مقتطفات جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مقتطفات - جلد 1

عیدروس ابن رویش

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


تزويجه بفاطمة البتول


أفهل بعد هذا يتسنّى لذي مسكة بأسرار العلوم الدينيّة، وسعة إلمام بالتواريخ الإسلاميّة من ذوي الأفهام الثواقب بدلائل الأحاديث النبويّة، أن يذعن لقول ذوي الآراء السقيمة، والخواطر المظلمة؟ بأن أحداً أبعد النبيّ أفضل ممّن جعل اللّه مولده قبلة الاُمّة؟ واختاره كفؤاً لبنت حبيبه المصطفى سيّدة نساء العالمين فاطمة.

فياليت شعري، فأيّ مؤمن يتجرّأ أن يقول: إنّه تعالى مجده قد اختار زوجاً للبتول، دون الفاضل بل المفضول من أصحاب الرسول، من حيث يزوّجها بعليّ، وقد خطبها شرفاء قريش وعظماؤها، منهم أبو بكر وعمر، كما ذكر ذلك المحدّثون واُمناء المؤرخين من أهل الاخبار والسير؟

وهاك ما جاءنا به ابن حجر، في أوائل الباب الحادي عشر |ص84| وأبو داود السجستاني، كما أورده ابن حجر في الآية الثانية عشرة، في الباب الحادي عشر، من صواعقه |ص 96| أنّ أبا بكر خطبها ـ أي فاطمة ـ فأعرض عنه "صلى الله عليه وآله" ثمّ عمر فأعرض عنه، فأتيا عليّاً فنبّهاه إلى خطبتها، فخطبها. الى آخره.

وأخرجه ابن جرير عن علي، قال: خطب أبو بكر وعمر فاطمة إلى النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم"، فأبى عليهما، قال عمر: أنت لها يا علي. الحديث.

وأخرجه الدولابي في الذريّة الطاهرة |ص93| وهو الحديث 6007 من كنز العمّال |6: 392| كما في تعليقات الموسوي من المراجعات |ص 216| وقد أورده أيضاً ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة |3: 257|.

وقد روى هذا الحديث جماعة من الصحابة منهم: اسماء بنت عميس، واُمّ أيمن، وابن عبّاس، وجابر بن عبداللّه. راجع: شرح النهج لابن أبي الحديد |3: 257| والغدير |3: 221، و 2: 305| وإلى ذلك أشار العبدي بقوله:

آل النبيّ محمّد++

أهل الفضائل والمناقب

المرشدون من العمى++

والمنقذون من اللوازب

الصادقون الناطقون++

السابقون إلى الرغائب

فولاهم فرض من ++

الرحمن في القرآن واجب

وهم الصراط فمستقيم++

فوقه ناج وناكب

صدّيقة خلقت لصدّ++

يق شريف في المناسب

اختاره واختارها++

طهرين من دنس المعائب

اسماهما قرنا على++

سطربظلّ العرش راتب

كان الإله وليّها++

وأمينه جبريل خاطب

والمهر خمس الأرض مو++

هبة تعالت في المواهب

وتهابها من حمل طوبى++

طيبت تلك المناهب

فقد أشار الشيخ بالبيت الثامن وذلك قوله 'إسماهما قرنا على سطر' الى آخره إلى حديث كتابة أسماء فاطمة وبعلها وبنيها في ظلّ العرش، وكتبت على باب الجنّة، كما أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه |1: 259| وغيره عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللّه "صلى الله عليه وآله وسلم": ليلة عرج بي إلى السماء، رأيت على باب الجنّة مكتوباً: لا إله إلاّ اللّه، محمّد رسول اللّه، علي ولي اللّه، والحسن والحسين صفوة اللّه، على مبغضيهم لعنة اللّه. ورواه الخطيب والخوارزمي في مناقبه |ص240|.

وأما قوله:

كان الإله وليّها++

وأمينه جبريل خاطب

فاشارة إلى أنّ اللّه تعالى هو الذي زوّج فاطمة عليّاً، وكان وليّ أمرها، وخطب فيه الأمين جبريل "عليه السلام"، كما ورد عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول اللّه "صلى الله عليه وآله": أيـّها الناس! هذا علي بن أبي طالب، أنتم تزعمون أنـّني قد زوّجته ابنتي فاطمة، ولقد خطبها إليّ أشراف قريش فلم اُجب، كلّ ذلك أتوقّع الخبر من السماء، حتّى جاءني جبرئيل ليلة أربع وعشرين من شهر رمضان، فقال: يا محمّد! العليّ الأعلى يقرأ عليك السلام، وقد جمع الروحانيّين والكروبيين في واد يقال له: الأفيح، تحت شجرة طوبى، وزوّج فاطمة عليّاً وأمرني، فكنت الخاطب، واللّه تعالى الوليّ. الحديث. راجع: كفاية الطالب |299ط. النجف الأشرف|.

وأخرج محبّ الدين الطبري في ذخائر العقبى |ص 31| عن علي، قال: قال رسول اللّه "صلى الله عليه وآله وسلم": أتاني ملك، فقال: يا محمّد! إن اللّه تعالى يقرأ عليك السلام، ويقول لك: إنّي قد زوّجت فاطمة ابنتك من علي بن أبي طالب في الملأ الأعلى، فزوّجها منه في الأرض.

