صلاة أهل مكة
قال الفاكهي في كتابه أخبار
مكة: أخذ أهل مكة الصلاة من ابن جُريج، وأخذها ابن جُريج من عطاء، وأخذها
عطاء من ابن الزبير، وأخذها الزبير عن أبي بكر، وأخذها أبوبكر من رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من جبرئيل (عليه السلام)>31.
وأما أبو الوليد الأزرقي فقد
نقل خبراً يهمّنا التعرض له وهو:
حدّثني جدّي عن مسلم بن خالد
الزنجي وسعيد بن سالم قالا: حدّثنا ابنُ جُريج قال: قلت لعطاء: إذا قلّ الناس
في المسجد الحرام أحبّ اليك أن يصلّوا خلف المقام أو يكونوا صفّاً واحداً حول
الكعبة؟ قال: بل يكونوا صفّاً واحداً حول الكعبة، قال: وتلا: {وترى
الملائكة حافّين من حول العرش}>32.
ويمكن أن يستظهر من هذا الخبر
بعد التأمل والدقة فيه، والاستظهار من بعض الأخبار الأخرى أن أهل مكة حينما
اجتمعوا في المسجد الحرام اجتماعاً ضخماً للصلاة بالجماعة، كانوا قد استداروا
حول الكعبة المشرفة لضيق المكان; لأنه لا محيص منها، إلاّ أن يقال بعدم
انعقاد الجماعة في تلك الفترة وعدم وقوعها وهذا بعيد جدّاً إن لم نقل
ببطلانه.