مقتطفات جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مقتطفات - جلد 2

عیدروس ابن رویش

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

علمه بالنحو

أمّا علمه بالنّحو، فبسط القول فيه تطويل بلا طائل، كيف وقد كان(عليه السلام) هو مبتدع هذا العلم، وواضعه، ومؤسّس بنيانه، كما أقرّ بذلك النحويّون، ورواه النحاة عن الخليل بن أحمد بن عيسى بن عمرو الثقفي، عن عبداللّه بن إسحاق الحضرمي، عن أبي عمرو بن العلاء، عن ميمون الأقرن، عن عنبسة الفيل، عن أبي الأسود الدّؤلي عنه(عليه السلام). والسّبب في ذلك:

أوّلاً: أنّ قريشاً كانوا يزوّجون بالأنباط، فوقع فيما بينهم أولاد، ففسد لسانهم حتّى أنّ بنتاً لخويلد الأسدي كانت مزوّجةً بالأنباط، فقالت: إن أبويّ مات، وترك عليّ مال كثير، فلمّا رأوا فساد لسانها أسّس النّحو.

ثانياً: روي أنّ أعرابيّاً سمع من سوقي يقرأ: )إنّ اللّه بريء من المشركين ورسوله(، فشجّ رأسه، فخاصمه إلى أمير المؤمنين، وقال له في ذلك: إنّه قد كفر باللّه فيقراءته، فقال(عليه السلام): إنّه لم يتعمّد ذلك.

ثالثاً: أنـّه روي أنّ أبا الأسود الدؤلي كان في بصره سوء، وله بنيّة تقوده إلى علي(عليه السلام)، فقالت: يا أبتاه: ما أشدّ حرّ الرّمضاء، تريد التعجّب، فنهاها عن مقالتها، فأخبر أمير المؤمنين بذلك فأسس.

رابعاً: روي أنّ أبا الأسود الدؤلي كان يمشي خلف جنازة، فقال له رجل: من المتوفّي؟ فقال: اللّه، ثمّ أخبر عليّاً بذلك فأسّس.

راجع: المناقب لأبن شهرآشوب [2 : 46 ـ 47].تفنّنه في الخطابة

أمّا علوّ تفنّنه في الخطابة، وتفوّقه(عليه السلام)على غيره من مصاقيع الخطباء واُسود المنابر، فليس يخفى على من له أدنى إلمام بهذا الفنّ، فحسبنا بما هو مسطور في كتاب نهج البلاغة عن الشريف الرضي، وكتاب خطب أمير المؤمنين، عن إسماعيل بن مهران السّكوني، وعن زيد بن وهب أيضا.

قال الحميري:

من كان أخطبهم وأنطقهم ومن***قد كان يشفى حوله البرحاء

من كان أنزعهم من الإشراك أو***للعلم كان البطن منه خفاء

من ذا الذي أمروا اذ اختلفوا بأن***يرضوا به في أمرهم قضاء

من قيل لولاه ولولا علمه***هلكوا وعاثوا فتنةً صمّاء

راجع: المناقب لابن شهرآشوب [2 : 47 ـ 48].فصاحته وبلاغته

فلقد تفرّد(عليه السلام) في الفصاحة والبلاغة، وباخ قمّة كلّ الفصحاء فيها أن يجاروه، وعيّ البلغاء أن يباروه، وظلّوا إلى عصرنا هذا منكسي رؤوسهم تحت قدميه، وما أغنانا عن بسط القول فيه.

وحسبنا دليلاً ما قاله الشريف الرضيّ فيه، وما رواه المؤرخون من الدّرر الحكميّة ما تساقطت من فيه. كما في خطبته المسمّاة بالشقشقيّة، والتوحيد، والملاحم والهداية، وغيرها ممّا سجّله الشريف الرضيّ في نهج البلاغة قال الرضي: كان أمير المؤمنين مشرع البلاغة وموردها، ومنشأ البلاغة ومولدها، ومنه ظهر مكنونها، وعنه اُخذ قوانينها.

وذكر الجاحظ في كتابه الغرّة أنـّه كتب(عليه السلام) إلى معاوية: غرّك عزّك، فصار قصارى ذلك ذُلّك، فاخش فاحش فعلك، فلعلّك تهدى بهدى.

وقال(عليه السلام): من آمن أمن.

وروى الكلبيّ عن أبي صالح وأبي جعفر بن بابويه باسناده عن الرضا عن آبائه(عليهم السلام): أنـّه اجتمعت الصحابة، فتذاكروا أنّ الألف أكثر دخولاً في الكلام، فارتجل(عليه السلام)الخطبة المونقة التي أوّلها: حمدت من عظمت منّته، وسبغت نعمته، وسبقت رحمته، وتمّت كلمته، ونفذت مشيئته، وبلغت قضيّته. الى آخرها.

ثمّ ارتجل خطبةً اُخرى من غير نّقط أوّلها: الحمد للّه أهل الحمد ومأواه، وله أوكد الحمد وأحلاه، وأسرع الحمد وأسراه، وأظهر الحمد وأسماه، وأكرم الحمد وأولاه. الى آخرها.

