مقتطفات جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مقتطفات - جلد 1

عیدروس ابن رویش

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


من هم آل النبيّ


قال شيخ الإسلام ابن القيّم في كتابه جلاء الأفهام |ص 138|: واختلف في آل النبيّ على أربعة أقوال، فقيل: هم الذين حرمت عليهم الصدقة، وفيهم ثلاثة أقوال للعلماء:

القول الأوّل:

1 ـ أنـّهم بنو هاشم وبنو المطلب، وهذا مذهب الشافعي وأحمد في رواية عنه.

2 ـ أنـّهم بنو هاشم خاصّة. وهذا مذهب أبي حنيفة وأحمد في بعض الرواية عنه، واختار ذلك أبو القاسم صاحب مالك.

3 ـ أنـّهم بنو هاشم ومن فوقهم إلى بني غالب، وذهب إلى ذلك أشهب من أصحاب مالك، كما رواه صاحب الجواهر واللخمي في التبصر.

ثمّ قال ابن القيّم: هذا القول في الآل أعني الذين تحرم عليهم الصدقة، هو منصوص الشافعي وأحمد والأكثرين، وهو اختيار جمهور أصحاب أحمد والشافعي.

القول الثاني:

انّ آل النبي هم ذرّيّته وأزواجه، كما حكاه ابن عبدالبر في التمهيد في باب عبداللّه بن أبي بكر، في شرح حديث أبي حميد الساعدي، واستدلّ اُولئك بحديث مالك عن نعيم المجمر وغيره في الصلاة على النبيّ "صلى الله عليه وآله"، وذلك: اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وأزواجه وذرّيّته، قالوا: فهذا يفسّر ذلك الحديث ويبيّن أنّ آل محمّد هم: أزواجه وذرّيّته، ثمّ قالوا: فجائز أن يقول الرجل لكلّ من كان من أزواج محمّد وذرّيّته عند المخاطبة: صلّى اللّه عليك، وعند الغياب، صلّى اللّه عليه، ولا يجوز ذلك لغيرهم.

القول الثالث:

أن آله أتباعه، حكاه ابن عبد البر عن بعض أهل العلم. كما رواه البيهقي عن جابر، ورواه الثوري وغيره، واختاره بعض الشافعيّة، ورجّحه النووي كما في شرح مسلم، واختاره الأزهري.

القول الرابع:

أنّ آله الأتقياء من اُمّته، كما حكاه القاضي حسين، والراغب، وجماعة، ثمّ فصّل الشيخ ابن القيّم احتجاج كلّ قوم من اُولئك الأربعة، وساق الأحاديث التي احتجّوا بها، إلى أن قال مصرّحاً:

فهذا ما احتجّ به كلّ قول من هذه الأقوال، والصحيح هو: القول الأوّل والثاني. وأمّا القول الثالث والرابع، فضعيفان؛ لأنّ النبيّ "صلى الله عليه وآله"قد رفع الشبهة بقوله: إنّ الصدقة لا تحلّ لمحمّد ولا لآل محمّد. وقوله: اللهمّ اجعل رزق آل محمّد قوتاً. وهذا لا يجوز أن يراد به عموم الاُمّة قطعاً.

وقال أيضاً في |ص 40|: فإنّ الصلاة على النبيّ "صلى الله عليه وآله"حقّ له ولآله دون سائر الاُمّة. ولهذا تجب عليه وعلى آله عند الشافعي وغيره، إلى أنّ قال: فمن قال إن آله في الصلاة هم الاُمّة، فقد أبعد غاية الإبعاد.

وحجّة الشيخ ذلك: بأنّ النبي "صلى الله عليه وآله"شرع في التشهّد السلام والصلاة، فشرع في السلام: تسليم المصلّي أوّلاً على الرسول، وثانياً على نفسه8، وثالثاً على سائر عباد اللّه الصالحين. وأمّا الصلاة، فلم يشرعها الرسول الاّ عليه وعلى آله فقط، فدلّ على أنّ آله هم أهله وأقاربه.

