اکذوبة تحریف القرآن نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

اکذوبة تحریف القرآن - نسخه متنی

رسول جعفریان

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



اكذوبـة تحـريف القرآن بين السنة والشيعة بقلم الشيخ رسول جعفريان طبعة جديدة مصححة ومنقحة باشراف قسم العقائد في المعاونية الثقافية للمجمع العالمي لأهل البيت(عليهم السلام)


هويـة الكتاب :


الكتاب : اكذوبة تحريف القرآن بين الشيعة والسنة


المؤلف: رسول جعفريان


الناشر: المعاونية الثقافية للمجمع العالمي لأهل البيت(عليهم السلام)


المطبعة:


عدد النسخ:


التاريخ: 1414هـ.ق بِسم الله الرحمن الرحيم محتويات الكتاب الموضوع الصفحة محتويات الكتاب 5 المقدمة 9 الفصل الاول:


معنى التحريف لغةً واصطلاحاً 13 الفصل الثاني:


ادلة عدم تحريف القرآن 17


دليل عدم التحريف من الكتاب 17


اشكالات واجوبتها 19


ادلة عدم التحريف في الروايات 21


التواتر يدل على عدم التحريف 26


الدليل التاريخي على عدم التحريف 27 الفصل الثالث:


جمع القرآن في عهد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وعدم التحريف 29 الموضوع الصفحة الفصل الرابع:


اهل السنة والتحريف 39


اهل السنة ورواياتهم حول التحريف 40


اختلاف مصاحف الاصحاب 40


مصحف ابن الزبير 45


مصحف عبد الله بن عمرو بن العاص 46


مصاحف امهات المؤمنين 46


مصاحف التابعين 47


التحريف في الصحاح وغيرها 49


جوابنا عن روايات أهل السنة في التحريف 58


قصة البسملة والتحريف 62


الحروف المقطعة اسماء للسور 63


نسخ التلاوة 64


جمع القرآن والتحريف 69 الفصل الخامس:


التحريف وروايات الشيعة 77 الموضوع الصفحة الفصل السادس:


علماء الشيعة والتحريف 97 الفصل السابع:


قصه مصحف علي(عليه السلام) 113


مصحف فاطمة(عليها السلام) 119 الفصل الثامن:


التحريف عند الغلاة وبعض الاخباريين 124 الفصل التاسع:


فصل الخطاب والتحريف 129 دليل المراجع 137 تقديم بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.


لنا أن نقول ـ بكل ثقة ـ أن الواعز لحفظ القرآن بين المسلمين لا يمكن أن يُقارن بأيّ كتاب آخر لأيّ ملة أخرى، كما أنه لا توجد أيّ مشكلة تاريخيّة للمسلمين باعثة لهم على الانقطاع عن القرآن كما حصل للنصارى واليهود، لا في بداية أمرهم ولا على مرور الزمن، والقرآن الكريم كان منتشراً بين المسلمين ولا يزال على صعيد واسع، وهو عينه الموجود بين ايدينا اليوم.


ولكن من المؤسف جداً ما نجده في كتب الآثار والأخبار عند أهل السنة من روايات في أبواب جمع القرآن وضعت لأجل اثبات فضيلة لبعض الصحابة فخلقت مشكلة في طريق اثبات تواتر القرآن الكريم.


كما أن بعض القرّاء أو الأدباء أوجدوا القراءات ورووها في كتبهم رغم أنها ليس لها أصل ولا تواتر من زمن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم).


وأيضاً: في وسط أخباريي الشيعة هناك أشخاص، نتيجة لعدم وعيهم أو لتأثرهم بمجعولات الغلاة، ذهبوا يفتشون في القرآن عن إسم عليّ والأئمة(عليهم السلام).


ولكن: مع ذلك كله بقي القرآن محافظاً على اعتباره ومكانته وكونه كتاباً سماوياً بمجموعه، ذاك الذي نزل على الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) بواسطة الوحي، ولم يدخل عليه شيءٌ من الزيادة والنقصان.


مع الاسف الشديد أنه وبعد اضمحلال الغلاة والحشوية وسقوط عقائدهم!، وبعد اثبات العلماء أن القرآن كان مكتوباً بتمامه في عهد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، وعدم اعتبار الروايات المجعولة التي تتحدث عن جمعه وتأليفه من صدور الحفاظ، وبعد اعتراف جمع من المحققين بعدم اعتبار القراءات المشهورة فضلاً عن الشاذة، والخلاصة بعد اضمحلال الأرضية التي يمكن أن توهم بعقيدة التحريف; بعد كل ذلك يسعى جمع من المتطرفين الذين يخالفون الشيعة إلى إحياء المسألة مجدداً بدلاً من دفنها، فهم يطرحونها كل يوم بعناوين جديدة، وفي المقابل يقوم البعض بالردّ عليها بايراد روايات أهل السنة التي يشم منها عدم تواتر القرآن ووجود الاختلاف في القراءات أو بايراد بعض الروايات التي تدل على النقصان أو الزيادة.


وموقفنا من هذه القضية هو النفي الكلي لها وطرح الأخبار الواردة في الآثار الاسلامية والتي توهم وجود التحريف أو النقص، فهي لا تخرج عن كونها روايات آحاد وطرقها ضعيفة لا يمكنها الصمود أمام تواتر القرآن الكريم والأخبار التي تدل على سلامته.


الطريقة التي سلكتها في هذا الكتاب هي عرض المسألة بصورة موجزة ومختصرة لكنها شاملة تفي بالغرض الذي من أجله أقدمت على كتابته.


وهذا الكتاب كان قد طبع سنة 1405هـ.ق، بعبارة عربية غير سليمة ثم ترجم بعد ذلك إلى الفارسية والأوردية والانگليزية، واعيد طبعه باضافات واصلاحات عام1413، ولقي قبولاً واسعاً من القراء الكرام.


وهذه المرة رأيت أن الكتاب بحاجة إلى مراجعة وتنقيح فأوكلت الأمر إلى بعض الاخوة ليعيد النظر في عبارته إتماماً للفائدة وليخرج في حلة أفضل خالية عن ركاكة التعبير وضعف التركيب.


ولا يفوتني أن اتقدم بجزيل الشكر والتقدير لاستاذي العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي على افاضاته الجليلة في سبيل هذا الكتاب. وأرجو من الله العلي القدير أن يتقبل من عبده الحقير هذا الجهد المتواضع في معرض الدفاع عن القرآن العظيم. رسول جعفريان ـ قم المقدسة شهر رمضان المبارك 1414 الفصـل الأول التحريف لغةً واصطلاحاً


يقول الراغب: تحريف الكلام أن تجعله على حرف من الاحتمال يمكن حمله على الوجهين( [1] ).


فعلى هذا ليس لكلمة التحريف ظهور في التحريف اللفظي بمعنى تغيير العبارات وتبديلها بعبارات أخرى، بل كلام الراغب ظاهر في التحريف المعنوي، وعلى ذلك جاء قوله عزّوجل:


(يحرفون الكلم عن مواضعه)( [2] ).


ويقول الشيخ الطبرسي بعد ذكر الآية الشريفة: أي يفسرونه على غير ما أنزل. ثم ذكر للتحريف معنيين، أولهما: سوء التأويل، وثانيهما: التغيير والتبديل( [3] ).


فالآية تدل على أن اليهود يغيّرون مواضع الكلم ويحملون العبارات على غير معانيها مع حفظهم لمبانيها.


إلاّ أنه رغم ظهور كلمة التحريف في التحريف المعنوي، فقد استعملت أيضاً ـ كما ذكر الطبرسي ـ في التحريف اللفظي. وعلى ذلك ينقسم التحريف في معناه الاصطلاحي اِلى قسمين:


الأول: التحريف المعنوي; وهذا النوع من التحريف وقع في القرآن قطعاً، ولعل بعض ما ورد من التفاسير مما يهدف إلى تأييد بعض المذاهب فتحمل فيه الآيات على غير معانيها الأصلية فهو من التحريف المعنوي. وفي هذا النوع من التحريف يقول الامام الباقر(عليه السلام):


انهم أقاموا حروفه، وحرّفوا حدوده، فهم يروونه ولا يرعونه( [4] ).


الثاني: التحريف اللفظي: وذلك إما في الحروف والحركات وإما في الكلمات وإما في الآيات والسور.


أما التغيير في الحروف والحركات فقد ادُّعي بدليل وجود الاختلاف في قراءة بعض الآيات، وتعدد القراءات إلى السبع أو العشر يشهد بذلك. ونحن نعتقد أن اختلافها لم يأت من الله عزّوجلّ أو الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، بل جاء من المسلمين نتيجة عدم وقوفهم الدقيق على القراءة التي علمهم إياها الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، وتفرقهم في البلاد كالعراق والشام مع اختلاف اللهجات في تلك البلاد، مما يمهّد الأرضيّة المناسبة لوقوع الاختلاف في الإعراب والحروف، كما يمكن إرجاع بعض أنحاء الاختلاف في القراءة إلى عدم وجود النقط في الكلمات ولا الحركات الاعرابية في المصاحف التي كانت متداولة في الصدر الأول حيث أن الاعجام في الحروف ووضع الحركات الاعرابية كان متأخراً عن تدوين المصاحف وانتشارها بزمن طويل. ومن امثلة ذلك قوله تعالى (فتبيّنوا) حيث قرئت (فتثبتوا) في بعض القراءات، إضافة إلى أسباب أخرى يضيق المقام عن استقصائها.


وهذه الاختلافات في القراءة دوّنها أهل السنّة في كتب التفسير والقراءات وصار عندهم علم القراءة علماً خاصاً ضمن علوم القرآن، كما رواها الشيعة عن طريق أهل السنة في اكثر الأحيان ومن طرقهم الخاصة أحياناً أخرى.


فيراجع في ذلك تفسير مجمع البيان الذي نقل هذه الاختلافات عن طريق علماء أهل السنة.


ويمكن أن يقال أن التواتر ثابت بالنسبة للقراءاة المشهورة دون الشاذة، فإذا طرحنا القراءات الشاذة وهي الأكثر عدداً، بلغ الاختلاف في القراءة حدّه الأدنى ولم يبق إلاّ القليل. هذا الأمر له أهمية في اثبات سلامة القرآن الكريم من أي تغيير ولو كان جزئياً. والمهم هو أن القرآن المتداول في ايدي الناس لم يكتب في أي زمان على أساس هذه القراءات الشاذة.


أما التحريف في الكلمات، فقد روي اكثره من طرق أهل السنة أيضاً بآحاد الأخبار دون المتواتر، وما سيأتي في الأمثلة التي نوردها للتحريف يعد شاهداً على ذلك.


