ذكره الشيخ شعيب الحريفيش في الروض الفائق في المواعظ والرقائق 1: 19. ـ عن جابر مرفوعاً: «كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها». أخرجه الخطيب في تاريخه 13: 264. ـ عن أم سلمة مرفوعاً: «نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنّ لكم فيها عبرة». أخرجه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي3: 58. ـ عن عائشة: كان(صلى الله عليه وآله وسلم) يخرج إلى البقيع فيقول: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وآتاكم ماتوعدون غداً مؤجلون، وإنّابكم إنْ شاء الله لاحقون، اللّهمَّ اغفر لأهل بقيع الغرقد). أخرجه مسلم في صحيحه. والبيهقي في السنن 4: 79 و5، 249، والشربيني في المغني 1: 357 وغيرهم. ـ عن عائشة: إنَّالنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) نهى عن زيارة القبور ثمَّ رخّص فيها، أحسبه قال: «فإنّها تذكّر الآخرة». أخرجه البزار والهيثمي في مجمع الزوائد 3: 58 وقال: رجاله ثقات. ـ عن عائشة قالت: نهى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) عن زيارة القبور ثمَّ قال: «زوروها فإنّ فيها موعظة». أخرجه الخطيب في تاريخه 14: 228. ـ عن عائشة في حديث مرفوعاً: «ألا فزوروا اخوانكم وسلّموا عليهم فإنّ فيهم عبرة». رواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع الهيثمي 3: 58. ـ كانت فاطمةرضياللهعنها تزور قبر عمّها حمزة كلّ جمعة فتصلي وتبكي عنده. أخرجه البيهقي في سننه 4: 78، والحاكم في المستدرك 1: 377، وقال: هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات، ثمَّ قال: وقد استقصيت في البحث عن زيارة القبور تحرياً للمشاركة في الترغيب، وليعلم الشحيح بذنبه أنّها سنّة مسنونة، وصلى الله على محمد وآله أجمعين. قال الأميني: وهناك أحاديث اخرى لم نطل بذكرها المقام توجد في الأضاحي والأشربة من كتب الفقه والحديث. {فليأتوا بحديث مثله ان كانوا صادقين}(178). أدب زوار القبور ـ أنْ يكون الزائر على طهارة. ـ أنْ يأتي من قبل رجلي الميت لا من قبل رأسه. ـ أنْ يستقبل الميت بوجهه عند الزيارة. ـ أنْ يزور قائماً ويدعو له كذلك. ـ قراءة ما تيسر من القرآن، ويستحب قراءة يس والتوحيد. ـ دعاء الميت مستقبلاً القبلة. ـ الجلوس لدى القراءة مستقبل القبلة. ـ رش القبر بالماء الطاهر. ـ التصدّق عن الأموات. ـ أنْ يكون الزائر حافياً ولا يطأ القبور. القول في الزيارة ـ عن عائشةرضياللهعنها مرفوعاً: قال(صلى الله عليه وآله وسلم): أتاني جبريل فقال: إنَّربك يأمرك أنْ تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم، قالت: كيف أقول لهم يارسول الله؟ قال: قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنّا إنْ شاء الله بكم لاحقون». أخرجه مسلم في صحيحه(179) وجمع آخر من الفقهاء والحفّاظ(180). وفي رواية: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنّا إنْ شاء الله بكم لاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية. أخرجه البيهقي في سننه الكبرى 4: 79. ـ عن أبي هريرة(رضي الله عنه) أنَّ النبيّ أتى المقبرة فقال: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنّا إنْ شاء الله بكم لاحقون». رواه أحمد(181) ومسلم وأبو داود(182) والنسائي(183). ـ عن بريدة قال: كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يعلّمهم إذا خرجوا للمقابر: «السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنّا إنْ شاء الله بكم لاحقون، وأنتم لنا فرط ونحن لكم تبع نسأل الله العافية». سنن البيهقي 4: 79. ـ عن مجمع بن حارثة قال: خرج النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) في جنازة حتى انتهى إلى المقبرة فقال: «السلام على أهل القبور (ثلاث مرات) من كان منكم من المؤمنين والمسلمين، أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع، عافانا الله واياكم». مجمع الزوائد 3: 60. ـ قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في زيارة قبور في الكوفة: «السلام عليكم ياأهل الديار من المؤمنين والمسلمين، أنتم لنا سلف فارط، ونحن لكم تبع عما قليل لاحق، اللّهمَّ اغفر لنا وتجاوز عنا وعنهم، طوبى لمن أراد المعاد، وعمل الحسنات، وقنع بالكفاف، ورضي عنه الله عزّوجل». أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد 9: 299. وذكره الجاحظ في البيان والتبيين 3: 99 بلفظ يقرب من هذا. ـ كان علي بن أبي طالب «أمير المؤمنين» كرم الله وجهه إذا دخل المقبرة قال: «السلام عليكم ياأهل الديار الموحشة والمحال المقفرة من المؤمنين والمؤمنات، اللّهمَّ اغفر لنا ولهم، وتجاوز بعفوك عنا وعنهم» ثمَّ يقول: «الحمد لله الذي جعل لنا الأرض كفاتاً أحياءً وأمواتاً، والحمد لله الذي منها خلقنا، واليها معادنا، وعليها محشرنا، طوبى لمن ذكر المعاد، وعمل الحسنات، وقنع بالكفاف، ورضي عن الله عز وجل». العقد الفريد 2: 6. ـ قالالفيروزآباديصاحبالقاموسفي«سفرالسعادة» 75: ومن العادات النبوية زيارة القبور والدعاء والإستغفار، ومثل هذه الزيارة مستحب، وقال: إذا رأيتم المقابر فقولوا: «السلام عليكم أهل الديار «إلى آخر ما ذكر»، ثمَّ قال: وكان يقرأ وقت الزيارة من نوع الدّعاء الذي كان يقرؤه في صلاة الميت. ـ وقف محمد بن الحنفية على قبر الحسن بن علي «الإمام»رضياللهعنهما فخنقته العبرة، ثمَّ نطق فقال: رحمك الله أبامحمد، فلئن عزّت حياتك فلقد هدّت وفاتك، ولنعم الروح روح ضمّه بدنك، ولنعم البدن بدن ضمّه كفنك، وكيف لايكون كذلك وأنت بقية ولد الأنبياء، وسليل الهدى، وخامس أصحاب الكساء، غذّتك أكفّ الحقّ، ورُبيت في حجر الإسلام، فطبت حيّاً وطبت ميتاً، وإنْ كانت أنفسنا غير طيبة بفراقك ولاشاكّة في الخيار لك». العقد الفريد 2: 8. ـ وقفعليّبنأبيطالب«أميرالمؤمنين»علىقبرخبّاب فقال: «رحم الله خبّاباً، لقد أسلم راغباً، وجاهد طائعاً، وعاش مجاهداً، وابتلي في جسمه أحوالاً، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملاً». العقد الفريد 2: 7. ـ قامت عائشة على قبر أبيها أبي بكر الصديق فقالت: نضّر الله وجهك، وشكر صالح سعيك، فقد كنت للدنيا مذلاً بإدبارك عنها، وللآخرة معزّاً بإقبالك عليها، ولئن كان رزؤك أعظم المصائب بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وأكبر الأحداث بعده، فإنّ كتاب الله تعالى قد وعدنا بالثواب على الصبر في المصيبة، وأنا تابعة له في الصبر فأقول: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ومستعيضة بأكثر الإستغفار لك، فسلام الله عليك توديع غير قالية لحياتك، ولا رازئة على القضاء فيك». المستطرف 2: 338. ـ كان الحسن البصري إذا دخل المقبرة قال: اللّهمَّ ربّ هذه الأجساد البالية، والعظام النخرة التي خرجت من الدنيا وهي بك مؤمنة، أدخل عليها روحاً منك وسلاماً منّا. العقد الفريد 2: 6. ـ قام ابن السمّاك على قبر أبي سليمان داود بن نصير الطائي المتوفّى 165هـ فقال: ياداود! كنت تسهر ليلك إذا الناس نائمون، وكنت تسلم إذا الناس يخوضون، وكنت تربح إذ الناس يخسرون، حتى عدّ فضائله كلها. صفة الصفوة 3: 82. هناك ألفاظ كثيرة في زيارة القبور لدة ماذكر، نقلت عن الأئمة وأعلام المذاهب الأربعة، تنبأنا عن أنّ الزائر في وسعه أنْ يزور الميت ويدعو له بأي لفظ شاء وأراد، وله سرد ما يروقه من مناقبه وفضائله، وذكر ما يوجه إليه عطف المولى سبحانه ويستوجب له رحمته، والألفاظ المذكورة في زيارة النبيّ الأقدس(صلى الله عليه وآله وسلم)وزيارة