المقدمه
لقد كتب الكثير من المؤرخين وغيرهم حول
العناوين والموضوعات التي تخصّ المدينة المنوّرة: عن شرافة أرضها ومشرّفِها،
وعمن نزل وحلّ فيها وعن آثارها وأماكنها. ولكن قلّ من تعرّض لذكر الروضة
المقدّسة في المسجد النبوي بنحو التفصيل، وحقّق الموضوع كما ينبغي، من حدودها
واختلاف الآراء فيها وبيان معناها وعلّة شرافتها وآدابها وغير
ذلك.
ولقد كان في مضماري، في السنوات التي كنت
أتشرّف بزيارة قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أن أتعرّف على هذه البقعة
الطاهرة أكثر ممّا سمعت أو قرأت بنحو الإجمال والايجاز، فلذلك عزمت على كتابة
صفحات وإن كانت بصورة موجزة، ولكن حاوية على جميع أنحاء البحث حول هذه البقعة
الطاهرة، آملا بذلك الدخول في رياض الجنّة التي وعد المتّقون بها، إن شاء
الله تعالى.