إمام علی (علیه السلام) بأقلام المعاصرین نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إمام علی (علیه السلام) بأقلام المعاصرین - نسخه متنی

ماجد محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




علي بن أبي طالب، بقيّة النبوّة، وخاتم الخلافة: عبد الكريم الخطيب


هذا هو العنوان
الذي اختاره عبد الكريم الخطيب لكتابه وذيّله بحديث شريف للنبي الأكرم(صلى
الله عليه وآله) يقول فيه : «يا عليّ
لا يُحبّك إلاّ مؤمن ، ولا يبغضك إلاّ منافق» ،
ثمّ راح يدوّن في تقديمه لكتابه هذا قائلا :

«إنّ تاريخ
العظماء ليس مجرّد حياة وموت ، وأحداث وقعت فيما بين الحياة والموت
فضبطتها صحف التاريخ ، وختم عليها الزمن بخاتمه ، وإنّما تاريخ
حياتهم ميراث كريم تتوارثه الإنسانية كلّها ، وتقتدي بما فيه من عظات
وعبر ، وتقطف من مجانيه ، ما تطول يدها وتبلغ همّتها من قدوة صالحة
ومثَل كريم» 41 .

وحين يصل إلى
الإمام علي(عليه السلام)بعد زفرات طرحها على ما حلّ بالمسلمين من اختلاط
مرويّاتهم عن صحابة رسول الله وكيف (اختلط فيها الحقّ بالباطل والصدق
بالكذب ، والواقع بالخيال) ـ حسب تعبيره ـ راح يقول :

« . . . وعلي ـ كرّم الله وجهه ـ هو بقيّة النبوّة ،
وخاتم خلافة النبوّة ، وحياته كلّها معركة متّصلة في
سبيل الله ، وإيثار سخيّ لإعزاز دين الله ، وإعلاء راية
الإسلام التي حملها رسول الله ، والتفّ حولها المهاجرون والأنصار ،
فكانوا جند الله وكتيبة الإسلام . . . واحتملوا تبعات الجهاد
في سبيل الله ، صابرين مصابرين . . . أمّا عليّ ،
فقد كان صدره درعاً واقياً لدعوة الإسلام ، من أوّل يوم الإسلام إلى أن
تداعت حصون الشرك ، وذهبت معالمه . .»
وأضاف :

«وكان سيفه
شهاباً راصداً ، يرمي أعداء الإسلام بالمهلكات ، ويشيع في جموعهم
الخزي والخذلان ، ويُلبس أبطالهم وصناديهم المذلّة والهوان ، حتّى
ليكون سيفه علماً يسمّى (ذا الفقار) وحتّى ليكون صاحب السيف
مثلا يحدِّث الناس به في مواقف البطولات الخارقة فيقال (فتىً ولا كعليّ)» 42 .

وحين يأتي إلى
موضوع الخلافةـ ككاتب يرى رأياً آخر ـ لا يجد مناصاً من التصريح
بالحقيقة رغم مرارتها فيقول :

«فقد كانت
الخلافة أقرب إليه بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) من أيّ صحابي آخر»
ولكنّه يضيف :

«فلمّا تمّت
البيعة لأبي بكر ، توقّف قليلا وأمسك يده عن البيعة له بالخلافة ،
حتّى إذا رأى القبائل تتنادى بالردّة والخروج عن طاعة الخليفة الجديد ،
بادرَ فسدّ هذه الثغرة ، وأعطى الخليفة كلّ ولائه ونُصحه» 43 .

ويأتي عبد
الكريم الخطيب إلى فتنة الخليفة الثالث عثمان بن عفّان وابن عمّه مروان ويفتح
ملفّها ولا يستطيع غلقه فيقول :

«أسلم الحكم
(والد مروان) عام الفتح إسلام الطلقاء ، وكان طريد رسول الله(صلى
الله عليه وآله) ولعينه . . . وقد قال فيه البلاذري :
إنّ الحكم بن العاص كان جاراً لرسول الله(صلى الله عليه وآله) في الجاهلية
وكان أشدّ جيرانه له أذًى في الإسلام . . . وكان قدومه إلى
المدينة بعد فتح مكّة ، وكان مغموصاً عليه في دينه (أي مطعوناً عليه
ومتّهماً في دينه» 44 .

