زيارة ثالثة - کتاب الغدیر نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کتاب الغدیر - نسخه متنی

محمد حسون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



ـ ينبغي للزائر أن يكون واقفاً وقت الزِّيارةكما هو الأليق بالأدب، فإذا طال فلا بأس متأدِّباً جاثياً على ركبتيه، غاضّاً لطرفه في مقام الهيبة والإجلال، فارغ القلب مستحضراً بقلبه جلالة موقفه، وأنَّه(صلى الله عليه وآله وسلم)حيٌّ ناظرٌ إليه ومطَّلعٌ عليه.


وقال الخفاجي في شرح «الشفاء: ج3، ص571»: ويستحبُّ القيام في حال الزِّيارة كما نبَّه عليه المصنّف (يعني القاضي عياض) بقوله: يقف. وهو أفضل من الجلوس عند الجمهور، ومن خيَّر بينهما أراد الجواز دون المساواة، فإن جلسَ فالأفضل أن يجثو على ركبتيه ولا يفترش ولا يتربَّع; لأنَّه أليق بالأدب.


ـ يقف كما يقف في الصَّلاة واضعاً يمينه على شماله، قاله الكرماني الحنفي، وشيخ زاده في «مجمع الأنهر»(125)، وغيرهما ورآه ابن حجر أليقاً.


ـ يتوجَّه إلى القبر الكريم مُستعيناً بالله تعالى في رعاية الأدب في هذا الموقف العظيم، فيقف ممثِّلا صورته الكريمة في خياله بخشوع وخضوع تامّين بين يديه(صلى الله عليه وآله وسلم)محاذاة الوجه الشريف مستدبر القبلة، ناظراً في حال وقوفه إلى أسفل ما يستقبل من جدار الحجرة الشريفة، مُلتزماً للحياء والأدب التامِّ في ظاهره وباطنه، عالماً بأنَّه(صلى الله عليه وآله وسلم)عالمٌ بحضوره وقيامه وزيارته وأنَّه يبلغه سلامه وصلاته.


وقال ابن حجر: إستدبار القبلة واستقبال الوجه الشريف، هو مذهبنا ومذهب جمهور العماء.


وقال الخفاجي في شرح «الشفاء: ج3، ص171»: إستقبال وجهه(صلى الله عليه وآله وسلم)وإستدبار القبلة مذهب الشافعي والجمهور، ونُقل عن أبي حنيفة، وقال ابن الهمام: ما نُقل عن أبي حنيفة أنَّه يستقبل القبلة مردودٌ بما روي عن ابن عمران: من السنَّة أن يستقبل القبر المكرَّم ويجعل ظهره للقبلة، وهو الصحيح من مذهب أبي حنيفة، وقول الكرماني: إنَّ مذهبه بخلافه ليس بشيء; لأنّه(صلى الله عليه وآله وسلم) حيٌّ في ضريحه يعلم بزائره، ومَن يأتيه في حياته إنّما يتوجَّه إليه.


وقال في شرح قول ابن أبي مليكة(126) (مَنْ أحبّ أن يكون وجاه النبيِّ(صلى الله عليه وآله وسلم)فيجعل القنديل الذي في القبلة عند القبر على رأسه): هو إرشادٌ لكيفيَّة الزيارة، و أن يكون بينه وبين القبر فاصلٌ. فقيل: إنَّه يبعد عنه بمقدار أربعة أذرع، وقيل: ثلاثة وهذا على أنَّ البعد أولى وأليق بالأدب كما كان في حياته(صلى الله عليه وآله وسلم)، وعليه الأكثر، وذهب بعض المالكيَّة إلى أنَّ القرب أولى. وقيل: يعامل معاملته في حياته، فيختلف ذلك بإختلاف الناس، وهذا بإعتبار ما كان في العصر الأوَّل، وأمّا اليوم فعليه مقصورةٌ تمنع من دنوِّ الزائر فيقف عند الشبّاك.


فقال: }إنَّ الذين ينادونك من وراء الحجرات}(129) الآية، وإنَّ حرمته ميِّتاً كحرمته حيّاً.


