مقتطفات جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مقتطفات - جلد 1

عیدروس ابن رویش

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


المسابقة بالبيعة


أمّا مسابقته "عليه السلام" بالبيعة، فممّا لا يدافع فيه ولا ينازع.

ذكر ابن شهرآشوب في مناقبه |1: 303 ط النجف و 2: 21 ط ايران|: أنـّه كان للنّبيّ "صلى الله عليه وآله" بيعتان: بيعة عامّة، وبيعة خاصّة.

فالبيعة الخاصّة هي: بيعة الجنّ، ولم يكن فيها للإنس نصيب. وبيعة الأنصار، ولم يكن فيها للمهاجرين نصيب. وبيعة العشيرة، وذلك في ابتداء البيعة في دعوته "صلى الله عليه وآله"الخاصّة للأقربين. وبيعة الغدير، وذلك آخر البيعة حين نصب "صلى الله عليه وآله"عليّاً وليّاً بعده، وقد تفرّد بهما عليّ وأخذ بطرفيهما.

وأمّا البيعة العامّة: وهي بيعة الشجرة، ويقال: بيعة الرّضوان، لقوله تعالى فيها: "لَقَدْ رَضِيَ اللّهُ عَنِ المؤمنين إذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشّجَرَة" |الفتح: 18|. وقد سبق عليّ أيضاً في هذه البيعة العامّة كلّ الصحابة جميعهم.

ذكر أبو بكر الشّيرازي في تفسيره ما نزل من القرآن في عليّ، عن جابر بن عبداللّه الأنصاري، قال: إنّ أوّل من قام للبيعة أمير المؤمنين علي، ثمّ أبو سنان عبداللّه بن وهب الاسدي، ثمّ سلمان الفارسي.

وفي أحاديث البصريّين عن أحمد، قال أحمد بن يسار: إنّ أهل الحديبيّة بايعوا رسول اللّه على أن لا يفرّوا، وقد صحّ أنـّه "عليه السلام" لم يفرّ في موضع قطّ، ولم يصحّ ذلك لغيره. انتهى.

ثمّ إنّ اللّه تعالى علّق الرّضا في الآية المذكورة بالمؤمنين، وكان المبايعون وقت ذاك فيما رواه ابن أبي أوفى ألفاً وثلاثمئة. وفيما رواه جابر بن عبداللّه ألفاً واربعمئة. وفيما رواه ابن المسيّب ألفاً وخمسمئة. وفيما رواه ابن عبّاس ألفاً وستّمئة.

ولا شكّ أنـّه كان فيهم جماعة من المنافقين، مثل: جد بن قيس. وعبداللّه ابن أبي سلول.

ثمّ إن اللّه علّق الرضا بالمؤمنين المتّصفين بالوفاء، وذلك قوله تعالى: "وأوْفُوا بعَهْدِ اللّهِ إذا عَاهَدْتُمْ ولا تَنْقُضُوا الأيْمَانَ بعدَ تَوْكِيدِها وقدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُم كَفيلاً" |النحل: 91| وقوله تعالى: "إنّ الّذيِنَ يُبَايِعُونَكَ إنَّما يُبايِعُونَ اللّه يَدُ اللّهِ فَوْقَ أيْديِهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فإنّما يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِه" |الفتح: 10|.

قال السدي ومجاهد: فأوّل من رضي اللّه عنه ممّن بايعه عليّ "عليه السلام".

أقول: لِما علم اللّه بما في قلبه من الصّدق والوفاء، وذلك لقوله تعالى: "فَعَلِمَ مَا في قُلُوبِهِمْ فأنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيهم وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَريْباً" |الفتح: 4|.

قال ابن عبّاس: أخذ النبيّ "صلى الله عليه وآله" تحت شجرة السّمرة بيعتهم على أن لا يفرّوا، وليس أحدٌ من الصّحابة إلاّ نقض عهداً في الظّاهر، بفعل أو بقول، فقد ذمّهم اللّه تعالى، فقال تعالى في يوم الخندق: "وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدوا اللّهَ مِنْ قَبلُ لاَ يُوَلُّونَ الأدْبارَ" |الأحزاب: 15| وقال تعالى فيهم يوم حنين: "وضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأرضُ بِمَا رَحُبَتْ ثمَّ وَلَّيْتُم مُدْبِرين" |التوبة: 25| انتهى.