فهذا ما اقتطفناه مختصراً من كتاب القول القيّم فيما يرويه ابن تيمية وابن القيّم من منشورات دار مكتبة الحياة بيروت، فمن رام الاستقصاء فليراجع الكتاب المذكور.

فيما اختص اللّه أهل بيت نبيّه


أمّا ما ذكره الشيخ فيما اختصّ به أهل بيت النبوة، فقد قال في الكتاب المذكور|ص 46| عن كتابه جلاء الأفهام |ص 210| فبدأ منذ إبراهيم الخليل إلى محمّد خاتم النبيّين وذرّيّته. و إليك لفظه:

ولمّا كان هذا البيت المبارك المطهّر أشرف بيوت العالم على الإطلاق، خصّهم اللّه سبحانه وتعالى بخصائص:

منها: أنـّه تعالى جعل فيه النبوّة والكتاب، فلم يأت بعد إبراهيم إلاّ من أهل بيته.

ومنها: أنـّه سبحانه وتعالى جعلهم أئمّة يهدون بأمره إلى يوم القيامة، فكلّ من دخل الجنّة من أولياء اللّه بعدهم، فإنّما دخل من طريقهم وبدعوتهم.

ومنها: أنـّه سبحانه اتّخذ إبراهيم خليلا، وقال النبيّ "صلى الله عليه وآله": إنّ اللّه اتّخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، وهذا من خواصّ هذا البيت.

ومنها: أنـّه سبحانه وتعالى جعل صاحب هذا البيت إماماً للعالمين، كما قال تعالى: "وإذ ابْتَلى إبْراهيمَ رَبّهُ بِكَلِمات فَأتَمّهُنَّ قالَ إنّي جاعِلُكَ لِلنّاسَ إماماً"الآية |البقرة: 124|.

ومنها: أنـّه أجرى على يديه بناء بيته الّذي جعله قياماً للنّاس، وحجّاً لهم، فكان ظهور هذا البيت من أهل هذا البيت الأكرمين.

ومنها: أنـّه أمر عباده أن يصلّوا على أهل هذا البيت، كما صلّى على أهل بيتهم وسلفهم وهم إبراهيم وآله، وهذه خاصيّة لهم.

ومنها: أنـّه تعالى أخرج منهم الاُمّتين العظيمتين اللتين لم تخرجا من بيت غيرهم، وهم اُمّة موسى واُمّة محمّد، تمام سبعين اُمّة وهم خيرها وأكرمها على اللّه.

ومنها: أنّ اللّه سبحانه وتعالى أبقى عليهم لسان صدق وثناءً حسناً في العالم، فلا يذكرون إلاّ بالثناء عليهم والصلاة والسلام عليهم، قال اللّه تعالى: "وَتَرَكْنا عَلَيْه في الآخِرينَ * سَلامٌ عَلى إبْراهيمَ * كَذلِكَ نَجْزي المُحْسِنين"|الصافات: 108 ـ 110|.

ومنها: أنـّه تعالى جعل أهل هذا البيت فرقاناً بين النّاس، فالسعداء أتباعهم، والنار لأعدائهم ومخالفيهم.

ومنها: أنـّه سبحانه وتعالى جعل ذكرهم مقروناً بذكره، فيقال: إبراهيم خليل اللّه ورسوله ونبيّه، ومحمّد رسول اللّه وحبيبه ونبيّه، وموسى كليم اللّه ورسوله، قال اللّه تعالى يذكره بنعمته: "وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَك" |الشرح: 4| قال ابن عبّاس رضي اللّه عنهما: إذا ذكرتُ ذكرتَ معي، فيقال: لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه في كلمة الإسلام، وفي الأذان، وفي الخطب، وفي التشهد وغير ذلك.

ومنها: أنـّه سبحانه وتعالى جعل خلاص خلقه من شقاء الدنيا والآخرة على أيدي هذا البيت، فلهم على النّاس من النعم مالا يمكن إحصاؤه ولا جزاؤها، ولهم المنن الجسام في رقاب الأوّلين والآخرين من أهل السعادة، والأيدي العظام عندهم التي يجازيهم اللّه عزّ وجلّ عليها.

