وهو أوّل مشايخي في الرواية، وأعلاهم سَنَداً وأرفعهم صِيتاً، أجازني سنة هجرتي إلى النجف في(1384) وأنا في التاسعة عشر من العمر وهو في الحادية والتسعين.وقد كان- مع علمه الجمّ وعمله الواسع- ليّن العريكة كثير التواضع دَمِث الأخلاق مع الوَرَع المُضيى، والزهد الصادق، والثقة في القول والفعل، وكان مَثَلاً رائعاً للعلماء العاملين، وأنموذجاً حيّاً للسلف الصالحين، يرعى الطلاّب بالتربية والتوجيه والتعليم، ويدعمهم بالإرشاد والنصح والتقويم، ويدفعهم على التحصيل، ويحثّهم على العمل القويم.وقد أرّخ وفاته الشاعر السيّد موسى الهندي الكاظمي بقوله إنّ المصابَ فادح فليصمُتِ المؤبنُ إنْ تدفنوا فالعلم و التقوى جميعا ً تدفنوا كان اسمهُ تاريخهُ 1389 فرضي الله عنه وأرضاه وألحقه بالصالحين.أَلَفَ عدّة من الأثبات، منها 1- الإسناد المصفّى إلى آل المصطفى وهي مشيخته التي طبعها في النجف سنة(1356) في ألف نسخة، وكان يصدّرها للمجازين منه، فنفذت في حياته، ذكر فيها طرقه من مشايخه إلى أئمة أهل البيت مقتصراً على ذكر مَنْ له تأليف في علم الرجال، وقد اختصرها من كتابه الكبير المسمّى المطبوع.2- ذيل المشيخة ثَبَت صغير خصّصه لذكر مشايخه من العامّة الذين حصل على الإجازة منهم في سفره إلى القاهرة ثم المدينة المنوّرة ثم مكة المكرّمة عام(1364).وقد أصدره لسماحة شيخنا الجليل الميرزا محمّد جعفر الشيخ نجم الدين العسكريّ[70]، عام(1372)، وطبع مصوّراً بخطّ المجيز في مقدّمة كتاب للمجاز، في القاهرة(1381).3- إجازات الرواية والوراثة في القرون الأخيرة الثلاثة جمع فيه ما وقف عليه من الإجازات المتأخرّة عن عصر العلامة المحدّث المجلسيّ إلى عصره، وهي(100) إجازة، ذكر فهرستها الأخ السيّد محمّد حسين الجلاليّ في كتابه.4- ضياء المفازات في طرق مشايخ الإجازات ذكره في الذريعة(15\130) بقوله لشيخنا النوريّ، وجعلتُ الطبقة الاُولى طبقة مشايخي منتهياً إلى المشايخ المحمّدين الثلاثة>.ولا يزالان هذان الكتابان مخطوطين.5- أبسط الأمالي في الإجازة للسيّد الجلالي كتبه إجازةً لأخي السيّد محمد حسين الحسيني الجلالي سنة(1382) وأشركني معه فيه سنة(1384) وقد ذكر فيه مشايخه من الخاصة، وهم عشرون شيخاً، ومن العامة وهم خمسة شيوخ.لديّ منه نسخة كتبتها بخطي، وقد طبعه الأخ في ثبته باسم عام(1411).6- مسند الأمين في المشايخ الرجاليين كتبه إجازةً للشيخ عبد الحسين الاميني صاحب وقد ذكره في الذريعة، ولا يزال مخطوطاً.وقد أولى أمر الإجازة عنايةً فائقةً، لم يبلغ شأوه فيها أحد من معاصريه، في تلقّي الإجازات وتحمّلها، ولا في إصدار الإجازات وتحميلها، فأكثر الاستجازة من أعلام عصره فهو يروي عن شيخ الشريعة[ 37] وصدر الدين [40] والنوري[72] وهو أوّل مشايخه، وتدبّج مع الخراساني [18].وهبة الدين[74]كما روى عنه خلق من أهل القرن الرابع عشر، وما أصدره من الإجازات تُناهزالألفين.فيروي عنه بحر العلوم [6] واللكهنويّ[58] والمرعشي [62] ونجم الدين [70] وهؤلا كلَهم من مشايخي الكرام، وقد ألحقني الشيخ بهم بإجازته لي، فأنا الجلالي ً[13] أروي عنه أيضامباشرة.