فإستكان لها أبو جعفر وقال: يا أبا عبدالله أستقبل القبلة وأدعوا، أم أستقبل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)؟


فقال: ولِمَ تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم(عليه السلام)إلى الله تعالى يوم القيامة؟! بل إستقبله وإستشفع به فيشفعك الله تعالى، قال الله تعالى: }ولو انَّهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فإستغفروا الله}(130) الآية(131).


السّلام عليكَ أيَّها النبيُّ ورحمة الله وبركاته، صلّى الله عليكَ وسلّم يا رسول الله، أفضل وأزكى وأعلى وأنمى صلاة صلاّها على أحد من أنبيائه وأصفيائه، أشهدُ يا رسول الله أنّك قد بلّغت ما اُرسلتَ به، ونصحتَ الاُمّة، وعبدتَ ربّك حتّى أتاك اليقين، وكنتَ كما نعتك الله في كتابه حيث قال: }لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤفٌ رحيم}(133)، فصلوات الله وملائكته وجميع خلقه في سماواته وأرضه عليك يا رسول الله.


زيارة ثالثة




إتَّفق عليها أعلام المذاهب الأربعة(134):


السّلام عليكَ يا نبيَّ الله ورحمة الله وبركاته، أشهدُ أنّك رسول الله، فقد بلّغت الرّسالة، وأدَّيتَ الأمانة، ونصحتَ الاُمَّة، وجاهدت في أمر الله حتى قبض الله روحك حميداً محموداً، فجزاك الله عن صغيرنا وكبيرنا خير الجزاء، وصلّى عليك أفضل الصّلاة وأزكاها، وأتمَّ التحيّة وأنماها، اللّهمَّ أجعل نبيّنا يوم القيامة أقرب النبيِّين إليك، وإسقنا من كأسه، وارزقنا من شفاعته، وإجعلنا من رفقائه يوم القيامة، اللّهمَّ لا تجعل هذا آخر العهد بقبر نبيِّنا(صلى الله عليه وآله وسلم)، وإرزقنا العود إليه ياذا الجلال والإكرام.


الزيارة الرابعة


رواية الغزالي


السّلام عليكَ يا رسول الله، السّلام عليكَ يا نبيَّ الله، السَّلام عليك يا أمين الله، السّلام عليكَ يا حبيب الله، السّلام عليك يا صفوة الله، السّلام عليك يا خيرة الله، السّلام عليك يا أحمد، السّلام عليكَ يا محمّد، السّلام عليك يا أبا القاسم، السّلام عليك يا ماحي، السَّلام عليكَ يا عاقب، السّلام يا حاشر، السّلام عليك يا بشير، السّلام عليك يا نذير، السّلام عليك يا طهر، السّلام عليك يا طاهر، السّلام عليك يا أكرم ولد آدم، السّلام عليك يا سيِّد المرسلين، السّلام عليك يا خاتم النبيِّين، السّلام عليك يا رسول ربِّ العالمين، السّلام عليكَ يا قائد الخير، السّلام عليك يا فاتح البرّ، السّلام عليك يا نبيّ الله، السّلام عليك يا هادي الاُمّة، السّلام عليك يا قائد الغرّ المحجّلين، السّلام عليك وعلى أهل بيتك الذين أذهب الله عنهم الرِّجس وطهّرهم تطهيراً، السّلام عليك وعلى أصحابك الطيِّبين وعلى أزواجك الطّاهرات اُمّهات المؤمنين.


جزاك الله عنّا أفضل ما جزى نبيّاً عن قومه ورسولا عن اُمَّته، وصلّى عليك كلّما ذكرك الذاكرون، وكلّما غفل عنك الغافلون، وصلّى عليك في الأوّلين والآخرين أفضل وأكمل وأعلى وأجلَّ وأطيب وأطهر ما صلّى على أحد من خلقه كما استنقذنا بكَ من الضّلالة، وبصَّرنا بك من العماية، وهدانا بك من الجهالة.


أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّك عبد الله ورسوله وأمينه وصفيّه وخيرته من خلقه، وأشهد أنَّك قد بلّغت الرِّسالة، وأدّيتَ الأمانة، ونصحتَ الاُمّة، وجاهدتَ عدوّك، وهديتَ اُمّتك، وعبدتَ ربّك حتّى أتاك اليقين، فصلّى الله عليك وعلى أهل بيتك الطيِّبين وسلّم وشرّف وكرّم وعظّم(135).


زيارة خامسة


رواية القسطلاني:


السّلام عليك يا رسول الله، السَّلام عليك يا نبيَّ الله، السَّلام عليك يا حبيب الله، السَّلام عليك يا خيرة الله، السَّلام عليك يا صفوة الله، السَّلام عليك يا سيِّد المرسلين وخاتم النبيين، السَّلام عليك يا قائد الغرّ المحجّلين، السَّلام عليك وعلى أهل بيتك الطيِّبين الطاهرين، السَّلام عليك وعلى أزواجك الطاهرات اُمَّهات المؤمنين، السَّلام عليكَ وعلى أصحابك أجمعين، السَّلام عليكَ وعلى سائر الأنبياء وسائر عباد الله الصّالين.


جزاك اللهُ أفضلَ ما جزى نبيّاً ورسولا عن اُمَّته، وصلّى الله عليكَ كلّما ذَكرَكَ الذاكِرون، وغفل عن ذِكره الغافلون، وأشهد أنْ لا إله إلاّ الله، وأشهد أنَّك عبده ورسوله وأمينه وخيرته من خلقه، وأشهد أنَّك قد بلّغت الرِّسالة، وأدَّيت الأمانة، ونصحتَ الاُمَّة، وجاهدت في الله حق جهاده.


قال: ومَن ضاق وقته عن ذلك فليقل ما تيسَّر منه.


زيارة سادسة


رواية الباجوري:


قال: يُسلّم عليه(صلى الله عليه وآله وسلم) بلا رفع صوت قائلا:


السَّلام عليكَ يا رسول الله، السَّلام عليك يا نبيَّ الله، السَّلام عليك يا حبيب الله، أشهد أنّك رسول الله حقّاً، بلّغتَ الرِّسالة، وأدّيتَ الأمانة، ونصحتَ الاُمّة، وكشفتَ الغمّة، وجلوت الظّلمة، ونطقت بالحكمة، وجاهدتَ في سبيل الله حقَّ جهاده، جزاك الله عنّا أفضل الجزاء.


زيارة اُخرى سابعة


ذكرها شرنبلالي الحنفي في «المراقي»:


السّلام عليكَ يا سيِّدي يا رسول الله، السّلام عليكَ يا نبيَّ الله، السّلام عليكَ يا حبيب الله، السّلام عليكَ يا نبيَّ الرَّحمة، السّلام عليكَ يا شفيع الاُمّة، السّلام عليكَ يا سيِّد المرسلين، السّلام عليك يا خاتم النبيِّين، السّلام عليك يا مزمِّل، السّلام عليكَ يا مدَّثِّر، السّلام عليكَ وعلى اُصولك الطيِّبين وأهل بيتك الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهَّرهم تطهيراً، جزاك الله عنّا أفضل ما جزى نبيّاً عن قوله ورسولا عن اُمَّته.


أشهد أنّك رسول الله بلّغت الرِّسالة، وأدَّيت الأمانة، ونصحت الاُمّة، وأوضحت الحجّة، وجاهدت في سبيل الله حقَّ جهاده، وأقمتَ الدِّين حتّى أتاك اليقين، صلّى الله عليك وسلّم وعلى أشرف مكان شرَّف بحلول جسمك الكريم فيه صلاةً، وسلاماً دائمين من ربِّ العالمين، عدد ما كان وعدد ما يكون بعلم الله، صلاة لا إنقضاء لأمرها.