وبعد رحيل
النبي(صلى الله عليه وآله) كلّم عثمان أبا بكر في ردّ الحكم وولده فكان جوابه
«ما كنتُ لآوي طرداء رسول الله» ولمّا استُخلف عمر ، قال قول أبي
بكر ، ولما استُخلف عثمان أدخلهم المدينة فأنكر عليه المسلمون إدخالهم
المدينة ، ثمّ ولّي الحكم صدقات قضاعة (حيّ في اليمن) ـ والكلام للخطيب
طبعاً ـ فبلغت ثلاثمائة ألف درهم ، فوهبها له حين
أتاه . . . ومات الحكم (طريد رسول الله) في خلافة عثمان فصلّى
عليه عثمان وضرب على قبره فسطاطاً» 45 .

وعن مروان بن
الحكم ينقل الخطيب ما ذكره ابن سعد في طبقاته حين قال :

«فلم يزل مروان
مع ابن عمّه عثمان ابن عفّان ، وكان كاتباً له ، وأمر له عثمان
بأموال ، وكان عثمان يتأوّل في ذلك صلة قرابة ، وكان الناس ينقمون
على عثمان تقريبه مروان وطاعته له ، ويرون كثيراً ممّا ينسب إلى عثمان
لم يأمر به ، وأنّ ذلك عن رأي مروان ، دون عثمان ، فكأنّ
الناس شنّعوا بعثمان ، لما كان يصنع بمروان ويقرّبه» 46 .

ومن هنا جاء
تعليق الإمام علي(عليه السلام)على الفتنة التي أودت بحياة عثمان مخاطباً
الثوّار : «جزعتم فأسأتم الجزع ،
واستأثر فأساء الأثرة» .

«والحقّ أنّ
عليّاً كان أوفر الناس حظّاً ، وأطولهم صحبةً لرسول الله(صلى الله عليه
وآله) ، فمنذُ وُلد عليّ ، وهو بين يدي محمد ، قبل النبوّة
وبعدها . لم يفترق عنه في سلم أو حرب ، وفي حلٍّ أو سفر ، بل
كان بين يدي النبي ، وتحت سمعه وبصره إلى أن لحق الرسول بالرفيق
الأعلى ، وهو على صدر عليّ ، حيث سكب آخر أنفاسه في الحياة» 47
ويضيف :

«فقد كان علي
بطل الإسلام دون منازع . . . وكان فقيه الإسلام ، وعالم
الإسلام ، وحكيم الإسلام ، غير مدفوع عن هذا أو منازَع
فيه . . .» إلى أن يقول :

«ولو أنّ
إنساناً غير علي بن أبي طالب ، امتُحن بما امتحن به من شدائد
وأهوال ، لتبلّدت مشاعره ، وعطّلت ملكاته ، ولما وجد العقل
الذي يفكِّر ويقدّر ولا اللسان الذي ينطق ويبين! ولكنّها النفس الكبيرة
العميقة ، تمرّ بها الأحداث المزلزلة ، والكوارث المكربة ،
كما تمرّ الأعاصير بالجبال الشامخة فتتطاحن عندها وتتخاشع بين يديها ،
وتتكسّر متداعية تحت قدميها . . .» 48 .

وفي مقاربة
معبّرة بين زواج الخليفة عثمان من بنتي رسول الله(صلى الله عليه وآله)رقية
وأمّ كلثوم ومنحه لقب (ذي النورين) ، وبين زواج الإمام علي من
فاطمة(عليها السلام)يقول عبد الكريم الخطيب أو يكتب قائلا :

« . . فإنّ في زواج عليّ من فاطمة شيئاً أكثر من هذا الذي ظفر به
عثمان! فأوّلا ، فاطمة (رض) اختُصت من بين أخواتها بهذه الدرجة الرفيعة
التي رفعها الله إليها فجعلها في مقام مريم ابنة عمران ، حيث وصفها
الرسول(صلى الله عليه وآله)بأنّهما خير نساء العالمين ، وثانياً :
أنّ فاطمة ـ وحدها من دون أبناء النبي وبناته ـ هي التي كان منها
سبطا رسول الله(صلى الله عليه وآله)الحسن والحسين ومنهما كلّ نسل رسول
الله . وإذْ ننظر إلى هذا الأمر ـ والكلام للخطيب ـ مع ضميمة ما سبق من
مواقف في هذا المقام ، نجد أنّ ذلك الموقف متسق مع ما سبقه ، جار
على الغاية المُنجحة له ، والبالغة بابن أبي طالب ، ما أراد الله
له من كرامة وتكريم!