وقد انهزم أبو بكر وعمر يوم خيبر، وكان الفتح على يد عليّ بالاتّفاق، وذلك قوله تعالى: "وَأثَابَهُمْ فتحاً قَرِيْباً" فإنّه لم يفرّ قطّ في كلّ المشاهد والمعارك، بل ثبت "عليه السلام" مع رسول اللّه "صلى الله عليه وآله" في جميعها، حتى نزل قوله تعالى: "رِجَالٌ صدقوا مَا عَاهَدُوا اللّه" |الاحزاب: 23|.

قال ابن شهرآشوب: وقد وجدنا النّكث في أكثرهم، خصوصاً في الأوّل والثّاني لمّا قصدوا في تلك السّنة إلى بلاد خيبر، فانهزم الشّيخان، ثمّ انهزموا في حنين، فلم يلبث منهم تحت راية عليّ إلاّ ثمانية من بني هاشم، وواحد من غيرهم، كما ذكرهم ابن قتيبة في كتابه المعارف.

قال الشيخ المفيد في كتابه الارشاد |ص 141|: من الذين ثبتوا مع رسول اللّه "صلى الله عليه وآله"في حنين هم: العبّاس بن عبدالمطّلب عن يمين رسول اللّه، وولده الفضل بن العبّاس عن يساره، وأبو سفيان بن الحرث بن عبدالمطّلب ممسك بسرجه عند لغد

___________________________________

اللغد بالضمّ: منتهى شحمة الاُذن من أسفلها. بغلته، وأمير المؤمنين عليّ بين يديه يقاتل بسيفه، ونوفل بن الحرث بن عبدالمطلب، وأخوه ربيعة بن الحرث، وعبداللّه بن الزّبير بن عبدالمطّلب، وعتبة ومعتب ابنا أبي لهب بن عبدالمطّلب حوله، والتّاسع أيمن بن عبيد قتل بين يدي النبيّ "صلى الله عليه وآله".

قال العبّاس:

نصرنا رسول اللّه في الحرب تسعةً++

وقد فرّ من قد فرّ عنه فأقشعوا

وقال مالك بن عبادة:

لم يواس النبيّ غير بني ها++

شم عند السّيوف يوم حنين

هرب الناس غير تسعة رهط++

وهم يهتفون بالنّاس أين

وقال السوسي:

ذاك الامام المرتضى++

إن غدر القوم وفى

أو كــدر القــوم صفا++

فهو له مطاول

مؤنسه في وحدته++

صاحبه في شدّته

حقّاً مجلي كربته++

والكرب كرب شامل

وقال العوني:

وهل بيعة الرّضوان إلاّ أمانة++

فأوّل من قد خانها السّلفان

وقال الحميري:

أبو حسن غلامٌ من قريش++

أبرّهم وأكرمهم نصابا

دعاهم أحمد لمّا أتته++

من اللّه النّبوّة فاستجابا

فأدّبه وعلّمه وأملى++

عليه الوحي يكتبه كتابا

فأحصى كلّما أملى عليه++

وبيّنه له باباً فبابا

وله أيضاً:

لأقدم اُمّته الأوّلين++

هدىً ولأحدثهم مولدا

دعاه ابن آمنة المصطفى++

وكان رشيدا الهدى مرشداً

إلى أن يوحّد ربّ السماء++

تعالى وجلّ وان يعبدا

فلبّاه لما دعاه إليه++

ووحّده مثلما وحّدا

وأخبره أنـّه مرسل++

فقال صدقت وما فنّدا

فصلّى الصّلاة وصام الصّيام++

غلاماً وافى الوغى أمردا

فلم يُرَ يوماً كأيّامه++

ولا مثل مشهده مشهدا

وقال العوني:

إنّ رسول اللّه مصباح الهدى++

وحجّة اللّه على كلّ البشر

جاء بقرآن مبين ناطق++

بالحقّ من عند مليك مقتدر

فكان من أوّل من صدّقه++

وصيّه وهو بسنٍّ من صغر

ولم يكن أشرك باللّه ولا++

دنس يوماً بسجود لحجر

فذاكم أوّل من آمن باللّه++

ومن جاهد فيه وصبر

أوّل من صلّى مع القوم ومن++

طاف ومن حجّ بنسك واعتمر

وقال دعبل:

سقياً لبيعة أحمد ووصيّه++

أعني الإمام وليّنا المحسودا

أعني الذي نصر النبيّ محمّداً++

قبل البريّة ناشئاً ووليدا

أعني الذي كشف الكروب ولم يكن++

في الحرب عند لقائها رعْديدا

أعني الموحّد قبل كلّ موحّد++

لا عابداً وثناً ولا جلمودا

وقال آخر:

فلمّا دعا المصطفى أهله++

إلى اللّه سرّاً دعاه رفيقا

ولاطفهم عارضاً نفسه++

على قومه فزجروه عقوقا

فبايعه دون أصحابه++

وكان لحمل أذاه مطيقا

ووحّد من قبلهم سابقا++

وكان إلى كلّ فضل سبوقا

راجع مناقب ابن شهرآشوب |2: 21 ـ 28 ط ايران|.

مسابقته بالعلم


عن سفيان، عن ابن جُريج، عن عطاء عن ابن عبّاس في قوله تعالى: "والذين أُوتُوا العِلمَ والايمانَ" |الروم: 56| قال: قد يكون مؤمناً ولا يكون عالماً، فواللّه لقد جمع لعليّ كلاهما، العلم والايمان.

وعن مقاتل بن سليمان، عن الضحّاك، عن ابن عبّاس، في قوله تعالى: "إنَّما يَخْشى اللّهَ مِنْ عِبادِهِ العُلَماءُ" |فاطر: 28| قال: كان علي يخشى اللّه ويراقبه، ويعمل بفرائضه، ويجاهد في سبيله.

وعن محمّد بن مسلم، وأبي حمزة الثمالي، وجابر بن يزيد، عن الباقر "عليه السلام". وعن علي بن فضّال، وفضيل بن يسار، وأبي بصير عن الصادق "عليه السلام". وعن أحمد بن محمّد الحلبي، ومحمّد بن فضيل، عن الرضا "عليه السلام". وقد روي عن موسى بن جعفر "عليه السلام". وعن زيد بن علي، وعن محمّد بن الحنفيّة، وعن سلمان الفارسي، وعن أبي سعيد الخدري، وعن إسماعيل السّديّ، أنـّهم قالوا في قوله تعالى: "قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْني وَبَيْنَكُمْ ومَنْ عِنْدَهُ عِلمُ الكِتاب" |الرعد: 43| هو: علي بن أبي طالب.

وفي تفسير الثّعلبيّ بإسناده عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس. وقد روي أيضاً عن عبداللّه بن عطاء، عن أبي جعفر الباقر "عليهما السلام"، أنـّه قيل لهما: زعموا أنّ الذي عنده علم الكتاب هو عبداللّه بن سلام، قال: ذاك عليّ بن أبي طالب.

وروي أيضاً أنـّه سئل سعيد بن جبير في قوله تعالى: "ومَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكِتاب" أهو عبداللّه بن سلام؟ قال: لا، فكيف وهذه السّورة مكّيّة.

وقد سئل أيضاً ابن عبّاس عن هذه الآية، فقال: لا واللّه، وما هو إلاّ عليّ بن أبي طالب، لقد كان عالماً بالتّفسير، والنّاسخ والمنسوخ، والحلال والحرام.

وروي عن ابن الحنفيّة أنـّه قال: علي بن أبي طالب عنده علم الكتاب، الأوّل والآخر.

وفي رواية النطنزي في الخصائص العلويّة أنـّه قال: ومن المستحيل أنّ اللّه تعالى يستشهد بيهوديّ ويجعله ثاني نفسه.

قال العوني:

ومن عنده علم الكتاب وعلم ما++

يكون وما قد كان علماً مكتّماً

وقال نصر بن المنتصر:

ومن حوى علم الكتاب كلّه++

علم الذي يأتي وعلم ما مضى

وقال ابن شهرآشوب في مناقبه |2: 29| قال الجاحظ: اجتمعت الاُمّة على أنّ الصّحابة كانوا يأخذون العلم من أربعة: عليّ، وابن عبّاس، وابن مسعود، وزيد ابن ثابت. وقالت طائفة: وعمر بن الخطاب.

