مقتطفات جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مقتطفات - جلد 1

عیدروس ابن رویش

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


مفاخره في يوم اُحد


قال ابن عبّاس في قوله تعالى: "ثُمَّ أنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِالْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاساً يَغْشىَ طائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَة قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ" |آل عمران: 154|: نزلت في عليّ "عليه السلام" ، غشيه النّعاس يوم اُحد، والخوف مسهر والأمن منيم.

وذكر الشّيرازي في كتابه: روى سفيان الثّوري، عن واصل، عن الحسن، عن ابن عبّاس في قوله تعالى: "وَاسْتَفْزِزْ مِنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وأجلبْ عليهمْ بخيلِكَ وَرَجلِكَ" قال: صاح إبليس يوم اُحد في عسكر رسول اللّه "صلى الله عليه وآله": انّ محمّداً قد قتل "وَاجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجلِكَ" |الإسراء: 64| قال ابن عبّاس: واللّه لقد أجلب إبليس على أمير المؤمنين كلّ خيل كانت في غير طاعة اللّه، واللّه إنّ كلّ راجل قاتل أمير المؤمنين كان من رجالة إبليس.

وروى الطّبريّ في تأريخه، والأصفهاني في الأغاني: أنـّه كان صاحب لواء قريش كبش الكتيبة، طلحة بن أبي طلحة العبدريّ، نادى: معاشر أصحاب محمّد، إنّكم تزعمون أنّ اللّه يعجّلنا بسيوفكم إلى النّار، ويعجّلكم بسيوفنا إلى الجنّة، فهل منكم من أحد يبارزني؟ قال قتادة: فخرج إليه عليّ، وهو يقول:

انا ابن ذي الحوضين عبدالمطّلب++

وهاشم المطعم في العام السّغب

أفي بميعادي وأحمي عن حسب++

قال: فضربه عليّ، فقطع رجله، فبدت سوأته. وهو قول ابن عبّاس والكلبيّ.

وفي روايات كثيرة: أنـّه ضربه في مقدّم رأسه، فبدت عيناه، فقال طلحة بن أبي طلحة: أنشدك اللّه والرّحم يا ابن عم، فانصرف عنه ومات في الحال، ثمّ بارزهم حتّى قتل منهم ثمانية، ثمّ أخذ باللواء صواب عبد حبشيّ لهم، فضرب على يده، فأخذه باليسرى، فضرب عليها، فأخذ اللواء وجمع المقطوعتين على صدره، فضرب على اُمّ رأسه، فسقط اللّواء، قال حسّان بن ثابت:

فخرتم باللّواء وشرّ فخر++

لواء حين ردّ إلى صواب

فسقط اللّواء، فأخذته عمرة بنت الحارث بن علقمة بن عبدالدّار، فصرعت وانهزموا.

قال زيد بن وهب: قلت لابن مسعود: انهزم النّاس إلاّ عليّ، وأبو دجانة، وسهل بن حنيف، قال: انهزموا إلاّ عليّ وحده، وتاب إليهم أربعة عشر: عاصم بن ثابت، وأبو دجانة، ومصعب بن عمير، وعبداللّه بن جحش، وشماس بن عثمان بن شريد، والمقداد، وطلحة، وسعد، والباقون من الأنصار. وأنشد بعضهم:

وقد تركوا المختار في الحرب مفرداً++

وفرّ جميع الصّحب عنه وأجمعوا

وكان عليّ غائصاً في جموعهم++

لهاماتهم بالسّيف يفري ويقطع

وعن عكرمة قال عليّ "عليه السلام": ألحقني من الجزع ما لم أملك نفسي، وكنت أمامه "صلى الله عليه وآله" أضرب بسيفي، فرجعت أطلبه فلم أره، فقلت: ما كان رسول اللّه ليفرّ، وما رأيته في القتلى، وأظنّه رفع من بيننا، فكسرت جفن سيفي وقلت في نفسي: لاُقاتلنّ به حتىّ اُقتل، وحملت على القوم فأفرجوا فإذا أنا برسول اللّه "صلى الله عليه وآله" قد وقع على الأرض مغشيّاً عليه، فوقفت على رأسه، فنظر اليّ وقال: ما صنع النّاس يا عليّ؟ قلت: كفروا يا رسول اللّه، وولّوا الدّبر من العدوّ، وأسلموك.