يا رسول الله! نحن وفدك وزوّار حرمك تشرّفنا بالحلول بين يديك، وجئنا من بلاد شاسعة وأمكنة بعيدة، نقطع السهل والوعر بقصد زيارتك لنفوز بشفاعتك، والنظر إلى مآثرك ومعاهدك، والقيام بقضاء بعض حقِّك والإستشفاع بك إلى ربِّنا، فإنَّ الخطايا قد قصمت ظهورنها، والأوزار قد أثقلت كواهلنا وأنت الشافع المشفَّع الموعود بالشفاعة العظمى والمقام المحمود والوسيلة، وقد قال الله تعالى: }ولو أنّهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فإستغفروا الله وإستغفر لهم الرَّسول لوجدوا الله توّاباً رحيماً}.


وقد جئناك ظالمين لأنفسنا، مستغفرين لذنوبنا، فاشفع لنا إلى ربِّك، واسأله أن يميتنا على سنّتك، وأن يحشرنا في زمرتك، وأن يوردنا حوضك، وأن يسقينا بكأسك غير خزايا ولا نادمين، الشَّفاعة الشَّفاعة يا رسول الله ]تقولها ثلاثاً]، ربَّنا إغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاّ للّذين آمنوا، ربّنا إنّك رؤف رحيم.


زيارة ثامنة


رواية شيخ زاده في «مجمع الأنهر»:


السَّلام عليك ورحمة الله وبركاته، السّلام عليك يا رسول الله، السّلام عليكَ يا خير خلق الله، السّلام عليك يا سيِّد ولد آدم، إنِّي أشهد أن لا إله إلاّ الله، وحده لا شريك له، وأشهد أنّك عبده ورسوله وأمينه، أشهد أنّك قد بلّغت الرِّسالة، وأدَّيت الأمانة، ونصحت الاُمّة، وكشفت الغمَّة، فجزاك الله عنّا خيراً، جزاك الله عنّا أفضل ما جزى نبيّاً عن اُمَّته اللّهمَّ أعط سيِّدنا ورسولك محمّداً الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته، وأنزله المنزل المبارك عندك، سبحانك أنت ذو الفضل العظيم.


ثمَّ يسأل الله تعالى حاجته، وأعظم الحاجات حسن الخاتمة وطلب المغفرة، ويقول:


السَّلام عليك يا رسول الله، أسألك الشفاعة الكبرى، وأتوسّل بك إلى الله تعالى في أن أموت مسلماً على ملّتك وسنّتك، وأن اُحشر في زمرة عباد الله الصّالحين. ثمَّ ذكر السّلام على الشيخين(136).


زيارة تاسعة


رواية الفاكهي:


السَّلام عليك أيّها النبيُّ الكريم ـ ثلاثاً ـ السَّلام عليك يا رسول الله، السَّلام عليك يا نبيّ الله، السّلام عليك يا خيرة الله، السّلام عليك يا حبيب الله، السَّلام عليكَ يا سيِّد المرسلين، السَّلام عليك يا خاتم النبيِّين، السَّلام عليك يا خير الخلائق أجمعين، السَّلام عليكَ يا إمام المتّقين، السَّلام عليكَ يا قائد الغرّ المحجّلين، السّلام عليكَ يا رحمةً للعالمين، السَّلام عليكَ يا منّة الله على المؤمنين، السَّلام عليكَ يا شفيع المذنبين، السَّلام عليك يا هادياً إلى صراط مستقيم، السَّلام عليكَ يا من وصفه الله بقوله: }وإنَّك لعلى خلق عظيم}(137) وبالمؤمنين رؤفٌ رحيم، السَّلام عليك وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وآلك وأهل بيتك وأزواجك وأصحابك أجمعين وعباد الله الصالحين ورحمة الله وبركاته.


جزى الله محمَّداً كما هو أهله، جزاك الله عنّا يا رسول الله أفضل ما جزى نبيّاً عن قومه و رسولا عن اُمتَّه، وصلّى الله عليك كلّما ذكرك الذاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون، أفضل وأكمل ما صلّى على أحد من خلقه أجمعين.


وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّك عبده ورسوله وخيرته من خلقه، فإنَّك قد بلّغت الرِّسالة، وأدَّيتَ الأمانة، ونصحتَ الاُمَّة، وجاهدت في الله حقَّ جهاده، وكما نصَّ الله في كتابه، اللّهمَّ آته الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، اللّهمَّ صلِّ على محمَّد عبدك ونبيِّك ورسولك النبيِّ الاُمِّيّ، وعلى آل محمَّد، وأزواجه وذريَّته كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد وأزواجه وذريَّته كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنّك حميدٌ مجيدٌ، ربّنا آمنّا بما أنزلتَ وأتّبعنا الرَّسول فاكتبنا مع الشاهدين، الحمد الله الذي أقرَّ عيني برؤيتك يا رسول الله، وأدخلني بروضتك وحضرتك يا حبيب الله.


فإن عجز عن ذلك كلّه أتى بما أمكنه.


الدعاء عند رأس النبيِّ(صلى الله عليه وآله وسلم)


ـ يقف عند رأسه الشريف ويقول: اللّهمَّ إنّك قلتَ وقولك الحقُّ: }ولو إنّهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فإستغفروا الله وإستغفر لهم الرَّسول لوجدوا الله توّاباً رحيماً}، وقد جئناك سامعين قولك، طائعين أمرك، مستشفعين بنبيك، ربنا إغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاٍّ للّذين آمنوا، ربّنا إنَّك رؤوفٌ رحيم، ربنّا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النّار، سبحان ربِّنا ربِّ العزَّة عمّا يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربِّ العالمين. ويدعو بما يحضره من الدعاء، ذكره شرنبلالي الحنفي في «مراقي الفلاح»، وغيره في غيرها.


دعاء آخر عنه رأسه(صلى الله عليه وآله وسلم) رواية «الغزالي»


يقف عند الرأس مستقبل القبلة بين القبر والاُسطوانة، وليحمد الله عزَّوجلَّ، وليمجِّده، وليكثر من الصّلاة على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ثمَّ يقول:


اللّهمَّ إنَّك قلت وقولك الحقّ: }ولو إنّهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فإستغفروا الله وإستغفر لهم الرَّسول لوجدوا الله توّاباً رحيماً}(138)، اللّهمَّ إنّا سمعنا قولك، وأطعنا أمرك، وقصدنا نبيَّك، مستشفعين به إليك في ذنوبنا، وما أثقل ظهورنا من أوزارنا، تائبين من زللنا، معترفين بخطايانا وتقصيرنا، فتب اللّهمَّ علينا وشفِّع نبيّك هذا فينا، وارفعنا بمنزلته عندك وحقهِّ عليك، اللّهمَّ إغفر للمهاجرين والأنصار، وإغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، اللّهمَّ لا تجعله آخر العهد من قبر نبيِّك ومن حرمك يا أرحم الراحمين.


ثمَّ يأتي الرَّوضة فيصلّي فيها ركعتين ويكثر من الدعاء ما استطاع لقوله(صلى الله عليه وآله وسلم): «ما بين قبري ومنبري روضةٌ من رياض الجنَّة ومنبري على حوضي»(139).


وقال العدوي الحمزاوي في «كنز المطالب: ص216»: ومن أحسن ما يقول بعد تجديد التوبة في ذلك الموقف الشريف، وتلاوة: }ولو إنّهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فإستغفروا الله وإستغفر لهم الرَّسول }الآية: نحن وفدك يا رسول الله وزوّارك، جئناك لقضاء حقِّك، وللتبرّك بزيارتك، والإستشفاع بك ممّا أثقل ظهورنا، وأظلم قلوبنا. ]وزاد الشيخ علي القاري الحنفي في شرح الشمائل: فليس لنا شفيعٌ غيرك نؤمِّله، ولا رجاء غير بابك نصله، فاستغفر لنا وإشفع لنا إلى ربِّك يا شفيع المذنبين، وأسأله أن يجعلنا من عباده الصّالحين].





