفتى++
والصبر فيه الشرف الشامخ
ومستزيد في طلاب الغنى++
يجمع لحما ماله طابخ
يضيع ما نال بما يرتجي++
والنار قد يطفئها النافخ
وقوله حلل الشبيبة مستعاره++
فدع الصبا واهجر دياره
لا يشغلنك عن العلا++
خود تمنيك الزياره
خود تطيب طيبها++
ويزين ساعدها سواره
يخلو أوائل حبها++
ويشوب آخره مراره
ما عذر مثلك خالعا++
في سكر لذته عذاره
من بعد ما شد الاش++
د على تلابيه ازاره
من ساد في عصر الشبا++
ب غدت لسودده غفاره
ما الفخر أن يغدو الفتى++
متشبعا ضخم الحراره
كلفا بشرب الراح مش++
غوفا بغزلان الستاره
مهجورة عرصاته++
لا تقرب الاضياف داره
ألفخر أن يشجي الفتي++
أعداؤه ويعز جاره
ويذب عن أعراضه++
ويشب للطراق ناره
ويروح إما للام++
رة سعيه أو للوزاره