ومنشأ هذا النحو من الاختلاف بعض ما ذكرنا في الحروف والحركات، أو ما ذهب إليه البعض من جواز تبديل بعض الكلمات بما يرادفها ويشترك معها في المعنى كما نقل عن ابن مسعود ذلك( [5] ).


لكن الذي ينبغي ذكره هو أن هذا النحو من التحريف لا يشكل أهميّة، حيث أننا لابدّ أن نطرح روايات الآحاد حول تحريف هذه الكلمات فلا يبقى شيء يذكر.


أما وقوع التحريف في الكلمات بمعنى حذف بعض الأسماء أو العبارات بشكل يوجب اختلاف المعنى مع ما هو المتواتر (وهو القرآن الموجود بأيدينا بين الدفتين) فهو مما لم يقبله عامة المسلمين إلاّ الشاذ منهم.


وأما التحريف في الآيات والسور ـ بمعنى النقصان ـ فقد جاءت روايات أكثرها من طرق أهل السنة وبعضها من طرق الشيعة، إلاّ أنها جميعاً كانت موضع رفض من قبل كافة المسلمين، اللّهم إلاّ من بعض الأخباريين والحشوية (شيعة وسنة). وسنبحث فيما يلي في مجمل الأمر بعونه تعالى. الفصـل الثاني أدلّة عدم تحريف القرآن


دليل عدم التحريف من الكتاب:


استدل بعض المفسرين على سلامة القرآن من التحريف ببعض الآيات:


منها: (إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون)( [6] ).


يقول العلامة الطباطبائي(رحمه الله) في تفسير الآية:


.. فهو ذكر حيّ خالد مصون من أن يموت وينسى من أصله، مصون من الزيادة عليه بما يبطل به كونه ذكراً، مصون من النقص كذلك، مصون من التغيير في صورته وسياقه بحيث يتغيّر به صفة كونه ذكراً لله مبيناً لحقائق معارفه، فالآية تدل على كون كتاب الله محفوظاً من التحريف، بجميع أقسامه، بجهة كونه ذكراً لله سبحانه، فهو ذكر حيّ خالد( [7] ).


ويقول الزمخشري حول الآية:


... وهو حافظه في كل وقت من كل زيادة ونقصان وتحريف وتبديل بخلاف الكتب المتقدمة... قد جعل ذلك دليلاً على أنه منزل من عنده آية، لأنه لو كان من قول البشر أو غير آية لتطرق عليه الزيادة والنقصان كما يتطرق على كلام سواه..( [8] ).


ويقول السيد الخوئي:


... فان في هذه الآية دلالة على حفظ القرآن من التحريف، وان الأيدي الجائرة لن تتمكن من التلاعب فيه( [9] ).


ويقول الفخر الرازي حول الآية:


... وانا نحفظ ذلك الذكر من التحريف والزيادة والنقصان( [10] ).


ويقول الفيض الكاشاني:


(وانا له لحافظون) من التحريف والتغيير والزيادة والنقصان( [11] ).


ويقول الشيخ أبو علي الطبرسي:


(وانا له لحافظون) عن الزيادة والنقصان والتحريف والتغيير. وعن الحسن: معناه متكفل بحفظه إلى آخر الدهر على ما هو عليه فتنقله الأمة وتحفظه عصراً بعد عصر إلى يوم القيامة، لقيام الحجة به على الجماعة من كل من لزمته دعوة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)( [12] ).


اشكالات وأجوبتها:


ألف: يمكن أن يقال: اننا لا نفكر أن الآية في صدد بيان حفظ القرآن من الزيادة والنقصان، ولكن يصدق هذا المفهوم على حفظ القرآن في الجملة عند بعض الأفراد، وهو حاصل على تقدير التحريف.


إلاّ أننا نقول: ان هذا لا يصح، لأن الهدف من انزال القرآن من قبل الله هو ايصال الانسان إلى غايته، وهدايته الصراط المستقيم، وهذه الهداية لا تختص بانسان دون آخر حتى يحفظ القرآن عند بعض دون بعض، فعلى ذلك يقتضي هدف الانزال حفظ القرآن عند الناس عامة; إذ ما الفائدة في حفظه عند شخص؟! وهل الغرض حفظه فقط دون افادته للناس؟؟ إن كان هذا فحفظه في اللوح المحفوظ يكفي!! أما إذا كان بقصد الهداية فلا معنى لتصور حفظه عند بعض الأفراد دون سواهم.


يقول السيد الخوئي رداً على هذا الاشكال:


... انما المراد بالذكر هو المحكي بهذا القرآن الملفوظ أو المكتوب وهو المنزل على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم). والمراد بحفظه صيانته من التلاعب والضياع، فيمكن للبشر عامة أن يصلوا إليه، وهو نظير قولنا (القصيدة الفلانية محفوظة)، فانا نريد من حفظها صيانتها وعدم ضياعها بحيث يمكن الحصول عليه( [13] ).


باء: وان قيل أن الاستدلال يمكن نقضه بوقوع التحريف في القرآن في أخطاء غير عمديّة ـ فيما انتشر من القرآن في البلاد الإسلامية ـ بحذف كلمة أو آية دون قصد وعمد، فإذا كان الحفظ يعني حفظه من كل تحريف وتغيير، فما هذه التحريفات غير العمدّية؟!


فهنا نقول:


ان هذه التحريفات ـ على فرض وقوعها ـ لا تضر بمسألة حفظ القرآن من قِبَل الله، لأنها لا تصل حدّ تغيير القرآن بحيث لا يتبيّن أصله، وذلك لأن انتشار القرآن بالشكل الصحيح المضبوط سوف يوضح الموقف دونما غبش.


جيم: يمكن أن يقال: ان التمسك بالقرآن لاثبات عدم تحريفه غير صحيح، لإمكان وقوع التحريف في نفس الآية التي استدل بها على عدم التحريف فالاستدلال بها لا يصح.


فنقول: إن هناك إجماعاً على عدم تحريف هذه الآية وغيرها مما لم يدّع التحريف فيه فتدلّ على عدم التحريف. * * *


ومنها: (وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد)( [14] ).


ان الآية الشريفة تدل على عدم ورود الباطل في الكتاب، وعدم امكان تبديل الآيات بما ليس من كلام الله، والتحريف من أتم وأكمل مصاديق الباطل، فإذا انتفى إمكان ورود الباطل فيه انتفى امكان ورود التحريف إليه.


يقول العلامة الطباطبائي:


معنى اتيان الباطل، وروده فيه وصيرورة بعض أجزائه أو جميعها باطلاً بأن يصير ما فيه من المعارف الحقة أو بعضها غير حقّة، أو ما فيه من الأحكام والشرائع وما يلحقها من الأخلاق أو بعضها لغىً لا ينبغي العمل به( [15] ).


فالآية تنكر ورود ذلك في الكتاب.


والدليل الآخر من الكتاب على عدم التحريف فيه من حيث الزيادة، هو آيات التحدي، والاستدلال بها أوضح من أن يبيّن. * * *


أدلة عدم التحريف في الروايات


ألف ـ وردت من طرق السنة والشيعة عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة الأطهار(عليهم السلام) روايات كثيرة تحض على عرض الخبر على الكتاب، وتدعو لقبول الروايات الموافقة له، وردّ ما كان مخالفاً له.


منها: ما جاء عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:


تكثرلكم الأحاديث بعدي، فإذا روي لكم عني حديث فاعرضوه على كتاب الله، فما وافق كتاب الله فاقبلوه وما خالف فردّوه( [16] ).


وقال أيضاً:


ان على كل حق حقيقة، وعلى كل صواب نورا، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فدعوه( [17] ).


وعن الامام الصادق(عليه السلام):


كل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف( [18] ).


فإذا كان القرآن هو المعيار لصحة الأخبار (ومنها الأخبار التي ظاهرها التحريف) وجب أن يكون سالماً من التحريف والتغيير. ومن الطبيعي أن مقبولية حديث العرض عند الشيعة يدلّ على اعتقادهم بأن القرآن سالم من أي تحريف وتغيير، كما ان اجماعهم على عدم جواز نسخ الكتاب بالخبر الواحد يدل على اعتقادهم بأن القرآن الموجود هو تمام القرآن الذي نزل على الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم).


قال الشيخ علي بن عبد العالي في رسالته التي كتبها في نفي التحريف: ان الحديث إذا جاء على خلاف الدليل القاطع من الكتاب والسنة المتواترة والاجماع، ولم يمكن تأويله على بعض الوجوه وجب طرحه.


ثم حكى الاجماع على هذه الضابطة واستفاضة النقل عنهم(عليهم السلام)، وروى قطعة من أخبار العرض، ثم قال: لا يجوز أن الكتاب المعرض عليه غير هذا المتواتر الذي بأيدينا وأيدي الناس وإلاّ لزم التكليف بما لا يطاق. فقد ثبت وجوب عرض الأخبار على هذا الكتاب، وأخبار النقيصة إذا عرضت عليه، كانت مخالفة له، لدلالتها على أنه ليس هو، وأي تكذيب أشد من هذا( [19] ).


وهنا طريقان للاستدلال بأخبار العرض على الكتاب:


1 ـ أن القرآن مقّدم على الأخبار وهو الميزان في تصحيحها، وهذا يدلّ على سلامة القرآن وعدم تحريفه، وإلاّ كان أمرهم بعرض الخبر على الكتاب مع تحريفه غير معقول.


2 ـ ان الذين استدلّوا ببعض الروايات على التحريف يعدّ استدلالهم هذا مخالفاً للعمل بهذه الروايات، لأن بعض الآيات يدل صراحة على عدم التحريف، فإذا وجدت رواية ظاهرها التحريف وجب طرحها، كما امر بهذا النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة(عليهم السلام).


ولذا يقول الفيض الكاشاني(رحمه الله):


وقد استفاض عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة(عليهم السلام) حديث عرض الخبر المروي على كتاب الله لتعلم صحته بموافقته له، أو فساده بمخالفته، فإذا كان القرآن الذي بأيدينا محرّفاً فما فائدة العرض، مع أن خبر التحريف مخالف لكتاب الله مكذب له، فيجب ردّه والحكم بفساده أو تأويله( [20] ).


أما الاشكال الذي يمكن أن يورد على ذلك من امكان وقوع الحذف والتحريف في قسم من القرآن الذي لا يخل بالمعنى ولا يؤثر في العقائد والأحكام، فهو وان أمكن دفعه بعد التأمل الدقيق في بياننا لدلالة الرواية; إلا أنه لا داعي للمنحرفين والمنافقين في تحريف هذا القسم من الآيات القرآنية بل ان الدواعي متوفرة من ناحية الصحابة والتابعين والعلماء وجميع المسلمين لحفظ القرآن حتّى في حرف واحد من حروفه كالواو مثلاً كما سترى.