ويروي عنه أخي العلاّمة المجاهد الحجّة، الشهيد المظلوم السيّد محمّد تقي الحسينيّ الجلاليّ(1355-1402).[2ش] إمام الحَرَمين(. ..-1303) الشيخ محمّد بن عبدالوهّاب بن داود الهَمَداني الكاظمي المعروف بإمام الحرمين، من مواليد مدينة هَمَدان في إيران، هاجر إلى العتبات وحصّل فيها واُجيزَ من أعلامها، واستقر في مدينة الكاظميّة، وتولى القضاء فيها.كان فاضلاً مشاركاً في الفنون، أديباً شاعراً له أراجيز في المنطق والتاريخ واللغة، وتربو مؤلّفاته على الخمسين، منها 1- الزهرة البارقة، في مباحث لغوية، أرجوزة في ستمائة بيت، لها مخطوطة في المكتبة المرعشية بقم برقم(4637).2- والغُنية في إبطال الرؤية للباري تعالى، في الكلام.3- وعصمة الأذهان، أرجوزة في المنطق مطبوعة، وقد شرحها هو.4- واليواقيت في نصوص المواقيت، مجموعة مانظمه من الشعر في تواريخ متنوّعة، طبع مختصره بهذا الاسم في الهند.وله من الأثبات 1- إجازة الحديث.كتبها للشيخ محمّد بن الشيخ جعفر التستريّ، بتاريخ(1283) نسختها في المكتبة المرعشية العامرة في مدينة قم المقدّسة، برقم(5768) بخطه وخاتمه.2- جمع الشتات لجمع صور الإجازات نسخته عند الدكتور الشيخ حسين علي محفوظ في الكاظمية، وكأنّها بخط المؤلّف.3- الشجرة المورقة والمشيخة المونقة جمع فيها صور الإجازات الصادرة إليه من مشايخه وهي كثيرة تقرب من الثلاثين، نسخة منها في المرعشية برقم(5442).يروي عن .النوري [72]وعن الشيخ مرتضى الأنصاري، عن المولى أحمد النراقي، عن السيّد محمد مهدي بحر العلوم صاحب الرجال الموسوم بالفوائد الرجالية، عن البحراني .[7]والسيّد محمد باقر الأصفهاني الخونساري صاحب.ويروي عنه السيّد مهدي القزويني الحلّي، شيخُ شيخ الشريعة .[37] [3ع] الأمير الكبير(1154-1232) محمّد بن محمّد بن أحمد بن عبدالقادر المالكيّ، المغربيّ الأصل، المصريّ، فقيه، علاّمة الديار المصريّة، ومحور الطرق والإجازات في عصره، له مؤلّفات في النحو والتفسير والفقه.وله ثبت، ترجم فيه لشيوخه ومَنْ تلاهم، وُصِفَ بأنه وعليه الاعتماد في طرق الإسناد، يسمّى ثَبت الأمير الكبير، و طبع في القاهرة بمطبعة المعاهد، مع تعليقتين عليه للفاداني [52]الاَتي يروي عن الصعيدي علي بن أحمد، عن ابن عقيلة المكّي شمس الدين صاحب عن البصري .[9]وعن الصعيدي، عن محمّد بن محمّد البديريّ الدمياطيّ برهان الدين أبي حامد المسند صاحب.ويروي عنه الدمياطي .[21]والنبهاني [68] عن الشيخ إبراهيم بن علي السقّا، عن الأمير الصغير، عن والدهالأميرالكبير.والسيّد شرف الدين [33] عن الإمام سُليم البِشْري المالكي شيخ الجامع الأزهر، عن الإمام محمد الخناني، عن الأمير الكبير.والسيّد المرعشي [62] عن محمد بخيت المطيعي الحنفي، مفتي الديار المصريّة، عنالشيخ محمد عُليّش عن الأمير الصغير، عن والده.والسيّد المرعشي [62] عن الشيخ يوسف الدجويّ المالكيّ المصريّ، عن الإمام سليم البِشْريّ عن الإمام إبراهيم السقّا، عن الأمير الصغير، عن والده.