وأخرج النسائي والخطيب في تاريخه |4: 129| بالاسناد عن عبداللّه بن مسعود، قال: أصاب فاطمة بنت رسول اللّه "صلى الله عليه وآله" صبيح العرس رعدة، فقال لها رسول اللّه "صلى الله عليه وآله": يا فاطمة! إنّي زوّجتك سيّداً في الدنيا، وإنّه في الآخرة لمن الصالحين. يا فاطمة! إنّي لمّا أردت أن اُملكك لعليّ، أمر اللّه جبرئيل فقام في السماء الرابعة، فصفّ الملائكة صفوفاً، ثمّ خطب عليهم جبريل فزوّجك من علي، ثمّ أمر شجر الجنان فحملت الحليّ والحلل، ثمّ أمرها فنثرته على الملائكة، فمن أخذ منهم يومئذ أكثر ممّا أخذ صاحبه أو أحسن، افتخر به إلى يوم القيامة، قالت اُم سلمة: فلقد كانت فاطمة تفتخر على النساء حيث أوّل من خطب عليها جبرئيل.

وذكره الكنجي في الكفاية |ص301| ثمّ قال: حديث حسن عال رزقناه عالياً. ومحبّ الدين في الذخائر |ص32|.

وروى الصفوري في نزهة المجالس |2: 225|: عن جبرئيل أنـّه قال لرسول اللّه "صلى الله عليه وآله": إنّ اللّه أمر رضوان أن ينصب منبر الكرامة على باب البيت المعمور، وأمر ملكاً يقال له: راحيل أن يصعده، فعلا المنبر وحمد اللّه وأثنى عليه بما هو أهله، فارتجّت السماوات فرحاً وسروراً، وأوحى اللّه إليّ أن أعقد عقدة النكاح، فإنّي زوّجت عليّاً بفاطمة أمتي بنت محمّد رسولي، فعقدت وأشهدت الملائكة وكتبت شهادتهم في الحريرة، وإنّي أمرت أن أعرضها عليك وأختمها بخاتم مسك أبيض وأدفعها إلى رضوان خازن الجنان، وهناك في هذا المعنى أخبار كثيرة.

قوله:

والمهر خمس الأرض مو++

هبة تعالت في المواهب

أشار به إلى ما أخرجه شيخ الإسلام الحمويي في فرائد السمطين في الباب الثامن عشر |1: 95| عن رسول اللّه "صلى الله عليه وآله وسلم" أنـّه قال لعلي: يا علي إنّ الأرض للّه يورثها من يشاء من عباده، وإنّه اُوحي إليّ أن اُزوّجك فاطمة على خمس الأرض، فهي صداقها، فمن مشى على الأرض وهو لكم مبغض، فالأرض حرام عليه أن يمشي عليها.

قوله:

وتهابها من حمل طوبى++

طيّبت تلك المواهب

أشار إلى حديث النثار المرويّ عن بلال بن حمامة، قال: طلع علينا رسول اللّه "صلى الله عليه وآله" ذات يوم متبسّماً ضاحكاً، ووجهه مشرق كدارة القمر، فقام إليه عبدالرحمن بن عوف، فقال: يا رسول اللّه ما هذا النور؟ قال: بشارة أتتني من ربّي في أخي وابن عمّي وابنتي أن اللّه زوّج فاطمة من علي، وأمر رضوان خازن الجنان، فهزّ شجرة طوبى، فحملت رقاقاً ـ يعني صكاكاً ـ بعدد محبّي أهل بيتي، وأنشأ تحتها ملائكة من نور، ودفع إلى كلّ ملك صكا، فاذا استوت القيامة بأهلها نادت الملائكة في الخلائق، فلا تلقى محباً لنا أهل البيت إلاّ دفعت له صكّاً فيه فكاكه من النار، بأخي وابن عمّي وابنتي فكاك رقاب رجال ونساء من اُمّتي من النار.

أخرجه الخطيب في تأريخه |4: 210| وابن الأثير في اُسد الغابة |1: 206| وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمّة |ص 26| وأبو بكر الخوارزمي في المناقب |ص 341| ، وابن حجر في الصواعق |ص 103| والصفوري في نزهة المجالس |2: 225| والحضرمي في رشفة الصادي |ص 28|.

وأخرج أبو عبداللّه الملاّ في سيرته عن أنس، قال، بينما رسول اللّه "صلى الله عليه وآله وسلم"في المسجد إذ قال لعلّي: هذا جبريل يخبرني أنّ اللّه زوّجك فاطمة، وأشهد على تزويجها أربعين ألف ملك، وأوحى إلى شجرة طوبى: أن انثري عليهم الدرّ والياقوت، فنثرت عليهم الدرّ والياقوت فابتدرت إليه الحور العين يتلقطن في أطباق الدرّ والياقوت، فهم يتهادونه بينهم إلى يوم القيامة.

رواه محبّ الدين الطبري في الذخائر |ص 32| وفي الرياض |2: 184| والصفوري في نزهة المجالس |2: 223|.