باء ـ ومن الروايات التي تدل على سلامة القرآن من التحريف رواية التمسك بالثقلين المتواترة بين فرق المسلمين. وإليك هذه الرواية على ما رواه الدارمي عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم):


اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وفيه الهدى والنور فتمسكوا بكتاب الله وخذوا به (فحث عليه ورغّب فيه)، وأهل بيتي، اذكركم الله في أهل بيتي ثلاث مرات( [21] ).


فمعنى التمسك بالقرآن كما تذكر الرواية أخذ الهداية والنور منه كما يقول أمير المؤمنين علي(عليه السلام):


... وعـليك بكتاب الله فانه الحبل المتين والنور المبين والشفاء النافع والريّ النـاقع والعصمة للمتمسك والنجاة للمتعلق، لا يعوجّ فيقام، ولا يزيغ فيستعتب ولا يخلقه كثرة الرّد وولوج السمع من قال به صدق ومن عمل به سبق.


ويقول أيضاً:


واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش، والهادي الذي لا يضل، والمحدث الذي لا يكذب، وما جالس هذا القرآن أحدٌ إلاّ قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في الهدى أو نقصان في العمى، اعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد قبل القرآن من غنى، فاستشفوه من ادوائكم، واستعينوه على لأوائكم، فانه فيه شفاء من أكبر الداء وهو الكفر والنفاق والغيّ والضلال.


ويقول أيضاً:


ان القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق لا تفنى عجائبه ولا تنقضي غرائبه ولا تكشف الظلمات إلاّ به( [22] ).


وفي رواية أن الحارث الأعور دخل على عليّ فقال: يا أمير المؤمنين، ألا ترى إلى الناس قد أقبلوا على هذه الأحاديث وتركوا كتاب الله؟! قال: وقد فعلوها؟ قال: نعم. قال: أما اني سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: ستكون فتنة، قلت: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله، فيه نبأ ما كان قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بهزل، من تركه من جبّار قصمه الله، ومن أراد الهدى من غيره أضله الله، هو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، والصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ عنه العقول، ولا تلتبس به الألسن، ولا تنقضي عجائبه، ولا يعلم علم مثله، هو الذي لمّا سمعته الجن قالوا: انا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد، من قال به صدق، ومن زال عنه عدا، ومن عمل به أجر، ومن تمسك به هدي إلى صراط مستقيم، خذها إليك يا أعور( [23] ).


فالامام(عليه السلام) يصرّح بأن المتمسك بهذا القرآن والعامل به يهدى إلى صراط مستقيم: وكما يقول النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): ما ان تضلوا بعده ان اعتصمتم به، كتاب الله( [24] ).


التواتر يدلّ على عدم وقوع التحريف


والدليل الآخر على عدم وقوع التحريف هو التواتر. والتواتر ثابت بالنسبة إلى كل القرآن في جميع الأعصار، ولا يوجد شيء من السنّة يمكن إدعاء التواتر فيه أكثر مما هو حاصل بالنسبة للقرآن، فلا عبرة بالروايات الضعيفة التي تدلّ على طروّ النقص عليه. ويدل على التواتر المذكور ما روي عن الإمام الهادي(عليه السلام): أنه قال: وقد اجتمعت الأمة قاطبة لا اختلاف بينهم أن القرآن حقّ لا ريب فيه عند جميع الفرق( [25] ).


ويقول الشريف المرتضى: ان العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار والوقائع العظام والكتب المشهورة وأشعار العرب المسطورة( [26] ).


الدليل التاريخي على عدم التحريف


إن الشواهد التاريخية تدل على عدم تحريف القرآن عمداً من أحد من الصحابة.


فمن ذلك ما قاله عمر: لو لا ان يقول الناس ان عمر زاد في كتاب الله لكتبت آية الرجم بيدي( [27] ).


فترى ان عمر لم يجرؤ على أن يضيف إلى القرآن قصة الرجم لخوفه من الناس فكيف يجرؤ على حذف آيات وسور من القرآن؟!!


وأيضاً: ان عثمان أصر على حذف الواو من آية الكنز ولكن الصحابة اعترضوا عليه ومنعوه من ذلك.


فعن علباء بن أحمر: ان عثمان بن عفان لما اراد ان يكتب المصاحف أراد ان يلقوا الواو التي في براءة (والذين يكنزون..) فقال أبي: لتلحقنّها أو لأضعنَّ سيفي على عاتقي، فألحقوها( [28] ).


واتفق مثل هذا بالنسبة للخليفة الثاني في سورة التوبة.


اخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن حبيب الشهيد عن عمرو بن عامر الأنصاري: ان عمر بن الخطاب قرأ:


(والسابقون الأولون من المهاجرين والانصارُ (و)( [29] )الذين اتبعوهم بإحسان).


فرفع الانصار ولم يلحق الواو بالذين، فقال له زيد بن ثابت (والذين) فقال عمر (الذين) فقال زيد، أمير المؤمنين اعلم! فقال عمر(رضي الله عنه) ائتوني بأبيّ ابن كعب فأتاه فسأله عن ذلك فقال أبيّ: والذين...


وأخرج أبو الشيخ عن أبي اسامة ومحمد بن ابراهيم التميمي، قالا: مر عمر ابن الخطاب برجل وهو يقرأ (والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار]و[ الذين اتبعوهم بإحسان)، فوقف عمر فلما انصرف الرجل قال: من اقرأك هذه، قال أقرانيها أبيّ بن كعب قال: فانطلق إليه، فانطلقا إليه فقال يا ابا المنذر، اخبرني هذا انك أقرأته هذه الآية قال: صدق تلقيتها من فيّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قال عمر: أنت تلقيتها من فيّ رسول الله قال، فقال في الثالثة وهو غضبان!!! نعم، والله لقد انزلها الله على جبرئيل(عليه السلام) وانزلها جبرئيل(عليه السلام) على قلب محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يستأمر فيها الخطاب ولا ابنه!! فخرج عمر رافعا يديه وهو يقول: الله اكبر الله اكبر( [30] ). الفصـل الثالث جمع القرآن في عهد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وعدم التحريف


ادّلة جمع القرآن في عهد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)


اننا لا نشك في ان القرآن قد جمع كله في عهد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، وكتب بأمره. وعلى هذا فلا يمكن قبول القول بأن جمع القرآن كان بعد وفاته(صلى الله عليه وآله وسلم)إلاّ إذا كان المراد استنساخ نسخة مما جمع في عهد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم). وإليك بعض الأدلة على ذلك:


ألف: توجد هنا روايات نقلها الرواة حول جمع بعض الصحابة للقرآن على عهد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم):


* عن قتادة قال سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: اربعة كلهم من الانصار: ابيّ بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد ابن ثابت وأبو زيد ونحن ورثناه( [31] ). فإذا كان الجمع بمعنى الحفظ فانحصاره في اربعة في غير محله لأنهم رووا أيضاً أن مسلمين آخرين حفظوا القرآن كله فالجمع يكون بمعنى ان يكون مجموعاً مكتوباً مدوناً في مصحف واحد.


وقد التفت إلى هذه النقطة مكي بن أبي طالب، إلاّ أنه حاول توجيهها بشكل آخر( [32] ).


* عن زيد بن ثابت قال: كنا عند رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) نؤلف القرآن من الرقاع( [33] ).


* أخرج ابن ابي داود بسند حسن عن محمد بن كعب القرظي قال: جمع القرآن على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) خمسة من الانصار: معاذ بن جبل، وعبادة ابن الصامت وابيّ بن كعب وابو الدرداء وأبو ايوب الانصاري( [34] ).


* واخرج البيهقي وابن ابي داود عن الشعبي قال: جمع القرآن في عهد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ستة، ابيّ، وزيد، ومعاذ، وابو الدرداء، وسعد بن عبيد، وابو زيد( [35] ).


وهذه الرواية مشهورة عن الشعبي ولكن بعض الرواة غيرّوا عبارة الشعبي إلى أن قراء القرآن في عهد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كانوا ستة( [36] ) ولكن من الواضح ان الكثير من اصحاب النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كانوا قُرّاءً للقرآن وذِكْر ستة منهم إنما هو لبيان أنهم قد جمعوا القرآن كله.


* ويدل على المطلوب ما قيل حول جمع علي(عليه السلام) للقرآن في ثلاثة ايام بعد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وسنذكر مصادره، حيث يدل على ان القرآن كان قد كتب في عهد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بتمامه وعليّ(عليه السلام) جمعه في مصحف في ثلاثة ايام وإلاّ فلا يمكن ان نقول انه(عليه السلام) قد كتب القرآن في ثلاثة ايام أو حفظه كما قال البعض( [37] ).


* عن علي بن ابراهيم ... ان النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أمر بجمع القرآن الذي كان في صحف وحرير وقرطاس في بيته لا يضيع كما ضيّع التوراة والانجيل( [38] ).


* عن ابن النديم قال: ان الجُمّاع للقرآن على عهد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): علي بن أبي طالب(عليه السلام) وسعد بن عبيد، وابو الدرداء، وعويمر بن زيد، ومعاذ بن جبل وأبو زيد، وابيّ بن كعب، وعبيد بن معاوية، وزيد بن ثابت( [39] ).


* عن ابن سعد عن الكوفيين في ترجمة مجمع بن حارثة انه جمع القرآن على عهد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّ سورة أو سورتين. وقال ابن اسحاق كان مجمع غلاماً حدثاً قد جمع القرآن على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)( [40] ).


* عن ابن حبان: ان ابيّ جمع القرآن على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وأمر الله صفيه صلوات الله عليه ان يقرأ على أُبي القرآن( [41] ).


فنفهم من انحصار جمع القرآن في اربعة أو ستة أو أكثر أنهم جمعوا القرآن في المصحف، وإلاّ فإن القراء والحفاظ للقرآن كانوا كثيرين. فثبت من ذلك ان القرآن قد جمع في عهد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم). كما ان الزركشي يصرح بأسامي سبعة من الذين عرضوا القرآن كله على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)( [42] ).


باء: ويدل أيضاً على جمع القرآن في عهد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) اقوال بعض العلماء في ذلك:


* قال الحارث المحاسبي: كتابة القرآن ليست بمحدثة، فإنه(صلى الله عليه وآله وسلم) كان يأمر بكتابته ولكنه كان مفرقاً في الرقاع والاكتاف والعسب، فإنما أمر الصديق بنسخها من مكان إلى مكان مجتمعاً، وكان ذلك بمنزلة أوراق وجدت في بيت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فيها القرآن منتشرا فجمعها جامع وربطها بخيط لا يضيع منها شيء( [43] ).


