قبلة و الطواف نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

قبلة و الطواف - نسخه متنی

محمد مهدی الآصفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید







أنحاء التسليم



والتسلم لله في حياة الانسان على ثلاثة أنحاء


1 ـ التسليم لقضاء الله وقدره; بمعنى أن لا يعترض الانسان ولا يتذمر لما يقدر
الله ـ تعالى ـ له من القضاء والقدر في السرّاء والضراء. وفوق درجة التسليم
هذه درجة (الرضا بقضاء الله وقدره) وهو من أسمى مراتب العبودية
واليقين.


2 ـ التسليم لدين الله وحكمه وشريعته، بمعنى الطاعة والانقياد والاستسلام
لأمر الله وحكمه، والالتزام بحدود الله ـ تعالى ـ بصورة دقيقة، وهو (التقوى).
وهذا التسليم يختلف عن التسليم الأول، فإنّ التسليم هنا يتمّ بالانقياد
الطوعي والإرادي لحكم الله تعالى وحدوده ... بينما التسليم في الفقرة الأولى
بمعنى عدم الاعتراض والتذمر من قضاء الله ـ تعالى ـ وقدره والرضا به. أما
القضاء والقدر فينزلان على الإنسان بغير إرادته واختياره، ويقهرانه على ذلك،
أراد ذلك أو لم يرد.


3 ـ أن يسلّم الإنسان وجهه لله، بمعنى أن يجعل وجه الله ـ تعالى ـ ومرضاته
غايته في حركته، ويسعى إليه، ويكون همّه تحقيق مرضاة الله، والتقرّب إليه
وابتغاء وجهه الكريم.


وهذا التسليم يختلف عن التسليم في الفقرة الثانية، ففي الفقرة الثانية يأتي
التسليم بمعنى الطاعة، وتجنّب المعصية، والعمل والحركة ضمن حدود الله تعالى،
وعدم تعدى الحدود الإلهية والاجتناب عن انتهاك حرمات الله.


بينما التسليم في الفقرة الثالثة مسألة نفسية وذهنية وهي ابتغاء وجه الله
ومرضاته.


* * *


والتسليم لله بالمعنى الثالث هو رسالة القبلة، وهو أحد الدورين الذين تنهض
بهما (الكعبة) في حياة الإنسان. قال تعالى: {فإن حاجّوك فقل أسلمت وجهي لله، ومَن اتّبعَنِ
...}8.
و {بلى مَن أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره
عند ربه ...}9،
و {ومَن أحسنُ ديناً ممن أسلم وجهه لله وهو
محسن ...}10،
و {ومَن يُسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد
استمسك بالعروة الوثقى ...}11.


وكما ليس للإنسان إلاّ قلب واحد {ما جعل
الله لرجل من قلبين في جوفه}12
كذلك ليس للإنسان إلاّ وجه واحد. وهذا الوجه إمّا أن يكون إلى الله، أو إلى
جهة أخرى غير جهة الله.


وقد يتمكن الإنسان في وقت واحد أن يقوم بعملين (يمشي ويتكلّم مثلا)، ولكن لا
يمكن أن يعطي وجهه في وقت واحد إلى جهتين.


إذن معنى تسليم الوجه هو أن يكون همّ الإنسان، وغايته في حركته ومسعاه هو
مرضاة الله تعالى {قل إنّ صلاتي ونسكي
ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين}13.


وتسليم الوجوه لله ـ تعالى ـ بهذا المعنى هو أن يضع الإنسان وجهه قبال وجه
الله الكريم، ويعطي وجهه لله. وهو بمعنى الإقبال على الله في الحركة والاعراض
عن غير الله.


إذن فإنّ (وجه الله الكريم) ينظم مسير الإنسان وحركته، إذا أعطاه الإنسان
وجهه وسلّمه ناصيته.


وقد يعبّر القرآن عن هذا المعنى بـ (إقامة الوجه للدين).


{وأن أقم وجهك للدين حنيفاً ولا تكوننّ من
المشركين}14.


وإقامة الوحدة للدين، بمعنى تسليم الوجوه وتوجيهها لله تعالى، فإنّ مهمة
الدين في حياة الانسان هو توجيه وجه الإنسان إلى الله.


/ 14