وللعبدي ايضا:

وزُوّج في السماء بأمر ربّي++

بفاطمة المهذّبة الطهور

وصيّر مهرها خمساً بأرض++

لما تحويه من كرم وحور

فذا خير الرجال وتلك خير الـ++

ـنساء ومهرها خير المهور

وله أيضا:

إذ أتته البتول فاطم تبكي++

وتوالي شهيقها والزفيرا

اجتمعن النساء عندي وأقبلن++

يطلن التقريع والتعبيرا

قلن إنّ النبيّ زوّجك اليوم++

عليّاً بعلاً معيلاً فقيرا

قال يا فاطم اصبري واشكري اللّه++

فقد نلت منه فضلاً كبيرا

أمر اللّه جبرئيل فنادى++

معلناً في السماء صوتاً جهيرا

اجتمعن الأملاك حتّى إذا ما++

وردوا بيت ربّنا المعمورا

قام جبريل خاطباً يكثر التحـ++

ـميد للّه جلّ والتكبيرا

خمس أرضي لها حلال فصيّر++

ه على الخلق دونها مبرورا

نثرت عند ذاك طوبى وللحور++

من المسك والعبير نثيرا

بيان في قوله:

إذ أتته البتول فاطم تبكي++

وتوالي شهيقها والزفيرا

إشارة الى ما أخرجه الخطيب في تاريخه |4: 195| مسنداً عن ابن عبّاس، قال: لمّا زوّج النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" فاطمة من علي، قالت فاطمة: يا رسول اللّه، زوّجتني من رجل فقير ليس له شيء؟ فقال النبي "صلى الله عليه وآله وسلم": أما ترضين انّ اللّه اختار من أهل الأرض رجلين: أحدهما أبوك، والآخر زوجك؟

وذكره الحاكم في المستدرك |3: 129| وصحّحه، والهيثمي في المجمع |9: 112|. والسيوطي في الجمع كما في ترتيبه |6: 391| والصفوري في النزهة |2: 226|.

إذا علمنا هاتين الإثارتين الجليلتين، وهما ميلاده في الكعبة الشريفة، وزواجه في السماء، وكان الولي فيها المولى الجليل، والنائب عنه عظيم الملائكة الأمين جبرئيل، فقد علمنا علماً ضروريّاً أنّ تلكما الفضيلتين إنّما هما غيض من فيض، بالنسبة إلى مناقب بعل البتول أبي الأطهار، فيما شهدت لها الآثار، ونطقت بها الأخبار، كما أسلفناها في هذه الأسطر جليّة كالنار على المنار، والشمس في رابعة النهار، لا ينكرها الاّ مظلم القلب ذو عوار.

ثمّ إنّنا لو قدرنا أن لو كان هناك بليد غبيّ، أو أحد من أجلاف الأعراب بدويّ، فيقال له: إن أحداً من الصحابة أفضل بعد النبيّ من علي، أفتراه يذعن لذلك القول؟ فضلاً عمّن كان في العلوم من الأعلام الرواسي، وفي مشتبهات الاُمور من ذوي الآراء الصائبة والأفهام الثواقب؛ فإنّ وضوح ذلك عندهم بمكان، يكاد أن يرونه بباصرة أعينهم ونور بصائرهم، إن لم تكن عليها غشاوة، التي منبعها من.... والانسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيرة.

وقصارى القول في ذلك: أنّ من يعرف الحقّ يعرف أهله، ولذلك قال بعض الحكماء ـ وما أجدر أن يكون منّا على بال ـ: إعرف الرجال بالحقّ، ولا تعرف الحقّ بالرجال. أي: كما قال بعضهم في مفهوم ذلك: لاتكن معرفتك بالحقّ في أمر من الاُمور مقصورة على كون القائل فيه من رجال العلم، ولكن استدل بالحقّ ما ظهر من مقاله على أنـّه من أهل العلم. واللّه أعلم.

نعم انـّه قد عبّر إمام الأئمّة وقدوة الاُمّة، شيخ الفقهاء ابن حجر بعبارات قلّ أن يفهمها أمثالي، مهما قد بذل جهده في تدبّرها، وتبصّر وأمعن نظره متأمّلاً فيها بتدقيق النظر، فما أغنى عنه فتلة حتّى يرجع في الضرع الدرّ، بل ربّما لا ينتج من تدبّر تلك العبارات سوى مزيد الحيرة والضجر.

ولا شكّ بأنّ السبب في ذلك أنـّنا لم نبلغ عشر معشار ما بلغه من العلم بالأحاديث بمساغبها ومغزاها، ولا ريب أنـّنا لم نصل إلى درجة ما وصل إليه بباعه الطويل ما أدرك فيها من أنواع الفنون والمعارف بمفادها ومراميها، فياليت شعري، فأين نحن ممّن هو أشهر في العلم من فلق الصبح؟ وأين الثرى وأين الثريّا؟ فالقول الفصل في ذلك، أنـّه لا مناسبة بيننا وبينه في العلوم والفنون والمعارف، إلاّ كنسبة البغاث من النسر، والسراج من الشمس.