فهذا رسول
الله(صلى الله عليه وآله) يكون له بنين وبنات ثمّ يختارهم الله جميعاً إلى
جواره في حياة الرسول ، عدا فاطمة (رض) ، ثمّ لا يقف الأمر عند
هذا ، بل يكون من حكمة الله ألا يعقب أحد من أبناء الرسول وبناته
ولداً ، ومن كان له ولد من بناته مات هذا الولد صغيراً . .
وهكذا يصبح الرسول ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ لا يرى له ولداً غير
فاطمة ، ولا نسلا متّصلا إلاّ ما كان من فاطمة وعلي» 49 .

ويأتي الخطيب
إلى قضية حسّاسة يحاول أن يتجاوزها بفذلكة وذكاء وذلك عند تمييزه بين شخص
الرسول ورسالته ، فيقطع الطريق على الرأي الآخر القائل بأنّ الإمام
عليّاً(عليه السلام)إنّما هو امتداد لرسالة الرسول وإنْ كان لشخصه فيه النصيب
الأوفى ، فيقول في هذا الإطار معترفاً ممرّراً :

«فإذا
قيل : إنّ عليّاً أخو النبي وزوج ابنته فاطمة ، سيّدة نساء
العالمين ، وأبو السبطين ، ريحانتي شباب الجنّة ، الحسن
والحسين . . ثمّ إذا قيل : إنّ عليّاً هو الشخص القائم مقام
الرسول في كلّ موقف يُلتمس فيه شخص الرسول ، لا رسالة
الرسول ، إذا قيل ذلك في (علي) فإنّه لا يعطي أكثر من دلالة
واحدة ، هي أنّ عليّاً أقرب الناس إلى الرسول ، وألصقهم به
وأولاهم ، فيما يمسّ ذاته ، ويتّصل بشخصه!» 50 .

وعن عدل (علي)
وترفّعه عن حطام الدنيا واندكاكه بمبادئ الدين وعدم اهتمامه بما تقوله
السياسة ورجالها فيه ، يقول عبد الكريم الخطيب :

«روي أنّه حين
تفرّق أصحاب علي بعد مقتل الخوارج ودخل مسجد الكوفة فخطبهم ، وكشف لهم
عن الحال التي صاروا إليها ، وما ينتظرهم من ذلّ على أيدي أهل الشام
بعدها ، قام إليه بعض أصحابه فقال :

«يا أمير
المؤمنين . . . أعطِ هؤلاء هذه الأموال ، وفضّل هؤلاء
الأشراف من العرب وقريش على الموالي ، ممّن يتخوّف خلافه على الناس
وفراقه ، إنّ هذا هو الذي كان يصنعه معاوية بمن أتاه ، وإنّما
عامّة الناس همّهم الدنيا ، ولها يسقون ، وفيها يكدحون ، فاعط
هؤلاء الأشراف ، فإذا استقام ذلك ما تريد عُدت إلى أحسن ما كنتَ عليه من
القسْم» 51 .

ويواصل الخطيب
رؤيته هذه معلّقاً :

«هذه هي
السياسة التي كان يمكن أن يغلب بها الإمام ، وأن يستكثر بها من الأنصار
والأتباع! ولكنّه يأبى بأن يستجيب لهذا الرأي ، ويردّ على أصحابه
قائلا :

«أتأمروني أن أطلب النصر بالجور . . فوالله لا
أفعل ذلك ما لاح في السماء نجم ، والله لو كان المال مالي لسويتُ بينهم!
فكيف وهي أموالهم» .

هذا هو حكم
الدين ـ والتعليق هنا للخطيب طبعاً ـ ودعوة الحقّ والعدل! ولكن أين الناس من
الدين ، ومن الحقّ والعدل؟! لقد تعثّرت أقدامهم على هذا الطريق وثقل
خطوهم عليه ، وتقطّعت بهم الأسباب دونه . . . أتريدون
شاهداً؟ وهل شاهد بعد أن نرى عليّاً وحده في الميدان ، لا يقوم تحت
رايته غير خمسين رجلا؟» 52 .

لكن المؤلم
المؤسف أنّ الخطيب نفسه وفي طول الكتاب وعرضه استمرّ مدارياً متهيباً يقترب
من قول الحقيقة الساطعة وينسلّ منها ، وتسطع شمسه فتضلّلها غيمة الموروث
وغمامة الحكم الجاهز وكأنّي به يريد أن يقول شيئاً ولكن الضريبة باهضة
والموقف صعب والحقّ مرّ ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي
العظيم .

/ 7