وفي تأريخ الطبري، وأغاني الأصفهاني، ومغازي ابن إسحاق، وأخبار أبي رافع: أنـّه أبصر رسول اللّه إلى كتيبة، فقال لعليّ: أحمل عليهم فحمل عليهم وفرّق جمعهم، وقتل عمرو بن عبداللّه الجمحي، ثمّ أبصر "صلى الله عليه وآله" كتيبة اُخرى فقال لعليّ: ردّ عنّي، فحمل عليهم، ففرّق جماعتهم، وقتل شيبة بن مالك العامري.

وفي رواية أبي رافع، ثمّ رأى كتيبةً اُخرى، فقال: إحمل عليهم، فحمل عليهم فهزمهم، وقتل هاشم بن اُميّة المخزومي، فقال جبرئيل "عليه السلام": يا رسول اللّه إنّ هذه لهي المواساة، فقال رسول اللّه "صلى الله عليه وآله": إنّه منّي وأنا منه، فقال جبرئيل: وأنا منكما، فسمعوا صوتاً: 'لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى الاّ عليّ'.

وزاد إسحاق في روايته: فاذا ندبتم هالكاً فابكو الوفاء وأخي الوفاء، وكان المسلمون لما أصابهم من البلاء أثلاثاً: ثلث جريح، وثلث قتيل، وثلث منهزم.

وفي تفسير القشيري، وتأريخ الطّبري: أنـّه انتهى أنس بن النّضر إلى عمر وطلحة في رجال، وقال: ما يجلسكم؟ قالوا: قتل محمّد رسول اللّه، قال: فما تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول اللّه "صلى الله عليه وآله" ، ثمّ استقبل القوم فقاتل حتّى قتل.

وروي أنّ أبا سفيان رأى النّبيّ مطروحاً على الأرض، فتفأل بذلك ظفراً، وحثّ النّاس على النّبيّ، فاستقبلهم عليّ وهزمهم، ثمّ حمل النّبيّ إلى اُحد ونادى: يا معاشر المسلمين إرجعوا إلى رسول اللّه، فكانوا يثوبون ويثنون على عليّ ويدعون له، وكان قد انكسر سيف عليّ "عليه السلام" ، فقال النّبيّ "صلى الله عليه وآله": خذ هذا السّيف فأخذ ذوالفقار وهزم القوم.

وروي عن أبي رافع بطرق كثيرة: أنـّه لمّا انصرف المشركون يوم اُحد بلغوا الرّوحاء، قالوا لا للكواعب أردفتم ولا محمّداً قتلتم إرجعوا، فبلغ ذلك رسول اللّه، فبعث في أثرهم عليّاً في نفر من الخزرج، فجعل لا يرتحل المشركون من منزل إلاّ نزله عليّ، فأنزل اللّه تعالى: "اَلَّذينَ اسْتَجَابُوا للّهِ وَالرَّسُولُ مِنْ بَعْدِ مَا أصَابَهُم القَرْحُ" |آل عمران: 172| وفي خبر أبي رافع: أنّ النّبيّ تفل على جراحه ودعا له، وبعثه خلف المشركين، فنزلت فيه الآية.

وقال السّوسي:

وفي اُحد سل عنه تخبر إذ أتى++

إليه أبو سفيان في الشّوك والشّجر

فوافاه جبريل عن اللّه قائلاً++

أبا قاسم ألق الحديد على الحجر

فنادى الهزبر اللّيث حيدر في الوغى++

وقال لهذا اليوم مثلك أنتظر

وشبّهته إذ ذو الفقار بكفّه++

كبدر الدّجى في كفّه كوكب السّحر

وقال ابن العلويّة:

وله باُحد بعد ما في وجهه++

شبح النّبيّ وكلّم الشّفتان

وانفضّ منه المسلمون وأظهروا++

متطايرين تطاير الخيفان

ونداؤهم قتل النّبيّ وربّنا++

قتل النّبيّ فكان غير معان

ويقول قائلهم ألا يا ليتنا++

نلنا أماناً من أبي سفيان

وأبو دجانة والوصيّ وصيّه++

بالرّوح أحمد منهما يقيان

فرّوا وما فرّا هناك وأدبروا++

وهما بحبل اللّه معتصمان

حتّى إذا ولّى سماك مثخناً++

فغشي عليه أيّما غشيان

وأخو النّبيّ مطاعن ومضارب++

عنه ومنه وقد وهى العضدان

يدعو أنا القضم القضاضة الّذي++

يقمي العدوّ إذا دنا الرّحوان

وقال نصر بن المنتصر الأنصاري:

ومن ينادي جبرئيل معلناً++

والحرب قد قامت على ساق الورى

لا سيف الاّ ذو الفقار فاعلموا++

ولا فتى إلاّ عليّ في الوغى

راجع: المناقب لابن شهرآشوب |3: 122 ـ 127|.

مفاخره في غزوة خيبر


روى أبو كريب ومحمّد بن يحيى الأزدي في أماليهما، ومحمّد بن إسحاق والعمادي في مغازيهما، والنّطنزي والبلاذري في تأريخهما، والثّعلبيّ والواحديّ في تفسيريهما، وأحمد بن حنبل وأبو يعلى الموصلي في مسنديهما، وأحمد والسّمعاني وأبو السّعادات في فضائلهم، وأبو نعيم في حليته، والاشنهي في اعتقاده، وأبو بكر البيهقي في دلائل النّبوّة، والتّرمذي في جامعه، وابن ماجة في سننه، وابن بطّة في إبانته، من سبع عشرة طريقاً عن عبداللّه بن عبّاس، وعبداللّه بن عمر، وسهل بن سعد، وسلمة بن الأكوع، وبريدة الأسلمي، وعمران بن الحصين، وعبدالرّحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبداللّه الأنصاري وسعد بن أبي وقّاص، وأبي هريرة.

أنـّه: لمّا خرج مرحب برجله، بعث النّبيّ أبا بكر برايته مع المهاجرين في راية بيضاء، فعاد يؤنّب قومه ويؤنّبونه، ثمّ بعث عمر من بعده، فرجع يجبّن أصحابه ويجبّنونه، حتّى ساء النّبيّ "صلى الله عليه وآله" ذلك، فقال: لاُعطينّ الرّاية غداً رجلاً يحبّ اللّه ورسوله، كرّاراً غير فرّار، يأخذها عنوةً.

وفي رواية: يأخذها بحقّها.

وفي رواية: لا يرجع حتّى يفتح اللّه على يديه.

قال بعضهم:

فمن أحقّ بهذا الأمر من رجل++

يحبّه اللّه بل من ثمّ يشرفه

أحبّ ذا الخلق عنداللّه أكرمه++

وأكرم الخلق أتقاه وأرأفه

وروى البخاري |5: 76| ومسلم |7: 121| أنـّه قال: لمّا قال النّبيّ "صلى الله عليه وآله" حديث الرّاية، بات النّاس يذكرون ليلتهم أيّهم يعطاها، فلمّا أصبح الصّبح غدوا على رسول اللّه، كلّهم يرجون أن يعطاها، فقال النّبيّ: أين عليّ بن أبي طالب؟ فقال: هو يشتكي عينيه، فقال: فأرسلوا إليه، فاُتي به، فتفل النبيّ في عينيه ودعا له، فبرئ فأعطاه الرّاية.

وفي رواية ابن جرير ومحمّد بن إسحاق: فغدت قريش يقول بعضهم لبعض: أمّا عليّ فقد كفيتموه فإنّه أرمد، لا يبصر موضع قدمه، فلمّا أصبح قال: اُدعوا لي عليّاً، فقالوا: به رمد، فقال النّبيّ "صلى الله عليه وآله": أرسلوا إليه وادعوه، فجاء على بغلته وعينه معصوبة بخرقة برد قطريّ، فأخذ سلمة بن الأكوع بيده وأتى به إلى النّبيّ. الرّواية.