فمن التباين بين الحالتين، والتفاوت بين الدرجتين، وبعد ما بين المنزلتين علوّاً وسعة، كان الذي يراه الشيخ برأيه الصائب، وما أدركه بفهمه الثاقب، غير الذي كنّا نراه، مثل ما تراءى لنا بأنّ الأحاديث التي احتجّ بها الشيخ في تفضيله أبا بكر، بل وعثمان وعمر على من لقّبه النبيّ بالصدّيق الأكبر: إمّا باطل كما عند أهل الجرح والتعديل، وإمّا ضعيف، أو منكر.

الفات النظر إلى ما احتجّ به ابن حجر


فهذه بعض الأحاديث نقلناها عن الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي التي جعلها من النصوص الثابتة على خلافة أبي بكر وغيرها من رفيع شأنه وقدره، وغاية كماله، وغرّة فضله وإفضاله، ولعلّ البعض منها قد ذكرناها فيما تقدّم من هذه السطور.

قد أورد في الفصل الثالث |ص 12| من صواعقه ما أخرجه أحمد والترمذي وحسنه، وابن ماجة والحاكم، عن حذيفة، قال: قال رسول اللّه "صلى الله عليه وآله وسلم": اقتدوا باللذين من بعدي أبو بكر وعمر.

وقد ذكر الحديث أيضاً الأميني في غديره |5: 347| عن عبداللّه بن عمر، وقال: أخرجه العقيلي من طريق مالك، وقال: حديث منكر لا أصل له.

وأخرجه الدارقطني من رواية أحمد الخليلي الضميري بسنده، ثمّ قال: لا يثبت، لمكان العمري راوي الحديث، فانّه ضعيف ـ يعني بالعمري محمّد بن عبداللّه حفيد عمر بن الخطّاب ـ.

وقال فيه ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج به. وقال الدارقطني: العمري يحدّث عن مالك بأباطيل. وفي ميزان الاعتدال |3: 611| قال: لا يصح حديثه. وقال ابن مندة: له مناكير.

وذكر الذهبي في ميزانه |1: 142| من طريق أحمد بن محمّد الباهلي ـ غلام خليل ـ قال ابن عدي: سمعت ابن عبداللّه النهاوندي يقول لغلام خليل: ما هذه الرقائق التي تحدّث بها؟ قال: وضعناها لنرقّق بها قلوب العامّة. وقال ابن عدي: أمره بيّن. وقال الدارقطني: متروك. وقال أبو داود: أخشى أن يكون دجّال بغداد.

وقال الذهبي: وهذا الحديث من مصائبه.

هذا الحديث عن عقبة بن عامر مرفوعاً، وقد عدّ من موضوعات محمّد بن عبدالرحمن بن غزوان الكذّاب الوضاع، الشهير بابن القواد، كان يضع الحديث لعقبة بن عامر عن ثقات الناس ببواطيل.

راجع: تاريخ الخطيب |2: 311| وميزان الذهبي |3: 931 وتذكرة المقدسي |ص 40| ولسان الميزان لابن حجر العسقلاني |5: 263|.

وأورد في الفصل الثالث |ص 45| الحديث الحادي والسبعين، ما أخرجه الحاكم في الكنى، وابن عدي في الكامل، والخطيب في تاريخه عن أبي هريرة أنّ رسول اللّه "صلى الله عليه وآله" قال: أبو بكر وعمر خير الأوّلين والآخرين، وخير أهل السماء والأرض، إلاّ النبيّين والمرسلين.

هذا الحديث باطل موضوع لمكان جبرون بن واقد الافريقي في سند الرواية، والثاني محمّد بن داود القنطري، وهو راوي هذه الرواية.

قال الذهبي في ميزانه |1: 388 ط دار المعرفة|: جبرون متّهم؛ فإنّه روى بقلّة حياء عن سفيان، وروى عنه محمّد بن داود القنطري الحديث وما قبله عن أبي هريرة مرفوعاً، وهما موضوعان.

وقال ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان |2: 94|: إنّ الحديثين منكران. وصرّح في |5: 161| بأن الحديثين موضوعان.

وقال الذهبي في ترجمة محمّد بن داود في ميزانه |3: 540 ط دار المعرفة| عن جبرون الافريقي، إنّ الحديثين باطلان.

وأورد في |ص 48| الحديث الأوّل بعد المائة، ما أخرجه أبو يعلى عن عمّار بن ياسر، قال: قال رسول اللّه "صلى الله عليه وآله وسلم": أتاني جبرئيل آنفاً، فقلت: يا جبرئيل! حدّثني بفضائل عمر بن الخطّاب، فقال: لو حدّثتك بفضائل عمر منذ ما لبث نوح في قومه، ما نفدت فضائل عمر، وإن عمر حسنة من حسنات أبي بكر.

هذا الحديث ذكره ابن الجوزي في الموضوعات. وقال الذهبي في ميزانه |1: 451 ط دار المعرفة|: خبر باطل لا ندري من ذا. راجع: ميزان الاعتدال في ترجمة: حبيب بن ثابت.