الشيخين تثبت ما نرتأيه. كلمات حول زيارة القبور لأعلام العامة فيها فوائد جمة 1 ـ قال ابن الحاج أبو عبد الله العبدري المالكي المتوفّى 738هـ في «المدخل: ج1، ص254»: وصفة السلام على الأموات أنْ يقول: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، رحم الله المستقدمين منّا والمستأخرين، وإنّا إنْ شاء الله بكم لاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية، ثمَّ يقول: اللّهمَّ اغفر لنا ولهم. وما زدت أو نقصت فواسع، والمقصود الإجتهاد لهم في الدعاء، فانهم أحوج الناس لذلك لانقطاع أعمالهم، ثمَّ يجلس في قبلة الميت ويستقبله بوجهه، وهو مخّير في أنْ يجلس في ناحية رجليه إلى رأسه أو قبال وجهه، ثمَّ يثني على الله تعالى بما حضره من الثناء، ثمَّ يصلي على النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)الصّلاة المشروعة، ثمَّ يدعو للميت بما أمكنه، وكذلك يدعو عند هذه القبور عند نازلة نزلت به أو بالمسلمين، ويتضرّع إلى الله تعالى في زوالها وكشفها عنه وعنهم. وهذه صفة زيارة القبور عموماً، فإن كان الميت المزار ممّن ترجى بركته فيتوسّل إلى الله تعالى به، وكذلك يتوسّل الزائر بمن يراه الميت ممن ترجى بركته إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، بل يبدأ بالتوسّل إلى الله تعالى بالنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) إذ هو العمدة في التوسّل، والأصل في هذا كله، والمشرّع له، فيتوسّل به(صلى الله عليه وآله وسلم) وبمن تبعه باحسان إلى يوم الدين. وقد روى البخاري عن أنس(رضي الله عنه): أنّ عمر بن الخطاب(رضي الله عنه)كان إذا قحطوا استسقى بالعباس فقال: اللّهمَّ كنا نتوسّل اليك بنبيك(صلى الله عليه وآله وسلم)فتسقينا، وإنّا نتوسّل اليك بعم نبيك فاسقنا، فيسقون. ثم يتوسّل بأهل تلك المقابر، أعني بالصالحين منهم، في قضاء حوائجه ومغفرة ذنوبه، ثمَّ يدعو لنفسه ولوالديه ولمشايخه ولأقاربه ولأهل تلك المقابر ولأموات المسلمين ولأحيائهم وذريتهم إلى يوم الدين، ولمن غاب عنه من اخوانه، ويجار إلى الله تعالى بالدعاء عندهم، ويكثر التوسّل بهم إلى الله تعالى لأنه سبحانه وتعالى اجتباهم وشرفهم وكرمهم، فكما نفع بهم في الدنيا ففي الآخرة أكثر. فمن أراد حاجة فليذهب اليهم ويتوسّل بهم، فانهم الواسطة بين الله تعالى وخلقه، وقد تقرر في الشرع وعلم مالله تعالى بهم من الإعتناء وذلك كثير مشهور، ومازال الناس من العلماء والأكابر، كابراً عن كابر مشرقاً مغرباً يتبركون بزيارة قبورهم ويجدون بركة ذلك حسّاً ومعنىً، وقد ذكر الشيخ الإمام أبو عبد الله بن نعمان رحمه الله في كتابه المسمى بسفينة النجاة لأهل الإلتجاء في كرامات الشيخ أبي النجاء في أثناء كلامه على ذلك ماهذا لفظه: تحقّق لذوي البصائر والإعتبار إنَّ زيارة قبور الصالحين محبوبة لأجل مع الإعتبار، فإنّ بركة الصالحين جارية بعد مماتهم كما كانت في حياتهم، والدعاء عند قبور الصالحين والتشفع بهم معمول به عند علمائنا المحققين من أئمة الدين. ولا يعترض على ماذكر من أنْ من كانت له حاجة فليذهب اليهم وليتوسّل بهم بقوله عليه الصّلاة والسلام: «لاتُشد الرحال إلاّ لثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي، والمسجد الأقصى»(185) وقد قال الامام الجليل أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى في كتاب آداب السفر من كتاب الإحياء له ما هذا نصه: القسم الثاني وهو أنْ يسافر لأجل العبادة، أمّا لجهاد أو حج. إلى أنْ قال: ويدخل في جملته زيارة قبور الأنبياء وقبور الصحابة والتابعين وسائر العلماء والأولياء، وكلّ من يتبرك بمشاهدته في حياته يتبرك بزيارته بعد وفاته، ويجوز شدّ الرحال لهذا الغرض. ولايمنع من هذا قوله(صلى الله عليه وآله