ومن كلامه: تخفّفوا تلحقوا فإنّما ينتظر بأوّلكم آخركم.

وقوله: ومن تلن حاشيته يستدم من قومه الموّدة.

وقوله: من جهل شيئاً عاداه، ومثله من الآية: )بل كذّبُوا بما لم يُحِيْطُوا بِعِلْمِه ( [يونس: 39].

وقوله: المرء مخبوء تحت لسانه. ومثله: )ولتَعْرِفَنّهُم في لَحْنِ القَول( الآية [محمّد(صلى الله عليه وآله): 30].

وقوله: القتل يقل القتل. ومثله: )وَلَكُمْ في القِصَاصِ حَيَاة( الآية [البقرة:179].

وغير ذلك من العلوم والفنون، كالحساب، والشعر، والهندسة، والفلسفة، والنجوم، كما هو معروف لدى من له سعة الاطّلاع على كتب السّير والأخبار والتراجم والمناقب، إلى ما هنالك من المصنّفات والمؤلّفات.

راجع: مناقب ابن شهرآشوب [2 : 48].مسابقته(عليه السلام) إلى الهجرة

للصحابة الهجرة، وهي في معناها الدّينيّ: الانتقال من بلدة إلى أخرى، أو من موضع إلى غيره، فراراً بالدين من فرط الرغبة عن تركه، ورهبةً وصيانةً للنفس من أن تصيبها مضرّات من قبل الظّلمة أعداء الدين، أو حنوّاً أو غيرةً على مشرّعه الهاشميّ الصادق الوعد الامين(صلى الله عليه وآله).

فالهجرة الاُولى: هي الهجرة إلى شعب أبي طالب وعبدالمطلب، وكان أهلها باتّفاق المؤرّخين هم بنو هاشم، فهؤلاء بطبع الحال السابقون الأوّلون من المهاجرين والانصار، وإن لم يكن وقتذاك للسّيف ذكر، وكان(عليه السلام)أسبقهم إليها، بل وأعظمهم فيها مؤاساةً لعظيمهم(صلى الله عليه وآله) حيث كان(عليه السلام)يرقد في مرقده كلّ ليلة مدّة ثلاث سنين بأمر من أبيه شيخ الأبطح الذي ما برح متخوّفاً على كفيله أن يهتك أو يفتك به اغتيالاً على حين غفلته أو غفوته، حتّى أنـّه لو تحقّق وجود المخوف لكان على ابنه لا على ابن أخيه المحبوب لديه حباً عجز عن تصويره القلم والبنان، وكلّ عن شرحه اللّسان.

حتّى كأنـّه(عليه السلام)قد امتحن بما ابتلى به اللّه إسماعيل، حين صار ذبيحاً لأبيه إبراهيم(عليهم السلام). كما أنبأنا اللّه في كتابه العزيز بقوله تعالى حكايةً عنه: )فلمّا بلغ معه السعي قال يا بُنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذْبَحُكَ فَانْظُرْ ماذا تَرى قَال يا أبتِ افْعَلْ ما تُؤمَر سَتَجِدُني إنْ شاءَ اللّهُ مِن الصّابِرين( [الصافات: 102].

فما أشبه القضيّتين الجليلتين؟ غير أنّ من صار ذبيحاً لأبيه كان آمن له، لبقاء الحنان الأبويّ في قلب الأب، مهما كان وكيفما كان فإنـّه سيتلطّف في قتله، بخلاف من صار ضحيّة للأعداء الأكاسرة الشرسين الكفرة، فليس له أن يرتجي أدنى شيء من الإنسانيّة والمروءة يكون في قلوبهم.

والثانية: هجرة الحبشة، وهم إثنان وثمانون رجلاً، قال كما في كتاب المعرفة للنسوي: أمرنا رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) أن ننطلق مع جعفر إلى أرض الحبشة.

قال الواحديّ في تفسيره أسباب النزول: نزل فيهم قوله تعالى: )إنّما يُوَفّى الصابرون أجْرَهُمْ بغيرِ حساب( [الزمر:10] حين لم يتركوا دينهم، ولمّا اشتدّ عليهم الأمر صبروا وهاجروا.

والثالثة: للأنصار الأوّلين، وهم: العقبيّون بإجماع أهل الأثر، وكانوا سبعين رجلاً، وأوّل من بايع فيها أبو الهيثم بن التيّهان.

والرابعة: للمهاجرين إلى المدينة، والسّابق فيها: مصعب بن عمير، وعمّار بن ياسر، وأبو سلمة المخزومي، وعامر بن ربيعة، وعبداللّه بن جحش، وابن أمّ مكتوم، وبلال، وسعد، ثم ساروا إرسالاً.

