الدور الثاني للقبلة
والدور الثاني للقبلة أنّها توجّه وجوه الناس جميعاً إلى الله. وهذه الصفة
(الاجتماعية) في تسليم الوجوه لله تعطي الإنسان قرباً وسرعةً وإقبالا أكثر في
حركته إلى الله.
ومن عجب، أنّ حركة الإنسان إلى الله وسط حركة جماهير المؤمنين إلى الله أسرع
وأقوى وأرضى إليه تعالى، من أن يتحرّك الإنسان وحده إلى الله إلاّ أن يكون
أمّة لوحده، كما كان إبراهيم (عليه السلام) أُمّةً.
والله تعالى يحب أن يستقبل عباده مجتمعين، فإذا أقاموا الصلاة، أقاموها
جميعاً، وإذا توجهوا إلى وجهه الكريم بوجوههم توجهوا جميعاً، وإذا صاموا
صاموا جميعاً، وإذا أفطروا أفطروا جميعاً. وهذه الصفة (الاجتماعية) أمر أصيل
وجوهري في هذا الدين. والقبلة تحقّق هذه الصفة الاجتماعية في تسليم الوجوه
إلى الله، إضافةً إلى أصل التسليم.