ثمّ إنـّهم أجمعوا على أن الأربعة كانوا أقرأ لكتاب اللّه من عمر، وقد قال "صلى الله عليه وآله": يؤمُّ بالنّاس أقرؤهم. فسقط عمر.

ثمّ أجمعوا على أن النبيّ "صلى الله عليه وآله" قال: الأئمّة من قريش. فسقط ابن مسعود و زيد بن ثابت، وبقي عليّ وابن عبّاس، إذ كانا عالمين فقيهين قرشيّين، فأكثرهما سنّاً وأقدمهما هجرةً عليّ، فسقط ابن عبّاس وبقي عليّ. فهو أحقُّ بالإمامة بالإجماع.

وكانوا يسألونه ولم يسأل هو أحداً. وقال النبيّ "صلى الله عليه وآله": إذا اختلفتم في شيء فكونوا مع عليّ بن أبي طالب.

وعن عبادة بن الصّامت، قال: قال عمر: كنّا اُمرنا إذا اختلفنا في شيء أن نحكّم عليّاً، ولهذا تابعه المذكورون بالعلم من الصّحابة، مثل: سلمان الفارسي، وعمّار بن ياسر، وحذيفة بن اليمان، وأبي ذرالغفاري، واُبي بن كعب، وجابر بن عبداللّه الأنصاري، وابن عبّاس، وابن مسعود، وزيد بن صوحان. ولم يتأخّر الاّ زيد بن ثابت، وأبو موسى، ومعاذ، وعثمان، وكلّهم معترفون له بالعلم، مقرّون له بالفضل.

وفي أمالي ابن بابويه |ص 491 ط النجف| قال محمّد بن المنذر: كان عليّ إذا قال شيئاً لم يشكّ فيه، وذلك انّا سمعنا رسول اللّه "صلى الله عليه وآله" يقول: خازن سرّي بعدي عليّ.

وعن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: إنّ عمر بن الخطّاب قال لعليّ "عليه السلام": يا أبا الحسن إنّك لتعجل في الحكم والفصل للشيء إذا سئلت عنه؟ قال: فأبرز عليّ كفّه، وقال له: كم هذا؟ فقال عمر: خمسة، فقال عليّ "عليه السلام": عجلت يا أبا حفص. قال عمر: لم يخف عليَّ. فقال عليّ: أنا أسرع فيما لا يخفى عليَّ.

وذكر ابن بطّة في الابانة، والزّمخشري في الفائق قول عمر: أعوذ باللّه من معضلة ليس فيها أبو الحسن. وقد ظهر رجوعه الى عليّ "عليه السلام" في ثلاث وعشرين مسألة: حتّى قال: لولا علي لهلك عمر.

قال الخوارزمي:

إذا عمر تخطّى في جواب++

ونبّهه عليّ بالصّواب

يقول بعدله لولا عليّ++

هلكت هلكت في ذاك الجواب

وفي كتاب الجلاء والشّفاء، وفي كتاب 'الإحن والمحن' قال الصادق "عليه السلام": قضى عليّ باليمن، فأتوا النبيّ "صلى الله عليه وآله" فقالوا: إنّ عليّاً ظلمنا، فقال "صلى الله عليه وآله": إنّ عليّاً ليس بظالم، ولم يخلق للظّلم، وانّ عليّاً وليّكم بعدي، والحكم حكمه، والقول قوله، ولا يردّ حكمه إلاّ كافر، ولا يرضى به إلاّ مؤمن.

راجع مناقب ابن شهرآشوب |2: 28 ـ 33 ط ايران|.

وإذا ثبت ذلك أفهل ينبغي لهم أن يرجعوا بعد النبيّ "صلى الله عليه وآله" إلى غير عليّ ويحلّ مقامه "صلى الله عليه وآله" غيره في الحكم والقضاء؟ فإذا كان عليّ أعلمهم على الاطلاق فهو أفضلهم بلا شكٍّ ولا ريب عند من له أدنى تمييز، ولا يستساغ طبعاً أن يتقدّم المفضول، أو يقدّم على الفاضل؛ لقوله تعالى: "أفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الحَقِّ أحَقُّ أنْ يُتَّبَعَ أمْ مَنْ لا يَهِدِّي إلاّ انُ يُهْدَى مالكُمْ كيف تحكمون" |يونس: 35|.

/ 122