* وقال أبو شامة: وكان غرضهم (ابي بكر وغيره) ألاّ يكتب إلاّ من عين ما كُتب بين يدي النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)( [44] ).


* قال الزركشي: اما ابيّ بن كعب وعبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل فبغير شك جمعوا القرآن والدلائل عليها متظافرة( [45] ).


وقال المسعودي: ان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) اقام يدعو الخلق إلى الله اثنين وعشرين سنة وهو ينزل عليه الوحي ويمليه على اصحابه فيكتبونه ويدوّنونه ويلتقطونه لفظة لفظة( [46] ).


* قال الزرقاني: ... وكان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يدلهم على موضع المكتوب من سورته فيكتبونه فيما يسهل عليهم من العسب واللخاف والرقاع وقطع الأديم وعظام الاكتاف والاضلاع ثم يوضع المكتوب في بيت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وهكذا انقضى العهد النبوي والقرآن مجموع على هذا النمط( [47] ).


* وقال الدكتور صبحي الصالح: اتخذ النبي كتاباً للوحي... كان يأمرهم بكتابة كل ما ينزل من القرآن حتى تظاهر الكتابة جمع القرآن في الصدور( [48] ). ويقول في موضع آخر: فالقرآن كتب كله في عهد رسول الله( [49] ). وايد ذلك الدكتور السيّد محمد باقر حجتي مصرحاً بان القرآن كتب كله في عهد رسول الله( [50] ). وكذلك القرطبي المفسر الكبير يتمسك ببعض الروايات حول جمع كل القرآن في عهد النبي(عليه السلام) لدفع بعض التوهمات( [51] ). وتفصيل البحث في ذلك واثبات ان جمع القرآن كان في عهد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) في كتاب استاذنا المحقق العلامة السيد جعفر مرتضى المسمى بحقائق هامة حول القرآن الكريم.


* وقال الدكتور عبد الصبور شاهين: ان القرآن ثبت تسجيلاً ومشافهة في عهد رسول الله( [52] ).


* وقال الشيخ محمد الغزالي: فلما انتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى كان القرآن كله محفوظاً في الصدور وكان كذلك مثبتاً في السطور( [53] ).


* وقال الباقلاني: وما على جديد الأرض أجهل ممن يظن بالنبي(صلى الله عليه وآله وسلم)انه أهمل القرآن أو ضيّعه، مع ان له كُتّاباً افاضل معروفين بالانتصاب لذلك من المهاجرين والانصار( [54] ).


وقال السيد الشريف المرتضى: ان القرآن كان على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)مجموعاً مؤلفاً على ما هو عليه الآن واستدل على ذلك بأن القرآن كان يدرس ويحفظ جميعه في ذلك الزمان حتى عين النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) على جماعة من الصحابة حفظهم له، وكان يعرض على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ويُتلى عليه وان جماعة من الصحابة مثل عبد الله بن مسعود وابيّ بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) عدة ختمات وكل ذلك يدل بأدنى تأمل على أنه كان مجموعاً مرتبا غير مبتور ولا مبثوث( [55] ).


ونحن نقول أيضاً عين ما قاله الباقلاني، فهل على ظهر الأرض اجهل ممن يقول بان النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يهتم بجمع القرآن، مع ان الرواة ذكروا أسامي اربعين من الصحابة الذين يكتبون القرآن، وتعيين النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بعضهم لذلك( [56] ).


فإذا لاحظنا امر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بكتابة الوحي وتأكيده على الكتابه بقوله: قيدوا العلم بالكتابة( [57] ). وأمره عبد الله بن عمرو بن العاص بكتابة العلم( [58] )وقوله لرجل آخر حول حفظ العلم: استعن بيمينك( [59] ).


فهل يتصور منه اهمال كتابة القرآن بتمامه وعدم جمعه له؟


وأيضاً فإن الظروف في الجزيرة العربية كانت تشير إلى امكان ضياع القرآن، مع تأكيد الكتاب على ان اليهود والنصارى حرّفوا الكتاب (فَوَيْلٌ لِلَّذينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِاَيْديهِمْ..)( [60] ) فهل يمكن فرض اهمال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)لكتابة القرآن حتى يضطر الخلفاء أو زيد بن ثابت إلى جمعه من صدور الرجال.


خاصة أن الروايات تؤكد:


ان الوحي إذا انزل على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أمر احد الكتاب كزيد أو غيره ان يكتب ذلك الوحي( [61] ).


فلاحظ ما ورد عن عثمان بن ابي العاص حيث يقول: كنت جالساً عند رسول الله إذ شخص ببصره ثم صوّبه ثم قال: أتاني جبرئيل فأمرني أن أضع هذه الآية هذا الموضع من هذه السورة( [62] ).


وما روي عن ابن عباس انه قال: كان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) إذا نزلت عليه سورة دعا بعض من يكتب فقال ضعوا هذه السورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذ( [63] ).


ورواية عرض القرآن من قبل النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) على جبرئيل سيما في العام الاخير الذي عرض على جبرئيل مرتين( [64] ).


مع كل هذه الروايات هل يمكن فرض اهمال النبي لجمع القرآن؟ هل هذا إلاّ قدح في النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) واظهارٌ لعدم اهتمامه بحفظ الكتاب؟!


فإذا ثبت ان القرآن جمع كله في عهد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وثبت ان جمع ابي بكر وغيره للقرآن لم يكن إلاّ استنساخ ما هو مكتوب من قبل، ينهدم اكثر ما اورده البعض في اثبات التحريف; لأنهم يقولون بتواتر القرآن بعد جمعه فإذا كان جمعه في عهد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ثبت تواتره من زمن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، وتصور التحريف بعد ذلك غير معقول. والجدير بالذكر ان الذين يدّعون التحريف، تمسكوا بالروايات المذكورة حول جمع القرآن في كتب أهل السنّة بادعاء ان هذه الروايات تدل على عدم تواتر القرآن والحال ان هذه الروايات كلها باطلة وسبب وضعها ايراد الفضائل للبعض، عدا قصّة عثمان فيما فعل حول توحيد المصاحف على قراءة واحدة.


يقول الرافعي: ... فذهب جماعة من أهل الكلام ـ ممن لا صناعة لهم إلاّ الظن والتأويل واستخراج الأساليب الجدلية من كل حكم وكل قول ـ إلى جواز أن يكون قد سقط عنهم من القرآن شيء، حملاً على ما وصفوا من كيفيّة جمعه( [65] ).


والتخلص من هذا القول انما هو بطرح الروايات التي رووها في جمع القرآن كما اثبتناه آنفاً ولنا حديث سيأتي حول جمع القرآن ورواياته فراجع.


الفصـل الرابع اهل السنّة والتحريف


ان الهدف من دراستنا لقضية التحريف أمران:


1 ـ الاجابة عن شبهة حصلت لبعض الاخباريين نتيجة لايرادهم بعض الأخبار التي ظاهرها التحريف.


2 ـ الاجابة عن نسبة القول بالتحريف إلى الشيعة لمجرد ذهاب ثلة قليلة من الأخباريين إلى هذا القول تمسكاً بالأخبار دون تأمل في أسانيدها ولا تدقيق في متونها.


لكننا عندما نجد أنّ ما نقل في كتب أهل السنّة من روايات حول نقص القرآن، أو رفع تلاوته، أو حذف بعضهم للبسملة من القرآن أو غير ذلك، هو أضعاف ما نقل في كتب الشيعة، فلابّد أن نناقش ما رواه أهل السنة ثم الشيعة في كتبهم سنداً ودلالة.


وان كان بحثنا السابق في أدلة عدم التحريف من الكتاب والسنّة يقتضي طرح هذه الروايات منذ البداية.


أهل السنة ورواياتهم حول التحريف


اختلاف مصاحف الاصحاب


أورد السجستاني من اختلاف مصاحف الأصحاب نماذج منها:


1 ـ حدثنا عبد الله حدثنا عبد الله بن سعيد حدثنا يحيى بن ابراهيم بن سويد النخعي، حدثنا أبان بن عمران النخعي، قال: قلت لعبد الرحمن بن اسود: انك تقرأ:


صراط من انعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين( [66] ).


حدثنا عبد الله... عن الاسود وعلقمة أنهما صليا خلف عمر فقرأ بهذا. وكذا عن علقمة والأسود قالا سمعنا عمر بن الخطاب يقرأ: صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين( [67] ).


وخمس روايات اخرى من طرق مختلفة تقول بان عمر قرأ بمثل ذلك.


2 ـ وكذا نقل عن عمر أنه قرأ ألم الله لا إله الاّ هو الحي القَيّام من سبعة طرق( [68] ).


3 ـ حدثنا عبد الله، حدثنا أبو الطاهر، حدثنا سفيان بن عمرو وسمع ابن الزبير يقرأ في جنات يتساءَلون يا فلان ما سلكك في سقر قال عمرو: فاخبرني لقيط انه سمع ابن الزبير يذكر انه سمع عمر بن الخطاب يقرأها كذلك( [69] ).


4 ـ حدثنا عبد الله ... عن سعيد بن جبير فما استمتعتم به منهن إلى اجل مسمى وقال هذه قراءة ابيّ بن كعب( [70] ).


5 ـ عن حماد قال: قرأت في مصحف ابيّ للذين يُقْسِمُونَ( [71] ).


6 ـ وكذا عن حماد قال: وجدت في مصحف ابيّ فلا جناح عليه الاّ يَطُوفَ بهم( [72] ).


7 ـ عن الربيع قال: كانت في قراءة ابيّ بن كعب فصيام ثلاثة أيام متتابعات في كفارة اليمين( [73] ).


8 ـ ... عن يسير بن عمرو عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ انّ الله لا يظلم مثقال نملة( [74] ).


9 ـ ... عن النـزال عن ابن مسعود انه كان يقرأ واركعي واسجدي في الساجدين( [75] ).


10 ـ عن عطاء قال: هي في قراءة ابن مسعود (في مواسم الحج وفي قراءة عطاء لا جناح عليكم...)( [76] ).


11 ـ عن الحكم قال: في قراءة ابن مسعود بل يداه بسطان( [77] ).


12 ـ عن سفيان قال: قراءة ابن مسعود وتزودوا وخير الزاد التقوى( [78] ).


13 ـ عن هارون، حدثنا صاحب لنا عن أبي روق، عن ابراهيم التيمي عن ابن عباس قال: قراءتي قراءة زيد، وأنا آخذ ببضعة عشر حرفاً من قراءة ابن مسعود هذه أحدها: من بقلها وقثائها وثومها وعدسها وبصله( [79] ).


