[ بسم الله الرحمن الرحيم ( الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله و صحبه أجمعين ) ( أما بعد ) فقال المصنف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ( مقدمة ( 1 ) ] ( 1 ) يقال بفتح الدال و كسرها و الفتح على أن المعنى ان المؤلف أيده الله قدمها امام المقصود فهي اسم مفعول بالكسر على أن المعنى انها قدمت شيئا أمام المقصود و هو معاني فصولها و يكون نسبة التقديم مجازا و الا فالمقدم حقيقة هو المؤلف أيده الله تعالى و ذلك كما يقال عيشة راضية و المعنى مرضية و يمكن ان مقدمة بالكسر بمعنى متقدمة في نفسها من نظر إلى انها قدمت شيئا فقد جاء ذلك و منه المثل ( قد بين الصبح الذي عينين ) و لا يريدون أنه بين شيئا آخر بل يريدون انه قد تبين و اتضح يضرب مثلا لمن لم يفهم الامر مع اتضاحه أو تعامى عنه فيكون المعنى انها متقدمة لا بالنظر أن شيئا آخر قدمها و لا أنها قدمت شيئا و على الجملة فهي ما يقدم أمام المقصود لارتباط له بها و انتفاع بها فيه و في كونها مقدمة علم أو مقدمة كتاب فرق يذكرونه و هو في الحقيقة اعتباري لا حقيقي لانهم يقولون أن مقدمة العلم هي التي يتوقف على معرفتها معرفة مسائله و مقدمة الكتاب لطائفة من كلامه قدمت للانتفاع بها فيه لما بينهما من الارتباط سواء توقف عليها أم لا و هذه هي مقدمة كتاب لان معرفة الفقة أعني فهمه لا يتوقف على معرفتها و بينهما ارتباط ظاهر و لها انتفاع فيه و لا يصدق عليه الآخر و هو كونها مقدمة علم لان شيئا من الفن لا يتوقف في معرفته على معرفتها و ان توقف من حيث ترتب جواز العمل بمقتضاه فهو أمر وراء معرفته و يلوح لي و الله أعلم أن هذه ليس القصد بها واحدا من المعنيين بل المقصود بها أمر ثالث مقدمة العلم و الكتاب و هي معنى كونها مقدمة بالفتح و الكسر يجب تقديمها على الخوض فيما بعدها لا لاجل توقف فهمه عليها و لا لاجل الانتفاع بها في فهم شيء منه بل لوجوب معرفتها أولا و توقف استثمار وضع الفقة و العمل به عليها و هذا معنى ثالث لم أر أحدا لمح اليه و هو المقصود كما هو المعروف من حالها و معرفة فصولها فيكون معنى مقدمة ( هذه مقدمة ) اي لا يجوز إهمالها أو تقدم شيء عليها و الله أعلم ( قال الوالد ) أيده الله حين إطلاعة عليه و هذا المعنى هو الذي قصدناه و قصده صاحب الازهار انتهى من شرح المقدمة بلفظه لسيدي عبد الله ابن الامام شرف الدين عليلم من خطه ( ) و لم يذكر المقدمة غيرنا من التأخرين قال عليلم و انما ذكرناها و ان كانت من علم الاصول و لا مدخل للاصول في الفروع لوجهين ( أحدهما ) انها من أصول الفقة بمنزلة فروض الصلاة و نحوها من علم