مشاكل الحجّاج - مشاکل الحجاج کما یرویها الرحالة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مشاکل الحجاج کما یرویها الرحالة - نسخه متنی

سید علی قاضی عسکر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


مشاكل الحجّاج

كما يرويها الرحّالة


إعداد: السيّد علي قاضي عسكر


بسم الله الرحمن الرحيم


تقديم


كان منذ القدم ومازال للحج عند الإيرانيين مكانة كبيرة للغاية ، وأوضح دليل على ذلك ما كتبه المسعودي (وهو مؤرخ عاش في القرن الرابع الهجري) حيث قال:


«... وقد كانت أسلاف الفرس تقصد البيت الحرام ، وتطوف به، تعظيماً له ، ولجدّها إبراهيم(عليه السلام) وتمسكاً بهديه، وحفظاً لأنسابها. وكان آخر من حجّ منهم ساسان بن بابك، وهو جدّ أردشير بن بابك، وهو أول ملوك ساسان وأبوهم الذي يرجعون إليه كرجوع ملوك المروانية إلى مروان بن الحكم، وخلفاء العباسيين إلى العباس بن عبد المطلب. ولم يَلِ الفرس الثانية أحدٌ إلاّ من ولد أردشير بن بابك هذا، فكان ساسان إذا أتى البيت طاف به وزمزم على بئر إسماعيل، فقيل: إنما سميت زمزم لزمزمته عليها، هو وغيره من فارس، وهذا يدلّ على ترادف كثرة هذا الفعل منهم على هذه البئر. وفي ذلك يقول الشاعر في قديم الزمان:





  • زَمزمتِ الفرسُ على زَمزمِ
    وذاك من سالِفها الأقدمِ



  • وذاك من سالِفها الأقدمِ
    وذاك من سالِفها الأقدمِ



وقد افتخر بعض شعراء الفرس بعد ظهور الإسلام بذلك ، فقال من كلمة:





  • وما زِلنا نحجّ البيتَ قِدماً
    وساسان بن بابك سار حتى
    فطافَ به، وزمزمَ عند بئر
    لإسماعيل تروي الشاربينا



  • ونُلفى بالأباطِحِ آمنينا
    أتى البيتَ العتيقَ يطوفُ دينا
    لإسماعيل تروي الشاربينا
    لإسماعيل تروي الشاربينا



وكانت الفرس تهدي إلى الكعبة أموالاً في صدر الزمان، وجواهر، وقد كان ساسان بن بابك هذا، أهدى غَزالَيْن من ذهب وجوهراً وسيوفاً وذهباً كثيراً فقذفه [فدفن في زمزم] في زمزم.


وقد ذهب قوم من مصنفي الكتب في التواريخ وغيرها من السير، أنّ ذلك كان لجرهم حين كانت بمكة، وجرهم لم تكن ذات مال فيضاف ذلك إليها، ويحتمل أن يكون لغيرها، والله أعلم.


ومنذ ذلك الوقت وحتى عام 438هـ وهو العام الذي حجّ فيه ناصر خسرو القبادياني (394ـ481هـ) وكان إسماعيلي المذهب ، ودوّن خلاله يومياته عن الحجّ، لم يُقدم أحد على تأليف كتاب حول الحجّ وكيفية أداء الإيرانيين له، وإن كان قد ورد ذكر مكة والحرم الشريف في أشعار بعض شعراء القرنين الثالث والرابع ، وهو ما يدلّ صراحة على حضور هذه المقدسات في أدبيات ذلك العصر .


ويعدّ (رودكي) وهو أقدم شعراء الفرس (م329ـ330هـ)، أول من ذكر الكعبة في أشعاره، حيث قال:





  • مكى به كعبه فخر كند مصريان به نيل
    ترسا به اسقف وعلوى به افتخار جدّ



  • ترسا به اسقف وعلوى به افتخار جدّ
    ترسا به اسقف وعلوى به افتخار جدّ



وقال في بيتَين آخرين:





  • از كعبه كليسا نشينم كردى
    بعد از دوهزار سجده بر درگه دوست
    اى عشق چه بيگانه زدينم كردى



  • آخر در كفر بى قرينم كردى
    اى عشق چه بيگانه زدينم كردى
    اى عشق چه بيگانه زدينم كردى



وأنشد (بسام كورد)، وهو شاعر عاش في القرن الثالث الهجري ، وكان من الخوارج الذين ظهروا في عهد (يعقوب ليث)، قطعة شعرية من أبيات خمسة يمدح فيها الأخير لتغلّبه على عمّار الخارجي وانتصاره عليه، وجاء ذكر مكة والحرم في بيتَين من تلك الأبيات وهما :





  • مكه حرم كرد عرب را خداى
    هر كه درآمد همه باقى شدند
    باز فنا شد كه نديد اين حرم



  • عهد تو را كرد حرم در عجم
    باز فنا شد كه نديد اين حرم
    باز فنا شد كه نديد اين حرم



ومنذ ذلك الوقت تطوّر هذا الفنّ من الشعر واتّسع، فقام العديد من شعراء الفرس بإنشاد القصائد حول مكة والمدينة، إمّا صراحةً أو تلميحاً إليهما باستخدام بعض العبارات التي تخصّ هذين الحرمين الشريفين. ومن ذلك قول الشاعر:





  • به موقف عرفات وبه مجمع عرصات
    به قدس وكعبه وجودى ويثرب وعرفات
    به حق زمزم وركن ومقام ومسجد نور



