إمام علی (علیه السلام) بأقلام المعاصرین نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إمام علی (علیه السلام) بأقلام المعاصرین - نسخه متنی

ماجد محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




إدريس الحسيني ـ نموذج آخر


في كتابه
(الخلافة المغتصبة) فقد عبّر عن تقديره وإجلاله لشخصية الإمام علي(عليه
السلام) ـ موضوع بحثنا ـ ودور هذا الإمام العظيم في ترسيخ كيان الإسلام ولو
على حساب حقّه الشخصي وسكوته عن أولئك الذين اغتصبوا الخلافة ـ حسب تعبيره ـ
فيقول :

«أدرك الإمام
علي(عليه السلام) بعد كلّ ما وقع أنّه قد وقع في مأزق وداخل شراك خطير ،
فالعرب تظاهرت عليه واستضعفته وتيّار الاغتصاب لم يركب الخلافة فحسب ،
وإنّما طوّق بيت الإمام(عليه السلام) وحاصره بعد أن مدّ جسور التعاون مع
المنافقين . . .» .

وهذا يعني أنّ
على الإمام أحد طريقين لفكّ هذا الحصار وتدمير هذا التعاون غير
المقدّس : فهو إمّا أن يثور ويجهز على هذا التيّار المتحالف ضدّه مع ما
في ذلك من مجازفة قد تأتي على الإسلام كلّه ورجاله المخلصين ، وإمّا أن
يصبر حتّى يعيد الأمور إلى نصابها .

يقول إدريس
الحسيني في هذا السياق :

« . . أمّا الخيار الأوّل فهو يسير على علي(عليه السلام) وهو مَنْ
أرعبَ بسيفه العرب واهتزّ لشجاعته الأبطال ، وتيّار الاغتصاب كان مدركاً
لكلّ ذلك ، غير أنّهم أدركوا أنّ أبا الحسن لا يُقاتل في أمر لا مصلحة
للشرع فيه ، أدركوا ذلك على مدى سنوات من الجهاد الذي كان يتزعمه .
ولذلك تجاسروا عليه وأبدوا بطولاتهم المزيّفة . . .» أمّا
الخيار الثاني ، والقول للكاتب طبعاً ، «والإمام علي وهو
ينتظر ، لم يقف مكتوف اليدين ، لم يكن انتظاره سلبياً كما يبدو
للكثير . . كان نشيطاً يعمل حسب ما تسمح به الظروف متحرّكاً خلف
الحصار المفروض عليه25 . .
(كان مقدّراً سلام الله عليه) أنّ الذين التفّوا حوله لم يكونوا على نفس
الدرجة من الإخلاص (وربّما الوعي) . .

ويذكر اليعقوبي
أنّه اجتمع جماعة إلى علي بن أبي طالب يدعونه إلى البيعة فقال
لهم :

«اغدوا عليّ محلّقين الرؤوس فلم يغدُ إلاّ ثلاثة
نفر» 26 .

وهنا يقول
الإمام علي(عليه السلام) : «لو وجدتُ
أربعين ذوي عزم لناهضتهم» ثمّ قال قولته المشهورة :
«فرأيتُ الصبر على هاتا أحجى ، فصبرتُ
وفي العين قذى وفي الحلق شجى» 27 .

وحين اشتدّ
الحصار ، وكثر الابتعاد عن الدين وتحوّل الخلاف إلى صراع حقيقي بين ما
كان يفعله عثمان وما يريده الإمام ، راح الإمام يعلن اعتراضه على عثمان
بشكل واضح وصريح . يقول السيّد إدريس الحسيني في هذا
الإطار :

«لقد كان ثمّة
صراع حقيقي بين عليّ وعثمان ، وبلغ بالإمام أنّه بدأ يُبدي اعتراضه
الصريح على عثمان ولا يأبه بأيّ تهديد منه ، كيف يسكت علي وهو لم يسكت
قبلها ، إذْ سكت إلاّ مراعاةً لحرمة الإسلام وحواريي الرسول(صلى الله
عليه وآله) . أما وقد بدأ عثمان يختلف في الدين ويستهزئ بشريعته ،
وينزّل من مقام حواري الرسول ويرفع من شأن الطلقاء»28 ،
«فلم يكن السكوت أحجا وليكن ما يكون»29 .

