مَن أدار الصفوف حول الكعبة المعظمة؟ - إستدارة و صلاة الجماعة فی المسجد الحرام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إستدارة و صلاة الجماعة فی المسجد الحرام - نسخه متنی

محمدعلی مقدادی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید






مَن أدار الصفوف حول الكعبة المعظمة؟



لم أجد نصّاً صريحاً بأن رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان أول من أدار الصفوف حول الكعبة المعظمة،
ولكنا إذا أمعنا النظر في القرائن التأريخية التيّ ذكرنا بعضها، وفي هذه
الرواية التي نقلها الفاكهي في كتابه:


... عن أمّ سلمة زوج
النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)أنها قالت: شكوت إلى النبي (صلى الله عليه
وآله وسلم) أني أشتكي، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): طوفي من وراء الناس،
وقال يعقوب: طوفي من وراء المصلين، قالت: فطفت ورسول الله(صلى الله عليه
وآله وسلم)حينئذ يصلي إلى البيت، وهو يقرأ بـ { والطور * وكتاب مسطور} >33.


يمكن أن يقال: إن الاستدارة
للصلاة بالجماعة حول الكعبة المشرفة وقعت في الفترات الأولى من نشأة الإسلام،
وبما أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر هُبيرة بن سِبل بن العجلان
أن يصلي بالناس في زمن فتح مكة>34;
وبما أن الصلاة لا يمكن إقامتها بالجماعة إلاّ بالاستدارة، لضيق الساحة
المقدسة، فيمكن القول بوقوعها في تلك الفترة، والله
العالم.


نعم، ذكر أبو الوليد الأزرقي
أن أول من أدار الصفوف حول الكعبة، خالد بن عبد الله القسري>35.


قال رشدي صالح ملحس: ذكر
السنجاري في بعض أولياته أن الحَجاج أول من أطاف الناس حول الكعبة للصلاة
وكانوا يصلون صفّاً. ونقل الزركشي أن أول من فعله عبد الله بن الزبير; ويمكن
الجمع بين الكلامين بأن ابن الزبير أولا ثم خالد بعد قتله>36.


وقال الفاكهي: ويقال: إن أول
من أدار الصفوف حول الكعبة خالد بن عبد الله القسري.


حدثنا حسين بن حسن، قال: إن
رَوح بن عُبادة، عن ابن جُريح، قال: أخبرني عطاء، قال: كان ابن الزبير إذا
صلّى بالناس جمعهم أجمعين وراء المقام. قال: فَعِيب ذلك عليه، فقال له إنسان:
أرأيت إن كان وراء المقام من الناس مالو جمعهم حول البيت أطافوا به واحداً،
ولكن فيه فرج أي ذلك أحب اليك؟ فقال: {وترى الملائكة حافّين من
حول العرش}>37
يقول: صفوفهم حول البيت أحب إليّ>38.


هذا كلّه بالنسبة للمائة
الأولى من الهجرة النبوية، على مهاجرها آلاف التحيّة والسلام.


وعلى ذلك فإن لم نجد نصاً
صريحاً يدّل على إقامة الجماعة بالاستدارة في زمن الرسول (صلى الله عليه وآله
وسلم)، فلم نجد نصاً أيضاً على خلاف ذلك، فلذا اكتفينا بالقرائن التي
استعرضناها، والمجال لمن يريد التحقيق لأكثر من ذلك، واسع.


بعدما ولدت المذاهب الأربعة
السنيّة ووقعت الخلافات بينها انتجت المحاريب الأربعة في المسجد الحرام
لأئمتها الأربعة حتى يصلوا فيها.


ولأجل ذلك أقيمت لكل وقت
من الأوقات الخمسة للصلوات الواجبة، أربعة جماعات في الجهات
الأربعة للمسجد الحرام، وفي بعض الأحيان إمام خامس لفرقة الزيدية; كان يصلّي
بالزيديين الموجودين في مكة.


ولايخفى أن صلاة الجمعة وقعت
في تلك الفترة في المسجد الحرام وكان الإمام لصلاة الجمعة شخصاً واحداً ولم
تنعقد الجمعة متعددة وإن وقعت الصلواة اليومية متعددة.


قال الكردي : ... وأما عندنا
بمكة المشرفة، فإنه بعد أن فتحها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في
السنة الثامنة للهجرة. ودخل الناس في دين الله أفواجاً وعبدوا الله تعالى
جهاراً ليلا ونهاراً، أقيمت فيه صلاة الجمعة كبقية الصلوات، فكان الناس منذ
العهد الأول يقيمون صلاة الجمعة بالمسجد الحرام إلى عصرنا الحاضر فلا تتعدد
صلاة الجمعة بمكة المشرفة أبداً. وكان الناس يحضرون إلى المسجد الحرام لصلاة
الجمعة من أماكن بعيدة، كالمعلاّة والحجون والمعابدة، وكالمسفلة وجرول،
يحضرون إلى المسجد الحرام بحبّ ورغبة صيفاً وشتاء، ولو في شدّة الحّر والقيظ،
بواعز نفسي ودافع ديني، مع وجود مساجد كثيرة في مكة المكرمة ...>39.


هذا وقد وصف ابن جبير صلاة
الأئمة في رحلته إلى مكة المكرمة في عام 578 للهجرة فقال: .... وهم أربعة
أئمة سنّية وإمام خامس لفرقة تسمّى الزيدية وأشراف هذه البلدة على مذهبهم وهم
يزيدون في الأذان «حيّ على خير العمل»>40.


وقال في رحلته
أيضاً:


... ويوضع الشمع بين يدي
الأئمة في محاريبهم. ومحاريب الأئمة هي المقامات التي ذكرنا إنشاءَها في
العهد الفاطمي ليصلّي فيها الأئمة الأربعة>41.


ولا يخفى أن هذا الشكل من
إقامة الجماعة شكل سييء ومخالف للوحدة الإسلامية التيّ هي الأساس لتشريع
الصلاة بالجماعة ولا يقبله من يعرف القليل من أوليات أحكام الإسلام فضلا عن
كثيرها. ولأجله أنكر بعض العلماء تعدد الجماعات في المسجد الحرام في ذلك
العصر.


قال أحمد السباعي: ... وجاء في
حاشية ابن عابدين على الدر المختار أن بعض العلماء أنكروا تعدد الجماعات في
ذلك العصر، وأفتوا بعدم جواز ذلك على المذاهب الأربعة ويشير ابن ظهيرة أن
تعدد الجماعات بقي في المسجد إلى عهد الشراكسة ثم ألغي، ثم العمل به مرّة
أخرى; أقول: وقد ظلّ العمل به إلى أن ألغي في عهد الحكومة السعودية
الحاضرة>42.


فتبين من ذلك كلّه أن تعدد
الجماعات في ساحة المسجد الحرام وقع في أحيان مختلفة وفي خلال الفترات أقيمت
الصلوة مع إمام واحد كان يصلّي بالناس وكان محرابه على وجه
الكعبة.


وحينما وصلت الحكومة بأيدي
السعوديين بقي أمر الإمامة للصلوة في المسجد الحرام على حالة واحدة، واستدار
المأمومون حول الكعبة المشرفة خلف إمام واحد فقط كما نشاهد الآن.


/ 12