ونزل فيهم كما قال ابن عباس قوله تعالى: )وَالّذينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا في سَبِيل اللّهِ وَالّذينَ آوَوْا ونَصَرُوا اُولئك هُمُ المؤمنون حَقّاً لهم مغفرةٌ ورزقٌ كريمٌ * والذين آمنوا مِن بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجاهَدُوا مَعَكُمْ فَأولئِكَ مِنْكُمْ وَأولُو الأرْحامِ بَعْضُهُمْ أوْلى بِبَعْض في كِتابِ اللّه( [الأنفال: 74 ـ 75].

ثم إنّنا إذا نظرنا في الآية من جهة التّفصيل، بدا لنا من خلالها أنـّها تضمّنت ثلاث رتب، واستحقّ ذووها من اللّه تعالى المغفرة والرزق الكريم: فالاُولى منها: رتبة من اختصّهم بالإيمان، كما بدأ بهم في قوله تعالى: )اِنّ الّذينَ آمَنُوا( ثم ذكر المهاجرين، ثم المجاهدين وفضّلهم عليهم كلّهم، وكان عليّ قد ساد أهل هذه الرتب الثلاثة بأسبقيّته إلى الإسلام، والهجرة الى الشعب والجهاد، وكان على ذلك كلّه من ذوي الارحام، بل من أولاهم، لقوله تعالى: )وَاُولُو الأرْحامِ بَعْضُهُمْ أوْلى ببعْض(.

فان قلت: إنّ أبا بكر قد خرج مع النبيّ هارباً الى الغار.

قلنا: نعم إنّ له في ذلك فضلاً عظيماً، ولكن ما كان لعليّ بتخلّفه وتأخّره عن ذلك أعظم وأعظم، فإنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) أمره أن يرقد في مرقده باذلاً مهجته، بقوله فيما رواه الطبريّ والخطيب في تاريخهما، والثعلبيّ والقزوينيّ في تفسيريهما، وذلك قوله(صلى الله عليه وآله): يا عليّ إنّ اللّه قد أذن لي بالهجرة ، وانّي آمرك أن تبيت على فراشي، وإنّ قريشاً اذا رأوك لم يعلموا بخروجي.

ومّما لا جدال فيه أنّ بذل النّفس أفضل من اتّقاء على النّفس في الغار. فشتّان مابين المفخرتين. وشتّان ما بين قوله تعالى: )ومِنَ الناسِ من يَشْري نفسَهُ ابْتِغَاءَ مرضاتِ اللّه( [البقرة: 207] وبين قوله تعالى: )لا تَحْزَنْ إنّ اللّهَ مَعَنا ([التوبة: 40].

ولهذا انبهتت عائشة لمّا فخرت بأبيها وردّ عليها ابن الهاد، وذلك فيما رواه أبو الفضل الشّيباني بإسناده عن مجاهد، قال: فخرت عائشة بأبيها ومكانه في الغار مع رسول اللّه(صلى الله عليه وآله)، فقال عبداللّه بن شدّاد بن الهاد: فأين أنت من علي بن ابي طالب، حيث نام في مكانه وهو يرى أنـّه يقتل؟ فسكتت ولم تحر جواباً.

وإلى ذلك أشار ابن علويّة بقوله:

أمّن شرى للّه مهجة نفسه***دون النبيّ عليه ذا تكلان

هل جاد غير أخيه ثمّ بنفسه***فوق الفراش يغطّ كالنّعسان

وقال العوني:

أبن لي من كان المقدّم في الوغى***بمهجته عن وجه أحمد دافعا

أبن لي من في القوم جدّل مرحباً***وكان لباب الحصن بالكفّ قالعا

ومن باع منهم نفسه واقياً بها***نبيّ الهدى في الفرش أفداه يافعا

وقد وقفوا طرّاً بجنب مبيته***قريش تهزّ المرهفات القواطعا

ومولاي يقظان يرى كلّ فعلهم***فما كان مجزاعاً من القوم فازعا

ثمّ انـّه(صلى الله عليه وآله) استخلفه لردّ الودائع، ووصّى إليه في ماله وأهله وولده، فقام(عليه السلام)مقامه(صلى الله عليه وآله) في كلّ ما وصّى إليه بعد أن أنامه في سريره.

ثمّ قام على الكعبة فنادى بصوت رفيع: يا أيّها الناس هل من صاحب أمانة؟ هل من صاحب وصيّة؟ هل من عدة له قبل رسول اللّه؟ فلمّا لم يأت إليه أحد لحق بالنبيّ(صلى الله عليه وآله). وكان ذلك أبهى دلالة على خلافته وأمانته وشجاعته. ثمّ حمل نساء الرسول خلفه بعد مضيّ ثلاثة أيّام وفيهنّ عائشة، فله المنّة على أبي بكر بحفظه بنته، بعد أن كانت له المنّة عليه في هجرته.

وروى الواقديّ، وأبو الفرج النّجدي، وأبو الحسن البكري، وإسحاق الطبراني، أنّ عليّاً لمّا عزم على الهجرة، قال له العبّاس: إنّ محّمداً ما خرج إلاّ خفيّاً، وقد طلبته قريش أشدّ طلب، وأنت تخرج جهاراً في إناث ومال ورجال ونساء، وتقطع بهم السّباسب(

/ 11