والسيّد المرعشي [62] عن الحبيب(2) علويّ بن طاهر الحسينيّ الحدّاد، عن الحبيبأحمد بن الحسن العطّاس الحسيني، عن الإمام محمد الأنبابي شيخ الجامع الأزهر، عن الإمام إبراهيم السقّا، عن الأمير الصغير، عن والده.والواسعي.[75] عن حسب الله، عن منّة الله، عن الأمير الكبيروأروي أنا الجلالي [13] عن شيخي العلاّمة محمد مرعي الأمين الأنطاكي الحلبيّ(3)السوريّ بإجازته التي كتبها لي بخطّه في كربلا المقدّسة عند زيارته الثالثة بتاريخ(15صفر الخير1388) وهو يروي عن شيخه السيّد محمد سعيد العَرْفي العلاّمة المجاهد المصلح السوريّ الديرزوريّ صاحب ومفتي محافظة ديرالزور، عن شيخه السيّد محمّد بدر الدين الشاميّ الحسني، محدّث الديار الشاميّة، عن الإمام إبراهيم السقّا، عن الأمير الصغير، عن والده الأمير الكبير.الهامش(2) قال السيّد علويّ في(الخلاصة الشافية بالأسانيد العالية) كل مَنْ وضعنا أمام اسمه او فهو من أهل البيت(3) ولد سنة(1314) في إحدى قرى أنطاكية تدعى(عنصو) وهاجر مع أخيه(الشيخ أحمد الأمين) إلى أنطاكية فاتّصلا فيها بالشيخ السيّد العرفي الذي كان مبعَداً إليها، ثم ارتحلا إلى مصر فدرسا في الأزهر ومن مشايخه الشيخ مصطفى المراغي شيخ الأزهر والشيخ محمد أبوطه المهني، والشيخ رحيم، واتصلا هناك أيضاً بالسيّد العرفي حيث هاجر إلى القاهرة، وقد ذكره العرفي في كتابه وهداه الله وأخاه إلى اعتناق مذهب التشيّع مذهب أهل البيت فألف شيخنا مرعي كتاب وطبع مكرّراً، وألف أخوه أحمد الأمين كتاب وسكنا مدينة حلب في سوريا، وتوفي شيخنا في حلب رحمه الله رحمة الأبرار.[4ع] الأنصاري(823-926) زكريّا بن محمّد بن أحمد، أبو يحيى الأنصاريّ الشافعيّ المصريّ، قاضي القضاة بالديار المصريّة، وشيخ الإسلام بها، فقيه مفسّر حافظ للحديث له مؤلّفات عديدة في الفقه والتفسير متداولة مطبوعة، وله في الصناعة الحديثيّة تحفة الباري شرح صحيح البخاري، طبع بمصر سنة1315. وشرح ألفيّة العراقي في المصطلح مطبوع.وفتح العلاّم بشرح الإعلام بأحاديث الأحكام، مخطوط في خزانة الرباط برقم(961جلاوي ) ومتنه له أيضاً.وله اللؤلؤ النظيم في رَوْم التعلم والتعليم، مطبوع.وثَبَتُه فهرس جامع، ذكر فيه مشايخه على الحروف، جمعه الحافظ السخاويّ، نسخة منه في مكتبة حالت أفندي في السليمانيّة بإسلامبول رقم ( 403 | 7 ).يروي عن .[16]ابن حَجَر الحافظ العسقَلانيّ ويروي عنه .[5]البابلي عن سالم السنهوريّ، عن نجم الدين الغيطي محمّد بن أحمد، عن الأنصاريّومن الرواة عنه ابن حَجَر الهيتميّ المكّي أحمد بن محمّد(899-974).[5ع] البابِليّ(4)(1000-1077) محمّد بن علاء الدين، أبوعبدالله شمسُ الدين البابليّ المصريّ، فقيه حافظ من بابِل من قرى مصر. كان ينهى عن التأليف إلاّ في أحد أقسام سبعة الهامش(4) وقال بعضهم إنّه بضمّ البأ الثانية.إما شيء لم يُسبَقْ إليه المؤلّف، يخترعه. أو شيء ناقص يتمّمه. أو شيء مستغلق يشرحه. أو طويل يختصره. أو شيء مختلط يرتّبه. أو شيء أخطأ فيه مصنّفه يُبيّنُه. أو شيء مُفَرَق يجمعه.