وفي رواية الخدريّ: أنـّه بعث إليه سلمان وأبا ذرّ، فجاءا به يقاد، فوضع النّبيّ رأسه على فخذه وتفل في عينيه، فقام وكأنـّهما جزعان، فقال له: خذ الرّاية وامض بها، فجبرئيل معك، والنّصر أمامك، والرّعب مثبوت في صدور القوم، واعلم يا عليّ إنّهم يجدون في كتابهم أنّ الّذي يدمّر عليهم إسمه إليا، فاذا لقيتهم فقل أنا عليّ، فإنـّهم يخذلون إن شاء اللّه تعالى.

وفي الفضائل للسّمعاني: أنـّه قال سلمة: فخرج أمير المؤمنين بها يهرول هرولةً حتّى ركز رايته في رضخ من حجارة تحت الحصن، فاطّلع إليه يهوديّ، فقال: من أنت؟ فقال: أنا علي بن أبي طالب، فقال اليهوديّ: غلبتم وما اُنزل على موسى.

وفي الإبانة لابن بطّة: عن سعد وجابر وسلمة: فخرج "عليه السلام" يهرول هرولة وسعد يقول: يا أبا الحسن إربع يلحق بك النّاس، فخرج إليه مرحب في عامّة اليهود، وعليه مغفر وحجر قد ثقبه مثل البيضة على اُمّ رأسه، وهو يرتجز ويقول:

قد علمت خيبر انّي مرحب++

شاك سلاحي بطل مجرّب

أطعن أحياناً وحيناً أضرب++

إذا اللّيوث أقبلت تلتهب

فقال عليّ "عليه السلام":

أنا الّذي سمَتني اُمّي حيدرة++

ضرغام آجام وليث قسورة

على الأعادي مثل ريح صرصرة++

أكيلكم بالسّيف كيل السّندرة

أضرب بالسّيف رقاب الكفرة++

قال مكحول: فأحجم عنه مرحب لقول ظئر له: غالب كلّ غالب، الحيدر بن أبي طالب، فأتاه إبليس في صورة شيخ، فحلف أنـّه ليس بذلك الحيدر، والحيدر في العالم كثير فرجع.

وقال الطّبريّ وابن بطّة: روى بريدة أنـّه "عليه السلام" ضربه على مقدمه، فقدّ الحجر والمغفر ونزل في رأسه حتّى وقع في الأضراس وأخذ المدينة.

وروى الطّبري في التأريخ والمناقب، وأحمد في الفضائل، ومسند الأنصار: أنـّه سمع أهل العسكر صوت ضربته.

وفي مسلم: لمّا فلق عليّ رأس مرحب كان الفتح.

وابن ماجة في السّنن: أنّ عليّاً "عليه السلام" لمّا قتل مرحب أتى برأسه إلى رسول اللّه "صلى الله عليه وآله".

وقال الأسود:

أم من يقول له سأعطي رايتي++

من لم يفرّ ولم يكن بجبان

رجلاً يحبّ اللّه وهو يحبّه++

فيما ينال السّبق يوم رهان

وعلى يديه يفتح اللّه بعدما++

وافى النّبيّ بردّها الرّجلان

فدعا عليّاً وهو أرمد لا يرى++

أن تستمرّ بمشيه الرّجلان

فهوى إلى عينيه يتفل فيهما++

وعليهما قد أطبق الجفنان

فمضى بها مستبشراً وكأنـّما++

من ريقه عيناه مرءاتان

فأتاه بالفتح النّجيح ولم يكن++

يأتي بمثل فتوحه العُمَران

وقال آخر:

خذ الرّاية الصّفراء أنت أميرها++

وأنت لكشف الكرب في الحرب تدخر

وأنت غداً في الحشر لا شكّ حامل++

لوائي وكلّ الخلق نحوك تنظر

فصادفه شرّ البرية مرحب++

على فرس عال من الخيل أشقر

فجد له في ضربة مع جواده++

وأهوى ذبال السّيف في الأرض يحفر

ومرّ أمين اللّه في الجوّ قائلاً++

وقد أظهر التّسبيح وهو مكبّر

ولا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى++

لمعركة إلاّ عليّ الغضنفر

راجع: المناقب لابن شهرآشوب |3: 127 ـ 134|.

/ 122