  • به حشر ونشر وبقا ولقا وحور وقصور
    به حق زمزم وركن ومقام ومسجد نور
    به حق زمزم وركن ومقام ومسجد نور



وتجدر الإشارة إلى أنّ أغلب يوميات الحجّ ، التي زيّنت المكتبة الأدبية الفارسية بعد ناصر خسرو هي تلك التي تعود إلى عهد الصفويين ثم القاجاريين; وذلك للتطور الثقافي الذي بدت ملامحه واضحةً على المجتمع في ذلك العصر، وللدافع الأدبي الذي كان مسيطراً على الأشخاص وعلى مختلف الطبقات الاجتماعية، خاصةً العلماء والمثقفين، وكذلك أصحاب المناصب الحكومية، وشغفهم في تدوين الأخبار والمعلومات المتعلقة بالحجّ، وتسجيل خواطرهم ، وكتابة ذكرياتهم الحلوة منها والمرّة.


ولا ننسى ما للتخصّص العلمي والميول الفكرية لدى الكتّاب من أثر واضح وسمة مميزة تضع بصماتها بوضوح على يومياتهم المكتوبة. فمنهم من عمد إلى جمع المعلومات التأريخية، ومنهم من ركّز اهتمامه على الناحية الجغرافية. ومن الكتّاب من أخذ في وصف المنازل والأماكن في الطريق إلى الحرم المكيّ، في حين تطرّق آخرون إلى بيان الأوضاع الاجتماعية للناس في تلك الفترة والإشارة إلى نماذج من سلوكهم. لكن الوجهة الرئيسية لأغلبهم كانت تتجه نحو إرشاد الحجيج من بعدهم; ليتفادوا قدر الإمكان المشاكل والصعوبات التي قد تصادفهم في رحلتهم إلى الديار المقدسة.


ومهما يكن من أمر فإنّ الاختلاف الموجود بين الرّؤى لدى مؤلفي اليوميات أصبح العامل الأساس ، الذي ساعد في جمع قدر لا يُستهان به من المعلومات حول حقبة معينة من الزمان. فمثلا كان يضطرّ بعض الرّحالة إلى البقاء مدة أطول في محلّ أو مكان ما أثناء الطريق; وذلك لعدم توفّر وسائط النقل السريعة كما هو الحال فيعصرنا الحاضر، وكذلك لندرة الطرق الواصلة بين تلك الأماكن،


وهو ما اضطرّهم للمكوث أطول فترة ممكنة في تلك المناطق التي نزلوا فيها وجعلهم يتعرّفون عليها وعلى أهلها فراحوا يدونون أسماءها وأسماء المناطق المجاورة لها وما فيها من آثار ومعالم وكتابة خصوصياتها وتثبيت كلّ ذلك على صفحات مؤلفاتهم. ومع ذلك، فقد دوّن بعض المؤلفين الأسماء بصورة مغلوطة، أو اشتبهوا في بيان الخصائص الأخلاقية والاجتماعية لسكّان تلك المنطقة أو المدينة أو القرية في ذلك الزمن. ويرجع السبب في ذلك إلى حصول أولئك الرّحالة على تلك المعلومات من أشخاص غرباء أو أمّيّين أو لا يملكون المعلومات الكافية والمطلوبة. ولحسن الحظ، فإنّ مثل هذه الحالات من الأخطاء يمكن تصحيحها بالرجوع إلى المصادر التأريخية الموثوقة.


هذا وتمتاز بعض اليوميات بخصائص وميزات معينة; وذلك لكونها مصاغة بشكل أبيات شعرية. ويمكن الإشارة إلى كتاب (فتوح الحرمين) لـ(محيي اللاري) ـ القرن العاشر ـ; ومنظومة لسيدة إصفهانية (في القرن الثاني عشر) باعتبارهما أهم اليوميات على هذا الصعيد.


وتجدر الإشارة إلى أنّ الكثير من الرّحالة عمد إلى تخصيص الجزء الأعظم من يومياته; لبيان الصعوبات والمشاكل الكبيرة في ذلك الزمان. ولا يخفى ما لذلك من أهمية كبيرة خاصة بعد مقارنة تلك الحالات مع الواقع الموجود في وقتنا الحاضر. لكن كل ذلك لم يكن ليمنع الحجيج من شدّ رحالهم إلى تلك الديار المقدسة وأداء مراسم الحجّ; تلك الفريضة الإلهية المقدسة، لِما كانوا يحملونه من حبّ لها وتعلّق بزيارة ما في تلك البلاد من آثار وأماكن تهفو إليها قلوب المؤمنين .


فقد أنشد الشاعر حافظ الشيرازي:





  • در بيابان گر به شوق كعبه خواهى زد قدم
    سرزنش ها گر كند خار مغيلان غم مخور



  • سرزنش ها گر كند خار مغيلان غم مخور
    سرزنش ها گر كند خار مغيلان غم مخور



وأما نحن، فهدفنا من كتابة هذه السطور هو سرد قسم من تلك المشاكل والصعوبات التي كانت تواجه الحجيج في رحلتهم إلى الديار المقدسة، وما لاقوه من مِحَن وشدائد، مستندين على أقوال الرّحالة أنفسهم :


1 ـ صعوبة الطرق والمواصلات:


إنّ صعوبة الطرق والمواصلات هي في الواقع واحدة من تلك المشاكل الرئيسية ، التي كانت تواجه الحاجّ في الزمن الغابر. وقد ورد ذكر ذلك بوفرة في يوميات الرّحالة وأشعار الشعراء الفرس، فقد أنشد الخاقاني البيت التالي واصفاً ذلك بقوله:


/ 7