14 ـ ... عن ميمون بن مهران وتلا هذه السورة:


والعصر ان الانسان لفي خسر * وانه فيه إلى آخر الدهر * الا الذين آمنوا وعملو الصالحات وتواصوا بالصبر ذكر انها في قراءة ابن مسعود( [80] ).


15 ـ عن سفيان كان اصحاب ابن مسعود يقرؤونها اولئك لهم نصيب ما اكتسبو( [81] ).


16 ـ وكذا في موضع آخر: ولكل جعلنا قبلة يرضونه( [82] ).


17 ـ وأيضاً: وأقيموا الحج والعمرة للبيت( [83] ).


18 ـ وكذا وحيث ما كنتم فَوَلُّوا وجوهكم قبله.


19 ـ ولا تُخافِتْ بصوتك ولا تعال به.


20 ـ كذلك اخذ ربك إذا أخذ القرى بغير واو( [84] ).


21 ـ وكذا وزلزلوا فزلزلوا يقول حقيقة الرسول والذين آمنو( [85] ).


وهنا يشرع السجستاني في ايراد قراءة ابن مسعود في السور مرتباً من صفحة 67 إلى 83 والتي يختلف بها عن غيره. ويروي ـ غير ما ذكرنا ـ اكثر من ثلاثين ومائة مورد.


وبعد ذلك يذكر موارد اختلاف مصحف ابن عباس مع غيره. منها:


1 ـ انه قرأ: فلا جناح عليه ألاّ يَطَّوَفَ بهم وذكر ذلك من سبعة طرق( [86] ).


2 ـ انه قرأ: ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج من عدة طرق( [87] ).


3 ـ انه كان يقرأ: انما ذلكم الشيطان يخوفّكم اولياءه.


4 ـ كذا عنه: أولئك لهم نصيب مما اكتسبو قال أبو نعيم هكذا قرأ الأعمش( [88] ).


5 ـ وكذا يقرأ: وأقيموا الحج والعمرة للبيت.


6 ـ وكذا يقرأ: وشاروهم في بعض الامر.


7 ـ وكذا يقرأ: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي محدَّث.


8 ـ وكذا يقرأ: يا حسرة العباد.


9 ـ وكذا يقرأ: كأنك حفيٌّ به.


10 ـ وكذا يقرأ: وان عزموا السَّراح( [89] ).


وكذا في تسعة موارد اخرى( [90] ).


مصحف ابن الزبير


1 ـ ابن الزبير يقرأ: لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج( [91] ).


2 ـ عن عمرو قال سمعت ابن الزبير يقول ان صبيانا هاهن يقرؤون (سورة21 آية 95): وحرم وانما هي حَرامٌ ويقرؤون (س6 آية 105): دارَسْتَ وانما هي دَرَسْتَ ويقرؤون (س88 آية 4 وس101 آية 11) حمئة وانما هي حامِيَةٌ( [92] ).


3 ـ عن ابن الزبير أنه يقرأ: في جنات يتساءلون يا فلان ما سلكك في سقر( [93] ).


4 ـ وانه يقرأ: فيصبح الفساق على ما اسروا في انفسهم نادمين( [94] ).


5 ـ وانه يقرأ: ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير... ويستعينون بالله على ما اصابهم( [95] ).


مصحف عبد الله بن عمرو بن العاص


حدثنا عبد الله، حدثنا محمد حاتم بن بزيع، حدثنا زكريا بن عدي، حدثنا أبو بكر بن عياش قال: قدم علينا شعيب بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص فكان الذي بيني وبينه فقال: يا ابا بكر: ألا أخرج لك مصحف عبد الله بن عمرو بن العاص: فاخرج حروفا تخالف حروفنا فقال: واخرج راية سوداء من ثوب خشن فيه زران وعروة فقال: هذه راية رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) التي كانت مع عمرو; قال أبو بكر وزاد أبي في هذا الحديث عن محمد بن العلاء عن ابي بكر قال: مصحف جده الذي كتبه هو وما هو في قراءة عبد الله ولا في قراءة اصحابنا، قال أبو بكر بن عياش قرأ قوم من اصحاب النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) القرآن فذهبوا ولم اسمع قراءتهم( [96] ).


مصاحف امهات المؤمنين


1 ـ عن هشام عن أبيه قال: كان مكتوباً في مصحف عائشة: حافظوا على الصلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر( [97] ).


2 ـ ... اخبرني ابن ابي حميد قال: اخبرتني حميدة قالت: اوصت لنا عائشة بمتاعها فكان في مصحفها ان الله وملائكته يصلون على النبي والذين يصلون في الصفوف الاول.


قالت: قبل ان يغير عثمان المصاحف( [98] ).


3 ـ عن سالم بن عبد الله ان حفصة امرت انسانا ان يكتب لها مصحفا وقالت إذا بلغت هذه الآية (س2 آية 238) فاكتب حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر( [99] ). من عدة طرق.


4 ـ عن عبد الله بن رافع مولى ام سلمة قالت له اكتب مصحفاً فإذا بلغت هذه الآية فأخبرني.. فقالت اكتب: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر( [100] ).


مصاحف التابعين


1 ـ سمعت عبيد بن عمير يقول: اول ما نزل من القرآن: سبح اسم ربك الذي خلقك.


2 ـ عن عطاء انه قرأ: يخوفّكم أولياءه( [101] ).


3 ـ عن عكرمة كان يقرأ: وعلى الذين يُطَوِّقونه.


4 ـ عن مجاهد كان يقرأ: فلا جناح اَلاّ يُطَوِفَ بهم.


5 ـ عن سعيد بن جبير كان يقرأ: احلَّ لكم الطيبات وطعام الذين أُتوا الكتاب من قبلكم( [102] ).


6 ـ وعنه أيضاً يقرأ: فإذا هي تلقم ما يأفكون( [103] ).


7 ـ عن علقمة وأسود يقرآن: صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين( [104] ).


8 ـ عن محمد بن ابي موسى: ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب واكثرهم لا يفقهون( [105] ).


9 ـ كان حطان بن عبد الله يحلف عليها وما محمد إلاّ رسول قد خلت من قبله رسل.


10 ـ قرأ صالح بن كيسان: وجاءهم البينات، وجاءتهم البينات وقال يكاد، تكاد السموات.


11 ـ سمعت الاعمش: ألم الله لا اله الا هو الحي القيّام( [106] ).


12 ـ وأيضاً عنه يقرأ: انعامٌ وحرثٌ حرج( [107] ) وفي القرآن حجر.


والروايات كما ترى ليست مختصة في اختلاف القراءة من حيث الاعراب وليست مقتصرة على اختلاف اللحن أو ما يرتبط باللهجة بل فيها اضافات واسقاطات من الآية في حد الكلمة أو استعمال المترادفات أو غير ذلك من الكلمات المفسرة.


التحريف في الصحاح وغيرها


يوجد في كتب الصحاح وغيرها روايات كثيرة تدل على التحريف.


وهذه الروايات لو صحت لزم منها القول بالتحريف ونحن نذكر قسماً من هذه الروايات:


1 ـ حدثنا قبيصة بن عقبة... عن ابراهيم بن علقمة قال: دخلت في نفر من اصحاب عبد الله الشام فسمع بنا أبو الدرداء فاتانا فقال: أفيكم من يقرأ؟ فقلنا: نعم. قال: فأيكم؟ فاشاروا اليّ، فقال: إقرأ، فقرأت:


والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والانثى.


قال: أنت سمعتها من فيّ صاحبك، قلت: نعم، قال: وأنا سمعتها من فيّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وهؤلاء يأبون علين( [108] ).


2 ـ حدثني الأعلى... عن أنس بن مالك ان رعلاً وذكوان وعصية وبني كيان استمدوا رسول الله على عدوهم فامدهم بسبعين من الانصار، كنا نسميهم القراء في زمانهم، كانوا يحتطبون بالنهار ويصلون بالليل، حتى إذا كانوا ببئر معونة قتلوهم وغدروا بهم، فبلغ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك، فقنت شهراً يدعو في الصبح على احياء من احياء العرب، على رعل وذكوان وعصية وبني كيان. قال انس: فقرأنا فيهم قرآنا ثم ان ذلك رفع... بلغوا عنا قومنا أنَّا قد لقينا ربنا فرضي عنا وارضان( [109] ).


3 ـ عن عمر: لو لا ان يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبت آية الرجم بيدي( [110] ).


وهذا يعني ان عمر قائل بالتحريف والنقص لان آية الرجم ليست في القرآن وهو لم يقل بنسخ التلاوة لانه يريد ان يكتبها ولكن يخاف من قول الناس ولذا نقل السيوطي عن صاحب البرهان للزركشي انه قال: ظاهره ان كتابتها جائزة وانما منعه قول الناس والجائز في نفسه قد يقوم من خارج ما يمنعه فإذا كانت جائزة لزم ان تكون ثابتة لان هذا شأن المكتوب( [111] ).


وقال ابن عبد الشكور: ... وهذا ثابت بطرق لا يبعد ان يدعى التواتر( [112] ).


وعن ابن اشته: ان عمر أتى باية الرجم إلى زيد فلم يكتبها لانه كان وحده( [113] ).


4 ـ نقل عن ابن مسعود انه حذف المعوذتين من مصحفه وقال انهما ليستا من كتاب الله( [114] ).


5 ـ أخرج البخاري في تاريخه عن حذيفة قال: قرأت سورة الاحزاب على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فنسيت منها سبعين آية ما وجدته( [115] ).


وكذا قالت عائشة على ما اخرجه أبو عبيد في الفضائل وابن الانباري وابن مردويه عنها:


كانت سورة الاحزاب تقرأ في زمان النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) مائتي آية فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها الاّ على ما هو الآن( [116] ).


وكذا عن عبد الرزاق عن الثوري... عن زر بن حبيش قال: قال لي أبيّ ابن كعب كأيِّنْ تقرؤون سورة الاحزاب قال: قلت ثلاثا وسبعين واما اربعا وسبعين قال قط: ان كانت لتقارب سورة البقرة أو هي اطول منها وان كانت فيها آية الرجم قال قلت: ابا المنذر ما آية الرجم؟ قال: إذا زنيا الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم( [117] ).


وقد روي أن أبا بكر قرأ عند موته وجاءت سكرة الحق بالموت( [118] ).