وقال ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان |2: 168|: لم يعلّله ابن الجوزي إلاّ بعبداللّه بن عامر الأسلمي، وليست الآفة إلاّ منه. وفي السند ابن بطة والنقّاش المفسّر، وفيهما مقال صعب، وذكره في |2: 189| وقال: قال الدارقطني في غرائب مالك: هذا لا يصحّ عن مالك، وهذا الحديث وحديث المشط موضوعان.

وأورد أيضاً في الصفحة المذكورة الحديث الثالث بعد المائة، ما أخرجه الطبراني عن سهل، قال: لمّا قدم النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" من حجّة الوداع، صعد المنبر وحمد اللّه تعالى وأثنى عليه، ثمّ قال: أيـّها الناس! إنّ أبا بكرلم يسؤني قطّ، فاعرفوا له ذلك.

هذا الحديث أخرجه أيضاً الخلعي وابن مندة وغيرهما، وأورده المحبّ الطبري في رياضه |1: 127| وابن حجر العسقلاني في الإصابة |2: 9|.

قال ابن مندة: غريب، لا نعرفه إلاّ من وجه خالد بن عمرو والأموي.

وقال ابن حجر العسقلاني في الاصابة |2: 9|: خالد بن عمرو متروك واهي الحديث ـ إلى أن قال: ـ واسناد حديثه مجهولون ضعفاء الى آخر كلامه.

وقال في تهذيب التهذيب |3: 109| في ترجمة خالد بن عمرو: قال أحمد: منكر الحديث ليس بثقة، يروي أحاديث بواطيل. وعن يحيى بن معين قال: ليس حديثه بشيء، كان كذّاباً يكذب، حدّث عن شعبة أحاديث موضوعة. وقال البخاري والساجي وأبو زرعة: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: متروك الحديث ضعيف. وقال أبو داود: ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال صالح البغدادي: كان يضع الحديث. وقال ابن حبّان: كان يتفرّد عن الثقات بالموضوعات لا يحلّ الاحتجاج بخبره.

وقال ابن عدي: روى عن الليث وغيره أحاديث مناكير، وأورد له أحاديث عن ليث عن يزيد، ثمّ قال: وهذه الأحاديث كلّها باطلة، وعندي أنـّه وضعها عن الليث ـ إلى أن قال: ـ وله غير ما ذكرت وعامّتها أو كلّها موضوعة. وعن أحمد بن حنبل أنـّه قال: أحاديثه كلّها موضوعة. الى آخر كلامه.

وأورد في الحديث السادس |ص 13| ما أخرجه مسلم عن عائشة، قالت: قال لي رسول الله "صلى الله عليه وآله" في مرضه الذي مات فيه: اُدعي لي أباك وأخاك، حتّى أكتب كتاباً، فانّي أخاف أن يتمنّى متمنّ ويقول قائل: أنا أولى، يأبى اللّه والمؤمنون إلاّ أبا بكر.

أقول: قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة |3: 17|: إنهم ـ يعني البكريّة ـ وضعوه في مقابلة الحديث المرويّ عنه "صلى الله عليه وآله وسلم" في مرضه، وذلك: إئتوني بدواة وبياض أكتب لكم مالا تضلّون بعده أبدا، فاختلفوا عنده، وقال قوم منهم: قد غلبه الوجع حسبنا كتاب اللّه. إلى أن قال ابن أبي الحديد: ـ وفضائل أبي بكر المحقّقه المعلومة ما يغني عن تكلّف العصبيّة!

وأورد في |ص 48| الحديث الخامس بعد المائة ما أخرجه ابن عساكر من طريق خازم بن الحسين ـ أبو اسحاق الخميسي ـ عن أنس مرفوعاً: حبّ أبي بكر وعمر إيمان وبغضهما كفر.

وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو داود: روى مناكير. وقال ابن عدي عامّة ما يرويه لا يتابع عليه. راجع: ميزان الذهبي |1: 626|.

وأورد في |ص 46| الحديث السابع والثمانين ما أخرجه البخاري عن أنس، قال: قال رسول اللّه "صلى الله عليه وآله وسلم": ما قدمت أبابكر وعمر ولكن اللّه قدّمهما.

هذا الحديث أخرجه الذهبي في ترجمة الحسن بن إبراهيم الفقيمي الواسطي، فقال: هذا حديث باطل، ورجاله مذكورون بالثقة. ما خلا الحسن فإنّي لا أعرفه.

وأورد في |ص 46| الحديث الثالث والثمانين ما أخرجه الطبراني عن ابن مسعود، قال: قال: رسول اللّه "صلى الله عليه وآله": إنّ لكلّ نبيّ خاصّة من أصحابه، وانّ خاصّتي أبو بكر وعمر.

قال الذهبي: خبر باطل. راجع: اللآلي المصنوعة للسيوطي |3: 365|.

وأورد في |ص 46| الحديث السادس والثمانين ما أخرجه الخطيب في تأريخه، أنّ رسول اللّه "صلى الله عليه وآله وسلم" قال: سيّدا كهول أهل الجنّة أبو بكر وعمر، وانّ أبا بكر في الجنّة مثل الثريّا في السماء.

هذا الحديث من موضوعات يحيى بن عنبسة القرشي البصري الوضّاع الدجّال الكذّاب. وذكر الذهبي الشطر الأول منه في ميزانه |3: 126| من طريق عبدالرحمن بن مالك بن مغول الكذّاب الأفّاك الوضّاع.