وسلم): «لاتُشد الرحال إلاّ لثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي، والمسجد الأقصى» لأنّ ذلك في المساجد لأنها متماثلة بعد هذه المساجد، و إلاّ فلا فرق بين زيارة الأنبياء والأولياء والعلماء في أصل الفضل وان كان يتفاوت في الدرجات تفاوتاً عظيماً بحسب اختلاف درجاتهم عند الله عز وجل، والله تعالى أعلم. 2 ـ قال عز الدين الشيخ يوسف الأردبيلي الشافعي المتوفّى 776هـ في «الأنوار لأعمال الأبرار» في الفقه الشافعي، ج1، ص124: ويستحب للرجال زيارة القبور، وتكره للنساء. والسنة أنْ يقول: سلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنّا إنْ شاء الله عن قريب بكم لاحقون، اللّهمَّ لاتحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم. وأن يدنو من القبر كما كان يدنو من صاحبه حيّاً، وأن يقف متوجهاً إلى القبر، وأن يقرأ ويدعو، فإنّ الميت كالحاضر يُرجى له الرحمة والبركة، والدعاء عقيب القراءة أقرب إلى الأجابة. 3 ـ قال الشيخ زين الدين الشهير بابن نجيم المصري الحنفي969 ـ 70هـ في البحر الرائق شرح كنز الدقائق ـ للامام النسفي ـ 2: 195: قال في البدايع: ولابأس بزيارة القبور والدعاء للأموات إنْ كانوا مؤمنين، من غير وطء القبور; لقوله(صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّيكنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها»، ولعمل الأمة من لدن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)إلى يومنا هذا. وصرح في «المجتني» بأنها مندوبة، وقيل: تحرم على النساء، والأصحّ أنّ الرخصة ثابتة لهما، وكان(صلى الله عليه وآله وسلم)يعلّم السلام على الموتى: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين. ذكره إلى آخره، ثمَّ ذكر قراءة القرآن عند القبور شيئاً من أدب الزيارة. 4 ـ أجاب بن حجر المكي الهيثمي المتوفّى 973هـ في الفتاوى الكبرى الفقهية 2: 24 لمّا سُئل(رضي الله عنه) عن زيارة قبور الأولياء في زمن معين مع الرحلة اليها، هل يجوز مع أنه يجتمع عند تلك القبور مفاسد كثيرة، كاختلاط النساء بالرجال، واسراج السرج الكثيرة، وغير ذلك؟ بقوله: زيارة قبور الأولياء قربة مستحبة وكذا الرحلة اليها، وقول الشيخ أبي محمد: لاتستحب الرحلة إلاّ لزيارته(صلى الله عليه وآله وسلم)، ردّه الغزالي بأنّه قاس ذلك على منع الرحلة لغير المساجد الثلاثة مع وضوح الفرق، فإنّ ما عدا تلك المساجد الثلاثة مستوية في الفضل، فلا فائدة في الرحلة اليها. وأمّا الأولياء فانهم متفاوتون في القرب من الله تعالى ونفع الزائرين بحسب معارفهم وأسرارهم، فكان للرحلة اليهم فائدة أيّ فائدة، فمن ثمَّ سنّت الرحلة اليهم للرجال فقط بقصد ذلك وانعقد نذرها، كما بسطت الكلام على ذلك في «شرح العباب» بما لامزيد على حسنه وتحريره. وما أشار إليه السائل من تلك البدع أو المحرمات، فالقربات لاتترك لمثل ذلك، بل على الإنسان فعلها وإنكار البدع، بل وإزالتها إنْ أمكنه، وقد ذكر الفقهاء في الطواف المندوب فضلا عن الواجب أنه يُفعل ولو مع وجود النساء، وكذا الرمي، لكن أمروه بالبعد عنهنّ، وكذا الزيارة يفعلها لكن يبعد عنهنّ وينهي عما يراه محرماً، بل ويُزيله إنْ قدر كما مر. هذا إنْ لم تتيسر له الزيارة إلاّ مع وجود تلك المفاسد، فإنّ تيسرت مع عدم المفاسد، فتارة يقدر على ازالة كلها أو بعضها فيتأكد له الزيارة مع وجود تلك المفاسد ليزيل منها ماقدر عليه، وتارة لا يقدر على ازالة شيء منها فالأولى له الزيارة في غير زمن تلك المفاسد، يلزمه اطلاق منع نحو الطواف والرمي، بل والوقوف بعرفة أو مزدلفة والرمي إذا خشي الإختلاط أونحوه، فلمّا لم يمنع الأئمة شيئاً من ذلك مع أنَّ فيه اختلاطاً أيّ اختلاط، وانمّا منعوا نفس الإختلاط لا غير فكذلك هنا.