والعجب من القاضي عبد الجبار الذي ينسب القول بالتحريف إلى جماعة من الامامية ويقول: انّهم قالوا: ان سورة الاحزاب كانت بحمل جمل وانه زيد فيها ونقص وغيّر وحرف( [119] ); وانت ترى ان الروايات حول تحريف سورة الاحزاب وتنقيصها من طرق أهل السنة مروية في كثير من كتبهم!! فلماذا يتهم الشيعة؟


6 ـ اخبرنا عبد الرزاق عن ابن جريج عن عمرو بن دينار قال: سمعت بجالة التميمي قال: وجد عمر بن الخطاب مصحفاً في حجر غلام في المسجد فيه: النبي أولى بالمؤمنين من انفسهم وهو ابوهم.


فقال حُكّها يا غلام، فقال: لا احكها وهي في مصحف أبيّ بن كعب، فانطلق إلى ابيّ، فقال له: اني شغلني القرآن وشغلك الصفق بالاسواق( [120] ).


7 ـ حدثنا عبد الله بن صالح عن هشام بن سعيد عن زيد بن اسلم عن عطاء عن يسار عن ابي واقد الليثي قال:


كان رسول الله إذا أوحي إليه أتيناه فعلَّمنا مما أوحي إليه قال: فجئت ذات يوم فقال ان الله يقول:


انا أنزلنا المال لاقامة الصلاة وايتاء الزكاة ولو ان لابن آدم واديا لاحب ان يكون إليه الثاني ولو كان إليه الثاني لأحب أن يكون اليهما الثالث ولايملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب ويتوب الله على من تاب( [121] ).


8 ـ وروى أبو حرب بن ابي الاسود عن أبيه قال: بعث أبو موسى الاشعري إلى قراء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرأوا القرآن، فقال: انتم خيار أهل البصرة وقراؤهم فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم وانا كنا نقرأ سورة كنّا نشبهها في الطول والشدّة ببراءة فأنسيتها، غير أني قد حفظت منها، .. لو كان لابن آدم واديان من مال لا بتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب.


وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها باحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منها:


يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، فتكتب شهادة في اعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة( [122] ).


9 ـ عن سفيان عن الاعمش... عن عبد الله بن سلمة. قال: قال حذيفة: ما تقرؤون ربعها!! يعني البراءة( [123] ).


10 ـ عن ابن عباس: لما نزلت:


وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين( [124] ).


11 ـ اخرج ابن عبد البر في التمهيد من طريق عدي بن عدي بن عميرة ابن فروة عن ابيه عن جده عميرة بن فروة أن عمر بن الخطاب قال لأبيّ: أوليس كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله:


ان انتفاءكم من آبائكم كفر بكم؟ فقال بلى ثم قال: أو ليس كنا نقرأ الولد للفراش وللعاهر الحجر فيما فقدنا من كتاب الله؟ فقال أبي: بلى.


وفي رواية آخر عن ابن عباس انه سمع عمر يقول: قد كنا نقرأ: لا ترغبوا عن آبائكم فانه كفر بكم أو ان كفراً بكم ان ترغبوا عن ابائكم( [125] ).


12 ـ عن الثوري: بلغنا ان اصحاب النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) (الذين) كانوا يقرؤون القرآن اصيبوا يوم مسيلمة فذهبت حروف من القرآن( [126] ).


13 ـ عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو بن عبيد عن الحسن قال: هَمَّ عمر بن الخطاب ان يكتب في المصحف: ان رسول الله ضرب في الخمر ثمانين( [127] ).


14 ـ اخرج الطبراني بسند موثق عن عمر بن الخطاب مرفوعا:


القرآن الف الف حرف وسبعة وعشرون الف حرف( [128] ).


بينما ان حروف القرآن لا يتجاوز عددها ثلث هذا المقدار.


فمع وجود هذا والكثير من أمثاله في كتب أهل السنة لماذا ينسب بعض المنحرفين القول بالتحريف إلى الشيعة( [129] )؟


15 ـ عن نافع عن ابن عمر قال:


ليقولن احدكم قد اخذت القرآن كله، وما يدريه ما كله، قد ذهب منه قرآن كثير ولكن ليقل قد اخذت منه ما ظهر( [130] ).


16 ـ عن عائشة قالت: كان فيما انزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرّمن( [131] ).


17 ـ عن مالك: ان اولها ]سورة البراءة[ لما سقط، سقط معه البسملة فقد ثبت انها كانت تعدل بطولها البقرة( [132] ).


18 ـ اخرج ابن مردويه عن ابن مسعود: قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم):


يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك (ان علياً مولى المؤمنين) وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس( [133] ).


19 ـ اخرج ابن ماجه عن عائشة قالت:


لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشراً ولقد كانت في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله وتشاغلنا بموته دخل الداجن فأكلها( [134] ).


20 ـ وروى أبو سفيان الكلاعي ان مسلمة بن مخلد الأنصاري قال لهم ذات يوم:


اخبروني بآيتين في القرآن لم يكتبا في المصحف، فلم يخبروه وعندهم أبو الكنود سعد بن مالك، فقال ابن مسلمة: ان الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، ألاّ ابشروا انتم المفلحون والذين آووهم ونصروهم وجادلوا عنهم القوم الذين غضب الله عليهم أولئك لا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون( [135] ).


21 ـ وروى المسور بن مخرمة قال: قال عمر لعبد الرحمن بن عوف: الم تجد فيما انزل علينا: ان جاهدوا كما جاهدتم اول مرة فانا لا نجدها؟ قال: اسقطت فيما اسقط من القرآن( [136] ).


22 ـ روي عن ابيّ بن كعب أنه كتب في مصحفه سورتي الحفد والخلع: اللهم انا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك اللهم اياك نعبد ولك نصلي ونسجد واليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك ان عذابك بالكافرين ملحق( [137] ).


قال الحسين بن المناري في كتابه الناسخ والمنسوخ: ومما رفع رسمه من القرآن ولم يرفع من القلوب حفظ سورتا القنوت في الوتر وتُسمّى سورتي الخلع والحفد( [138] ).


جوابنا عن روايات أهل السنة في التحريف


ألف ـ لقد ثبت عند جميع المسلمين تواتر القرآن ولم يقل احد منهم ـ اعتقاداً ـ بثبوته من طرق الآحاد لا كلاً ولا بعضا، فعلى هذا نطرح كل الروايات التي يشم منها أنّ ثبوت القرآن أو بعضه بغير التواتر، وكذا نطرح الروايات التي تقول بنسخ التلاوة لبعض الآيات، فهذه الروايات كلها آحاد لا تثبت قرآنا ولا تصمد امام تواتر القرآن الثابت عند جميع المسلمين، فيجب الحكم ببطلانها حتى ولو افترض صحة سندها أيضاً لمخالفتها للكتاب (كما بينا سابقاً) بالاضافة إلى اعتقاد جميع المسلمين بتواتر الكتاب.


ب ـ اما بالنسبة إلى القراءات المختلفة التي نقلت عن بعض الصحابة في قسم من الآيات، فسنناقشها في المباحث الآتية. ولكن نقول هنا باختصار:


ان هذه القراءات متأخرة عن عصر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أوجدها الصحابة الذين كان كل واحد منهم من قبيلة وبلد، ولم يكن سماعهم من النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كاملا، كما ان بعضهم كان ينسى الآيات أو قراءتها الصحيحة، فيتخيل على النحو الذي يراه ـ كما يظهر من كثير من الروايات المتقدمة ـ، بل ذهب كل منهم إلى بلد فقرأ القرآن بنحو يختلف به مع غيره من حيث القراءة، ولذا لما رأى حذيفة ذلك في آذربيجان، خاف من الاختلافات بين أهل الشام والعراق، فجاء إلى عثمان وعرض عليه هذا الامر، فحمل عثمان الناس على قراءة واحدة حفظا للقرآن من التحريف والنقصان وأيده الامام علي(عليه السلام) أيضاً في ذلك.


فعلى هذا نقول: ان القراءات التي نقلها القراء والمفسرون وغيرهم لم تكن كلها صحيحة، بل ما تواتر منها وثبت واقعا يكون في نظرنا صحيحا، مع القول بأن واحدة منها في الواقع صحيحة فقط، ولكن إذا لم يمكن تشخيص هذه الواحدة من بين القراءات المتعددة المتواترة فرضاً فاننا نقول بصحة ما هو المتواتر فقط ولو كان اثنين أو ثلاثة والموارد المتواترة قليلة جداً.


ج ـ اما بالنسبه إلى ما نسب إلى ابن مسعود حول انكاره كون المعوذتين من القرآن فنقول: انه بالاضافة إلى عدم قبول هذا من ابن مسعود لتواتر القرآن وثبوتهما عند جميع المسلمين، نرى ان بعض الناس نفى هذه النسبة إلى ابن مسعود كما يظهر ذلك من الفخر الرازي في تفسيره، ويقول النَووي أيضاً: أجمع المسلمون على ان فاتحة الكتاب والمعوذتين من القرآن... وما نقل عن ابن مسعود باطل ليس بصحيح كما ان ابن حزم انكر هذه النسبة إلى ابن مسعود، بينما روى ان عاصم أخذ قراءتها من ابن مسعود والحال ان المعوذتين وفاتحة الكتاب ثابتة في مصحف عاصم!


ويقول حول ذلك صاحب المناهل: إذا انكر ابن مسعود هاتين السورتين لا يضرنا لوجود التواتر على انهما من القرآن( [139] ).


اما القسطلاني فانه لما رأى ان تكذيب هذا القول بالنسبة إلى ابن مسعود ينتهي إلى تكذيب الرواة الذين نقلوا ذلك قال بتوجيه آخر; وهو ان ابن مسعود لم ينكر قرآنيتهما بل انكر اثباتهما في مصحفه( [140] ).


ونحن نقول للقسطلاني لماذا هذا التوجيه فإذا لم ينكر ابن مسعود قرآنيتهما فلماذا لم يثبتهما في مصحفه؟!


اما الباقلاني فيكذب رواة هذه النسبة ويقول: اما المعوذتان فكل من ادَّعى ان ابن مسعود أنكر أن تكونا من القرآن فقد جهل وبَعُد عن التحصيل لان سبيل نقلهما سبيل نقل القرآن( [141] ).


وأما بالنسبة إلى ما نسب إلى ابيّ من أنه أضاف إلى مصحفه سورتي الخلع والحفد! فيقول القاضي:


ولا يجوز أن يضاف إلى عبد الله أو إلى أبيّ بن كعب أو زيد أو عثمان أو علي(عليه السلام) أو واحد من ولده أو عترته جحد آية أو حرف من كتاب الله وتغييره أو قراءته على خلاف الوجه المرسوم... وان كلام القنوت المروي عن ابيّ بن كعب الذي اثبته في مصحفه لم تقم حجة بانه قرآن منزل بل هو ضرب من الدعاء... وانما روي عنه انه اثبته في مصحفه وقد ثبت في مصحفه ما ليس بقرآن، من دعاء أو تاويل( [142] ).