وأخرج ابن قتيبة في الإمامة والسياسة |1: 9| عن ابن أبي مريم الكذّاب الوضاع، وهو عن أسد بن موسى، قال سعيد بن يونس: حدّثنا بأحاديث منكرة وهو ثقة.

وأخرج الخطيب في تأريخه |7: 118| من طريق بشّار بن موس الشيباني الخفّاف، بلفظ: هذان سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين، ممّن خلا في الاُمم الغابرين ومن يأتي، إلاّ النبيّين والمرسلين لا تخبرهما يا علي.

قال ابن معين في بشّار بن موسى البصري: ليس بثقة انـّه من الدجّالين. وقال عمرو بن علي: ضعيف الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث قد رأيته وكتبت عنه وتركت حديثه. وقال الآجوري: ضعيف. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال أبو زرعة: ضعيف، وضعّفه ابن المديني.

راجع: تاريخ الخطيب |7: 119| وتهذيب التهذيب للعسقلاني |1: 441| وأخرج الخطيب أيضاً في تأريخه |1: 192| من طريق يونس بن إسحاق عن أبيه المطعون عند القوم. راجع: تهذيب التهذيب |5: 8|.

وأورد في |ص 46| الحديث الثاني والثمانين ما أخرجه الطبراني وأبو نعيم في الحلية، عن ابن عبّاس أنّ النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم"، قال: إنّ اللّه أيّدني بأربعة وزراء، اثنين من أهل السماء: جبريل، وميكائيل. واثنين من أهل الأرض: أبو بكر وعمر.

هذا الحديث من موضوعات محمّد بن مجيب الصائغ، أخرجه الخطيب في تاريخه |3: 298| من طريقه، وقال: كان كذّابا، عدوّاً لِلّه، ذاهب الحديث.

وأخرجه الذهبي من طريق الكذّاب والوضاع أيضاً وهو: معلّى بن هلال.

وأورده في |ص 15| الحديث الثاني عشر ما أخرجه الدارقطني والخطيب وابن عساكر عن علي، قال: قال رسول اللّه "صلى الله عليه وآله وسلم": سألت اللّه أن يقدّمك ثلاثاً، فأبى عليّ إلاّ تقديم أبا بكر.

وذكره المحبّ الطبري في الرياض النضرة |1: 150| باللفظ المذكور ولفظ: نازلت اللّه فيك ثلاثاً فأبى أن يقدّم إلاّ أبا بكر، ثمّ قال: غريب.

أقول: إنّ من الغريب البعيد عن مستوى نطاق أفهام المتفهمين أن الشيخ نفسه قد زيّف هذا الحديث كما في كتابه الفتاوي الحديثية |ص 126| وكيف احتج به في صواعقه؟

وأورد في الفصل الرابع |ص 51| ما أخرجه البيهقي: لو وزن إيمان أبي بكر بايمان أهل الأرض لرجح.

أقول: إنّ في سند الحديث عبداللّه بن عبدالعزيز بن أبي رواد، وقد قال فيه الذهبي: قال أبو حاتم وغيره: أحاديثه منكرة. وقال ابن الجنيد: لا يساوي فلساً. وقال ابن عدي: روى أحاديث عن أبيه لا يتابع عليه. راجع: ميزان الاعتدال للذهبي |2: 455|.

وأورد في |ص 14| الحديث الثامن ما أخرجه ابن حبّان عن سفينة: لمّا بنى رسول اللّه "صلى الله عليه وآله وسلم" المسجد، وضع في البناء حجراً وقال لأبي بكر: ضع حجرك إلى جنب حجري، ثمّ قال لعمر: ضع حجرك إلى جنب حجر أبي بكر، ثمّ قال لعثمان: ضع حجرك إلى جنب حجر عمر.

قال ابن حجر: قال أبو زرعة: اسناده لا بأس به. وأخرجه الحاكم في المستدرك |3: 13| وصحّحه.

أقول: قد أخرج هؤلاء هذا الحديث من طريق نعيم بن حمّاد أبو عبداللّه الأعور، وهو أحد الأئمّة، المتوفّى سنة |228| كما أخبرنا الأميني في الغدير |2: 269| قال الازدي: كان يضع الحديث في تقوية السنّة، وله حكايات مزوّرة في ثلب النعمان كلّها كذب.

راجع: ميزان الاعتدال |3: 241| وشذرات الذهب لابن عماد الحنبلي |2: 67| وتهذيب التهذيب للعسقلاني |10: 463| واللئالي المصنوعة |1: 15| والجوهر النقي لابن التركماني |هامش سنن البيهقي 3: 305|.

وأورد في |ص 44| الحديث الخامس والستين ما أخرجه الخطيب البغدادي بسند واه، عن ابن عبّاس، عن النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم"، قال: هبط جبريل "عليه السلام" وعليه طنفسة متخلّل بها، فقلت: يا جبريل ما هذا؟ قال: إنّ اللّه تعالى أمر الملائكة أن تتخلّل لتخلّل أبي بكر في الارض.