  • يا خير من دُفنت بالقاع أعظمه
    نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه
    فيه العفاف وفيه الجود والكرمُ



  • فطاب من طيبهنَّ القاع والأكمُ
    فيه العفاف وفيه الجود والكرمُ
    فيه العفاف وفيه الجود والكرمُ



قال الأميني: هذه مأخوذةٌ عن حكاية حكاها محمّد بن حرب الهلالي عن أعرابيّ أتى قبر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وزاره ثمَّ قال ما يقرب ممّا ذكره، رواها ابن النجّار، وابن عساكر، وابن الجوزي، والقسطلاني «في المواهب»، والسبكي في «شفاء السِّقام»، والخالدي في «صلح الأخوان: 54»، وقال: تلقّى هذه الحكاية العلماء بالقبول، وذكرها أئمّة المذاهب الأربعة في المناسك مستحسنين لها، وذكر جمعٌ تضمين أبي الطِّيب أحمد بن عبد العزيز المقدسي البيتين المذكورين بقوله:





  • أقول والدمع من عينيّ منسجمُ
    والناس يغشونه باك ومنقطع
    فما تمالكتُ أنْ ناديت من حرق
    في الصدر كادت لها الأحشاء تضطرمُ



  • لما رأيتُ جدار القبر يُستلم
    من المهابة أو داع فملتزمُ
    في الصدر كادت لها الأحشاء تضطرمُ
    في الصدر كادت لها الأحشاء تضطرمُ



[يا خير من دُفنت بالقاع أعظمه]


إلى آخر البيتين.





  • وفيه شمس التّقى والدين قد غربت
    حاشا لوجهك أن يبلى وقد هُديت
    فإنْ تمسَّك أيدي الترب لامسةً
    لقيتَ ربَّك والإسلام صارمه
    فقمتَ فيه مقام المرسلين إلى
    لئن رأيناه قبراً إنَّ باطنه
    طافت به من نواحيه ملائكةٌ
    لو كنتُ أبصرته حيّاً لقلت له
    لا تمش إلاّ على خدّي لك القدمُ



  • من بعدما أشرقت من نيرها الظلمُ
    في الشرق والغرب من أنواره الاُممُ
    فأنت بين السَّماوات العلى علمُ
    ماض وقد كان بحر الكفر يلتطمُ
    أنْ عزَّ فهو على الأديان محتكمُ
    لروضةٌ من رياض الخلد تبتسمُ
    تغشاه في كلِّ ما يوم وتزدحمُ
    لا تمش إلاّ على خدّي لك القدمُ
    لا تمش إلاّ على خدّي لك القدمُ



الصلاة على النبيّ الطاهر(صلى الله عليه وآله وسلم)


ـ أخرج البخاري بإسناده مرفوعاً: «مَنْ صلّى عليَّ عند قبري وكّل الله به ملكاً يبلّغني، وكفى أمر دنياه وآخرته، وكنت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة»(140).


قال المجد: ويأتي «الزائر» بأتمِّ أنواع الصَّلاة وأكمل كيفيّاتها، والإختلاف في ذلك مشهورٌ، قال: والَّذي أختاره لنفسي:


اللّهمَّ صلِّ على سيِّدنا محمّد وآله وصحبه وأزواجه عدد ما خلقت، وعدد ما أنت خالقٌ، وزنة ما خلقت، وزنة ما أنت خالق، وملأ ما خلقت، وملأ ما أنت خالق، وملأ سماوتك، وملأ أرضك، ومثل ذلك، وأضعاف ذلك، وعدد خلقك، وزنة عرشك، ومنتهى رحمتك، ومداد كلماتك، ومبلغ رضاك، وحتّى ترضى، وعدد ما ذكرك به خلقك في جميع ما مضى، وعدد ما هم ذاكروك فيما بقي في كلِّ سنة وشهر وجمعة ويوم وليلة وساعة من السّاعات ونسيم ونفَس ولمحة وطرفة من الأبد إلى الأبد، أبد الدنيا والآخرة، وأكثر من ذلك لاينقطع أوَّله ولا ينفد آخره.


يقوله مرَّةً أو ثلاث، ثمَّ يقول: اللّهمَّ صلِّ على سيِّدنا محمّد وعلى آل سيِّدنا محمّد.


/ 25