ومنها: أنّ كلّ نفع وعمل صالح وطاعة للّه في العالم، فلهم من الأجر مثل اُجور عامليها، فسبحان من يختصّ بفضله من يشاء من عباده.

منها: أنـّه سبحانه وتعالى سدّ جميع الطرق بينه وبين العالمين، وأغلق دونهم الأبواب، فلم يفتح لأحد قطّ إلاّ من طريقهم وبابهم، قال تعالى: وعزّتي وجلالي لو أتوني من كلّ طريق واستفتحوا من كلّ باب لما فتحت لهم حتّى يدخلوا خلفك.

ومنها: أنـّه سبحانه وتعالى خصّهم من العلم بما لم يخصّ به أهل بيت سواهم من العالمين، فلم يطرق العالم أهل بيت أعلم باللّه وأسمائه وصفاته وأحكامه وأفعاله وثوابه وعقابه وشرعه ومواقع رضاه وملائكته ومخلوقاته منهم، فسبحان من جمع لهم علم الأوّلين والآخرين.

ومنها: أنـّه سبحانه وتعالى خصّهم من توحيده ومحبّته وقربه، والاختصاص به مالم يخصّ به أهل بيت سواهم.

منها: أنـّه سبحانه وتعالى مكّن لهم في الأرض واستخلفهم فيها وأطاع لهم أهل الأرض ما لم يحصل لغيرهم.

ومنها: أنـّه سبحانه وتعالى محا بهم من آثار الضلال والشرك، ومن الآثار التي يبغضها ويمقتها مالم يمحه بسواهم.

ومنها: أنـّه سبحانه وتعالى جعل آثارهم في الأرض سبباً لبقاء العالم وحفظه، فلا يزال العالم باقياً ما بقيت آثارهم، فإذا ذهبت آثارهم من الأرض، فهذا أوّل خراب العالم، قال اللّه تعالى: "جَعْلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرام قِياماً لِلنّاس ِ وَالشّهْرَ الْحَرام وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِد" |المائدة: 97| قال ابن عبّاس في تفسيرها: ولو ترك الناس الحج لوقعت السماء على الأرض.

وأخبر النبيّ "صلى الله عليه وآله"أنّ في آخر الزمان يرفع اللّه بيته من الأرض، وكلامه من المصاحف وصدور الرجال، فلا يبقى في الأرض بيت يحجّ ولا كلام يتلى. فحينئذ يقرب خراب الأرض.

وهكذا الناس اليوم إنّما قيامهم بقيام آثار نبيّهم وشرائعه بينهم، وقيام أمورهم وحصول مصالحهم واندفاع أنواع البلاء والشرّ عنهم، بحسب ظهورها بينهم وقيامها، وهلكهم وعنتهم وحلول البلاء والشرّ بهم عند تعطلها، والإعراض عنها، والتحاكم إلى غيرها، واتّخاذ سواها.

ومن تأمّل تسليط اللّه على البلاد والعباد من الأعداء، علم أنّ ذلك بسبب تعطيلهم لدين نبيّهم وسنّته وشرائعه، فسلّط اللّه عليهم من أهلكهم وانتقم منهم، وحتّى أنّ البلاد التي لا آثار للنبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم"وسنّته وشرائعه فيها ظهور دفع عنها بحسب ظهور ذلك بينهم.

وهذه الخصائص وأضعاف أضعافها من آثار رحمة اللّه وبركاته على أهل هذا البيت، فلهذا أمرنا رسول اللّه "صلى الله عليه وآله"أن نطلب له من اللّه أن يبارك عليه وعلى آله، كما بارك على هذا البيت العظيم، صلوات اللّه وسلامه عليهم أجمعين.

ومن بركات أهل هذا البيت أنّه سبحانه وتعالى أظهر على أيديهم من بركات الدنيا والآخرة، ما لم يظهره على أيدي أهل بيت غيرهم. الى أن قال الشيخ أخيراً: وحقّ لأهل هذا البيت هذه بعض فضائلهم وخصائصهم.

/ 122