وقد جاء نظم ذلك في أبيات ألا فاعلمنْ أنَ التآليف سبعة لكلّ لبيبٍ في النصيحة خالصِ فشرح لإغلاقٍ وتصحيح مخطى ٍوإبداع حبر مقدمٍ غير ناكصِ وترتيب منثورٍ وجمع مفرَقٍ وتقصير تطويلٍ وتميم ناقصِ وثبته منتخب الأسانيد في وصل المصنّفات والأجزاء والمسانيد، جمعه تلميذه عيسى بن محمد المغربيّ الثعالبيّ المكّي، مخطوط في دار الكتب بمصر رقم(79) وفي الاسكندرية برقم(ن3318-ج).وألّف الزبيديّ محمّد مرتضى الحسينيّ كتاباً باسم(الفجر البابلي في ترجمة البابلي) وألّف في تعداد الرواة عنه كتاب(المربيّ الكاملي في مَنْ روى عن البابلي).يروي عن أبي النجا سالم المالكي السنهوريّ، عن نجم الدين الغيطي عن الأنصاري [4]ويروي عنه [9]البصريّ [71] والنخلي و[25]يروي الزبيدي عن أحمد سابق رمضان الزعبليّ، عنه.[6ش] بحر العلوم(1315-1399) السيّد محمد صادق بن حسن بن إبراهيم الحسني الطباطبائي النجفي مولداً ومدفناً، توفّي يوم الثاني والعشرين من شهر رجب المرجّب، ترعرع في بيت العلم والأدب والسيادة، وشبّ على الجدّ والتحصيل، واتّصل بأعلام عصره وأخذ منهم،وزامل عدّة منهم العلاّمة الحجّة الشيخ محمد علي الاُوردبادي صاحب(السبيل الجدد إلى حلقات السند) والسيّد الحجّة الأديب النقوي صاحب(أقرب المجازات)، وحضر على الحجة الميرزا أبو الحسن المشكيني صاحب الحاشية على الكفاية و(الوجيزة في علم الرجال) وعلى الاَية الحجة الفقيه الرجالي السيد أبو تراب الخونساري، واستجاز جمعاً من أعلام عصره، وأجاز الكثيرين من الفضلاء المعاصرين.كان ممن يُشارُ إليه في الفضل والجدّ، وكان شاعراً شهيراً، وباحثاً معروفاً، ومحقّقاً ذائع الصيت، تولّى القضاء الشرعي لمدّة سنوات في محافظتي العمارة والبصرة في العراق، وألّف ابّان تولّيه كتاب في ستّة مجلّدات، طبع ثلاث منها، وقد ضمّن الجز الثالث منها بحثاً مفصّلاً عن كتب الحديث الأربعة عندنا.وكان له دور الريادة في عالم تحقيق التراث الشيعي وصدرت له أعمال محقّقة قيمّة في علم الرجال منها و له لابن شهر آشوب، ورجال ابن داود، والعلاّمة الحليّ، والسيّد بحر العلوم، وتكملة الرجال للكاظميّ، وكلّها مطبوعة، وناولني نسخة حقّقها من رجال النجاشيّ مخطوطة في مكتبته.كما كانت له اليد الكريمة في إحياء مجموعة اُخرى من التراث المجيد بالاستنساخ والتخليد، مستعيناً في ذلك بأعلام الفنّ في عصره كالحجة شيخنا الإمام الشيخ آقابزرك الطهراني، والعلامّة الاديب القاضي الشيخ محمّد السماويّ، حتى أصبح السيّد بحر العلوم مرجعاً في هذا الفنّ.وقد جمع طوال أيامه كثيراً من نوادر التراث في مجاميعه الأربع عشرة التي احتوت على كلّ ما لذّ وطاب من الذكريات والاَثار والأشعار والرسائل الصغار.وقد اتصلتُ به في السنين الخمس الأخيرة من عمره الشريف، فاستفدتُ من محضره الزاهر وانتهلت من معين مكتبته الزاخرة حتى الثمالة.وكان يأنس بي، حيث انقطع عنه الأصحاب، ويُفيض عليّ بتجاربه التي كان حصيلة عمره الطويل ويذكر لي آماله ويبُث إليّ آلامه.كان متواضعاً، دمِث الأخلاق، حَسَنَ اللقاء، مرح الحديث، لطيف النُكتة، محبّاً للعلم مكرماً للعلماء، تغمّده الله برحمته الواسعة وأجزل مثوبته.