ولعلّ أكثر
مواقف الصراع بين الرجلين هو ما يذكره التاريخ عن نفي عثمان لأبي ذر ووقوف
الإمام مع الثاني في تشييعه له وتوديعه ، وما ينقله الكاتب إدريس
الحسيني عن كتب التاريخ المعتبرة ، إذ يقول :

«إنّه عندما
أزمع عثمان على تسيير أبي ذر الغفاري(رضي الله عنه) إلى الربذة ومنع الناس أن
يسيروا معه ، فلمّا طلع عن المدينة ومروان يسير عنها طلع عليه علي بن
أبي طالب ومعه ابناه وعقيل أخوه وعبدالله بن جعفر وعمّار بن ياسر ،
فاعترض مروان فقال : يا علي انّ أمير المؤمنين (عثمان) قد نهى الناس
عن أن يصحبوا أباذر في مسيره ويشيّعوه. فإذا كنت لم تدر بذلك
فقد أعلمتُك، فحمل عليه علي بن أبي طالب بالسوط وضرب بين أُذني راحلته ،
وقال : تنحّ نحّاك الله إلى
النار . ومضى مع أبي ذر فشيّعه ثمّ ودّعه وانصرف .
فلمّا أراد الانصراف بكى أبو ذر ، وقال : رحمكم الله أهل البيت إذا
رأيتك يا أبا الحسن وولدك ذكرتُ بكم رسول الله(صلى الله عليه وآله).
فشكا مروان إلى عثمان ما فعل علي بن أبي طالب ، فقال عثمان : يا
معشر المسلمين من يعذرني من علي؟ ردّ رسولي عمّا وجّهته له ، وفعل
كذا ، والله لنعطينه حقّه . فلمّا رجع عليّ استقبله الناس ،
فقالوا له : إنّ أمير المؤمنين عليك غضبان لتشييعك أبا ذر ،
فقال : غضب الخيل على اللجم»30 .

وفي محاولة
جادّة من قبل الاستاذ إدريس الحسيني لإعادة كتابة التاريخ ، والانعتاق
من الموروث المؤدلج والمصبوغ بأصباغ الحكومات ومعجون السياسة ، أي
محاولة إعادة الحقّ إلى نصابه بعد تغييب متعمّد أو غير متعمّد دام قروناً
عديدة ، وخاصّة فيما يتعلّق بمنهج الإمام علي(عليه السلام) مقارنة
بمناهج غيره ، يقول الكاتب :

«لقد كان وما
يزال أغلب المؤرِّخين والناقدين للتراث ، يسبحون في بحر التكرار ،
ويبنون إبداعاتهم النقدية على عناصر وهمية ، ومعطيات جاءت بها رغبة
الخلفاء وطمع المؤرّخين . وإذا ما انتبهنا إلى الماضي ومجريات أحداثه
سوف يتبيّن لنا الأمر على درجة كاملة من الوضوح ، فالسياق التاريخي الذي
ظهر فيه التدوين والتأريخ هو نهاية العصر الأموي والعصر العبّاسي ، وهو
سياق شهد نموّاً خطيراً ومنظّماً لتيّارات مختلفة الاتجاه ، وشهد ـ
أيضاً ـ صراعاً سياسياً حادّاً تفتّق عن صراعات ايديولوجية . ولمّا كانت
السلطة طرفاً في هذا الصراع ، كان من الطبيعي أن تستثمر إمكانياتها
وموقعها كسلطة صاحبة القرار في سبيل تدمير الأطراف الاُخرى ، وتشكيل
ايديولوجية الدولة . وكان الدين دائماً هو الضحية الأساس . لأنّ
تشكيل الايديولوجية هذه لا يستقيم إلاّ بإجراء سلسلة من التحريفات ليكتمل
التناغم والانسجام بين الاثنين . .»31 .

خلاصة الذي
أراد ويريد الكاتب إدريس الحسيني قوله في كتبه الثلاثة; (الانتقال
الصعب) ، (الخلافة المغتصبة) وآخرها (لقد شيّعني الحسين) أنّ الإمام
عليّاً(عليه السلام) استشهد مهضوم الحقّ مظلوماً ، لم يعرف التاريخ حقّه
والمؤرّخون بعد ، ولئن كانت حُلّت أزمة التاريخ بعد توفّر الدراسات
العلمية الدقيقة فإنّ أزمة المؤرِّخين لم تحلّ بعد ، وهذا ما يقتضي
استنهاض هؤلاء لإنصاف دينهم ورسالتهم ودعوتهم لدراسة التاريخ بعيداً عن
الايديولوجية الجاهزة ، ومحاولة التعرّف على الرجال من خلال الحقّ وليس
العكس .

/ 7