ويقول الباقلاني: إن كلام القنوت المروي أنّ ابيّ بن كعب أثبته في مصحفه لم تقم الحجة بأنه قرآن منزل بل هو ضرب من الدعاء!! وانه لو كان قرآنا لنقل الينا نقل القرآن وحصل العلم بصحته( [143] ).


فهذه الروايات التي نقلت من كتب أهل السنة والتي تدل على التحريف، اما انها من خلط الصحابة، أو سهوهم، أو اجتهادهم الخاطىء في ذلك، واما تخليط من الرواة الناقلين لهذه الروايات كذباً وافتراءً عليهم، فبعد ثبوت تواتر القرآن عند جميع المسلمين يجب طرح هذه الروايات وان وجدت في البخاري أو مسلم أو غيرهما من السنن والصحاح...


وبالنسبة إلى القراءات العجيبة التي رواها ابن ابي داود في كتاب المصاحف فان اكثرها ناش من خلط التفسير مع التنزيل واشار إلى ذلك السيوطي وابن الجزري وغيرهما( [144] )، كما ان قسما منها اجتهادات وأوهام من قبل الصحابة والتابعين والقرّاء يجب طرحها من تراثنا الديني والقرآني.


قصة البسملة والتحريف


هنا قصة أخرى تدل أيضاً على قولهم بالتحريف وان لم يصرحوا به: وهو ادعاء بعضهم عدم كون البسملة من الآيات القرآنية.


يقول الزمخشري: قُرّاء المدينة والبصرة والشام وفقهاؤها على ان التسمية ليست بآية من فاتحة الكتاب ولا من غيرها من السور( [145] )، ورووا أيضاً رواية في نزول البسملة بانها نزلت ابتداء بسم الله، وبعد مدة اُلِحقَ بها الرحمن، وبعد مدة نزلت بتمامها( [146] ). فمعنى هذا ان البسملة ليست من فاتحة الكتاب التي كان يقرؤها النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) من ابتداء البعثة.


والباقلاني كتب صفحات متعددة حول اثبات أن البسملة ليست آية من فاتحة الكتاب ولا من فاتحة أي سورة وانما هي قرآن في سورة النمل فقط( [147] ). والذي فهم ان القول بحذف البسملة يعني القول بتحريف القرآن هو الفخر الرازي الذي يقول: ردا على من يعتقد ان البسملة ليست من القرآن:


فلو لم تكن التسمية من القرآن لما كان القرآن مصونا عن التغيير، ولما كان محفوظاً عن الزيادة ولو جاز أن يظن بالصحابة أنهم زادوا لجاز أيضاً أن يظن بهم النقصان، وذلك يوجب خروج القرآن عن كونه حجة( [148] ).


وكذا نبه السيد ابن طاووس(رضي الله عنه) على ذلك ردا على احد أهل السنة الذي اتهم الشيعة بالاعتقاد بالتحريف قال:


... قد رأينا في تفسيرك انك ادَّعيت ان بسم الله الرحمن الرحيم ما هي من القرآن الشريف، وقد اثبتها عثمان فيه، وهو مذهب لسلفكم انهم لا يرونها آية من القرآن، وهي مائة وثلاثة عشرة آية في المصحف الشريف تزعمون أنها زائدة وليست من القرآن، فهل هذا إلاّ إعتراف منك يا ابا علي بزيادتكم في المصحف الشريف والقرآن ما ليس فيه. وقال ابن طاووس أيضاً: ان ذلك هو مذهب السلف من أهل السنة( [149] ).


والذي نقول به هو ان البسملة جزء من القرآن لأنها كتبت في المصاحف وتُقرء من بدء الأمر ولايمكن الترديد في ذلك، والترديد فيه ينتهي إلى ما اشار إليه الرازي في تفسيره.


الحروف المقطعة أسماء للسور!


يقول ابن طاووس(رحمه الله) رداً على احد أهل السنة:


... وجدناك في تفسيرك تذكر أن الحروف التي في أول سور القرآن أسماء السور، ورأينا هذا المصحف الشريف الذي تذكر ان سيدك عثمان بن عفان جمع الناس عليه قد سمى كثيرا من السور التي أولها حروف مقطعة بغير هذه الحروف...( [150] ).


وقد نقل أيضاً عن عبد الرحمن بن أسلم أن الحروف المقطعة هي أسماء السور( [151] )، فمع تصريحهم بأن أسماء السور قد وضعت من قبل الصحابة من جهة، وبأن الحروف المقطعة هي أسماء للسور من جهة أخرى ـ كما يقولون ـ فوجود هذه الحروف المقطعة في القرآن يدل على التحريف.


إلا أن يقال بأن الحروف المقطعة جزء من القرآن ولا ينافي ذلك تسمية السور بها، تماماً كما تطلق سورة البقرة على السورة التي ذكرت فيها قصة البقرة وامثال ذلك، كسورة الفلق وسورة القلم وسورة الناس وغيرها.


نسخ التلاوة


قيل في جواب الروايات التي نقلناها فيما سبق ـ والتي تدل على نقص في بعض السور كبراءة والاحزاب وغيرهما ـ ان هذا النقص قد نسخت تلاوته ونسخ من قبل الله، ويعبر عن ذلك بنسخ التلاوة.


اما نحن فلا نستطيع ان نقبل هذا القول بل نقول: ان نسخ التلاوة امر وضع في وقت متأخر من أجل تصحيح ما رواه أهل السنة حول النقص في بعض السور أو حذف بعض الآيات أو ضياع قسم منها، أو اكل الشاة والداجن له، نعم لقد وضعوا ذلك من اجل توجيه ما رواه بعض الناس من دون فهم، لذا نرى أن جمعا من علماء السنة أيضاً ينكرون هذا النوع من النسخ.


يقول الامام السرخسي: لا يجوز هذا النوع من النسخ في القرآن عند المسلمين، وقال بعض الملحدين ممن يتستر باظهار الاسلام ـ وهو قاصد إلى فساده ـ هذا جائز بعد وفاته(صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً، واستدل في ذلك بما روي أن أبا بكر الصديق كان يقرأ لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم وما روي عن أنس بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضان وما قاله عمر قرأنا آية الرجم في كتاب الله ورعيناه وما قاله ابيّ: ان سورة الاحزاب كانت مثل سورة البقرة أو اطول منه ]وأضاف السرخسي:[ والشافعي لا يظن به موافقة هؤلاء في هذا القول، ولكنه استدل بما هو قريب من هذا في عدد الرضعات فانه صحح ما يروى عن عائشة: (ان مما أنزل في القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن فنسخن بخمس رضعات معلومات وكان ذلك مما يتلى في القرآن بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)).


وقال السرخسي بعد ذلك: والدليل على بطلان هذا القول قوله تعالى: انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ومعلوم أنه ليس المراد الحفظ لديه تعالى فإنه يتعالى من ان يوصف بالغفلة والنسيان فعرفنا ان المراد الحفظ لدينا.


وقد ثبت انه لا ناسخ لهذه الشريعة بوحي ينزل بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ولو جوزنا هذا في بعض ما اوحي إليه لوجب القول بتجويز ذلك في جميعه فيؤدي ذلك إلى القول بأن لايبقى شيء مما ثبت بالوحي بين الناس في حال بقاء التكليف. وأي قول اقبح من هذا...( [152] ).


ويقول أيضاً الدكتور صبحي الصالح:


وجعلوا النسخ على ثلاثة أضرب: نسخ الحكم دون التلاوة، ونسخ التلاوة دون الحكم، ونسخ التلاوة مع الحكم... اما الجرأة العجيبة ففي الضربين الثاني والثالث اللذين نسخت فيهما ـ بزعمهم ـ تلاوة آيات معينة، إمّا مع نسخ الحكم وإمّا من دونه، والناظر في صنيعهم هذا سرعان ما يكتشف فيه خطأ مركبا: فتقسيم المسائل الى أضراب انما يصلح إذا كان لكل ضرب شواهد كثيرة أو كافية ـ على الاقل ـ ليتيسَّر استنباط قاعدة منها، ومالعشاق النسخ إلا شاهد أو اثنان على كل من هذين الضربين وجميع ما ذكروه منها اخبار آحاد ولايجوز القطع على انزال القرآن ونسخه باخبار آحاد لا حجة فيها. وبهذا الرأي السديد أخذ ابن ظفر في كتاب الينبوع( [153] ) إذ انكر أن هذا مما نسخت تلاوته وقال لان الخبر الواحد لا يثبت القرآن( [154] )، وذكر الشيخ صبحي امثلة من ذلك كآية الرجم، وعشر رضعات و...


أما نحن فنقول للشيخ صبحي: ماذا تقولون إذن في الروايات الواردة في كتب أهل السنة وصحاحهم؟ فإن كانت روايات آحاد ـ كما ذكرت وهو الحق ـ وجب الحكم ببطلانها وإن أوردها البخاري ومسلم وغيرهما!! ووجب التنازل عن تصحيح كل ما في الصحاح الستة.


ومن المضحك توجيه السيوطي لنسخ التلاوة بالنسبة لآية الرجم حيث يقول: وخطر لي في ذلك نكتة حسنة ]!![ وهو ان سببه التخفيف على الامّة بعدم اشتهار تلاوتها وكتابتها في المصحف وان كان حكمها باقيا لانه اثقل الاحكام واشدها واغلظ الحدود.


إذا كان الامر كذلك فلماذا ينزل الله تعالى الآية ثم ينسخ تلاوتها ألا يمكن ترك الحكم للسنة النبوية الشريفة من الاول، وهل كل ما يدعى فيه نسخ التلاوة من هذا القبيل؟


وبعد.. فاننا نسأل ان ما روي عن ابي موسى الاشعري وابن عمر وأبيّ بن كعب وغيرهم هل هو صحيح عنهم أو مكذوب عليهم؟ أليس الألتزام بروايات الآحاد هذه إلاّ القول بالتحريف من ناحية أصحاب الصحاح.