هذا الحديث أخرجه الخطيب في تاريخه |5: 442| من طريق محمّد بن عبداللّه الاُشناني الكذّاب الوضّاع الدجّال، وكان يضع مالا يحسنه، غير أنـّه ـ واللّه أعلم ـ أخذ أسانيد صحيحة من بعض الصحف، فركّب عليها هذه البلايا.

قال الخطيب البغدادي: ما أبعد الاُشناني من التوفيق.

راجع: تاريخ بغداد |5: 441 و 443| واللآلي |1: 273|.

وأورد في |ص 11| في النصّ الثاني في النصوص الواردة عنه "صلى الله عليه وآله وسلم"بخلافة أبي بكر والمشيرة إليها ما أخرجه أبو القاسم البغوي، عن عبداللّه بن عمر، قال: سمعت رسول اللّه "صلى الله عليه وآله وسلم" يقول: يكون خلفي إثنا عشر خليفة أبو بكر لا يلبث إلاّ قليلا ـ أمسك الشيخ عنان قلمه عن تمام الحديث ـ وذلك: وصاحب رحى دارة العرب، يعيش حميداً ويقتل شهيداً عمر، وأنت يا عثمان سيسألك الناس أن تخلع قميصاً كساك اللّه عزّ وجلّ إيّاه، بيده، لئن خلعته لا تدخل الجنّة حتّى يلج الجمل في سمّ الخياط.

هذا الحديث أخرجه البيهقي كما في تاريخ ابن كثير |6: 206| باسناده، وفيه عبداللّه بن صالح كاتب الليث، وهو الكذّاب الوضّاع، كما في تذكرة الموضوعات للمقدسي |ص 17 و 44 و 112|. وسلسلة الموضوعات من الغدير |5: 239| للأميني.

وأورد في الفصل الخامس |ص 18| ما أخرجه الطبراني قوله "صلى الله عليه وآله وسلم": انّ اللّه يكره أن يخطىء أبو بكر. ثمّ قال: فهذا دليل أيّ دليل على أنـّه أكملهم عقلاً ورأياً، وعلى أنـّه أعلمهم ولا مرية في ذلك الى آخر ما قال.

أرى فيما ذكره الأميني في غديره |5: 312| أنّ الحديث أخرجه الحارث في مسنده من طريق محمّد بن سعيد الكذّاب الوضّاع، فقال: موضوع تفرّد به أبو الحارث نصر بن حمّاد، كذّبه يحيى. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال مسلم: ذاهب الحديث.

وفي سنده أيضاً بكر بن خنيس، قال الدارقطني: متروك. وفي السند أيضاً محمّد بن سعيد وهو المصلوب: كذّاب يضع الحديث. وقال عبداللّه بن أحمد بن سوادة: قلبوا اسمه على مائة اسم وزيادة.

راجع: ميزان الذهبي |3: 561 ط دار المعرفة| في ترجمة محمّد بن سعيد المصلوب، وتاريخ الخطيب |13: 281| واللآلي |1: 155|.

وأورد في الفصل الثاني في ذكر فضائل أبي بكر |ص 42| الحديث الثالث والأربعين، ما أخرجه الطبراني عن معاذ، أنّ النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم"، قال: رأيت أنـّي وضعت في كفّة واُمّتي في كفّة، فعدلتها، ثمّ وضع أبو بكر في كفّة واُمّتي في كفّة، فعدلها، ثمّ وضع عمر في كفّة واُمّتي في كفّة، فعدلها، ثمّ وضع عثمان في كفّة واُمّتي في كفّة، فعدلها، ثمّ رفع الميزان.

هذا الحديث قد أخرجه الذهبي في ميزانه |3: 291 ط دار المعرفة| من طريق عمرو بن واقد الدمشقي، وقال: ولا يعرف إلاّ من رواية عمرو الهالك، ولا يشك أنـّه كان يكذب.

وأورد في |ص 46| الحديث الحادي والثمانين ما أخرجه أبو نعيم في الحلية، والخطيب وأبو يعلى: أنّ رسول اللّه "صلى الله عليه وآله"، قال: أبو بكر وعمر منّي بمنزلة السمع والبصر.

أرى كما رآه الأميني فيما ذكره في الغدير |5: 325| وقال: عدّه المقدّسي في تذكرته من الموضوعات.

وذكر ابن عبد البرّ في الاستيعاب |1: 146| بلفظ: هذان بمنزلة السمع والبصر من الرأس. وقال: اسناده ضعيف.

وقال أيضاً في |1: 348| من الاستيعاب: حديث مضطرب الاسناد. وفي الاصابة |2: 299| قال أبو عمر ـ يعني ابن عبد البرّ ـ: حديث مضطرب لا يثبت.

وأورد في |ص 44| الحديث الثاني والستّين ما أخرجه ابن عساكر عن أنس، قال: قال رسول اللّه "صلى الله عليه وآله وسلم": حبّ أبي بكر وشكره واجب على اُمّتي.

وقال الذهبي في ميزانه |3: 180|: منكر جدّا.

وأخرجه الخطيب في تاريخه |5: 453| من طريق عمر بن ابراهيم الكردي، وقال: تفرّد به عمر، وهو ذاهب الحديث.

