قد احتالوا فما دفع الحويل
كذاك الدهر أعمار تزول
لنا منه وإن عفنا وخفنا
وقد وضح السبيل فما لخلق
لعمرك إنه أمد قصير
أرى الاسلام أسلمه بنوه
أرى شمس النهار تكاد تخبو
أرى القمر المنير بدا ضئيلا
أرى زهر النجوم محدقات
أرى وجه الزمان وكل وجه
أرى شم الجبال لها وجيب
وهذا الجو أكلف مقشعر
وهذي الريح أطيبها سموم
وللسحب الغزار بكل فج
نعى الناعي إلى الدنيا فتاها
نعى كافي الكفاة فكل حر
نعى كهف العفاة فكل عين
كأن نسيم تربته سحيرا
إذا وافى أنوف الركب قالوا
آيا قمر المكارم والمعالي
أبن لي كيف هالك ما يهول
ويا من ساس أشتات البريا
أدلت على الليالي من شكاها
بكاك الدين والدنيا جميعا
بكتك البيض والسمر المواضي
وكنت تعولها فيمن تعول
وأعولنا فما نفع العويل؟!؟!
وأحوال تحول ولا تؤول 10
رسول لا يصاب لديه سول
إلى تبديله أبدا سبيل
ولكن دونه أمد طويل
وأسلمهم إلى وله يهول
كأن شعاعها طرف كليل 15
بلا نور فأضناه النحول
كأن سراتها عور وحول
به مما يكابده فلول
تكاد تذوب منه أو تزول
كأن الجو من كمد عليل 20
إذا هبت وأعذبها بليل
دموع لا يزار بها المحول
أمين الله فالدنيا ثكول
عزيز بعد مصرعه دليل
بما تقذي العيون به كحيل 25
نسيم الروض تقبله القبول
: سحيق المسك أم ترب مهيل؟!
أبن لي كيف عاجلك الأفول؟!
وغالك بعد عزك ما يغول؟!؟!
وألجم من يقول ومن يصول 30
وقد جارت عليك فمن يديل
وأهلهما كما يبكى الحمول
وكنت تعولها فيمن تعول
وكنت تعولها فيمن تعول