يقول السيّد الخوئي:


ان القول بنسخ التلاوة عين القول بالتحريف والاسقاط، وبيان ذلك أن نسخ التلاوة هذا اما أن يكون قد وقع من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) واما ان يكون ممن تصدى للزعامة من بعده، فإن أراد القائلون بالنسخ وقوعه من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فهو أمر يحتاج إلى الاثبات، وقد اتفق العلماء أجمع على عدم جواز نسخ الكتاب بخبر الواحد، وقد صرح بذلك جماعة في كتب الاصول وغيرها( [155] )، بل قطع الشافعي واكثر أصحابه وأكثر أهل الظاهر بامتناع نسخ الكتاب بالسنَّة المتواترة، وإليه قد ذهب أحمد بن حنبل في احدى الروايتين عنه، بل كان جماعة ممن قالوا بإمكان نسخ الكتاب بالسنَّة المتواترة منعوا وقوعه( [156] ). وعلى ذلك فكيف تصح نسبة النسخ إلى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بإخبار هؤلاء الرواة.


مع أن نسبة النسخ إلى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) تنافي جملة من الروايات التي تضمنت ان الاسقاط قد وقع بعده ]كما ذكرنا ذلك في المباحث السابقة[. وان أرادوا أن النسخ قد وقع من الذين تصدوا للزعامة بعد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فهو عين القول بالتحريف وعلى هذا فيمكن أن يدّعى ان القول بالتحريف هو مذهب اكثر علماء أهل السنة لانهم يقولون بجواز نسخ التلاوة سواء أنسخ الحكم، أم لم ينسخ... نعم ذهبت طائفة من المعتزلة( [157] ) إلى عدم جواز نسخ التلاوة( [158] ).


وقد نفى القول بنسخ التلاوة أيضاً كل من: الجزيري في كتابه الفقه على المذاهب الأربعة ج3 ص257، والاستاذ السايس في كتابه فتح المنان على حسن العريض ص216 و217( [159] ). وغيرهم كما حكى الزركشي عنهم ذلك( [160] ) وعلى ذلك يجب التصريح بأن هذه الأباطيل قد دُسّتْ في الصحاح!


جمع القرآن والتحريف


ان سيرة المسلمين تجاه القرآن عبر التاريخ هي عدم الشك في أيّ آية من آيات الله واعتقادهم بأنه هو المنزل من جانب الله تعالى من دون نقص أو زيادة فيه.


ومع ذلك فقد روى أهل السنة في صحاحهم وغيرها من السنن روايات حول جمع القرآن يفهم منها عدم تواتر الآيات القرآنية بل ثبتت بالآحاد، وها نحن نذكر بعض هذه الروايات ثم نناقشها:


* في البخاري: عن زيد بن ثابت. قال: أرسل إليَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده فقال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: ان القتل قد استحر يوم اليمامة بقُرّاء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقُرّاء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن قلت لعمر: كيف تفعل شيئاً لم يفعله رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال عمر: هذا والله خير; فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر قال زيد: قال أبو بكر:


انك رجلٌ شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان اثقل عليّ مما امرني به من جمع القرآن، قلت: كيف تفعلون شيئاً لم يفعله رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)!!؟ قال: هو والله خير فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال!! حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الانصاري لم اجدها مع غيره: لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتّم حتى خاتمة براءة فكانت الصحف عند ابي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصه بنت عمر( [161] ).


وعن ابن ابي داود من طريق الحسن: ان عمر سأل عن آية من كتاب الله فقيل كانت مع فلان قتل يوم اليمامة فقال: إنا لله وأمر بجمع القرآن فكان اول من جمعه في المصحف( [162] ).


* وعن ابن اشتة في المصاحف عن ابن بريدة قال: اول من جمع القرآن في مصحف سالم مولى أبي حذيفة، أقسم لا يرتدي برداء حتى يجمعه فجمعه ثم ائتمروا ما يسمونه فقال بعضهم سموه السِّفْر، قال ذلك إسم تسميه اليهود فكرهوه فقال: رأيت مثله بالحبشة يسمى المصحف فاجتمع رأيهم على ان يسموه المصحف( [163] ).


* وعن زيد بن ثابت: كتبنا المصاحف، ففقدت آية كنت أسمعها من رسول الله فوجدت عند خزيمة من المؤمنين رجال صدقوا... وكان عمر لا يقبل آية من كتاب الله حتى يشهد عليها شاهدان فجاء رجل من الانصار بآيتين فقال عمر، لا اسألك عليها شاهدا غيرك( [164] ).


* وعن يحيى بن عبد الرحمن حاطب قال: أراد عمر ان يجمع القرآن فقام في الناس فقال من كان تلقى من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) شيئاً من القرآن فليأتنا به وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والألواح والعسب، وكان لا يقبل شيئاً من ذلك حتى يشهد عليه شاهدان، فجاء خزيمة فقال: اني رأيتكم تركتم آيتين لم تكتبوهما، فقال وما هما؟ قال تلقيت من رسول الله لقد جاءكم رسول...( [165] ).


* عن أنس بن مالك: كنت فيمن أملي عليهم فربما اختلفوا في الآية فيذكرون الرجل قد تلقاها من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ولعله أن يكون غائبا أو في بعض البوادي فيكتبون ما قبل الآية وما بعدها ويدعون موضعها حتى يجيء الرجل أو يرسل إليه( [166] ).


* عن أبيّ بن كعب انهم جمعوا القرآن في المصاحف في خلافة ابي بكر(رحمه الله) وكان رجال يكتبون ويملي عليهم أبيّ فلما انتهوا الى هذه الآية من سورة براءة: ثم انصرفوا صرف الله... فظنوا أن هذا آخر ما نزل من القرآن فقال: أبيّ بن كعب إن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) اقرأني بعدها آيتين لقد جاءكم رسول ...( [167] ).


* عن ابي داود بن الزبير أن أبا بكر قال لعمر ولزيد: أقعد على باب المسجد فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه( [168] ).


* عن ابن سيرين: مات ابو بكر ولم يجمع القرآن( [169] ).


* وروى ابن سعد ان اول من جمع القرآن عمر( [170] ).


فهذه الروايات وامثالها كثيرة في كتب الصحاح وغيرها والقبول بها في شأن جمع القرآن انما يعني القبول بعدم تواتر القرآن، واثباته بإخبار آحاد كقول خزيمة، أو بشاهدين أو بنقل ابيّ بن كعب، أو بقول رجل كان في البوادي فيرسل إليه حتى يقرأها لهم، أو كانت الآية مع رجل قتل في اليمامة، أو غير ذلك من المسائل التي لا يمكن التغاضي عنها لو أريد قبول مرويات الصحاح بهذا الشأن، ونحن لا نعلم كيف يرضى بعض المحدثين نقل هذه الرويات بعنوان فضائل الخلفاء مع دلالتها على عدم اهتمام الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)بجمع القرآن والحطّ من شأنه(صلى الله عليه وآله وسلم)، وكم يوجد مثل ذلك في روايات الفضائل التي تشير بشكل غير صريح إلى خطأ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) وقصوره والحط من مكانته مع ان ظاهرها يدل على فضل بعض الصحابة! كما في قصة اسارى بدر وقصة الحجاب، وكم له من نظير في السيرة.


وقد تنبه الزركشي لهذا الأمر وذكر توجيها في المقام لا يمكن قبوله; يقول بالنسبة لقول زيد بأخذ آيتين من خزيمة:


ليس فيه اثبات القرآن بخبر الواحد لأن زيدا كان قد سمعها وعلم موضعها في سورة الاحزاب بتعليم (النبي) وكذلك غيره من الصحابة ثم نسيها فلما سمع ذكره، وتتبّعه للرجال كان للاستظهار لا لإستحداث العلم( [171] ).


ولكن لا دليل على مثل هذا التوجيه، ثم لو قبلنا ذلك فهل يثبت التواتر بعلم زيد وخزيمة فقط؟ وهل نسي كل الصحابة هذه الآية؟!! وإذا جاز ذلك فيجوز أن يكونوا جميعا قد نسوا بعض الآيات حتى خزيمة! دون أن يظهر من يذكرهم ويستظهر لهم العلم!


واقبح من هذا توجيهه لآيات آخر سورة التوبة التي قال زيد عنها: وجدت آخر سورة براءة مع خزيمة بن ثابت ولم اجدها مع غيره يقول الزركشي: يعني ممن كانوا في طبقة خزيمة ممن لم يجمع القرآن( [172] ). فهذا توجيه لا وجه له ولا دليل عليه.


وقد حاول آخرون تصحيح قصة خزيمة بأن معناها: ان الصحابة لم يجدوا تلك الآية مكتوبة إلاّ عند خزيمة بخلاف غيرها من الآيات( [173] ). ولكن هذا لا يصح، لان هذا القيد ـ قيد الكتابة ـ لم نجده في أي رواية تتعلق بهذا الأمر ولا يمكن قبوله بدون دليل، بالاضافة إلى ان قيد شهادة خزيمة بمنزلة الشهادتين ينفي ذلك.


كما ان توجيه البعض الآخر ان معنى ذلك هو ان زيدا يطلب التثبت عمن تلقاها بغير واسطة( [174] ) كذلك تحكّم لا دليل عليه أيضاً.


كما ان توجيه ابن حجر للشاهدين غير صحيح لانه لا مستند له كما ان المعنى المتبادر من الشاهدين ينفي هذا التوجيه( [175] ). اما نحن فنرفض هذه الروايات حول جمع القرآن وذلك لما يلي:


ألف ـ لوجود التناقض في نقل هذه الروايات كثيراً، ولا يمكن جمعها بوجه، فهل الجامع هو أبو بكر أم عمر أم حذيفة أم غيرهم.


ب ـ قيل انّ علة جمع القرآن هو قتل القُرّاء في اليمامة. وهذا لا يمكن قبوله لان كُتّابَ الوحي والحافظين له كلهم موجودون في المدينة كعلي بن ابي طالب وأُبيّ بن كعب الذي قال فيه النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): اقرؤهم ابيّ بن كعب( [176] )وكذا عبد الله بن مسعود الذي قال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فيه: اقرؤوا بقراءة ابن ام عبد( [177] ). فمع وجود هؤلاء الأفراد في المدينة لا يمكن تصور خوف ابي بكر وعمر من ذهاب القرآن!؟


ج ـ اننا أثبتنا في السابق أن القرآن قد جمع في عهد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، وأن قصة جمع القرآن في عهد الخلفاء كذب محض( [178] )، وقدح في النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بعدم اهتمامه بجمع القرآن، مع أنه لم يكن له شغل أهم من جمع القرآن وحفظه للاجيال المسلمة اللاحقة. فإذا ثبت ان جمع القرآن كان في زمن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فلا يمكن قبول هذه الروايات.


د ـ بعد قبول تواتر القرآن كله وعدم وجود نقص أو زيادة فيه عند الجميع; يلزم طرح هذه الروايات التي تنفي التواتر عنه.


/ 4