وأخرج أيضاً في نفس الجزء |ص 73| بلفظ: إنّ من أمنّ الناس عليّ في صحبته وذات يده أبو بكر الصدّيق، فحبّه وشكره وحفظه واجب على اُمّتي.

قال الدارقطني: عمر بن إبراهيم الكردي: كذّاب خبيث. وقال الخطيب: غير ثقة، يروي مناكير من الاثبات. راجع: ميزان الاعتدال |3: 180 ط دار المعرفة|.

وأورد في |ص 45| الحديث السبعين ما أخرجه تمام في فوائده، وابن عساكر عن عبداللّه بن عمرو بن العاص، قال: سمعت رسول اللّه "صلى الله عليه وآله" يقول: أتاني جبريل فقال: إنّ اللّه يأمرك أن تستشير أبا بكر.

وذكر الذهبي في ميزان الاعتدال |2: 48| وقال في يحيى بن معين: أنا أتعجّب من يحيى مع جلالته ونقده كيف يروي مثل هذا الباطل ويسكت عنه ـ أي ما يصرّح ولا يغمز في أسانيده ـ وربيعة صاحب مناكير وعجائب.

وأورد في |ص 47| الحديث الثامن والتسعين ما أخرجه البزّار عن أبي أروى الدوسي، قال: كنت عند النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم"، فأقبل أبو بكر وعمر، فقال: الحمد للّه الذي أيّدني بكما.

إنّ لهذا الحديث ثلاث طرق:

1ـ من طريق ابن أبي فديك، كما أخرجه الحاكم في المستدرك |3: 74| وهو وإن وثّقه ابن معين غير أنّ ابن سعد قال: ليس بحجّة، وهو عن عاصم بن عمر بن حفص بن عمر بن الخطّاب، الذي ضعّفه أحمد، وابن معين، وأبو حاتم، وابن عدي. وقال الفروي: ليس بثقة. وقال ابن حبّان: يخطئ ويخالف. وقال أيضاً: منكر الحديث جدّاً، يروي عن الثقات ما لم يشبه حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به إلاّ فيما وافق الثقات. وقال ابن الجارود: ليس حديثه بحجّة، وتكلّم النسائي على أحمد بن صالح حيث وثّقه. راجع ميزان الاعتدال |3: 483 و 2: 355 ط: دار المعرفة|.

2 ـ عن سهيل بن أبي صالح، قال ابن معين: حديثه ليس بحجّة. وقال أبو حاتم: حديثه لا يحتجّ به. وقال ابن حبّان: يخطئ. وقال ابن أبي خيثمة عن يحيى: لم يزل أهل الحديث يتّقون حديثه. راجع: ميزان الاعتدال |2: 243 ط: دار المعرفة|.

3 ـ عن محمّد بن إبراهيم بن الحارث المدني الذي من طريقه أخرجه البزّار، وأورده ابن حجر في الصفحة المذكورة.

قال الأميني في غديره |7: 299|: وثّقه غير واحد، غير أنّ إمام الحنابلة قال: في حديثه شيء، يروي أحاديث مناكير أو منكرة. وذكره ابن حجر العسقلاني في الاصابة |4: 5| وضعّفه.

وأورد في |ص 41| الحديث التاسع عشر ما أخرجه الطبراني وابن عدي عن سلمة بن الأكوع، قال: قال رسول اللّه "صلى الله عليه وآله وسلم": أبو بكر خير الناس إلاّ أن يكون نبيّ.

فقد ذكر هذا الحديث الذهبي في ميزانه بلفظ: أبو بكر خير أهل الارض ـ بدل خير الناس ـ إلاّ أن يكون نبيّاً. من طريق إسماعيل بن أبي زياد الكذّاب. وقال فيه أبو حاتم: مجهول. وهو عن اياس بن سلمة عن أبيه.

قال الذهبي: فإن لم يكن هو واضعه فالآفة ممّن دونه. راجع: ميزان الاعتدال |1: 231|.

وأورد في الحديث الثامن بعد المائة |ص 48| حديث تسبيح الحصى، وذكره البخاري في تاريخه الكبير |4 ق 2: 442| كما ذكره الأميني في غديره |10: 99| عن إسحاق بن إبراهيم، عن عمرو بن الحارث الزبيدي، عن ابن سالم، عن الزبيدي، قال: قال حميد بن عبداللّه، عن ابن عبد ربّه، عن عاصم بن حميد، قال: كان أبو ذر يقول: التمست النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" في بعض حوائط المدينة، فإذا هو قاعد تحت نخلة، فسلّم عليّ النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم"، فقال: ما جاء بك؟ فقال: جئت النبيّ، فأمره أن يجلس، وقال: ليأتينا رجل صالح، فسلّم أبو بكر، ثمّ قال ليأتينا رجل صالح، فجاء عمر فسلّم، وقال: ليأتينا رجل صالح فأقبل عثمان، ثمّ جاء علي فسلّم فردّ عليه مثله، ومع النبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم" حصيات، فسبّحن في يده، فناولهنّ أبا بكر فسبّحن في يده، ثمّ عمر فسبّحن في يده، ثمّ عثمان فسبّحن في يده.

/ 122